شارك بيت التمويل الكويتي (بيتك) في منتدى التعاون المالي الدولي الثاني 2019 الذي استضافته الصين حتى العاشر من نوفمبر الجاري، ضمن فعاليات معرض الصين الدولي الثاني للواردات في مدينة شنغهاي.
ويحظى المنتدى باهتمام كبير من الرئيس الصيني شي جين بينغ ومسؤولين في حكومة بلاده، وشخصيات كبيرة من أنحاء العالم، والشركات العالمية، والمؤسسات المالية الأجنبية والصينية، فيما يشارك فيه رؤساء عدد من الوفود الرسمية وخبراء الصناعة المالية وممثلو أكثر من 500 شركة عالمية، من 155 دولة ومنطقة و26 منظمة دولية.
ويبحث المنتدى عددا من الموضوعات والقضايا المتعلقة باتجاهات التنمية المستقبلية للاقتصاد العالمي مثل «التعاون الدولي في مجال الابتكار المالي» و«تطوير الابتكار في التمويل الرقمي» و«بنوك المستقبل» و«التقدم في تمويل العلوم والتكنولوجيا».
وترأس وفد «بيتك»، الرئيس التنفيذي للمجموعة، مازن الناهض، ورئيس الخزانة للمجموعة عبدالوهاب الرشود، ورئيس الاستراتيجية للمجموعة م.فهد المخيزيم.
وتأتي مشاركة «بيتك» في إطار التواجد الفعال في المناسبات والفعاليات الاقتصادية الكبرى وتبادل الخبرات والمعرفة مع المؤسسات المالية العالمية الكبرى، ومناقشة القضايا والموضوعات محل الاهتمام في القطاع المصرفي.
والتقى وفد «بيتك» عددا من المسؤولين الصينيين في القطاع المصرفي والتجاري لبحث سبل التعاون وتعزيز تبادل المعرفة والخبرات وتوثيق العلاقات الاقتصادية والتجارية بين الجانبين.
شراكة استراتيجية
وقال مازن الناهض خلال كلمة ألقاها أثناء الجلسة الأولى في منتدى التعاون المالي الدولي الثاني إن الكويت والصين تربطهما علاقة وثيقة وشراكة استراتيجية قوية، شهدت خلال سنوات ازدهارا في النواحي السياسية والاقتصادية والاستثمارية والتجارية إضافة إلى الثقافية.
وأضاف أن الشراكة بين البلدين تلعب دورا بارزا في توافق رؤية الكويت 2035 مع مبادرة الحزام والطريق الصينية، مشيرا إلى زيارة صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد إلى الصين في يوليو 2018، حيث لعبت دورا مهماً في تطوير العلاقات الكويتية- الصينية وتأسيس شراكة استراتيجية من شأنها فتح آفاق جديدة بين البلدين.
وذكر الناهض أن الشراكة بين الكويت والصين انعكست إيجابا على الجانبين الاقتصادي والتجاري بينهما، إذ بلغ مجموع المشروعات التي نفذتها شركات صينية في الكويت عام 2018 حوالي 120 مشروعا، قيمتها تزيد على 21 مليار دولار.
وحول العلاقات التجارية بين الكويت والصين، ذكر الناهض أن الأرقام الرسمية الأخيرة تشير إلى أن حجم التبادل التجاري بين البلدين وصل إلى حوالي 19 مليار دولار في العام الماضي، بارتفاع سنوي نسبته 55%.
وتتصدر الصين حاليا المرتبة الأولى كأكبر مصدر للكويت وثاني أكبر مستورد من الكويت، في حين تعتبر الصين أكبر شريك تجاري غير نفطي للكويت.
علاوة على ذلك، تعتبر الكويت تاسع أكبر مصدر للواردات النفطية للصين.
منافع متبادلة
لفت الناهض في كلمته إلى أنه في ظل التقارب بين الصين والكويت، يمكن للقطاع المصرفي الكويتي الاستفادة من زيادة عدد الشركات الصينية التي تفوز بعقود المشروعات الضخمة في الكويت، مثل تطوير المدن الجديدة، ومشروع مدينة الحرير، وغير ذلك الكثير من المشروعات.
وأضاف أن البنوك قد تستفيد من تأسيس قنوات تواصل لمناقشة التقنيات والإجراءات الاستراتيجية.
وقال الناهض إن البنوك الصينية بإمكانها الاستفادة من خبرات مؤسسات مالية قوية مثل «بيتك»، علاوة على أن البنوك الصينية قد تستفيد من الدعم الاستراتيجي في التطوير التجاري على المدى البعيد على مستوى البنوك والبلدين.
ريادة وتكنولوجيا
وعلى صعيد التكنولوجيا، قال الناهض: «في حين تعتبر الصين موطنا لبعض أكبر شركات التكنولوجيا في العالم، وباعتبارها عملاقا تقنيا، أود الإشارة إلى أن «بيتك» قادر على الاستفادة من الخبرات الصينية في هذا المجال».
واستعرض الخدمات الرقمية المتقدمة التي يوفرها «بيتك»، قائلا إن «بيتك» يستثمر بقوة في مجال التكنولوجيا المالية والاعتماد على الابتكار من خلال الشراكة مع شركات التكنولوجيا المالية «فنتك»، التي تعد جزءا من استثمارات شركة «بيتك كابيتال» للاستثمار، الذراع الاستثمارية لمجموعة «بيتك»».
وأضاف الناهض أن «بيتك» يعتمد في عملياته على الذكاء الاصطناعي، وفقا لأعلى مستويات الأمان والجودة والكفاءة المهنية، فضلا عن أنه كان سبّاقا في الاستفادة من «بلوك تشين»، عبر تطبيق هذه التقنية في خدمة التحويلات الفورية عبر الحدود من خلال استخدام شبكة ريبل «Ripple»، مشيرا إلى أن ما سبق يؤكد أن «بيتك» يواكب أحدث التقنيات المالية ويدرك تماما أهمية التكيف مع التغيير وبناء الشراكات مع كبرى شركات التكنولوجيا في جميع أنحاء العالم، سواء في الصين أو آسيا أو الولايات المتحدة الأميركية، أو أوروبا».
ولفت إلى أن «بيتك» أطلق أول فرع ذكي آلي بالكامل يعمل 24 ساعة في الكويت تحت مسمى «KFHGo»، الذي يظهر مدى حرص البنك على توفير أحدث الوسائل والمنتجات ذات الجودة العالية، والأهم من هذا هو أن «بيتك» كان من السباقين في تطبيق خدمة التحويلات الفورية عبر الحدود عن طريق شبكة ريبل (RippleNet)، ما وضعه في مقدمة المؤسسات المالية على مستوى المنطقة من حيث الابتكار والاستفادة من تكنولوجيا بلوك تشين في تعزيز النمو».
استراتيجية ناجحة
ومضى الناهض بالقول إن «بيتك»، أحد أكبر بنوك منطقة الشرق الأوسط، يعتمد في استراتيجيته الناجحة على أعلى المعايير العالمية وأفضلها، بما في ذلك التنافس في بيئة دائمة التطور، ودمج الحلول المبتكرة والتكنولوجيا المصرفية في العمليات التشغيلية، وإطلاق مبادرات التحول الرقمي وإعادة ترتيب المنتجات والخدمات بما يتناسب مع احتياجات وطبيعة القطاعات التشغيلية الرئيسية.
وأضاف: «يطمح «بيتك» إلى تطبيق الروبوتات في جميع عملياته المصرفية والمضي قدما نحو إلى أفضل بنك رقمي في الشرق الأوسط، سواء في الأنظمة التي يستخدمها أو الخدمات التي يقدمها للعملاء.
لذلك، يتطلع «بيتك» إلى استكشاف الفرص الممكنة للتعاون مع الصين في مجال التكنولوجيا المصرفية».
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}