نبض أرقام
11:28 م
توقيت مكة المكرمة

2024/10/06

في عالم الدفع الرقمي .. الطلب على الكاش يتزايد لكن لا أحد يعلم أين يذهب؟

2020/01/11 أرقام

"الكاش لم يعد ملكًا"، "التحول نحو المجتمعات غير النقدية يتسارع"، "لا وجود للكاش في المستقبل".. مجموعة من عناوين الأخبار التي باتت شائعة في السنوات الماضية، حيث غذتها الطفرة في أعمال الدفع الرقمي باستخدام تطبيقات الجوال والبطاقات المادية وأيضًا العملات الرقمية.

 

 

صحيح أن شركات "الفينتك" أو ما يعرف بالتقنيات المالية آخذة في التزايد والنمو، وأدواتها من بطاقات قابلة للتلامس وتطبيقاتها الإلكترونية والعملات الافتراضية، تعني أن هناك اتجاهًا غير تقليدي لا تكون فيه النقدية العنصر الأساسي للمعاملات المالية، لكنه لا يعني بالضرورة موت الكاش كما يدعي البعض (على الأقل حتى الآن ولمدة ليست بالقصيرة).

 

في حين يسلط المحذرون من موت الكاش، الضوء على التجربة السويدية التي شهدت انخفاضًا ملحوظًا في النقد المتداول بين المواطنين على مدار السنوات الماضية، يتم تجاهل تجارب الاقتصادات الكبرى التي تشكل عملاتها الأعمدة الرئيسية لبناء الاحتياطيات النقدية الدولية وتقود الاقتصاد العالمي.

 

الطلب في تزايد
 

- يقول بنك إنجلترا في تقرير على موقعه الإلكتروني: رغم كل الابتكارات في مجال الدفع والمعاملات المالية، يظل الكاش مهمًا للغاية، وقد بلغ حجم الأموال التي يجري تداولها بنهاية عام 2016، نحو 70 مليار جنيه إسترليني للمرة الأولى على الإطلاق.
 

- هذا المبلغ هو ضعفا ما كان عليه قبل عقد من الزمان، وبزيادة قدرها 10% عما كان عليه قبل عام، ويقول البنك إن نصف هذه الأموال خارج البلاد تستخدم في اقتصاد الظل، في حين يستخدم ما بين 21% إلى 27% للإنفاق في أي وقت، وباقي المبلغ للاكتناز المحلي.



 

- في الوقت نفسه، بلغت قيمة الدولارات الأمريكية المتداولة نحو 1.7 تريليون دولار في عام 2018 (12.4 مليار دولار فئة واحد دولار، و1.3 تريليون دولار فئة 100 دولار) وفقًا لبيانات الاحتياطي الفيدرالي، وذلك ارتفاعًا من 1.2 تريليون دولار في عام 2013.
 

- مؤخرًا قال محافظ البنك المركزي الأسترالي "فيليب لوي"، إن الأوراق النقدية الصادرة عن المصرف تقترب من بلوغ أعلى مستوياتها منذ 50 عامًا، مضيفًا أن هناك نحو ألفي دولار أسترالي من الأموال المطبوعة مقابل كل مواطن.
 

- كتب الاقتصادي لدى الاحتياطي الفيدرالي "روث جودسون" في مذكرة نُشرت عام 2017، أن نحو 60% من جميع العملات الأمريكية، ونحو 75% من الأموال فئة مائة دولار، غادرت البلاد بنهاية عام 2016، أي أن 900 مليار دولار أصبحت خارج الولايات المتحدة.

 

لا أحد يعلم أن تذهب النقود
 

- في الحقيقة، تصدر البنوك المركزية حول العالم نقدية أكثر من أي وقت مضى، لكن الغريب في الأمر أن هذه الأموال تختفي على نحو متزايد، وحتى المصارف المركزية نفسها لا تعلم أين تستقر النقود، مع ترجيح اكتنازها من قبل الأسر في المنازل.
 

- اقتفاء أثر حركة الأموال عادة ما يعني الاصطدام بعقبات وشخصيات لا تقل تعقيدًا ورعبًا عن أحداث رواية بوليسية، فغالبًا ما تكون هذه الأموال (والدولارات على وجه التحديد) غذاءً للأنشطة الإجرامية والغش الضريبي، كما أنها تحظى بشعبية كبيرة لدى المستثمرين القلقين من الانهيار المالي في المستقبل.



 

- لا يحاول المصرفيون فهم أين تذهب هذه الأموال فقط لإرضاء فضولهم، فإذا كانت البنوك المركزية لا تعرف مقدار النقد المتداول، فهذا يعني أنها قد تواصل طباعة الكثير من العملات، ما يعني تعاظم خطر التضخم.
 

- في أثناء عمليات حفر، عثر عمال البناء في موقع عمل في مدينة "غولد كوست" الأسترالية، على مبلغ 140 ألف دولار مخبأة في عبوات، ما أثار فضول قوات الأمن التي فتحت تحقيقًا واسع النطاق للبحث عن صاحب هذا الكنز من المال.
 

- في سبتمبر الماضي، رفضت محكمة ألمانية دعوى رفعها رجل خبأ أكثر من 500 ألف يورو داخل غلاية معيبة قبل تشغيلها، لتتحول الأموال إلى رماد سريعًا، حيث طالب بتعويض (بقيمة الأموال والفائدة) من صديقه الذي أصلح الغلاية في غيابه أثناء يوم بارد.

 

اكتناز الأموال وضياعها
 

- يقول رئيس المركز الوطني للتحليل في البنك المركزي الألماني "سفين بيرتلمان" والذي يعتقد أن هناك نحو 150 مليار يورو مخزنة داخل البلاد: يخفي الناس أموالهم في كل مكان، في بعض الأحيان يتم دفن الأوراق النقدية في الحدائق حيث تبدأ في التحلل، أو تخبئتها في المناطق غير المستخدمة من المنزل.
 

- يضيف "بيرتلمان": كثيرا ما تكون الأموال المخبأة وليمة شهية للفئران أو أداة لتبني أعشاشها، كما يحدث مرارًا أن يحتفظ الناس بالمال في مظروف ثم يمزقونه عن طريق الخطأ، في كثير من الأحيان نلتقط أجزاء الأموال بالملاقط ونبدأ تجميعها مثل أحجية.



 

- في محاولة لتقدير حجم الأموال المخزنة لدى الأسر، ابتكرت دائرة سك العملة في أستراليا معادلة مستندة إلى حجم الطلب على الأموال الجديدة كبديل لتلك التي تضررت من الحرائق، لكنها فشلت في النهاية، وقالت إن الأثرياء كانوا أقل عرضة للتضرر من الحرائق.
 

- حاول البنك المركزي الأوروبي وغيره طلب المساعدة من الجمهور، ويقول مدير قسم الإصدار والتداول في دائرة العملات التابعة للمصرف "هينك إيسيلينك": الجميع يقولون إنهم لا يخزنون الأموال لديهم، لكن لا بد أن تكون هذه النقود موجودة في مكان ما.
 

- من جانبه يقول وزير الخزانة الأمريكي "ستيفن منوشين" إن جزءا كبيرا من المبلغ الهائل من الأموال فئة مائة دولار المتداولة في الخارج، تستقر في خزائن البنوك المركزية، مشيرًا إلى أن الفائدة السالبة دفعت الناس للتحول نحو الدولار كاستثمار قوي.

 

المصادر: وول ستريت جورنال، أرقام، التلغراف، موقع بنك إنجلترا، فوكس بزنس

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.