في عقد من الزمان .. كيف غيرت الجوالات الذكية حياة البشر إلى الأبد؟

2019/12/28 أرقام

قبل عشر سنوات، لم تكن صور السيلفي المتعارف عليها الآن شائعة، حيث كانت أغلب الجوالات مثل "بلاك بيري" و"نوكيا" بكاميرا خلفية واحدة، وكان اسم "أوبر" يشير إلى مطعم ألماني من مستوى الثلاث نجوم، وبالطبع لم يكن هناك من يشاهد برامجه المفضلة عبر منصة "نتفليكس".


 

في الحقيقة، لم يتم اختراع الجوال الذكي بشاشته المستطيلة التي تعمل باللمس في عام 2010 -طرح جوال آيفون الأول في 2007- لكنه كان العام الذي بدأ فيه الكثيرون حول العالم في التخلص من أمور مثل الهاتف المحمول التقليدي والكاميرا وصندوق البريد الفعلي وحتى الحواسيب.

 

منذ بداية العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين، استبدل الناس هذه الأدوات وأكثر بأجهزة فائقة الأداء يمكن وضعها في الجيب، هذه الجوالات الذكية بشكلها الجديد غيرت بشكل أساسي طريقة تعامل البشر مع العالم وعلاقاتهم بأنفسهم.

 

كيف حدث هذا التغير؟
 

- في عام 2010، طرحت "أبل" جوال "آيفون 4" في الولايات المتحدة وجميع أنحاء العالم، وكان هذا الجوال الأول للشركة الذي يتم تزويده بكاميرا أمامية وقدرة على تسجيل فيديو عالي الدقة.
 

- في نفس السنة طرحت "سامسونج" أول جوال "جالاكسي إس" يعمل بنظام "أندرويد"، وتزامن ذلك مع عمل شركات الاتصالات الخلوية على تحسين شبكاتها، ومع سيل من أفكار التطبيقات التي طرحها رواد الأعمال على المستثمرين في "وادي السليكون".

 

 

- يقول نائب رئيس مجلس إدارة "إيه تي آند تي" السابق "رالف دي لا فيجا" الذي تعاون مع "ستيف جوبز" لطرح أول جوال "آيفون": عندما يتغير شيء واحد في عالم التقنية، يكون هذا حدثا كبيرا، لكن عندما يتغير شيئان أو ثلاثة أشياء تكمل بعضها البعض، يكون هذا تغيرا مزعزعا حقًا.
 

- في عام 2011، أبرمت "إيه تي آند تي" صفقة مع "أوبر"، بعدما ذهب المؤسس "ترافيس كالانيك" إلى "دي لا فيجا" بحثًا عن وسيلة لربطه بالسائقين الذين كانوا يستخدمون جوالات "آيفون" في ذلك الوقت، وهو ما نجحت شركة الاتصالات به، فكانت ثورة مشاركة الركوب.
 

- بطريقة أو بأخرى، كانت "أبل" تتوقع قوة هذا الجوال متعدد الإمكانات، ففي عام 2009، أخبر موظف نائب رئيس الشركة "جريج جوسويك" برغبته في أن يترك وظيفته للعمل على مشروع لكاميرا فيديو رقمية صغيرة الحجم.
 

- رد "جوسويك" قائلًا: أتمزح؟ سيكون هذا أغبى شيء، نحن نزود أجهزة "آيفون" بهذه التقنية، سنبيع الكثير والكثير من الجوالات، أكثر مما يمكن بيعه من هذه الكاميرات، لن يوجد سبب يدعو أحدهم إلى شراء مثل هذه الأشياء، هدفنا هو جعل "آيفون" يفعل المزيد من المهام.
 

 

- مع ذلك، لم تكن "أبل" تعلم حجم التغيير الذي سيحدث، ويقول "جوسويك": كنا كمن أشعل النار، لكننا لم نعرف أبدًا إلى أي مدى ستكون ضخمة، أتذكر اليوم الذي بيعت فيه "إنستجرام" إلى "فيسبوك"، انتابنا الانبهار، فهذا تطبيق بيع مقابل مليار دولار.
 

- أصبح "إنستجرام" أكثر من مجرد تطبيق، ويقول الرئيس التنفيذي السابق والمؤسس المشارك للشركة "كيفن سيستروم"، إن الأمر كان لا مفر منه عندما انتقلت الحواسيب الفائقة المزودة بكاميرات من المكاتب إلى أيدي الناس في العالم الحقيقي (يقصد انتشار الجوالات الذكية).
 

- يضيف "سيستروم": حتى ذلك الحين، كان الناس يشاركون الروابط، لكن الآن يتشاركون العالم الواقعي، إذ يمكن للمستخدم مشاركة مجتمعه الصغير كل ما يفعل، إن قدوم الجوالات المزودة بكاميرات جيدة جعلنا ندرك أن ما يريد الناس مشاركته سيختلف تمامًا.

 

بعض الملامح من تغير حياة البشر بعد قدوم الجوالات الذكية المتطورة

الترتيب

الملمح

التفاصيل

01

معرفة الاتجاهات


- قبل وقت طويل من قدوم الجوالات الذكية، إذا كان يرغب شخص بزيارة مكان جديد، أو القيام برحلة ما، فغالبًا ما يحتاج إلى خريطة للانتقال.

 

- بالنسبة لأولئك الذين لا يملكون خرائط، ربما كانوا يستعينون بحواسيبهم الشخصية ومواقع مثل "ماب كويست" لطباعة خريطة مصغرة بالوجهة التي سيسلكها.

 

- منعطف واحد خطأ ربما يؤدي إلى مشكلة كبيرة وإهدار الكثير من الوقت، لكن الأمر برمته اختلف مع نظام تحديد المواقع العالمي "جي بي إس" الذي يحدد المكان بدقة ويعيد تحديد الطريق حال أخطأ السائق.

 

02

التقاط الصور


- في الوقت الحاضر، تتمتع الجوالات الذكية بعدسات عالية الجودة، إضافة إلى خصائص تصوير مختلفة، مثل "البانوراما" و"اللوحة" والوضع الليلي وغيرها، وأدوات لتحسين الصورة بعد التقاطها.

 

- قبل ذلك، كانت الكاميرات ذات الأفلام التقليدية، ضرورة لأي رحلة أو تجمع للأصدقاء، لكن استخراج الصور كان يستغرق كثيرًا من الوقت، وربما يتلف بعضها.

 

- جعلت الكاميرات الرقمية الأمر أسهل قليلًا، ومكنت المستخدم من التقاط صورة صحيحة وفورية، لكن دمج مهامها مع الجوالات الذكية جعلها بلا مغزى.

 

03

مشاركة الصور


- حتى مشاركة الصور اختلفت، فقبل الجوالات الذكية، كان على المرء دفع المزيد من الأموال لطلب نسخ مضاعفة من الصور لتوزيعها على الأصدقاء والعائلة.

 

- الآن، بنقرة زر واحدة، يمكن إرسال الصور أو التقاطها أو تحميلها على منصات التواصل الاجتماعي ليتمكن الجميع من مشاهدتها.

 

04

العمل عن بعد


- في بعض الأوقات يحتاج الموظف إلى ترك عمله مبكرًا أو عدم القدوم إلى المكتب، للحاق بالقطار أو الذهاب إلى مناسبة ما، وقبل الجوالات الذكية، كان يأمل في مثل هذه الحالة ألا ينتبه له أحد، على الأقل حتى يتمكن من الوصول إلى جهاز حاسوب مرة أخرى.

 

- لكن الآن، لا يبدو الأمر بهذا السوء، فهو متصل بزملائه ومديريه طوال الوقت عبر جواله سريع الاتصال بالإنترنت.

 

05

التسوق المدعوم بالمعلومات


- منحت الجوالات الذكية، لعدد كبير من الناس وصولًا إلى المنصات الإلكترونية، ومكنتهم من ترك تعليقاتهم ومراجعاتهم عن المنتجات والخدمات والعلامات التجارية، التي تساعد غيرهم عند التسوق.

 

06

تذكر المعلومات بسهولة


- إذا نسي المرء تاريخا مهما، أو حدثا عاما، أو اسم مطربه المفضل، يمكنه ببساطة أن يسأل "جوجل" عبر جواله.

 

07

المعاملات البنكية


- لا حاجة الآن للتوجه إلى فرع البنك والانتظار في صفوف طويلة، تتيح التطبيقات المصرفية طرقًا أيسر للإيداع والتحويل والدفع.

 

08

الاستماع للموسيقى


- الاحتفاظ بمجموعة من الموسيقى والأغاني المفضلة، كان يعني كومة من الأقراص المدمجة التي يصعب نقلها قبل سنوات.

 

- الآن، يمكن ببساطة تخزين ملايين الأغاني والوصول إليها فورًا عبر تطبيقات مثل "آبل ميوزيك" و"سبوتيفاي".

 

09

البقاء على اطلاع


- لم تعد هناك حاجة لمطالعة الصحف الورقية أو انتظار النشرة المسائية بعد العشاء، يمكن لتطبيقات الأخبار أن ترسل للمستخدم إشعارًا بآخر وأهم الأنباء، ويمكنه تصفح الأحداث لحظة بلحظة عبر أشهر المواقع الإخبارية.

 

10

معرفة حالة الطقس


- توفر بعض التطبيقات تغطية لحظية لتطورات حالة الطقس المتوقعة، لذا لن ينسى المرء بعد الآن اصطحاب مظلته في يوم غائم، ولن يرتدي معطفه في يوم مشمس خشية هبوب الرياح الباردة.
 

 

 

المصادر: وول ستريت جورنال، ريد بوك ماج

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.