نبض أرقام
10:38 ص
توقيت مكة المكرمة

2024/11/23
2024/11/22

ركود قادم أم ثقة زائدة.. ماذا يعني بلوغ مبيعات ديون الشركات العالمية مستوى قياسيًا؟

2019/10/02 أرقام

كان شهر سبتمبر غير مسبوق ومميزًا للمشاركين في سوق ديون الشركات حول العالم هذا العام، حيث بلغت مبيعات الشركات من السندات مستوى قياسيًا، فيما اعتبره البعض إشارة إيجابية تقلل من المخاوف بشأن التباطؤ الاقتصادي المحتمل.

 

 

وعادة ما يشهد شهر سبتمبر نشاطًا قويًا في سوق السندات، حيث تعود البنوك والمستثمرون من العطلات الصيفية متحمسين لتشغيل بعض الأموال، لكن الأداء في جانب الشركات كان مختلفًا هذا العام بعد التطورات التي  شهدها سوق الديون في أغسطس.

 

وخلال أغسطس ارتفعت أسعار السندات العالمية بشكل ملحوظ، الأمر الذي قاد تكاليف الديون إلى الانخفاض كثيرًا، وشجع الشركات في أنحاء الأرض على بيع مئات مليارات الدولارات من السندات، وفقًا لبيانات "ديلوجيك" للخدمات المالية والتحليل.

 

نظرة عامة على أداء السوق

 

- خلال سبتمبر، باعت الشركات حول العالم ما قيمته 434 مليار دولار من السندات، وهو أعلى مستوى شهري على الإطلاق، كما شهد السوق أعلى مستوى أسبوعي من مبيعات ديون الشركات الشهر الماضي أيضًا، مسجلًا 150 مليار دولار في الأسبوع الأول من سبتمبر.

 

- في الولايات المتحدة وحدها، وخلال يوم الثلاثاء الثالث من سبتمبر الماضي، باعت الشركات سندات قيمتها 27 مليار دولار، وكان نصيب شركة "ديزني" منها 7 مليارات دولار،  في محاولة للاستفادة من انخفاض تكلفة التمويل.

 

- جاء هذا الأداء القوي بعدما شهد سوق الديون العالمي إصدارات ديون شركات هي الأدنى منذ عام 2014 خلال الثمانية أشهر الأولى من العام الجاري، لكن مجرد البداية القوية في شهر سبتمبر كانت كافية لعكس اتجاهات السوق ليتماشى مع متوسط أداء الخمس سنوات الماضية.

 

 

- في حين يبدو إصدار الشركات للمزيد من السندات إشارة لبحثها عن مصادر تمويل لمشاريعها واستثماراتها المرتقبة، لكن إقبال المستثمرين الشديد على السندات هو نذير خطر وربما يعكس القلق المتزايد في الأسواق والخوف من المخاطرة.

 

- يخشى الاقتصاديون أن تؤدي الحرب التجارية العالمية والمناوشات السياسية إلى ركود الاقتصاد الأمريكي ومعه الاقتصاد العالمي، وربما يفسر ذلك انتعاش السندات التي تعد الاستثمار المفضل لمن يبحثون عن تجنب المخاطر في سوق الأسهم، ومع الإقبال عليها ترتفع أسعارها وتنخفض العائدات.

 

ماذا وراء هذا الإقبال الهائل؟

 

- الارتفاع الأخير في أسعار السندات قاد عائدات جميع أنواع الديون إلى الانخفاض، حتى أنه بنهاية الشهر الماضي، كان هناك نحو 15 تريليون دولار من السندات سالبة العائد حول العالم، وعلى النقيض بلغ متوسط عائد السندات الأمريكية ذات الفئة الاستثمارية 2.96%.

 

- في ظل هذه الظروف، اندفع المستثمرون إلى الخروج من الاستثمارات التي تمنحهم قدرا أكبر من الأمان مثل السندات الحكومية بحثًا عن أخرى توفر لهم عائدا معقولا، وهو ربما ما وجدوه في سندات الشركات ذات العائدات المجزية.

 

- ما قيمته 159 مليار دولار من مبيعات ديون الشركات الشهر الماضي، كانت مقومة بالدولار مع عودة قوية للشركات الأمريكية إلى السوق، حيث باعت "آبل" نفس القدر من الديون الذي باعته "ديزني" في أوائل سبتمبر.

 

 

- وفقًا لمزود البيانات "إي بي إف آر جلوبال"، شهدت صناديق سندات الشركات الأمريكية تدفقات داخلة قدرها 17 مليار دولار خلال الشهر الماضي، لتمدد أطول سلسلة من التدفقات إلى 38 أسبوعًا، ما يعكس أيضًا حماس المستثمرين.

 

- قلل محللون من مخاوف الإفراط في الاعتماد على الديون، بالقول إن الشركات تحاول استغلال الظروف المواتية بتوسيع آجال استحقاق الديون وخفض تكاليف الاقتراض.

 

الفيدرالي يعزز الثقة في الشركات

 

- ربما يكون نهج الفيدرالي لخفض الفائدة أحد العوامل التي عززت ثقة المستثمرين في الشركات الأمريكية حتى المثقلة منها بالديون، والتي يُعتقد أنها الأكثر عرضة للخطر حال انكمش اقتصاد البلاد، إذ يستهدف البنك المركزي تعزيز النمو الاقتصادي عبر الحد من تكاليف الاقتراض.

 

- مع بلوغ عائدات سندات الخزانة مستوى منخفض قياسيًا مؤخرًا، يراهن المستثمرون على أن التمويل غير المكلف للديون سيساعد الشركات على التوسع ويقود الأرباح إلى النمو في المستقبل.

 

- شركتا "كارماكس" و"إديسون إنترناشونال" المدرجتان في مؤشر "إس آند بي 500" من بين أكثر الشركات تحملًا لأعباء الديون وفقًا لمؤشر "نسبة صافي الدين إلى الأرباح"، ومع ذلك بلغت مكاسب سهميهما 30% هذا العام، مقارنة بـ18% للمؤشر.

 

 

- يقول مصرف "جولدمان ساكس" إن صافي الرافعة المالية (التي تقيس مقدار الديون المستحقة عن كل دولار من الأرباح بعد استبعاد النقدية) لمتوسط الشركات في مؤشر "إس آند بي 500" بلغ مستوى قياسيًا في الربع الثاني.

 

- مع ذلك يبدو المستثمرون أكثر ثقة وإقبالًا على الشركات ذات المخاطر العالية، حيث تفوقت سلة "جولدمان ساكس" لأسهم الشركات ذات الميزانيات العمومية الضعيفة على نظيرتها للشركات القوية لأربعة أشهر متتالية، مرتفعة بنسبة 20% منذ بداية العام.

 

المصادر: فاينانشيال تايمز، بلومبيرغ، بزنس إنسايدر

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.