نبض أرقام
08:21 م
توقيت مكة المكرمة

2024/11/22
2024/11/21

سر "المبنى 8".. لماذا فشلت "فيسبوك" في ما نجحت فيه "أبل" و"جوجل"؟

2019/08/17 أرقام

خلال فترة ولايتها القصيرة نسبيًا كنائبة لرئيس "فيسبوك"، غالبًا ما كانت "ريجينا دوجان" تبدأ أسبوعها بالاجتماع بفريق العمل، وفي السابع عشر من أكتوبر عام 2017، أي بعد عام ونصف العام من عملها في إدارة مختبر المشاريع المتقدمة المعروف باسم "المبنى 8"، دعت إلى اجتماع تقليدي بحسب تقرير لـ"سي إن بي سي".

 

 

لكن في هذا الاجتماع، كان لدى "ريجينا" -وهي مهندسة وتنفيذية عملت طويلًا في وادي السليكون وأمضت أربع سنوات في شركة "جوجل"- خبر مهم للغاية، فقد أخبرت عشرات الأشخاص في مجموعتها -وعيناها مغرورقتان بالدموع- أنها ستغادر الشركة لاستكشاف أفكار جديدة بمفردها.

 

إحباط جهود طال انتظارها
 

- كان الأمر صادمًا، ليس فقط لأنها انضمت إلى الفريق قبل 18 شهرًا فقط، لكن لأن المبنى 8 كان يقود جهود "فيسبوك" للدخول في مجال الأجهزة، الذي يئس الرئيس التنفيذي "مارك زوكربيرج" من الانضمام إليه.
 

- عندما أعلن تعيين "ريجينا" في أبريل 2016، قال "زوكربيرج" إن الشركة سوف تستثمر مئات الأشخاص ومئات الملايين من الدولارات في جهود هذا الفريق خلال السنوات القليلة التالية.
 

- رحيل "ريجينا" مثل انتكاسة كبيرة للشركة التي ناضلت مرارًا وتكرارًا لاقتحام سوق الأجهزة، في حين أن منافسيها الكبار في مجال التقنية مثل "أبل" و"جوجل" و"أمازون" و"مايكروسوفت" وجدوا سبلًا مختلفة للنجاح في هذا المجال.
 

- في ديسمبر 2018، بعد عامين ونصف العام فقط من تأسيسه، تمت تصفية أغلب أنشطة المبنى 8، وأصبح جوهر عمل فريقه هو "البوابة" أو "بورتال"، المنتج الوحيد الذي تم طرحه علنًا من قبل المبنى، وهو جهاز اتصال فيديو فشل إلى الآن في تحقيق طلب يذكر في ظل المنافسة الحادة.



 

- تسلط تجربة "المبنى 8" الضوء على المأزق المركزي في "فيسبوك" حيث تسعى الشركة إلى التنويع خارج نطاق إعلانات الجوالات، التي تمثل 93% من الإيرادات، والتوسع في الأعمال المكلفة مثل تطوير وتصنيع وبيع الأجهزة الاستهلاكية.
 

- صياغة الرموز (البرمجة) هي الحمض النووي للشركة، وتتعارض ثقافة "فيسبوك" مع حقائق تطوير الأجهزة، والتي تتطلب أفقًا أطول من الوقت والعلاقات مع مجموعة واسعة من المصنعين والموزعين، وكلها قضايا تتجاوز هذا الجوهر.
 

- علاوة على ذلك، وفي حين تواصل الشركة جهودها لتطوير "بورتال"، يتعين عليها مواجهة تدهور الثقة بين المستهلكين في أعقاب مجموعة من فضائح الخصوصية التي تجعل من الصعب جذب العملاء لشراء كاميرا تحمل علامة "فيسبوك" لوضعها في غرفة المعيشة.
 

- من المتوقع أن تصل عائدات سوق المنازل الذكية -التي تضم مكبرات صوت ومنتجات ترفيهية- إلى 151.4 مليار دولار بحلول عام 2024، ارتفاعًا من 76.6 مليار دولار العام الماضي، وفقًا لـ"ريسيرش آند ماركتس" التي استبعدت "فيسبوك" من قائمة لثلاثين شركة يحتمل استفادتها من هذا السوق.

 

قائدة ذات رؤية
 

- حصلت "ريجينا" على درجة الدكتوراه في الهندسة الميكانيكية من جامعة كاليفورنيا للتكنولوجيا، واكتسبت سمعة طيبة في المجال بفضل عملها مع وكالة مشاريع البحوث الدفاعية المتقدمة، والتي تولت إدارتها خلال الفترة بين عامي 2009 و2012.
 

- عند مغادرتها لـ"جوجل" في 2016، كتبت في منشور على "فيسبوك": إنها لحظة حلوة ومُرة في ذات الوقت، لكني سعيدة لأني أفعل ما أحبه أكثر، العلم الجريء ينتشر على نطاق واسع في المنتجات التي تبدو سحرية، وهناك الكثير يمكن فعله لدى "فيسبوك"، المهمة إنسانية ومقنعة.



 

- عند وصولها إلى "فيسبوك" كان أول ما قامت به هو البحث عن المشاريع التي لا تزال في مرحلة مبكرة ويمكن أن تزدهر، ووجدت نموذجًا أوليًا يحمل الاسم "ليتل فوت"، وهو جهاز "آيباد" موضوع على قاعدة آلية يمكنه اكتشاف الأشخاص في الغرفة والتوجه نحوهم.
 

- مع دفع "زوكربيرج" شركته لمنح الأولوية للفيديو، قرر "المبنى 8" استخدام "ليتل فوت" كأساس لجهاز اتصال فيديو للمستهلك، وعمل الفريق مع المصور ومخرج الأفلام الوثائقية الشهير "لوسيان بيركنز" لتطوير ميزة مكبر الصوت ضمن إطار الكاميرا الخاصة بالجهاز.
 

- كانت الفكرة هي جهاز يختصر المسافة بين الأحباء، والذي سيصبح في النهاية "بورتال"، وأجرى "المبنى 8" تجارب على الأحجام الممكن طرحها للجهاز، حتى إنه اختبر إصدارات كبيرة بحجم شاشات التلفزيون الضخمة.

 

توتر داخلي
 

- يشير الرقم 8 الملحق باسم الفريق إلى عدد الأحرف في كلمة "فيسبوك" بالإنجليزية "FACEBOOk"، وكان الموقع الفعلي داخل "المبنى 59" في الحرم الرئيسي للشركة في مينلو بارك، كاليفورنيا، حيث عقدت مناسبة خاصة في يونيو 2017 حضرها عدد محدد من موظفي الشركة.



 

- في الداخل، رأى موظفو "فيسبوك" الإصدارات المبكرة من "بورتال" بالإضافة إلى تجارب أخرى مثل العقل الحاسوبي المصمم ليسمح للبشر بالتحكم في الأجهزة عبر أدمغتهم، بجانب مشروع "سيكويا" لمغامرات الواقع المعزز والشبيه بأجهزة الهولوغرام المستخدم في سلسلة أفلام "الرجل الحديدي".
 

- بينما كان الموظفون يبدون دهشتهم إزاء مشاريع "المبنى 8"، بدأت التوترات تختمر، واستاء البعض من سرية القسم، والحاجة لمرافقتهم من قبل أشخاص محددين إذا أرادوا التجول في الداخل.
 

- أنفقت الشركة على الفريق ببذخ، وتحديدًا بما يتجاوز 100 مليون دولار سنويًا على الموردين والاستشاريين والمؤتمرات، وكانت هناك صراعات داخلية في ذلك الوقت، حيث صُدم المختصون القادمون حديثًا من صناعة الأجهزة بسبب الجدول الزمني للإنتاج غير الواقعي.
 

- قال موظفون سابقون، إن الشركة كانت تتوقع شحن أول منتج لها خلال عام، وهو وقت قصير للغاية لتطوير الأجهزة، وعارضت إحدى المتحدثات باسم الشركة هذه الحقيقة، قائلة إنه ليس من المتوقع شحن أي منتج خلال هذا الإطار الزمني.



 

- كانت وتيرة تقدم "ريجينا" مصدرًا رئيسيًا للتوتر بين "المبنى 8" والإدارة، حيث عملت وفقًا لجدول زمني مدته عامان، لكن بحلول أغسطس 2017، اتخذت "فيسبوك" قرارًا يهدف إلى تسريع التطوير.
 

- تم تعيين نائب الرئيس والمشرف على الإعلانات "أندرو بوسورث"، وهو شخص معروف بالولاء لـ"زوكربيرج" -انضم إلى الشركة في 2006 دون أي خبرة في مجال الأجهزة- مديرًا لأعمال الأجهزة الاستهلاكية بما في ذلك "أوكلوس" و"المبنى 8".
 

- كان هذا القرار تحديدًا بداية نهاية مغامرة "ريجينا" مع "فيسبوك" والتي أعلنت بالفعل رحيلها المفاجئ بعد شهرين، ويقول زملاؤها السابقون إنه من غير الواضح ما إذا كان قدم تم فصلها أم أنها استقالت، لكن على مدار الأسابيع التالية تبعها العديد من كبار العاملين في القسم.

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.