في "شيكاغو" بالولايات المتحدة، يمكن مشاهدة عمال داخل عربات مخصصة لنقل ركاب مترو الأنفاق في مصنع تابع لشركة "تشاينا ريلواي رولينج ستوك" (سي آر آر سي)، لكن ما يفعلونه يقلق بعض المصنعين والساسة الأمريكيين.
وتعد "سي آر آر سي" أكبر شركة مصنعة لعربات السكك الحديدية للركاب والشحن، وعلى مدار العقد الماضي، تنقلت الشركة الحكومية الصينية من دولة لأخرى متفوقة على منافسين مثل "ألستوم" و"بومباردييه" و"سيمنز" و"روتيم" التابعة لـ"هيونداي".
ويرى محللون أن الشركة الصينية قضت على صناعة عربات السكك الحديدية في أستراليا في أقل من عقد، وفي بداية عام 2018، أعلنت في تغريدة - حذفتها لاحقا - على "تويتر" بأن 83% من عربات السكك الحديدية حول العالم تدار من جانبها، فكم من الوقت ستستغرق الشركة الصينية لغزو هذه الصناعة في الولايات المتحدة؟
تمدد متزايد
- منذ عام 2014، حظيت "سي آر آر سي" بعقود قيمتها 2.6 مليار دولار لتوريد عربات مترو الأنفاق للسلطات في "بوسطن" و"شيكاغو" و"لوس أنجلوس" و"فلادلفيا".
- يعمل في مصنع "شيكاغو" ومصنع آخر في "سبرينجفيلد" في "ماساتشوستس" لتصنيع عربات مترو الأنفاق والشحن نحو 365 عاملاً يتقاضى الواحد منهم في المتوسط 32 دولارًا في الساعة.
- يرى البعض أنه في ظل التوسع المستمر للشركة الصينية في الولايات المتحدة بالتزامن مع عدم اليقين بشأن العلاقات التجارية المستقبلية بين البلدين، فإن المستقبل لا يزال غامضاً حول هذه الصناعة.
- فشلت شركات أمريكية بصناعة عربات الشحن في إقناع مجلسي النواب والشيوخ لتمرير تشريع يقيد أعمال "سي آر آر سي" في البلاد على غرار المخاوف بشأن "هواوي" و"زد تي إي" وما تشكلاه من تهديدات للأمن القومي الأمريكي - بناء على تصريحات الرئيس "دونالد ترامب".
- اتهم مدير وكالة "إف بي آي" في جلسة استماع أمام الكونجرس الأمريكي عام 2017 الصين بأنها تحاول الصعود والتفوق على الولايات المتحدة في جميع المناحي اقتصاديا وعسكريا وتكنولوجيا، ولا تشكل أي دولة أخرى تهديدا مماثلا على واشنطن.
- لا تصنع أي شركة أمريكية عربات السكك الحديدية المختصة بنقل المسافرين، وذلك في ظل اعتماد الأمريكيين بشكل كبير على سياراتهم في التنقل، وحتى الشركات العاملة في البلاد تنتمي إلى دول أخرى مثل "ألستوم" الفرنسية و"كاواساكي" اليابانية و"سيمنز" الألمانية.
- تأسست "سي آر آر سي" عام 1881 عندما نجحت شركة "شيجيشوانج ماشينري" في بناء أول قاطرة تعمل بالبخار وأطلق عليها في ذلك الوقت اسم "صاروخ الصين"، ويعمل بها اليوم أكثر من 180 ألف عامل في أربعين فرعاً محلياً وعالمياً.
- سجلت الشركة الصينية أرباحاً بنحو 1.5 مليار دولار عام 2019 وإيرادات تناهز 33.1 مليار دولار، وبدأت نشاطها لأول مرة في أمريكا بمدينة "بوسطن" قبل خمس سنوات.
- يرى مراقبون أن التمدد واسع النطاق لـ"سي آر آر سي" وتفوقها على منافسين في الولايات المتحدة يأتي نتيجة دعم مالي وسياسي من الحكومة الصينية الأمر الذي ربما يشكل مخاطر على الأمن القومي.
ضغوط سياسية
- بدأت الأصوات تتعالى في واشنطن بشأن مدى تمدد "سي آر آر سي" في الولايات المتحدة وإضرارها بالمنافسة في صناعة عربات السكك الحديدية وما يشكل ذلك من خطورة على الأمن القومي.
- فشل مشرعو الكونجرس الأمريكي في فرض قيود على توسع "سي آر آر سي" في البلاد ودعم الصناعة المحلية، كما تحدث بعض المشرعين عن إمكانية استغلال عربات مترو الأنفاق المصنعة من قبل الشركة الصينية في هجمات سيبرانية.
- كان هناك مشروع قانون أمام الكونجرس يقتضي فرض قيود وحظر على "سي آر آر سي" من الفوز بعقود لصناعة عربات جديدة لمدة تتراوح من خمس إلى سبع سنوات.
- لم يخف مسؤولو الشركة الصينية طموحهم بالتوسع في كافة أنحاء دول العالم على رأسها أمريكا، ووضعوا ثلاثة أهداف رئيسية هي التشغيل والريادة الصناعية عالمياً بالإضافة إلى بلوغ مستويات فنية فائقة.
- أما على الجانب الآخر في أمريكا، هناك مخاوف لدى صناعة الشحن والنقل عبر السكك الحديدية من هيمنة صينية وتدمير للتنافسية، فضلا عن إمكانية استغلال تلك العربات في حروب سيبرانية وأعمال تجسس وممارسات تجارية غير عادلة.
المصادر: بلومبيرج، نيكي
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}