تنطوي جميع الأعمال التجارية سواء كانت صغيرة أو كبيرة على مخاطر، وفي حين قد تؤدي المخاطر الكبيرة إلى أرباح طائلة في بعض الأحيان، فحسبما ذكر موقع "فيجوال كابيتاليست"، قد تتسبب في أحيان أخرى في نتائج عكسية وفي إفلاس الشركات.
وهناك أسباب متنوعة ساهمت في إفلاس شركات كبرى من بينها أسباب خاصة مثل فشل خطة الشركة فشلاً ذريعاً أو أسباب عامة مثل الأزمة المالية العالمية عام 2008.
وقد قامت شركة الإقراض الأمريكية "تايتل ماكس" بتصنيف أكبر حالات إفلاس شركات في تاريخ الولايات المتحدة، واعتمدت الشركة في تصنيفها على حجم أصول هذه الشركات وقت إفلاسها.
وقد وقعت تسعة من أكبر حالات الإفلاس في تاريخ الولايات المتحدة في الفترة بين 2008 و2009.
10- كرايسلر "Chrysler"
في عام 2009 أعلنت صانعة السيارات "كرايسلر" إفلاسها بسبب الديون الهائلة، وذلك بعد رفض مجموعة من الدائنين ضغوطاً من الرئيس الأمريكي السابق "باراك أوباما" لإعفاء الشركة من مليارات الدولارات من الديون، وقد بلغت قيمة أصول الشركة وقتها 39 مليار دولار.
وقد قامت الحكومة الفيدرالية بإنقاذ شركة "كرايسلر" عبر إلغاء ديون قيمتها 2.6 مليار دولار، ويعتبر ذلك من بين أكبر خطط الإنقاذ التي يمولها دافعو الضرائب، وقد تم تقسيم "كرايسلر" وقتها إلى شركتين، إحداهما "كرايسلر القديمة" المُفلسة، والأخرى "كرايسلر الجديدة" التي لا تزال تعمل حتى الآن ولكن تحت اسم "فيات كرايسلر".
وذلك بعد أن اشترت شركة "فيات" أسهم شركة "كرايسلر" واندمجت الشركتان في كيان واحد تحت هذا الاسم الجديد، وقد بلغ صافي أرباح "فيات كرايسلر" 4.3 مليار دولار عام 2017.
9- إم إف جلوبال "MF Global"
تسببت أزمة السندات والديون الأوروبية السيادية في إفلاس شركة الوساطة المالية "إم إف جلوبال" التي كانت قيمة أصولها 41 مليار دولار وقت إفلاسها عام 2011.
وقد واجهت الشركة سلسلة من المشكلات الخاصة بالسيولة بسبب تورطها في العديد من اتفاقيات إعادة شراء التي تجاوز العديد منها ميزانيتها، واستثمارها 6.3 مليار دولار في سندات بعض الدول الأوروبية المثقلة بالديون، وتسبب ذلك في أزمة كبيرة للشركة أدت إلى إفلاسها عام 2011.
8- كونسيكو "Conseco"
كانت قيمة أصول شركة الخدمات المالية "كونسيكو" 61 مليار دولار عند إفلاسها بسبب فشل استراتيجية الاستحواذ عام 2002.
وكانت الشركة قد أجرت العديد من عمليات الاستحواذ، حيث اشترت في عام 1998 شركة تمويل المنازل المتنقلة "جرين تري فاينانشيال" في محاولة لتنويع الخدمات المالية المُقدمة إلى العملاء، كما اشترت شركة التأمين على الحياة "كولونيال بين"، إلا أن استراتيجية الاستحواذ فشلت واضطرت الشركة إلى تقديم طلب لحمايتها من الإفلاس.
7- إنرون "Enron"
كانت هذه الشركة واحدة من أكبر شركات الطاقة والخدمات والسلع الأمريكية قبل أن تعلن إفلاسها في الثاني من ديسمبر عام 2001، وكانت قيمة أصولها حينذاك 66 مليار دولار.
يرجع إفلاس الشركة بشكل أساسي إلى الاحتيال المحاسبي، ففي عام 2001 تعرضت الشركة لفضيحة هائلة حين تم اكتشاف أن كبار المديرين التنفيذيين في الشركة قاموا بتضخيم أرباحها ليظهر الوضع المالي للشركة بشكل غير دقيق وغير حقيقي.
6- باسيفيك جاز آند إلكتريك "Pacific Gas & Electric"
مرت شركة الكهرباء والغاز" باسيفيك جاز آند إلكتريك" في كاليفورنيا والتي تعد أكبر مزود للمرافق في الدولة بحالتي إفلاسٍ على مدى العشرين عاماً الماضية، وكانت المرة الأولى عام 2001 بسبب الجفاف الذي حد من توليد الطاقة الكهرومائية، مما أجبر الشركة على استيراد الكهرباء من مصادر خارجية بأسعار باهظة.
ووقعت أحدث حالة إفلاس للشركة في وقت سابق من هذا العام، حيث تسببت حرائق الغابات في كاليفورنيا في تكبد الشركة عشرات المليارات من الدولارات، واضطرت إلى تقديم طلب للحماية من الإفلاس، وقد بلغت أصولها وقت الإفلاس 71 مليار دولار.
5- سي آي تي جروب "CIT Group"
كانت قيمة أصول بنك "سي آي تي جروب" 71 مليار دولار وقت إفلاسه بسبب أزمة ائتمان عام 2009.
وكان البنك الذي أقرض آلاف الشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم قد قدم طلب إفلاسه بعد أن تسببت أزمة الائتمان العالمية في عجز البنك عن تمويل نفسه، وكان ذلك بمثابة ضربة أيضاً للحكومة الأمريكية التي استثمرت في هذا البنك 2.33 مليار دولار عبر برنامج إغاثة للأصول المتعثرة.
4- جنرال موتورز "General Motors"
تسببت الديون الهائلة في إفلاس شركة "جنرال موتورز" عام 2009، وكانت قيمة أصولها وقت إفلاسها 82 مليار دولار.
وحسبما ذكرت مجلة "هارفارد بيزنس ريفيو" ترجع الأزمة التي مرت بها "جنرال موتورز" إلى تباطؤ مبيعات الشركة وعدم اتخاذ الشركة إجراءات خاصة بخفض التكاليف، مما أدى إلى توقفها عن تحقيق الأرباح منذ عام 2005 وخسارتها منذ ذلك الحين وحتى الربع الأول من 2009 أكثر من 90 مليار دولار، ومع تزايد الخسائر اضطرت الشركة في النهاية لإعلان إفلاسها.
وقد تعافت الشركة مجدداً عبر عملية إعادة هيكلتها، حيث تولى عدد من المديرين التنفيذيين قيادة الشركة قبل أن تتولى ماري بارا قيادتها عام 2014 لتصبح بذلك أول مديرة تنفيذية لشركة سيارات كبرى.
وتعافت الشركة بالفعل تحت قيادة بارا لتتحول جنرال موتورز من شركة غارقة في الديون إلى صانعة السيارات الأولى في الولايات المتحدة.
3- ورلد كوم "Worldcom Inc"
بلغت قيمة أصول شركة الاتصالات "وورلد كوم" 104 مليارات دولار عند إفلاسها عام 2002 بسبب فضيحة محاسبية.
كانت هذه الشركة واحدة من أكبر شركات الاتصالات في الدولة، فقد بلغت قيمتها السوقية في ذروة فقاعة الدوت كوم 175 مليار دولار، وعندما انفجرت هذه الفقاعة وخفضت الشركات الأخرى نفقاتها على خدمات ومعدات الاتصالات لجأت شركة "ورلد كوم" إلى الحيل المحاسبية لتظهر وكأنها تحقق أرباحاً متزايدة.
حاولت الشركة إخفاء انخفاض أرباحها عامَي 2001 و2002 على التوالي، بتضخيم صافي دخلها وتدفقاتها النقدية بتسجيل نفقاتها على أنها استثمارات، وسجلت أرباحاً غير حقيقية بقيمة 1.4 مليار دولار.
وبسبب هذه الفضيحة حُكم على المدير التنفيذي للشركة برنارد إيبيرز الذي كانت متورطاً في ذلك بالسجن لمدة 25 عاماً، كما حُكم على المدير المالي السابق سكوت سوليفان بالسجن لمدة 5 سنوات.
2- واشنطن ميتوال "Washington Mutual"
أوقف هذا البنك عملياته في 26 سبتمبر 2008 في أعقاب الأزمة المالية، وقد بلغت قيمة أصوله وقت إفلاسه 328 مليار دولار.
ويرجع سبب إفلاسه إلى عدة أسباب من بينها انخراطه في الكثير من الأعمال في كاليفورنيا، بينما كان حال سوق العقارات هناك أسوأ من أي مكان آخر في أمريكا، وبحلول نهاية عام 2007 كانت قيمة المنازل قد انخفضت بنسبة 9.8% في جميع أنحاء أمريكا، مما أثر كثيراً على البنك.
ومن أسباب إفلاسه أيضاً توسعه بسرعة كبيرة، مما أدى إلى تواجد العديد من فروعه في أماكن فقيرة، وساهم ذلك في منح الكثير من القروض العقارية إلى أشخاص غير مؤهلين للسداد، مما تسبب - إلى جانب انهيار السوق الثانوية للأوراق المالية في أغسطس 2007 - في عدم قدرة البنك على إعادة بيع القروض العقارية وساهم في تفاقم مشكلات البنك في الأزمة.
استحوذت المؤسسة الاتحادية للتأمين على الودائع "FDIC" على "واشنطن ميتوال" في 25 سبتمبر عام 2008 وباعته إلى بنك "جيه بي مورجان تشيس" مقابل 1.9 مليار دولار، وفي اليوم التالي أعلنت الشركة القابضة لـ "واشنطن ميتوال" إفلاسها.
1- ليمان براذرز "Lehman Brothers"
شهد بنك ليمان براذرز أكبر حالة إفلاس في تاريخ الولايات المتحدة، إذ بلغ حجم أصوله 691 مليار دولار وقت الإفلاس عام 2008.
ويرجع سبب إفلاس هذا البنك الذي تأسس عام 1850 إلى انخراطه بشكل كبير في سوق الرهون العقارية، مما أدى إلى تأثره كثيراً بأزمة الرهن العقاري، حيث واجه مشكلات عديدة خاصة بنقص السيولة والتخلف عن سداد القروض وانخفاض قيمة الأصول.
خسر البنك 73% من قيمته في النصف الأول من عام 2008، كما خسر ثقة المستثمرين وفقد معظم عملائه، واضطر لتقديم طلب لحمايته من الإفلاس في 15 سبتمبر عام 2008.
تسبب انهيار "ليمان براذرز" في تحول أزمة الرهن العقاري في أمريكا إلى أزمة اقتصادية عالمية استمرت حتى آخر عام 2009، وأدى ذلك إلى تراجع أسواق الأسهم وارتفاع الديون وفقدان مئات الآلاف لمنازلهم.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}