نبض أرقام
07:22 م
توقيت مكة المكرمة

2024/12/22
2024/12/21

2019 .. هل كان عام انكشاف أم انفجار فقاعة "اليونيكورن"؟

2019/12/18 أرقام

في بداية عام 2019، بدا كما لو أن مجموعة من الشركات الناشئة الأكثر قيمة في الولايات المتحدة مثل "أوبر" و"ليفت" و"إير بي إن بي" و"بينترست" و"وي ورك" و"بالنتير"، على وشك إجراء سلسلة من عمليات الطرح العام الأولي التي ستلقى نجاحًا كبيرًا وسهلًا.

 

 

في سان فرانسيسكو، حيث تتركز مقار العديد من هذه الشركات، كان الجميع يتهيأ لاستقبال عام مليء بالاكتتابات الناجحة المولدة للثروة، وطالب بعض ملاك العقارات السكان بالاستمتاع بالإقامة قبل ارتفاع الأسعار والإيجارات، وحتى الصحف وصفت 2019 بعام "حمى الذهب" وقالت إن المدينة أمام نقطة تحول.

 

لكن بنهاية العام، تبخرت هذه التوقعات والأحلام تمامًا مع الواقع المخيب للآمال لهذه الأعمال، فعلى سبيل المثال، تم تسعير شركة "أوبر" خلال الاكتتاب دون القيمة المأمولة التي بلغت 120 مليار دولار عند مرحلة ما (تصل قيمتها الآن دون نصف هذا الرقم).

 

صحيح أن المؤسس "ترافيز كالانيك" والمستثمرين الأوائل جنوا مليارات الدولارات، لكن المستثمرين اللاحقين والموظفين لم يحظوا بفرصة لتحقيق ثروة كبيرة كما كان متوقعًا، خاصة أن سهم الشركة تراجع بمقدار الثلث منذ طرحه في مايو الماضي.

 

عام سيئ

 

- لم تكن "أوبر" الخاسر الوحيد بعد الاكتتاب، فمنافستها في السوق الأم "ليفت" فقدت نحو ثلث قيمتها أيضًا منذ الاكتتاب العام في مارس، في حين فقدت "سمايل دايركت كلوب" ثلثي قيمتها منذ طرحها في سبتمبر، وألغت "سلاك" خطط الطرح العام الأولي لتبيع أسهمها مباشرة.

 

- أما "وي ورك" لتوفير مساحات العمل المشتركة، فأصبحت حديث الأسواق منذ سبتمبر الماضي، بعدما ألغت خططها للاكتتاب العام بشكل مفاجئ مع تشكيك المستثمرين في قيمتها، لتتطور الأمور سريعًا ويتم إقالة الرئيس التنفيذي "آدم نيومان" وتبحث الشركة عن حزمة إنقاذ.

 

 

- كان عام 2019 غير محبب لشركات "يونيكورن"، وهي شركات التقنية الناشئة التي تتجاوز قيمتها مليار دولار، ويمكن تعقب ظهورها منذ الأزمة المالية العالمية، عندما ظهرت شركة "زيمريد" الشبيهة بـ"أوبر" في 2007، و"إير بي إن بي" في 2008، ثم "أوبر" في 2009، و"وي ورك" في 2010.

 

- يرجع الفضل في طفرة هذه الأعمال إلى مجموعة من العوامل المشتركة، على رأسها انتشار الجوالات الذكية التي تعني وصولًا أكبر للإنترنت، وتزايد معدلات التوظيف عقب الأزمة لرغبة الناس في العمل حتى دون تأمين أو مكاسب إضافية، علاوة على اللوائح المواتية.

 

- معًا، خلقت هذه العوامل  كيانات تجارية عملاقة؛ فلدى "أوبر" الآن على سبيل المثال 4 ملايين سائق، وأصبحت "وي ورك" أكبر موفر لمساحات العمل في لندن ونيويورك، ويستخدم منصة "بينترست" نحو 300 مليون مستخدم، وكلها شركات تلقت تمويلًا خاصًا سخيًا دون تحقيق أي مكاسب بعد.

 

اختلاف عن تجربة الماضي

 

- قد لا تعني الأرباح شيئا للمستثمرين عندما تطارد أسواق الأسهم استثمارات عالية النمو، لكن الخسائر التي كشفت عنها الشركات كانت صادمة في بعض الحالات، والأسوأ أنها لم تكن مصحوبة بخطط مقنعة لوقف نزيف النقدية؛ هذا هو السبب الرئيسي وراء إعادة "وول ستريت" للنظر في شأن "اليونيكورن".

 

- يدعي البعض أن الاكتتابات العامة الأولية لشركات التقنيات الاستهلاكية عادة ما سلكت هذا الطريق الوعر، وأن "جوجل" و"فيسبوك" كلاهما نجتا من عقبات كبيرة بعد طرح الأسهم في السوق العام، لكن ذلك يغفل حقيقة أن الشركتين كانتا أصغر سنًا وتحقق أرباحًا.

 

 

- يبدو أن عقلية "وول ستريت" سيطرت عليها حتى وقت قريب فكرة (مستوحاة من تجربة "جوجل و"فيسبوك") أن جمع التمويل المغامر لبناء قاعدة المستخدمين هو الطريق الصحيح للربحية التي ستتحقق حتمًا بمرور الوقت.

 

- لكن في عصر تهيمن فيه قضايا مثل الخصوصية والأمن والاحتكار وسياسات المحتوى على الرأي العام والسياسي، سيكون من الخطر الرهان على شركات "يونيكورن" كما كان الحال عند طرح "جوجل" و"فيسبوك".

 

ماذا عن الحصان الأسود؟

 

- بعيدًا عن الأسماء الأكثر شهرة، وبالنظر إلى قطاع "فينتك" الذي يعتقد محللون أنه سيظل ذا آفاق واعدة لفترة طويلة كونه مدعوما الآن بتقنيات مثل "بلوك شين"، فإن الأمور لم تبدو أفضل كثيرًا.

 

- جمعت شركات "يونيكورن" في هذا المجال نحو 9 مليارات دولار من التمويل الخاص خلال الربع الثالث في الولايات المتحدة، وهو مستوى قياسي وفقًا لبيانات "سي بي إنسيتس"، ومع ذلك، قلة من هذه الشركات تتحول إلى الأسواق العامة.

 

- منذ عام 2014، دخلت سبع شركات من هذا القطاع إلى السوق العام، لكن خمسة أسهم منها هبطت هذا العام، ويرجع ذلك إلى تغير نظرة المستثمرين في الأسواق العامة، حيث يرون هذه الشركات جزءًا من القطاع المالي أكثر من التقني.

 

 

- بالنظر إلى إحداها، قُدرت شركة "ليندنغ كلوب" في سان فرانسيسكو بـ3.8 مليار دولار قبل الاكتتاب العام في 2014، ثم قفزت بعده إلى 5.4 مليار دولار، لكن عدم نجاح تقنيتها وممارسات الإقراض المشكوك فيها وصلت بها حاليًا إلى 1.15 مليار دولار.

 

- يقول مدير الأبحاث العالمية لدى "كيه بي دبليو"، "فريدريك كانون": في النهاية، كانت "ليندنغ كلوب" وسيطًا ماليًا آخر لديه كل متطلبات الوسطاء الماليين العاديين، إذا كنت بحاجة لميزانية عمومية مضبوطة فأنت بحاجة إلى رأس المال، وسيكون من الصعب أن تنمو بهذه السرعة.

 

الجميع ليس متشائما

 

- وفقًا لكبير محللي أعمال التقنية والإعلام والاتصالات لدى "جولدمان ساكس"، "نيك جيوفاني" فإنه رغم هيمنة الأخبار السلبية بشأن شركات "يونيكورن" التقنية على الأسواق هذا العام، فإن المناخ يظل مواتيًا لها للاستفادة من أسواق المال.

 

- يقول "جيوفان": الادعاء بموت شركات "يونيكورن" مبالغ فيه بشكل كبير رغم السنوات الصعبة التي مرت بها، والدليل هو قدرتها على التحول إلى الأسواق العامة، وأتوقع أن يكون 2020، العام الخامس على التوالي من النمو في عمليات اكتتاب شركات التقنية الناشئة.

 

 

- من جانبه يقول رئيس الأبحاث لدى "مانهاتن فينتشر بارتنرز"، "سانتوش راو": سيكون 2020 عامًا جيدًا لسوق الاكتتاب العام، هناك سلسلة ضخمة من العمليات تنتظر، ربما تغيرت قواعد التقييم وبناء وجهات النظر لكن السوق لن يتوقف.

 

- تتجه أنظار المستثمرين في "وول ستريت" خلال عام 2020 لشركات يُنتظر طرح أسهمها مثل "إير بي إن بي" لتأجير المنازل، والتي يرى "جيمس جيليرت" رئيس شركة "رابيد رينتغس"، أنها ستكون أفضل أداءً من "أوبر" لامتلاكها أساسيات أقوى ومنافسة أقل.

 

المصادر: فاينانشيال تايمز، وول ستريت جورنال، التايم، فورتشن، بزنس إنسايدر

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.