في العشرين من يوليو عام 1969، حطت بعثة "نيل أرمسترونج" على سطح القمر لتغير تاريخ البشرية، ووسط تشكيك في هذا الحدث وتأكيد من وكالة "ناسا" الفضائية الأمريكية، تناول تقرير نشرته "كريستيان ساينس مونيتور" أبعاد هبوط الإنسان على الجرم السماوي وكيف تغيرت الأمور بعده.
وذكرت "ناسا" أن هبوط بعثة "أرمسترونج" على القمر واجهت مشاكل عديدة من بينها الاتصالات والوقود والبحث عن نقاط آمنة للهبوط، ووقتها، كانت الأعصاب مشدودة والتوترات على درجة عالية في الوكالة الفضائية بهيوستن، وحبست الأنفاس، ولم يتحدث أحد لمتابعة هذا الموقف.
بعدها وصل صوت متقطع من أحد رواد الفضاء لإبلاغ "هيوستن" بملامسة أقدامه سطح القمر من خلال عبارة: "هيوستن.. النسور هبطت" وتعالت الأصوات بعدها بالتهليل والتصفيق حتى طلب منهم الهدوء، ليتم الرد على رائد الفضاء.
وفي ذلك الوقت، خرج أحد مسؤولي "هيوستن" ونظر إلى القمر الذي كان في منتصفه وقال لزملائه: "انظروا، هناك زملاء لنا يجلسون على هذا الشيء المضيء من بعيد".
صناعة المستحيل
- بعد خمس سنوات من إرسال أمريكا رواد فضاء والهبوط على القمر، استغرق الأمر إنفاق مليارات الدولارات ومشاركة العديد من الأشخاص في هذه المهمة، ولكن في النهاية، فقد صنعت الولايات المتحدة المستحيل رغم التشكيك في هذا الأمر.
- تجدر الإشارة إلى أن إرسال أمريكا رواد فضاء إلى القمر كان في إطار تنافسية مع الاتحاد السوفيتي في ذلك الوقت لا سيما عقب إرسال الأخير رائد الفضاء "يوري جاجارين"، وكانت هناك توترات جيوسياسية تتعلق بالصراع بين واشنطن وفيتنام.
- شاهد 600 مليون شخص حول العالم حدث بعثة "أرمسترونج" خاصة قفزة رائد الفضاء على سطح الجرم السماوي، وكان الأمر أشبه بالمستحيل، ولكن بعد الحدث، ظهرت عبارات محفزة يتداولها الكثيرون فيما بينهم عن إمكانية إنجاز أي مهمة ببعض الجهد.
- وفي الآونة الاخيرة، احتفلت الوكالة الفضائية والأوساط الأمريكية بمرور خمسة عقود على بعثة "أبوللو 11"، ويأتي هذا الاحتفال في الوقت الذي ذهب فيه العالم إلى آفاق أخرى كالمريخ.
- رغم ذلك، يظل القمر أحد أهم الأشياء التي شغلت البشرية، بل إنه ارتبط بالكثير من الأساطير في حضارات مختلفة كالحضارة المصرية القديمة والإغريقية وعند قدماء الصينيين.
- انتشرت العديد من الدراسات المتعلقة بالقمر والضوء الذي يظهر لنا على الأرض والمدارات، ورغم ذلك، فإن حدث "أبوللو 11" لم يكن لـ"ناسا" أو أمريكا إنجازا علميا فقط، بل إنه كان بمثابة إظهار قوة حيث كان العالم وقتها يتابع المنافسة والمناطحة بين القوتين العالميتين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي.
- ضخت واشنطن وقتها أكثر من 4% من الموازنة الفيدرالية في "ناسا" خاصة في السنوات الأولى من التحضير لمشروع "أبوللو"، وبالمقارنة الآن، فإن الوكالة الفضائية تحصل فقط على 0.5% من الموازنة.
- كلف مشروع "أبوللو" الموازنة 25 مليار دولار بمشاركة 400 ألف شخص لم يلتقوا بأسرهم لفترات طويلة، ورغم وفاة 3 رواد فضاء من البعثة، إلا أنها لا تزال تشكل نبراساً للوكالة من أجل الذهاب إلى آفاق أخرى في المستقبل.
تشكيك سوفيتي وعالمي
- رغم الحدث والفيديو الملتقط لقفزات رائد فضاء أمريكي على القمر، إلا أن العلماء السوفيت شككوا في حدوثه من الأصل حيث كان الأمر الغريب ظهور العلم الأمريكي وهو يرفرف كما لو أن هناك هواء.
- مثل مشروع "أبوللو" الكثير من الفخر ليس فقط العلمي أو استعراض القوة بل أيضا كان فخرا سياسيا، وردت "ناسا" على السوفيت بإحضار بعض الصخور ومواد من تربة القمر من أجل الأبحاث وأيضا لدرء الشكوك.
- قال أحد المؤرخين إن هبوط الإنسان على القمر منح البشرية حياة جديدة للمعرفة والعلم وفرصة للتفكير في إمكانية الابتعاد عن الأرض، بل وأيضا في كيفية ظهور هذا القمر حول الأرض.
- بعد دراسة صخور القمر، تم الاستعانة بخبراء لمعرفة نشأته ودراسة عناصر حيوية وتكوين الغلاف الجوي ومحاولة البحث عن مكونات الحياة كالأكسجين والماء والعناصر الكيميائية خاصة بعد اكتشاف بعض مكونات الثلج على قطب القمر وكذلك الجاذبية على سطحه.
- لم يكن رواد الفضاء الذين نفذوا بعثات "أبوللو" المتتالية هدفهم فقط المشي على سطح القمر، بل أيضاً أرادوا رؤية ودراسة كل شيء وتجربة الجاذبية مع الأخذ في الاعتبار الوقت الذي يعد أمرا ثمينا للغاية في حدث كهذا.
- تم التقاط أكبر عدد ممكن من الصور ومن بينها رؤية لكوكب الأرض من القمر، وفي ظل عدم وجود هواء على سطحه، استعان رواد الفضاء بمعدات لديهم للحفاظ على درجة حرارة أجسادهم، وربما كان ذلك السبب وراء رفرفة العلم.
نهاية البعثة والفضاء الخاص
- كانت آخر مرة ذهب فيها الأمريكيون إلى القمر قبل 47 عامًا حيث تم اتخاذ قرار بإنهاء مشروع "أبوللو" في السابع عشر من ديسمبر عام 1972، ولم يتم الذهاب إليه منذ ذلك الحين.
- أعلنت وكالة "ناسا" بأمر سياسي عن خطة تحت اسم "أرتيميس" للعودة إلى القمر بحلول عام 2024، وتم الكشف عن هذا القرار في وقت سابق هذا العام، ولكن هذه المرة لن تكون مجرد مشي على سطح الجرم السماوي، بل إنشاء قاعدة لاختبار تكنولوجيا الفضاء ولكي تكون بمثابة محطة للذهاب إلى المريخ.
- لا تزال العقبة الرئيسية أمام تنفيذ ذلك متمثلة في التمويل اللازم وسط تقديرات من "ناسا" تشير إلى أن التكلفة ربما تصل إلى 30 مليار دولار لتنفيذ "أرتيميس" خلال الخمس سنوات المقبلة.
- لم يجذب الفضاء الوكالات الحكومية مثل "ناسا" فقط، بل جذب أيضا رواد أعمال مثل المدير التنفيذي لـ"تسلا" و"سبيس إكس" "إيلون ماسك" أيضا مؤسس "أمازون" و"بلو أوريجن" "جيف بيزوس".
- إلا أن هناك اختلافا بين رؤية "ماسك" و"بيزوس" فالأول يريد الذهاب إلى المريخ واستعماره، والثاني يرى أنه لا يمكن حدوث ذلك قبل الذهاب إلى القمر واستعماره أولا.
- هذا وظهر مصطلح ما يسمى بالفضاء الخاص تعبيرا عن خطط مليارديرات لإطلاق رحلات سياحية إلى الفضاء وإقامة مجتمعات ومستعمرات في أجرام سماوية أخرى.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}