تتوسع "آبل" في صناعاتها وخدماتها المؤثرة في الحياة اليومية للبشر، ولا يقتصر الأمر فقط على "آيفون" - ذلك الجوال الذي ثبت أقدامه في الأسواق العالمية - بل إن الشركة الأمريكية كشفت عن خدمات متنوعة من الموسيقى إلى بث محتوى وغير ذلك من التقنيات المختلفة.
لقد أصبح "آيفون" بمثابة أحد الأسس في الحياة اليومية للكثيرين كما أنه داعم رئيسي لإيرادات "آبل" التي تجاوزت قيمتها السوقية حاجز التريليون دولار كما أغلق سهمها مؤخراً أعلى 280 دولارا للمرة الأولى في تاريخها.
ومع ظهور "آيفون" وتوسع "آبل" في خدماتها ومنتجاتها، سطع نجم صناعات وأفل نجم أخرى لدرجة أن الكثيرين أصبحوا يتساءلون عن شكل عالم ما قبل "آيفون" الذي كشف عنه المؤسس الشريك الراحل "ستيف جوبز" عن أول نسخة منه عام 2007.
حواسب الجيب
- يرى محللون أن أول نسخة من "آيفون" وضعت أساساً للجوالات العصرية ودخل العالم حقبة يمكن خلالها وضع حاسوب في الجيب يرد به على التساؤلات والرسائل بضغطة زر.
- الآن، أصبح "آيفون" أكبر حجما مما كان عليه عام 2007، وباعت "آبل" 8.7 مليون نسخة في أول ربع سنوي من عام 2010، بينما باعت 47 مليون وحدة في الربع الأول من عام 2018.
- على مدار 10 سنوات بداية من عام 2010، باعت الشركة 1.4 مليار جوال "آيفون" عالمياً وتقترب من بيع 1.6 مليار حتى العام الجاري لتصبح "آبل" واحدة من أكبر الشركات المدرجة على مستوى العالم ويعمل لديها 137 ألف موظف.
- حل "آيفون" محل العديد من الأجهزة الإلكترونية في حياة البشر، فبدلا من حمل منبه أو مفكرة أو "جي بي إس" أو مشغل موسيقى أو كاميرا عالية الدقة وغير ذلك، أصبح كل هذا في جهاز واحدة بحجم راحة اليد أو يزيد قليلاً.
- تقدر القيمة السوقية لشركات مثل "أوبر" و"ليفت" بعشرات المليارات من الدولارات، ولم تستطع هذه الشركات التواجد إلا عن طريق "جي بي إس" واتصال بالإنترنت، ومن ثم، وفرت جوالات "آيفون" وغيره الفرصة لطلب خدمات فورية بسهولة.
- تمتلك "آبل" متجراً للتطبيقات المختلفة التي تتيح الآلاف من الخدمات والتقنيات للمستخدمين، مشيرة إلى أن مطوري التطبيقات عبر متجرها ربحوا 120 مليار دولار منذ عام 2008 من بينها 30 مليار دولار عام 2018 وحده.
سلاسل الإمداد
- لم تتغير فكرة "آيفون" منذ أكثر من عشر سنوات، بل تم البناء والتطوير بمرور الوقت، فكانت أول نسخة تعمل بشبكة اتصالات الجيل الثالث "3G" بوحدة معالجة تردد 412 ميجا هرتز، أما أحدث نسخة "آيفون 11 برو"، فهي مزودة برقائق سرعتها 2.65 جيجا هرتز.
- لا تعتمد "آبل" على نفسها فقط في تطوير "آيفون" أو الخدمات والمنتجات الأخرى، بل هناك سلاسل إمداد تزود الشركة الأمريكية باحتياجاتها الصناعية من رقائق إلكترونية ومستشعرات إلى غير ذلك من التقنيات الدقيقة.
- تمتلك "آبل" شراكات عدة مع مختلف الكيانات التي سطع نجمها هي الأخرى بفضل "آيفون"، ومن بينها فوكسكون" وصانعة الرقائق "كوالكوم" التي دخلت في نزاع قضائي مع "آبل" بسبب براءات اختراع.
- ذكرت "آبل" عام 2017 أنها وفرت ودعمت 4.8 مليون وظيفة في الصين فقط كما أن تقنياتها تدعم أنشطة ومنتجات أخرى مثل الشاشات عالية الدقة وتلهم مطوري منتجات ذكية متنوعة.
حقبة "تيم كوك"
- في الرابع والعشرين من أغسطس عام 2011، أي قبل شهرين من وفاة "جوبز"، تولى "تيم كوك" قيادة "آبل" في منصب المدير التنفيذي للشركة، ولا يزال في هذا الدور حتى يومنا هذا.
- تحت قيادة "كوك"، باعت "آبل" مئات الملايين من جوالات "آيفون" وحصدت أرباحا بمليارات الدولارات، وخلال عشر سنوات، كانت "آبل" من بين الشركات المدرجة الأعلى قيمة سوقية متفوقة على "مايكروسوفت".
- لم يكن وجود "ستيف جوبز" رمزياً في "آبل"، بل يعد الراحل رمزاً أيقونياً لصانعة "آيفون"، وبالتالي، لم يكن من السهل ملء الفراغ الذي تركه بعد رحيله، وبالتالي، فإن "كوك" واجه تحدياً هو الأصعب ربما في حياته عند تولي منصب المدير التنفيذي، وهو تشبيهه بـ"جوبز".
- واجهت "آبل" صعوبات كبيرة لتوسيع أنشطتها ومواصلة إبداعها في طرح نسخ جديدة من "آيفون"، لكن ذلك لم يكن كافياً لـ"كوك"، فقد قاد الرجل الشركة نحو تنويع منتجاتها وخدماتها بدلا من الاعتماد على الجوالات فقط.
- على رأس المنتجات التي تمثل بصمة "كوك" الساعات الذكية أو ما تعرف بـ"ساعة آبل" التي طرحت عام 2015 وتوالى إصدار نسخ جديدة منها، كما طرحت الشركة في الآونة الأخيرة خدمة بث المحتوى "تي في بلس" وأيضا منصة للألعاب الإلكترونية والمساعد الصوتي الافتراضي "سيري".
- كافأت الشركة مساهميها بتوزيعات نقدية سخية بالإضافة إلى تنفيذ عمليات إعادة شراء دفعت قيمة السهم للارتفاع بأكثر من 900%، فمن استثمر مليون دولار في "آبل" بداية يناير عام 2010 يصبح قيمة استثماره 9.13 مليون دولار حتى الثالث عشر من ديسمبر هذا العام.
- عام 2018، أصبحت "آبل" أول شركة مدرجة تتجاوز قيمتها السوقية تريليون دولار، لكن "مايكروسوفت" تفوقت عليها لاحقاً، وخلال قيادة "كوك"، حققت الشركة مبيعات قوية من منتجات "آيباد" و"ساعة آبل" وحواسب "ماك".
- في تلك الحقبة، حققت "آبل" الكثير من المكاسب وساهمت في نمو موردين وشركات تكنولوجية أخرى حول العالم، لكنها في نفس الوقت، أثرت هي وغيرها من شركات الجوال على صناعات مثل الكاميرا التي أصبحت متاحة في الأيدي والجيب بشكل تقليدي بدرجات دقة متفاوتة.
- ستواجه "آبل" وشركات تكنولوجية مثل "فيسبوك" و"جوجل" و"أمازون" مخاطر تلوح في الأفق وسط تقارير عن أن الولايات المتحدة ودول أخرى تدرس فرض قيود تنظيمية عليها.
المصادر: سي إن بي سي، زي فيرج
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}