تعمل شركات النفط حول العالم على توسيع إنتاجها وتطوير أنشطتها في التنقيب والاستكشاف ومكافأة المساهمين والمستثمرين، ويرى الكثيرون ممن عملوا في الكيانات الكبرى مثل "إكسون موبيل" و"بي بي" أنها تجربة فريدة من حيث الخبرات الوظيفية وثقافة العمل نفسها، لكن في السنوات الأخيرة بدأت أصابع الاتهام توجه إلى هذه الشركات بأنها ضمن الأسباب الرئيسية للإضرار بالبيئة والمناخ.
ويقول أحد العاملين في هذه الصناعة إنه يجري تعيين عناصر لحماية البيئة في شركات النفط من أجل اتساق الأنشطة الإنتاجية مع الحفاظ على البيئة والالتزام بالقوانين، لكن بالطبع، تحدث بعض المشاكل التي تؤدي إلى اتهام هذه الصناعة بأنها لا تأبه لتدمير المناخ وكوكب الأرض.
جدل وتحقيقات
- أكد موظفون في الصناعة أن الشركات النفطية تنفق الكثير من موازنتها للالتزام بالمعايير البيئية قدر الإمكان، وأن الاتهامات والتحقيقات والدعاوى القضائية التي تخضع لها "إكسون موبيل" وغيرها غير عادلة.
- منذ سبعينيات القرن الماضي، والأبحاث والدراسات تتوالى بشأن مدة تأثير صناعة الوقود الأحفوري على المناخ، وأغلب هذه الدراسات لم يتم الاهتمام بها، كما اتهمت شركات على رأسها "إكسون موبيل" بأنها تتعاقد مع جهات بحثية ومؤسسات لإصدار أبحاث مضللة.
- لم تهتم أو تناقش الإدارات المتعاقبة لـ"إكسون موبيل" نتائج الأبحاث التي توجه أصابع الاتهام للشركة والصناعة بوجه عام بأنها وراء تصاعد التغيرات المناخية، واستعان البعض منهم بأحداث من الماضي.
- عام 1970، نشرت "واشنطن بوست" مقالاً تحت عنوان "فصول الشتاء الأكثر برودة تنذر بعصر جليدي جديد للأرض"، وهذا يتعارض مع الجدل المثار حول صناعة النفط بأنها تتسبب في ارتفاع درجة حرارة الأرض وذوبان الجليد، كما نشرت صحف تقارير أخرى عن عالم أكثر برودة.
- إذن، نحن أمام جدل متشعب ولا يعلم أحد ماهيته ولا يستطيع أحد أن يجزم بصحته، فهل ترتفع درجة حرارة الأرض أم تنخفض؟ هل يتجه العالم نحو عصر جليدي أم ذوبان للجليد وحرارة شديدة؟.
- كانت "إكسون موبيل" حكيمة بما يكفي لمواجهة المخاوف وإطلاق أبحاث علمية (أثارت الشكوك) حول التغيرات المناخية، كما كشفت عن خطط استثمارية وحملات إعلانية مفادها أنها لا تريد تصديق أي نتائج تتعلق بأبحاث التغيرات المناخية.
لسنا أشرارًا
- من آن لآخر، تحاول شركات النفط عمل أبحاث على أعمالها ومدى تأثيرها على كافة الأصعدة وليست البيئة فقط، لكنها تبقي هذه الأبحاث سراً كي لا تعلم شركات منافسة مدى التطوير المحتمل الذي يمكن تنفيذه.
- نفت "إكسون موبيل" مرارا أي اتهامات بتسببها في التغيرات المناخية، إلا أنها وغيرها مثل "توتال" و"رويال داتش شل" لم يعد بإمكانها نفي العلاقة بين حرق الوقود الأحفوري والتغيرات المناخية.
- قررت شركات عالمية في صناعة النفط درء الاتهامات عن طريق إطلاق مشروعات للطاقة المتجددة، وانضم البعض منها إلى مبادرات لمكافحة التغيرات المناخية.
- تحاول صناعة النفط تبديد أي اتهامات، وذلك عن طريق المشاركة المجتمعية وتلبية الاحتياجات البيئية، وظهر ذلك بشكل أكبر في أوروبا حيث ضخت "رويال داتش شل" استثمارات في الطاقة النظيفة والبدائل الأقل انبعاثاً للكربون.
- أظهرت دراسات نشرتها "وود ماكينزي" أن سبع شركات نفط كبرى عالمياً من بينها "إكسون موبيل" و"رويال داتش شل" أنفقت 5.8 مليار دولار على بدائل الوقود الأحفوري وعلى الطاقة النظيفة بين عامي 2016 و2018.
- كشف صندوق الثروة السيادي النرويجي عن خطط للاستثمار في الطاقة النظيفة بل وسحب الاستثمارات في مشروعات الوقود الأحفوري، وتتصاعد الضغوط على الصناعة نفسها لا سيما من المساهمين من أجل مواجهة التغيرات المناخية.
- في ضوء ما سبق، يبدو أن صناعة النفط لم يعد بمقدورها صم أذنيها عن الأصوات المطالبة بمواجهة التغيرات المناخية ولم تعد أيضاً قادرة على درء الاتهامات والدعاوى القضائية، وهو ما دفعها لاتخاذ إجراءات وخطط في هذا الصدد.
المصادر: أويل برايس، نيويورك تايمز
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}