بلغ سهم مصرف "جيه بي مورجان" مستوى قياسيًا عند 119 دولارًا تقريبًا هذا الشهر، ما عزز همينته على التصنيف العالمي للبنوك من حيث القيمة السوقية، والذي استطاع بفضل رئيسه "جيمي ديمون" تحقيق هذا الإنجاز وتجاوز العديد من العقبات، بحسب تقرير لـ"فاينانشيال تايمز".
كان من المفترض أن تتسبب الأزمة المالية في القضاء على من وصفوا قديمًا بـ"أساتذة العالم"، وهم المصرفيون الذين ساعدوا في تدشين أنشطة تجارية بقيمة مليارات الدولارات في الفترة التي سبقت عام 2008، وحققوا عشرات الملايين من الدولارات لأنفسهم جراء هذه العمليات.
قد يكون "ديمون" -الذي يقود "جيه بي مورجان" منذ 14 عامًا- هو المثال الحقيقي الأخير لهذا النوع من المصرفيين، ففي مواجهة الحرب التجارية مع الصين وتراجع أسعار الفائدة وتصاعد المخاوف من الركود والقلق العميق بشأن فقاعات الأصول، لا تزال أعمال "جيه بي مورجان" مزدهرة.
مدرسة "جيه بي مورجان" للمصرفيين
- رغم إعراب "ديمون" مؤخرًا عن قلقه بشأن أسعار الفائدة الصفرية واحتمال انهيار هوامش الفائدة الصافية (الفارق بين عائدات القروض وتكلفة التمويل)، إلا أن سهم "جيه بي مورجان" حافظ على اتجاهه الصعودي.
- ارتفع سهم المصرف الأمريكي بنسبة 180% على مدار العقد الماضي، متجاوزًا بشكل كبير مؤشر "داو جونز يو إس" للبنوك، والذي ارتفع بنسبة 120% فقط، وعادة ما يرجع "ديمون" مثل هذا الإنجاز إلى جهد الفريق المكون من أكثر من 250 ألف موظف في 100 سوق مختلف.
- يدير المصرفيون الذين اكتسبوا خبرتهم داخل "جيه بي مورجان" بعض أكبر المؤسسات المالية في العالم، مثل "جيس ستالي" في "باركليز" و"بيل وينترز" في "ستاندرد تشارترد" و"تشارلي شارف" في "بنك أوف نيويورك كيلون".
- أيضًا هناك "مايك كافاناغ" الذي يتولى مهام المدير المالي لشركة البث التلفزيوني "كومكاست"، و"مات زاميس" المدير العام لشركة الأسهم الخاصة "سيربيروس"، وحتى عام 2017 كان "بيتر هانكوك" رئيسًا لشركة التأمين "إيه آي جي".
- من الواضح أن "ديمون" ومصرفه يشكلان معًا مجالًا للتدريب الفعال على القيادة، وحتى أولئك الذين شعروا بأن رئيس "جيه بي مورجان" يطيح بهم عمدًا من مواقعهم، يعترفون بأن إدارة "ديمون" وثقافة العمل الجماعي في المصرف كانا مفتاح النجاح.
البعض لم ينجح بعد الرحيل
- علاقة "ديمون" مع "ساندي ويل" رئيس "سيتي جروب" الذي اختار "ديمون" في بداية مشواره المهني كمتدرب في شركة "شيرسون" لتداول الأوراق المالية، كانت علاقة جوهرية للغاية، فهي تفسر سلوكه مع مجموعة المديرين التنفيذيين الذين ترعرعوا على يديه عندما أصبح في موضع القيادة.
- بالنظر إلى نجاح "جيه بي مورجان"، يتوقع الكثيرون أن كبار المسؤولين التنفيذيين الذين تم فصلهم أو رحلوا برغبتهم، قد أعادوا صياغة نفس قصة النجاح في الشركات والبنوك التي تولوا إدارتها.
- مع ذلك، ورغم السمعة الجيدة التي يحظى بها المصرف والعاملون به، فإن الأمور لم تمض على هذا النحو المتوقع دائمًا، وعلى سبيل المثال، انخفض سعر سهم "ستاندرد تشارترد" بنسبة 30% منذ تولي "وينترز" المسؤولية في منتصف عام 2015.
- انخفض سهم "باركليز" بنسبة 15% منذ وصول "ستالي" إلى موقع القيادة في أواخر عام 2015، وتحت إدارة "شارف" هبط سهم "بنك أوف نيويورك ميلون" بنسبة 11%.
ما يميز المصرف؟
- كل مؤسسة لديها تحدياتها الخاصة، لكن هناك ثلاثة أسباب رئيسية وراء تفوق "جيه بي مورجان" على الآخرين، أولها، أنه ربما أبقى على بعض أفضل أصحاب المواهب الذين يحتاج لهم، في حين سمح برحيل أولئك الذين يديرون البنوك المنافسة حاليًا.
- ثانيًا، تتمتع البنوك الأمريكية الكبيرة وأبرزها "جيه بي مورجان" و"بنك أوف أمريكا" بعقد من ازدهار الاقتصاد الكلي، في حين مرت منافستها الأصغر خاصة تلك الموجودة في أوروبا بأوقات أكثر صعوبة.
- ثالثًا، كان الحجم دائمًا ميزة كبيرة، سواء في استيعاب التكلفة الهائلة للقواعد التنظيمية بعد الأزمة المالية، أو في توفير وتوجيه النقد للاستثمار في التقنيات الحديثة التي من شأنها خلق دائرة فعالة من العائدات المرتفعة.
- بالطبع، نادرًا ما يستمر النجاح إلى الأبد، ومع وجود الكثير من الرياح المعاكسة المقبلة، سيكون التحدي الذي يواجهه "ديمون" هو الحفاظ على أداء "جيه بي مورجان" المميز خلال المناخ الملائم وغير الملائم على حد سواء.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}