الإلمام بمهارات رجل المبيعات الجيدة مثل امتلاك الحس اللازم لاستقراء توجهات المواطنين، أمر حيوي للغاية إذا ما أراد رائد الأعمال توسيع قاعدة العملاء بسرعة والترويج لبضاعته بشكل يتناسب مع احتياجات ورغبات المستهلكين غير المعلنة.
لكن بما أن الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي يتقاطعان بشكل متزايد مع التجارة الإلكترونية، فإن هذه المهارات البشرية التي لا تقدر بثمن أصبح لها نظائر خوارزمية، ليس فقط عند تنفيذ عملية البيع، ولكنها تعالج جميع الإجراءات خلال المعاملة كاملة.
مسؤولو المبيعات الجدد: الخوارزميات
- ستكون نتائج توظيف هذه التقنيات مألوفة للمتسوقين عبر الإنترنت في كل مكان، فمثلًا، تعمل خوارزميات "نتفليكس" و"أمازون" على الاستفادة من البيانات الواردة من كل عميل لتنقيح توصياتهم وتعزيز الاستهلاك.
- تستهدف شركات التقنية أيضًا بيانات نشاط المستهلك لتعزيز عمليات التسويق عبر البريد الإلكتروني ووسائل التواصل الاجتماعي، وهذه على الأرجح مجرد بداية، حيث تتحسن البراعة التنبؤية لهذه التقنيات بمرور الوقت.
- بالنسبة لوكالات السفر الرائدة في الاعتماد على الإنترنت للوصول إلى العملاء مثل "إكسبديا جروب" و"بوكينج دوت كوم"، فإن عملية إضفاء الصبغة الشخصية على الخيارات المتاحة للعملاء التي تقودها الخوارزميات تشكل أولوية متزايدة.
- يريد المستهلكون الرقميون على نحو متزايد تجربة سفر تتسم بالمزيد من الراحة والتخصيص (جعلها أكثر ملاءمة لمتطلبات كل شخص)، وهو ما توفره هذه التقنيات علاوة على أنها قد تغير ميزان القوى بين الوكالات والشركات المقدمة لخدمات الجرد (المعنية بمراقبة ومراجعة البيانات) لصالح الأخيرة.
- في مواجهة احتمال نقص العمولات مع إعادة التفاوض على الصفقات، تتسابق الوكالات للوصول إلى توقعات أفضل تفصيلًا حول استعداد المسافرين الأفراد للدفع، وتراهن بشدة على عمليات تخصيص التسويق عبر الإنترنت من خلال الذكاء الاصطناعي الذي تعتقد أنه سيشعل ثورة في هذا الجانب.
الذكاء الاصطناعي والنظرية الاقتصادية
- "جاك تشوا" مدير وحدة علوم البيانات التابعة لموقع السفر "هوتواير" المملوك لشركة "إكسبديا"، عمل سابقًا على نماذج التسعير لدى "أمازون" ويقول إن تقدير المرونة السعرية لسوق الإنترنت العالمي الذي يضم ملايين المنتجات قد يكون مشروعًا فوضويًا.
- يمكن أن تتحدى أنماط الشراء لبعض المنتجات الحدس الاقتصادي الأساسي، على سبيل المثال، عندما يتم خفض السعر ربما يتراجع الطلب أحياًنا بدلًا من ارتفاعه، وعادة ما يكون ذلك مدفوعًا بمتغيرات تؤثر على الطلب وترتبط بالسعر لكن لا تتم ملاحظتها في البيانات.
- قد تكون هذه المؤثرات غير منظمة وتُنشأ بواسطة المستخدمين، مثل عمليات المراجعة والتقييم أو صور المنتج التي ينشرونها، ويقول "تشوا" إنه لجعل النموذج يعمل مع الحدس الاقتصادي كان عليه جعل أداة التعلم الآلي الخاصة به متوافقة مع النظرية الاقتصادية.
- ينصح "تشوا" قادة الأعمال بفهم الهيكل الاقتصادي للمشاكل قبل تطبيق الذكاء الاصطناعي على نشاطهم التجاري، وبدلًا من مجرد إيصال البيانات إلى خوارزميات التعلم الآلي للأغراض العامة، يبنغي عليهم أن يتعرفوا على كيفية تأثير المعلومات الإضافية مثل النص والصور.
نصائح لاستخدام الذكاء الاصطناعي
- أولًا المهارات والخبرات، يحتاج رائد الأعمال إلى توظيف الخبراء المعنيين بهذا المجال كي يتمكن من بناء قدراته الخاصة، وينصح "تشوا" بالتدقيق في اختيار علماء البيانات والإحصائيين والاقتصاديين وحتى مديري الأعمال والمشغلين.
- ثانيًا، من الضروري التحلي بالمهارات الشخصية والفنية على حد سواء، وعلى الشركة تنمية ثقافتها الخاصة التي تتفهم وتقدر ما يمكن أن يقدمه الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي، ومن المهم هنا الالتفات إلى علم البيانات.
- يقول "تشوا": شعرت بالأسف عندما سمعت بعض المديرين يقولون إن علم البيانات هو مجرد تحليلات أساسية، فعندما يكون لدينا هذه العقليات، أعتقد أنها ستقودنا إلى نقص في العصف الذهني ومحاولات البحث عن المواضع التي يؤثر فيها علم البيانات فعليًا.
- ثالثًا، يحث "تشوا" قادة الأعمال على تذكر أن علم البيانات والذكاء الاصطناعي هما أساسا "تقنية تحسين الأداء" التي تعمل بشكل أفضل وعلى نطاق أوسع، وينصح الشركات بالتدرج في استخدام حلول علوم البيانات لتعزيز وتضخيم عمليات خلق القيمة.
- يقول "تشوا": إذا كانت لديك شركة ناشئة ولم تصل إلى منتج يولد ملايين الدولارات من المبيعات بعد، فسيكون من الصعب تبرير تكوين فريق لعلوم البيانات من نحو 20 شخصًا، والذي سيكلفك نحو 10 ملايين دولار سنويًا.
اقتناص الفرص
- يرى "تشوا" أن الفرصة أصبحت كبيرة في الوقت الحالي للشركات الناشئة التي تسعى إلى إضفاء الطابع الديمقراطي على تقنيات الذكاء الاصطناعي ووضعها بين أيدي مشغلي الأعمال دون حاجة منهم للإلمام بطبيعتها.
- يعمل العديد من الشركات على استغلال الذكاء الاصطناعي في تحسين المعدات المستخدمة بشكل شائع منذ عقود، مثل الروبوتات القاتلة للأعشاب الضارة والتي تستخدم أنظمة رؤية حاسوبية تمكنها من تمييز العشب الصالح والضار أثناء مرورها في الحقول.
- بفضل التقنيات الحديثة، تستخدم الآلات مبيدات عشبية أقل بنحو 20 مرة عن الطرق القياسية المعتادة التي تتضمن عادة تغطية الحقول بأكملها بالمواد الكيميائية التي يترتب عليها نتائج صحية سلبية.
المصدر: موقع "إنسياد نولدج"
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}