في إعلان صادم من مؤسسي "جوجل"، قال "لاري بيج" و"سيرجي برين" في الرابع من ديسمبر، إنهما استقالا من منصبي الرئيس التنفيذي والمدير العام لشركة "ألفابت" المالكة لمحرك البحث الشهير، على أن يتولى "ساندر بيتشاي" القيادة.
عملية مخطط لها
- رغم أن الإعلان كان مفاجئًا، إلا أن عملية نقل مقاليد القيادة في الشركة تم التخطيط لها منذ مدة طويلة، فعلى مدار السنوات الخمس الماضية، اتبع الصديقان نهجًا لاختيار خليفتيهما في قيادة الأعمال بعناية، ووقع الاختيار على "بيتشاي" الذي تولى الرئاسة التنفيذية لـ"جوجل" عام 2015.
- مؤخرًا، عمل "بيج" و"براين" بشكل متزايد على الحد من مهامهما اليومية في الشركة التي أسساها عام 1998، للتركيز على المشروعات الناشئة الأخرى مثل "وايمو" للسيارات ذاتية القيادة ونظارات "جوجل".
- اعتاد الصديقان الظهور في الأحداث العامة والتحدث إلى الصحافة والتقاط الصور، لكنهما تواريا عن الأنظار في السنوات الأخيرة، وفي حين كان يرى بعض المساهمين ذلك باعتباره تخليا عن المسؤولية، إلا أن محللين قالوا إنه تراجع تكتيكي.
- تنحى "بيج" عن منصبه كرئيس تنفيذي لـ"جوجل" في عام 2015، رغم تزايد نفوذه وثروته هو وصديقه "برين"، وفي الحقيقة، ما كان هذا التراجع إلا محاولة لتجنب التجربة المريرة لرواد القطاع التقني الآخرين.
الخوف من لحظة "بيل غيتس"
- على مدار ثلاث جلسات شاقة أمام الكونغرس ومجلس الشيوخ، واجه "مارك زوكربيرج" الرئيس التنفيذي لـ"فيسبوك" استجوابًا في قضايا مختلفة بدءًا من التحيز السياسي والتدخل الروسي في الانتخابات وحتى جمع البيانات.
- في عام 2018، كان الكرسي الذي يحمل اسم "بيج" شاغرًا أثناء جلسة استماع بمجلس الشيوخ، والتي تم خلالها مساءلة رئيس "تويتر"، "جاك دورسي"، ومديرة العمليات في "فيسبوك"، "شيريل ساندبرج".
- يقول أستاذ التكنولوجيا بجامعة بيركلي "ستيفن ويبر" إن التخلي عن منصبيهما، قد يكون أذكى قرارات "بيج" و"برين" حتى الآن، مضيفًا: سيقدم "مارك زوكربيج" خدمة كبيرة لنفسه ولعالم التقنية أجمع إذا اتخذ نفس القرار.
- التنحي يساعد الرفيقين أيضًا على تجنب ما حدث مع "بيل غيتس" الذي سقط عن عرشه في قيادة "مايكروسوفت" بعد تصويره كشخص أناني يسعى إلى سحق منافسيه الأصغر حجمًا في تحقيق أمريكي.
- إذا أراد "بيج" و"برين" معرفة كيف يمكن أن يجري التحقيق في ممارسات المنافسة الخاصة بـ"جوجل" الذي أعلن عنه المسؤولون الأمريكيون مؤخرًا، فليس عليهم النظر بعيدًا عن تجربة مؤسس "مايكروسوفت".
قيادة موحدة
- المهم أيضًا في هذا القرار هو الجمع بين "ألفابت" و"جوجل" مرة أخرى تحت مظلة قائد واحد، مما ينهي أي لبس حول هيكل الشركة، أو كما تقول شركة التحليلات "إفركور": أصبح "بيتشاي" العمدة الوحيد في المدينة الآن.
- "بيتشاي" الذي يعد الآن من أقوى الشخصيات في وادي السيليكون، عمل في البداية لدى "أبلايد ماتريلز" و"ماكينزي" قبل انضمامه إلى "جوجل" في 2004، حيث تولى العديد من المهام، مثل الإشراف على مشروع "كروم" ومدير الإنتاج، المسؤول عن نظام "أندرويد".
- خلال ولايته كرئيس تنفيذي لـ"جوجل"، واجه "بيتشاي" بعض التحديات الخطيرة، بما في ذلك، المخاوف المتعلقة بخصوصية المستخدم والتنوع العرقي داخل الشركة، وخضع للاستجواب في الكونغرس حول قضايا مكافحة الاحتكار.
- يحظى "بيتشاي" الآن بسمعة طيبة في "وول ستريت" لحفاظه على تدفق النقد إلى الشركة، ويرجع له الفضل في وضع الذكاء الاصطناعي في قلب الأعمال، حيث يرى أن التطور في هذا المجال يمنحه ميزة تنافسية في مجالات أخرى مثل الحوسبة السحابية والإعلانات والرعاية الصحية والجوالات.
- خلال العامين الماضيين، استحوذت "جوجل" على وحدات وعمليات تابعة للشركة الأم لتدعيم وتوسيع أعمالها، مثل "كرونيكال" للأمن السيبراني التي أصبحت جزءًا من الأعمال السحابية لـ"جوجل" في يونيو الماضي.
المصادر: التلغراف، بلومبيرغ، سي إن إن
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}