نبض أرقام
02:05 م
توقيت مكة المكرمة

2024/11/23
2024/11/22

"نيل وودفورد".. قصة سقوط الرجل الذي لم يستطِع التوقف عن كسب المال

2019/11/17 أرقام - خاص

قبل خمس سنوات، تعهد مدير الأصول البريطاني "نيل وودفورد" للصحافة في بلاده، بجعل أولئك الذين يثقون فيه لاستثمار أموالهم يصبحون أكثر ثراءً خلال العقود المقبلة، قائلًا: لا تزال أمامي أفضل سنوات عملي كمدير صندوق، سأبقى هنا لعقود قادمة.


 

في الحقيقة لم تكن هذه ثقة زائدة في الذات، فتاريخ "وودفورد" هو ما أعطاه وأعطى العامة هذه الصورة عنه، حتى إنه بعد عام من هذه التصريحات أصبح شهيرًا باسم "الرجل الذي لا يستطيع التوقف عن جني الأموال"، ومع ذلك كانت النهاية مأساوية.

 

بحلول الثلاثاء الخامس عشر من أكتوبر لهذا العام، تم إنهاء العمل في صندوق الدخل الرئيسي الذي يشرف عليه مدير الأموال البالغ من العمر 59 عامًا، لينتهي المطاف بإرث واحد من أشهر مديري الأصول في المملكة المتحدة إلى حالة يرثى لها.

 

"وران بافيت" البريطاني

 

- اكتسب "وودفورد" شهرته الواسعة خلال التسعينيات والعقد الأول من القرن الجاري، بفضل قراراته الجريئة بشأن نوع الشركات التي قرر الاستثمار بها والاحتفاظ بحيازته فيها، حتى لو لزم الأمر الاحتفاظ بها لسنوات وإن بدت غير عصرية.

 

- في البداية، انضم "وودفورد" إلى شركة "إنفيسكو بربيتشول" عام 1988، وجعلته الفترة في بداية الألفية الجديدة محط أنظار الجميع، لحسن اختياراته في الوقت الذي ارتفعت فيه أسهم التقنية وتراجعت قطاعات أخرى مثل التبغ، قبل أن ينعكس الاتجاه.

 

- جنى "وودفورد" ملايين الجنيهات الإسترلينية بفضل تجنبه انهيار سوق الأسهم خلال انفجار فقاعة "دوت كوم"، وظلت ثروته تتزايد خلال السنوات التالية للأزمة، وبفضل حفاظه على أدائه المميز ذاع صيته باعتباره "وارن بافيت" بريطانيا والرجل الذي جعل وسط إنجلترا غنيًا.

 

 

- في عام 2014، غادر "وودفورد" شركة "إنفيسكو" لتأسيس "وودفورد إنفستمنت مانجمنت"، والتي أطلقت صندوق "إيكويتي إنكم فاند" الذي نشر قائمة حيازته الكاملة، في خطوة نادرة من نوعها في السوق.

 

- في العام التالي، حقق الصندوق عائدات تفوق 20%، وتجاوز الدخل المحقق من الأسهم لدى "وودفورد" حجم صندوق "إنفيسكو" للأسهم، حيث بلغ 6.7 مليار جنيه إسترليني (8.59 مليار دولار) بنهاية شهر يوليو عام 2015.

 

ثقة عمياء وخسائر فادحة

 

- قبل استقالته مباشرة كرئيس للاستثمار لدى "إنفيسكو"، كان يشرف "وودفورد" على 33 مليار جنيه إسترليني (42.30 مليار دولار) من الأصول، وبفضل معدل العائد المرتفع الذي حققه، كان قادرًا على مساعدة كل شخص استثمر ألف إسترليني معه على تحويلها إلى 25 ألف إسترليني.

 

- عندما قرر الاستقالة للعمل لحسابه الشخصي، وُصفت هذه الخطوة بأنها ستكون مدمرة لرجال الأعمال، وسلكت الأسهم التي جمعها في محافظ "إنفيسكو" مسارًا هبوطيًا، حتى إن أحد المستشارين الماليين قال: "وودفور" هو "إنفيسكو"، المستثمرون يحبونه وسيتبعونه.


 

- هذا صحيح، الآلاف تسابقوا لمنحه أموالهم بغرض الاستثمار، وجمع صندوقه 1.6 مليار جنيه إسترليني (2.05 مليار دولار) عند إطلاقه، لكن "وودفورد" قرر استغلال هذا القدر الكبير من المال في الاستثمار في أصول عالية المخاطر، وهنا كانت نقطة التحول الرئيسية.

 

- رغم البداية القوية التي سبقت الإشارة إليها، فإن خسائر "وودفورد" على مدار العام الماضي بلغت 20% لصندوق "إنكم فوكاس"، و27.7% لصندوق "إيكويتي إنكام" و54.6% لصندوق "باشينت كابيتال".

 

- على مدى الثلاث سنوات الماضية، خسر صندوق "إيكويتي إنكم" ما نسبته 35.9%، وتم تعليق عمله في يونيو الماضي بسبب طلبات المستثمرين استرداد قيمة أصولهم، فيما بلغت خسائر "باشينت كابيتال" 59.21%.

 

انهيار بعد تعقد الأزمة

 

- بعد قرار تعليق عمل الصندوق، أثيرت ما يمكن وصفها بأكبر مشكلة في صناعة إدارة الصناديق الأوروبية في عقد من الزمان، وقررت هيئة السلوك المالي البريطانية فتح تحقيق في ملابسات الأزمة.

 

- في النهاية قررت الشركة الأم المشرفة على الصناديق "لينك فاند سولوشنز" إقالة "نيل وودفورد"، وأعقب ذلك قرار بتجميد عمل صندوق "إنكم فوكاس"، قائلة إنها تتوقع أن يهرع المستثمرون لسحب أموالهم من الصناديق عقب الإعلان عن رحيل "وودفورد".

 

- من بين الخطوات التي أثارت الجدل في السوق بشأن تصرفات "وودفورد" عندما أعلن صندوق "إيكويتي إنكم" في مارس الماضي، تحويله مجموعة من الحيازات غير المدرجة في البورصة إلى الصندوق الشقيق "باشينت كابيتال"، الأمر الذي دفع المستثمرين للتخارج من كلا الصندوقين.

 

 

- تأزم الوضع كثيرًا عندما طلب مستثمرو صناديق التقاعد سحب مبالغ كبيرة من قيمة استثماراتهم لدى "إيكويتي إنكم"، ولم يتمكن الصندوق من تنفيذ الخطوة، واضطر إلى تعليق العمل، على أمل إعادة الهيكلة ووضع خطة جديدة للانطلاق، وهو ما لم يحدث على الإطلاق.

 

- دخل "وودفورد" في خلاف كبير مع مجلس إدارة صندوق "باشينت كابيتال" خلال صيف هذا العام، بعدما باع ما قيمته مليون جنيه إسترليني من الأسهم التي يمتلكها في الصندوق دون إبلاغ أعضاء المجلس لمدة ثلاثة أسابيع.

 

- قالت هيئة السلوك المالي، التي تعرضت للانتقاد لعدم تحركها سريعًا ضد "وودفورد"، إن إنهاء عمل الصندوق سيسمح بعودة الأموال إلى المستثمرين من خلال سلسلة من التوزيعات تبدأ في يناير القادم.

 

 

المصادر: التلغراف، فايننشال تايمز، ويلز أدفيزر، موني ويك، يورو نيوز

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.