لا تزال "كيميكال آند ماينينج سوسايتي" (إس كيو إم) - ثاني أكبر شركة لتعدين الليثيوم في العالم - تعاني من ضعف الطلب الأمر الذي يؤثر سلبياً على أسعار المعدن المستخدم في صناعة البطاريات الكهربائية والأجهزة الإلكترونية فائقة التكنولوجيا.
وتراجعت أرباح "إس كيو إم" بنحو 28% خلال الأشهر الثلاثة المنتهية في الثلاثين من سبتمبر إلى 60.5 مليون دولار مقارنة بـ83.5 مليون دولار قبل عام، وذكر المدير التنفيذي "ريكاردو راموس" أن السبب يرجع لضعف الطلب من الصين التي تعد أكبر مستهلك لهذه السلعة في العالم.
الأسعار
- تراجع الطلب الصيني على الليثيوم خلال العام الجاري نتيجة الدعم الحكومي وقرار بكين بالسحب وتقليص حجم ما لديها من مخزونات وخفض وارداتها من الشركة التشيلية.
- بالتزامن مع ضعف الطلب الصيني، وقعت احتجاجات عنيفة في تشيلي منذ أسابيع لمعالجة عدم المساواة وتحسين مستوى المعيشة، ولا تزال مستمرة حتى اليوم مؤثرة بشكل سلبي على الحالة الاقتصادية في البلاد.
- رغم ذلك، ترى الشركة أن كل ما تواجهه من صعوبات تتمثل في مشاكل لوجيستية مثل النقل والتنسيق، ولا يتعلق الأمر بانخفاض الأسعار وتأثيرها على الأنشطة التعدينية.
- تضاعفت أسعار الليثيوم على مدار عامي 2016 و2017، لكن منذ ذلك الحين، تراجعت بأكثر من 40% إلى 9.5 دولار لكل كيلوجرام مقارنة بـ18 دولارًا لكل كيلوجرام في مايو عام 2018.
- قلصت الصين أيضاً الدعم الحكومي المقدم لشراء السيارات الكهربائية مما أدى إلى تراجعها، كما ذكرت أكبر شركة منتجة لليثيوم في العالم "ألبيرمارل" أن الأسعار تتراجع نتيجة زيادة المعروض العالمي بأكثر مما تحتاج الأسواق.
- تتوقع "إس كيو إم" استمرار الاتجاه الهابط لأسعار الليثيوم في العام القادم وتأثير زيادة المخزونات سلبياً على الأسعار.
- تجدر الإشارة إلى أن تشيلي تمتلك ما يقرب من 52% من الاحتياطي العالمي من الليثيوم، لكنها فقدت مرتبتها كأكبر منتج للمعدن لصالح أستراليا في العام الماضي.
عدم الاستقرار
- بدأت التظاهرات في تشيلي على خلفية زيادة أسعار النقل والمواصلات وتحولت إلى أعمال عنف ومقتل العشرات وإصابة المئات من المواطنين، وخسر قطاع الأعمال في البلاد نحو 1.5 مليار دولار في أسبوع واحد.
- تتواصل الاحتجاجات وأعمال العنف في تشيلي مما أضر باقتصادها وباستقرارها السياسي حتى اعتذرت الحكومة عن استضافة قمة "أبيك" التي كان من المقرر انعقادها في نوفمبر الجاري.
- تراجعت العملة التشيلية "بيزو" إلى أدنى مستويات قياسية أمام الدولار وتواصل خسائرها، كما تعرضت سوق الأسهم المحلية لخسائر فادحة.
- لم يتوقف الأمر عند حالة الاقتصاد والاستثمارات، بل وصلت الاحتجاجات إلى عرقلة الصناعات الحيوية في الدولة اللاتينية، ومن بينها تعدين الليثيوم.
- قطع المحتجون في أكتوبر الطرق أمام المساحة الملحية "أتاكاما" الغنية باحتياطيات هائلة من الليثيوم في تشيلي- تعمل فيها "ألبيرمال" و"إس كيو إم" - مما أسفر عن تعطيل تعدين هذه السلعة الهامة المستخدمة في صناعة بطاريات السيارات الكهربائية والحواسب المحمولة والجوالات.
- مع استمرار حالة عدم الاستقرار والفوضى الاقتصادية والسياسية في تشيلي، سيؤثر الأمر على أنشطة تعدين الليثيوم، لكن من غير المرجح ارتفاع الأسعار نظرا لوجود معروض عالمي يفوق طلب الأسواق.
المصادر: أويل برايس، رويترز
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}