تتطلب الوظائف في يومنا هذا العديد من المهارات وليس مجرد العضلات، وهو ما يجعل من الصعب الحصول على وظيفة، ويأتي ذلك بالتزامن مع تضخيم الإعلانات الوظيفية بحيث تبدو المهام الروتينية كما لو كانت أموراً صعب تنفيذها، وفقا لتقرير نشرته "الإيكونوميست".
وأحيانا يتعجب بعض المتقدمين لوظائف عادية من شعورهم بأنهم سيكونون ضمن عالم من الأبطال الخارقين، فقد أعلن أحد الفنادق في الولايات المتحدة عن وظيفة لنادل عليه التركيز على طلبات الزبائن ويقدم الوجبات بشكل مميز ولا بد أن تكون لديه قدرات ضيافة خارقة.
موظف "سوبر مان"
- استعرضت شركة بريطانية في أحد إعلاناتها أيضاً طلب شخص لديه قدرات خارقة لقسم "نينجا الكول سنتر" - تضخيم شديد - لكنه عند قراءة الوصف الوظيفي، تبين أنها وظيفة لأحد وسطاء شركات التأمين في بريطانيا.
- عند النظر إلى الوظيفة من أول وهلة ورؤية كلمة "نينجا"، فإن الأمر يبدو بالغ الصعوبة كما لو أن المتقدم للعمل سيخوض معركة، وبالتالي، من الضروري في مثل هذه الإعلانات الاطلاع على الوصف الوظيفي بشكل دقيق خشية أن يذهب إلى المقابلة وهو يرتدي ملابس المحاربين اليابانيين.
- ليست كل الشركات على هذا النحو بالطبع، فهناك شركات ترفع شعار السلم لا المعارك والحروب وتطلب من المرشحين للعمل لديها أن يتحلوا بالصبر والتعاطف والرغبة فقط في تقديم أفضل ما لديهم.
- أحيانا تخدع الإعلانات الوظيفية وتضخيمها من المهام حيث إنه رغم الكلمات الرنانة المستخدمة في تلك الإعلانات، إلا أن الأجر يكون متدنياً للغاية كما هو الحال في وظيفة لمتجر شرقي إنجلترا الذي طلب "سفراء" للمبيعات مقابل فقط 8.32 جنيه إسترليني (نحو 10.32 دولار) في الساعة.
- يرى محللون أن هذه العبارات واللغة العبثية المستخدمة في الإعلانات الوظيفية لا جدوى لها بل تضر أكثر ما تنفع، فالأداء الوظيفي هو الأهم، وعلى سبيل المثال، لن يطلب المريض مثلا جراحاً متحمساً للغاية كي يجري له عملية جراحية، بل إنه من الأفضل تحليه بالصبر وهدوء الأعصاب والتركيز.
- بوجه عام، من الضروري الحماسة في العمل من أجل تقديم الموظف أفضل ما لديه، لكن ليس بالضرورة التضخيم في مهام الوظيفة كما لو كان الشخص يُقدم على حرب.
الخداع في البعض ليس الكل
- في بعض الوظائف لا سيما التي تتطلب رعاية الآخرين ككبار السن، تعتمد الإعلانات الوظيفية على زرع روح العمل المجتمعي ومساعدة الغير لإقناع أشخاص بالعمل لساعات طويلة مقابل أجور متدنية في بعض الأحيان.
- لا يتطلب بيع الأحذية مثل هذا الخداع، بل إنها وظيفة عادية تتطلب بعض الحماسة والرغبة في إقناع الزبائن، ويجب الإشارة إلى أن الأشخاص لا يتعلمون حب عملهم، ولكن بلمسات معينة من مديريهم، يمكنهم الاستمتاع بما يفعلون ويرغبون في أداء المهام بشكل أفضل.
- يقول البعض إن تركيز الشخص على عمله وتكريس وقته له هو السبيل الأفضل للفصل بينه وبين الحياة الخاصة، ومن هنا ظهر شعار "اجلب نفسك بالكامل إلى العمل".
- بدا من هذا الشعار وغيره كيفية تشكيل ثقافة الموظفين من أجل زرع فكرة التركيز على العمل بنسبة 100% على مدار الوقت، ولكن هذا الشعار مجرد كلمات، فالكثير من الموظفين في الغرب مثلا، لا يهتمون بأي شيء سوى بالعمل جاهدين من أجل فقط دفع الفواتير المستحقة أو الحلم بقضاء إجازة لأسابيع في منطقة ترفيهية.
- على المتقدمين للعمل دراسة الإعلانات الوظيفية جيداً ومعرفة ما وراء العبارات الضخمة التي تصور موظفيها كما لو كانوا أبطالا خارقين.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}