استجابت الأسهم الأمريكية للهجمات الإرهابية التي طالت منشآت شركة "أرامكو" في خريص وبقيق، بالهبوط في بداية تعاملات هذا الأسبوع، وأغلق مؤشر "داو جونز" الصناعي متراجعًا بأكثر من 140 نقطة، وهو ما يراه بعض المحللين انخفاضًا كبيرًا ومبالغًا فيه، بحسب تقرير لـ"ماركت ووتش"، رغم أن نسبة التراجع لا تمثل شيئا ضخما في تحرك المؤشر بالمقارنة مع قراءته الحالية فوق مستوى 27 ألف نقطة.
مع ذلك، يقول التقرير إن هناك فرصة جيدة لاستئناف الاتجاه الصعودي في سوق الأسهم الأمريكي بمجرد أن يستوعب المستثمرون ارتفاع أسعار النفط إلى جانب التوقعات وتأثيرها على الأسواق والاقتصاد.
تغير العلاقة بين النفط والأسهم
- في الواقع، رد الفعل هذا يرجع إلى تفسير العديد من المستثمرين والمحللين للأحداث الأخيرة من خلال منظور قديم، فعندما كانت ترتفع أسعار النفط في السابق كان يصحبها هبوط في الأسهم، لكن خلال العقد الماضي تغيرت العلاقة تمامًا بين الخام والأسهم.
- هذا التغير واضح في الرسم البياني التالي، والذي يعبر عن العلاقة بين الأسهم والنفط الخام، فإذا ارتفع الاثنان وتراجعا معًا بنفس القوة يميل معامل العلاقة إلى أن يكون موجب واحد صحيح، في حين يكون سالب واحد إذا ارتفعت الأسهم مع انخفاض النفط أو العكس، والصفر يعني أن العلاقة غير قابلة للاكتشاف.
- من الملاحظ قبل فترة الأزمة المالية العالمية في 2008، كان معامل ارتباط النفط بالأسهم سالبًا في أغلب الأحيان، لكنه بدأ التحول إلى النطاق الموجب بعد ذلك، حتى أنه وصل مستويات مرتفعة في هذه المنطقة كما هو موضح في الرسم.
- في الواقع هذا الأمر ليس باكتشاف جديد، فقبل ثلاث سنوات، أفرد الرئيس السابق لمجلس الاحتياطي الفيدرالي "بن برنانكي" مقالًا للحديث عن تبدل العلاقة بين النفط الخام والأسهم.
ماذا يحكم هذه العلاقة؟
- يعرض بحدث جديد منشور في العدد الحالي من مجلة "آناليستس جورنال" نظرة معمقة حول سبب الترابط الموجب بين أسعار النفط والأسهم في بعض الأحيان، وكذلك أسباب التحول إلى النطاق السالب في أوقات أخرى.
- وجد الباحثان "آن سينغ تشن" و"تشي مينج يانغ" اللذان يعملان في قسم المالية بجامعة تشونغ تشينغ الوطنية في تايوان، أن هناك مستويات سعرية للنفط تدفع العلاقة بين الخام والأسهم إلى النطاق الموجب، وأخرى أقل تدفعه إلى النطاق السالب.
- في الحقيقة، انتهت الفترة التي شملتها الدراسة عند عام 2016، ولم يشر الباحثان إلى المستوى السعري المحرك للعلاقة الحالية، ومع ذلك، من الملاحظ أنه على مدى العقد الماضي الذي كان معامل الارتباط فيه موجبًا، كان متوسط سعر النفط أعلى من 70 دولارًا للبرميل (لا يزال مستوى أعلى من الحالي).
- تبقى إحدى النظريات المعقولة التي تفسر تغير العلاقة، أن الولايات المتحدة أصبحت أكثر اكتفاءً من الطاقة، حيث انخفض حجم وارداتها النفطية مقارنة بالصادرات بشكل مطرد خلال السنوات الماضية، حتى أن أمريكا أصبحت مصدرًا صافيًا للمنتجات البترولية في بعض الأشهر.
- مع تحول الولايات المتحدة نحو مكانة المصدر الصافي للنفط، فإن ارتفاع الأسعار يعد تغيرًا إيجابيًا لاقتصاد البلاد ككل، وليس من الحكمة توقع أن يؤدي ارتفاع الأسعار إلى نهاية التوسع الاقتصادي للبلاد أو السوق الصاعد، في الواقع، قد يشكل ذلك دعمًا للنمو والاتجاه الصعودي للأسهم.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}