نبض أرقام
10:06 م
توقيت مكة المكرمة

2024/11/22
2024/11/21

90 عامًا على أسوأ انهيارات "وول ستريت".. هل يتكرر سيناريو الكساد العظيم مجددًا؟

2019/10/25 أرقام - خاص

قبل 90 عامًا، وتحديدًا في الرابع والعشرين من أكتوبر 1929، تسبب انهيار "وول ستريت" في خسارة ما قدره 400 مليار دولار من الأموال (بقيمة اليوم) وفقدان ملايين الوظائف إلى جانب ثقة الناس بالمؤسسات المالية، علاوة على الكساد العظيم الذي أصاب الاقتصاد العالمي.

 

 

عرف هذا اليوم باسم "الخميس الأسود" والذي شهد انخفاضًا حادًا في الأسهم الأمريكية، واندلع معه اتجاه هبوطي فقد خلاله السوق الأمريكي ما قيمته 90% منذ بلوغه أعلى مستوى في عام 1929 إلى أن وصل إلى قاع هذا الاتجاه بحلول عام 1932.

 

في ذلك اليوم، باع المتداولون في السوق الأمريكي ما يعادل ثلاثة أضعاف حجم المبيعات المعتاد، وأعقب ذلك انخفاض حاد للأسهم بلغ 23% على مدار الأربعة أيام التالية، واستغرق الأمر من السوق أكثر من ربع قرن لاسترداد خسائره.

 

ليس ذلك فحسب، أزمة الأسواق انعكست على الاقتصاد العالمي متسببة في تآكل نحو 15% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي خلال الفترة من عام 1929 وحتى 1932، وبحسب تقديرات المؤرخين الاقتصاديين فإن الكساد استمر سنوات طويلة ولم يستطع الاقتصاد التعافي منه حتى نهاية الحرب العالمية الثانية.

 

بسبب الأزمة، تفشى الجوع والبطالة في العديد من دول العالم، ويرى البعض أن أزمة الكساد العظيم لم يعقبها مثيل، فهل من الممكن فعلًا حدوث تحطم كارثي مماثل لما وقع في "وول ستريت" قبل تسعة عقود؟

 

هل من أزمة شبيهة بانهيار الخميس الأسود؟

تساؤل

إجابة

كيف بدت الأزمات الأخيرة؟


- تقول المحللة لدى "هارجريفز لانسداون" البريطانية للسمسرة "سارة كولز" إنه على الرغم من أن هبوط الأسواق لاحقا تركت بصمتها في الذاكرة العامة، فإنها كانت أقل تطرفًا بكثير مما حدث في 1929.

 

- تقول "سارة": في بريطانيا على سبيل المثال، انخفض مؤشر "فوتسي" بعد الإثنين الأسود عام 1987، بنسبة 35% عن ذروة ما قبل الأزمة، ومع ذلك فإنه بحلول مايو 1989، أي بعد ما يزيد قليلًا على سنة ونصف السنة، تعافى السوق.

 

- عندما انفجرت فقاعة "دوت كوم" عام 2000، انخفض المؤشر البريطاني بنسبة 44%، واستغرق الأمر خمس سنوات للعودة إلى مستويات ما قبل الانهيار.

 

- خلال أزمة عام 2007، تراجع السوق بنسبة 42%، واستغرق الأمر ثلاث سنوات وستة أشهر لتعويض هذه الخسائر، رغم استمرار التداعيات الاقتصادية لفترة أطول.

 

هل كانت حادثة 1929 استثناء؟


- يقول كبير الاقتصاديين لدى "أكسا إنفستمنت مانجرز"، "ديفيد بيغ": من المحتمل أن نشهد فترة سيئة مشابهة لما حدث في 1929 والكساد العظيم الذي تلا انهيار الأسواق.

 

- يضيف "بيغ": ستكون ذا مستوى مرتفع من الغطرسة حين تعتقد أن الأسواق ستستمر في الارتفاع إلى الأبد، كما ظن المستثمرون عام 1929، وهو ما تكرر في عام 2007 لكن بدرجة أقل.

 

- يختتم "بيغ" قائلًا: بعد انهيار كل شيء، لا يميل الجيل نفسه إلى ارتكاب ذات الخطأ مرة أخرى، لكن كل جيل جديد يعتقد ويردد في قرارة نفسه "هذه المرة الأمر مختلف".

 

هل من انهيار وشيك؟


- رغم توقعه لتكرار السيناريو، يقول "بيغ" إن موعد ومدى خطورة الأزمة القادمة ليس واضحًا، مضيفًا أنه لا يتوقع حدوث ركود خلال العام المقبل.

 

- مع ذلك، فإن القضايا السياسية والعقبات الاقتصادية تجعل المناخ العام أشبه بما كان عليه في العشرينيات، ما يعني أن احتمالات الركود في أمريكا والأسواق المتقدمة ستكون مرتفعة خلال السنوات المقبلة.

 

- من جانبها تقول مديرة الأصول لدى "كولومبيا ثريدنديل إنفستمنتس"، "مايا بهانداري"، إنها لا تستعد لحدوث ركود خلال الاثني عشر شهرًا المقبلة، ومع ذلك، فإنها تقلل التعرض للمناطق الأكثر خطورة مثل اليابان وأوروبا.

 

كيف ينبغي أن يستجيب المستثمرون للأزمة؟


- تقول "سارة": بالنسبة للمستثمرين الخائفين، يجب أن يتذكروا أن الأزمات ليست هي القاعدة، النمو أمر ممل لأنه طويل الأجل، ويحدث دون ضجة، لكن إذا انتظرت الانهيار قبل الاستثمار، ستفقد كل النمو المحتمل وأنت تنتظر.

 

- من الصعب جدًا تحديد الوقت الأمثل لتلافي الكارثة دون تفويت الفرص الجيدة، وتوصي "سارة" المستثمرين بعدم بيع الأسهم في حالة الذعر، والاستمرار في الاستثمار من خلال خطة ادخار شهرية.

 

- بعد انهيار السوق، سوف يتلقى المستثمر عائدات مقابل نقوده المدخرة كل شهر، وسيستفيد من الارتفاعات المستقبلية للأسهم.
 

 

المصادر: التلغراف، أرقام

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.