نبض أرقام
11:45 ص
توقيت مكة المكرمة

2024/12/18
2024/12/17

«بوبيان للبتروكيماويات» .. درس في تنويع الدخل قبل فوات الأوان

2017/06/18 الأنباء الكويتية

أحدثت شركة بوبيان للبتروكيماويات مفاجآت للسوق الكويتية عندما بدأت العام الماضي تدخل الأحداث البورصوية واضعة عروض استحواذ على شركة هنا وكاشفة عن نوايا تملك حصص في شركة هناك.

ولم تتعود السوق على هذه التحركات، أقله في قطاع بتروكيماوي، لطالما كان كثيرون يعتقدون انه قطاع متماسك ومدعوم من الحكومة، وان المستثمر فيه «ملك» يحصل على أرباحه وتوزيعاته بأقل جهد ممكن.

لكن «بوبيان» فكرت بطريقة أخرى، وذهبت أبعد من الجلوس ببرج عاجي والاستمتاع ببحبوحة اليوم على حساب شكوك الغد.

هذا على الأقل ما كشفه رئيس مجلس إدارة شركة بوبيان للبتروكيماويات دبوس مبارك الدبوس في مقابلته مع «الأنباء» عندما تحدث عن ان مجلس الادارة والإدارة التنفيذية أجريا دراسات استباقية لمعرفة مستقبل قطاع البتروكيماويات في المنطقة والكويت ولتظهر أمامهما حقائق وسيناريوهات صعبة دفعتها إلى أخذ المبادرة سريعا لتنويع دخلها عبر الاستحواذ على قطاعات دفاعية كما في التعليم والصحة.

يقول الدبوس: ان الشركة أخذت بعين الاعتبار التذبذب الكبير في أسعار النفط في السنوات الأخيرة، وأجرت الدراسات على القطاع البتروكيماوي تحديدا، فوجدت ان هناك شحا في الغاز في منطقة الشرق الأوسط، وهو المكون الرئيسي لصناعة البتروكيماويات، وأدى ذلك إلى شح المشاريع الجديدة في البتروكيماويات.

ويضيف: «نرى انه لن تكون هناك فرص كبيرة بهذا القطاع مثلما كانت في السابق بالمنطقة.

لذلك وجدنا ضرورة لتنويع الدخل بالاستثمار في قطاعات أخرى».

وفي الواقع، فإن ما قامت به «بوبيان» يعتبر نموذجا للشركات الاخرى المرتكزة على مصدر وحيد لدخلها، ودرسا للحكومة الكويتية وحكومات المنطقة التي ترفع منذ سنوات طويلة شعار تنويع الدخل لكن لا تتخذ قرارات فعلية على ارض الواقع، و«بوبيان» كانت الى ما قبل قرارها الجريء في التنويع نموذجا مصغرا للاقتصاد النفطي (الكويتي والخليجي) المعتمد على دخله الاحادي.

 أين «بوبيان» الان؟ وما المستقبل أمامها؟

 

 يجيب الدبوس بأن الشركة تمكنت حتى الآن من تنويع دخلها بنسبة 25% عبر قطاع التعليم والصحة، و75% لقطاع البتروكيماويات، ونسعى على المدى المتوسط أن تصل نسبه الموارد الأخرى الى 50% والـ 50% الأخرى تكون بالبتروكيماويات، أي نصل لنسبة التعادل.

وفي العام الماضي استحوذت «بوبيان» على نسبة 21% في شركة نفائس، واهم استثماراتها مستشفى المواساة، وفي هذه السنة استحوذت على مجموعة التعليمية القابضة بنسبة 53% وهي تملك شبكة من الشركات التعليمية على رأسها شركة اياس التي تملك جامعة الخليج للعلوم والتكنولوجيا GUST.

وفي جعبة «بوبيان» استحواذات اخرى في الطريق كما يقول الدبوس من دون ان يكشف تفاصيل، وتساعدها ملاءتها المالية في الحصول على تمويلات لتنفيذ صفقاتها، لكنها تدرس أيضا إصدار سندات كبديل تمويلي.

ويعد الدبوس المساهمين والمستثمرين باستمرار الأرباح والتوزيعات، علما انه على موعد اليوم للقائهم في الجمعية السنوية لشرح تفاصيل ما يجري في «بوبيان» التي شغلت الناس مؤخرا. 

وفي المقابلة التالية تفاصيل أخرى عن خطط الشركة وأسباب اتخاذها قرار تنويع دخلها وكيف ترى مستقبلها

 فإلى التفاصيل:

* لاحظنا في الفترة الأخيرة اتجاه «بوبيان للبتروكيماويات» للقطاع التعليمي، فما الغرض من ذلك؟
- نحن شركة تعمل بمجال البتروكيماويات، وبالتالي كان التركيز في استثماراتنا في ذلك المجال، ولكن في الفترة الاخيرة شهد هذا القطاع تذبذبا كبيرا نتيجة تراجع أسعار النفط. 

ولذلك، كان رأي مجلس إدارة الشركة والادارة التنفيذية ان الاتجاه الصحيح هو الاستثمار في قطاعات جديدة بهدف تنويع مصادر الدخل.

ومن القطاعات التي قررنا الاستثمار بها قطاعا الصحة والتعليم، وهذا هو السبب الرئيسي لاستثمارنا بمجموعة «التعليمية».

* لماذا هذا التغيير؟ وكيف تنظرون لقطاع البتروكيماويات؟
- تعمل الإدارة على إضافة مداخيل جديدة من قطاعات أكثر استقرارا.

وستظل الشركة تعمل في مجال البتروكيماويات، حيث كان هناك تطور كبير في شركة «ايكويت» واصبحت لدينا عمليات في قطاع البتروكيماويات خارج الكويت في كندا وخليج المكسيك، وهي روافد جديدة للشركة، وسنستمر بالاستثمار في مجال البتروكيماويات كلما سنحت الفرصة، ولكن في الآونة الاخيرة نجد ان هناك شحا في الغاز في منطقة الشرق الاوسط، وهو المكون الرئيسي لصناعة البتروكيماويات، وأدى ذلك الى شح المشاريع الجديدة في البتروكيماويات، بالإضافة الى ان أسعار مواد البتروكيماويات في الشرق الأوسط لم تعد رخيصة كالسابق، بل بالعكس أصبحت الأسعار في أميركا الشمالية أرخص من منطقة الشرق الاوسط أو الكويت تحديدا، لذلك اتجهنا لتنويع الاستثمارات والايرادات دون ان نترك قطاع البتروكيماويات.

* في ضوء ارتفاع الأسعار هذا، هل ترى ان الفرص الأفضل خارج الكويت؟
- ما نلاحظه ونرصده انه لن يكون هناك الكثير من المواد القيمية لإنتاج الصناعات الكبرى بقطاع البتروكيماويات بالمنطقة في المستقبل، فحتى بالكويت أصبحت هذه المواد شحيحة.

لذلك نرى انه لن تكون هناك فرص كبيرة بهذا القطاع مثلما كانت في السابق بمنطقة الشرق الأوسط. 

لذلك وجدنا أن هناك طريقين أمام الشركة إما بالاتجاه الى خارج الكويت، او تنويع الدخل بالاستثمار في قطاعات أخرى.

* هناك معلومات تتداول دائما أن ايكويت تحصل على الغاز بشكل مدعوم من الحكومة؟
- هذه المعلومة المتداولة ليست دقيقة، فمعدل سعر الغاز في شركة «إيكويت» اصبح أغلى من السعر في شمال الولايات المتحدة، وليست هناك مقارنة بينه وبين المنافسين بالشرق الاوسط، لذلك فإنه عند مقارنة سعر الغاز المحلي مع الغاز في الدول الاخرى.

ولذلك فإن أسعار غاز «ايكويت» لا تعتبر رخيصة.

وعلاوة على ذلك نجد أن «ايكويت» تشتري الغاز في كندا، بتكلفة اقل من تكلفته في الكويت وسوف تشتريه في تكساس مستقبلا.

* كم نسبة الاستثمار بالبتروكيماويات والقطاعات الاخرى حاليا بالشركة، وكم ستكون بعد التنويع؟
- عندما تأسست شركة بوبيان للبتروكيماويات كان الغرض من تأسيسها هو المشاركة في شركة إيكويت، بحيث تكون أول مشاركة للقطاع الخاص في مشروعات قطاع البتروكيماويات بالكويت على مستوى مؤسسة البترول الكويتية، وهو امر كان مهما وقتذاك في عام 1995، لذلك أصبحت معظم استثمارات الشركة بقطاع البتروكيماويات.

ولكن الآن أصبحت مواردنا مقسمة بين 75% من قطاع البتروكيماويات، و25% من الموارد الاخرى، ونسعى على المدى المتوسط أن تصل نسبة الموارد الاخرى الى 50% والـ 50% الاخرى تكون بالبتروكيماويات، أي نصل لنسبة التعادل.

وفي نفس الوقت لدينا استثمارات أخرى رديفة بنفس المجال، فلدينا شركة الكوت التي تعتبر شركة زميلة لـ «بوبيان بتروكيماويات»، كما نشغل شركة «منى نور» للبلاستيك في سلطنة عمان، بالإضافة الى مصانعنا في الجبيل والكويت الخاصة بتصنيع البلاستيك، بالإضافة الى شركة عوازل في الرياض. 

لذلك يمكننا القول بأن التنويع موجود بالفعل جغرافيا، بالإضافة الى الاتجاه نحو التنويع بالاستثمار بقطاعات جديدة مثل التعليم والصحة.

* ماذا تمتلك الشركة بقطاع الصحة حاليا، كيف تنظرون لهذا القطاع؟
- لدينا ملكيات غير مباشرة في قطاع الصحة، ففي احد الاستحوذات السابقة لنا استحوذنا على 21% من شركة نفائس القابضة وأصبحت شركة زميلة لنا، وهي تملك وتدير مستشفى المواساة بالكويت، بالإضافة الى امتلاكها لعدد من المدارس داخل وخارج الكويت.

وهناك استثمار آخر في القطاع الصحي من خلال شركة زميلة هي شركة البرج للمختبرات في السعودية، حيث نمتلك 24% منها، وهي تتميز بمستويات عالية من النمو، والتوسع سريع جدا في هذا المجال.

* هل أنتم مستمرون في الاستحواذات لبلوغ نسبة 50/50، وهل سيكون ذلك داخل ام خارج الكويت؟
- نعم، تنويع مصادر الدخل ستزداد نسبته بزيادة الاستحواذات الجديدة، بالإضافة الى الاستحواذات الموجودة حاليا، حيث انتهينا من الاستحواذ على مجموعة التعليمية بنسبة 53% وأصبحت شركة تابعة لنا، وهو استحواذ طويل المدى يحتاج الى جهد، حيث ننوي الاستثمار بصورة اكبر في هذا القطاع من خلال مجموعة التعليمية نفسها. 

وأيضا تمتلك «التعليمية» شركتين احدها تابعة لها، وهي «أفاق» في مجال المدارس، وأخرى زميلة لها وهي «إياس» التي تملك جامعة الخليج للعلوم والتكنولوجيا.

* كيف سيكون تمويل هذه الاستحواذات؟
- بوبيان للبتروكيماويات لديها ملاءة مالية تمكنها من ايجاد الموارد المالية لأي استحواذ بالوقت الحالي، ففي الاستحواذ الاخير تمكنا من جمع الاموال من البنوك في وقت قياسي، وبالإضافة الى ذلك ندرس حاليا خيارات اخرى لتكون بدائل للتمويل طويل المدى، عن طريق التفكير في دراسة إصدار سندات والمقارنة بينها وبين مصادر التمويل العادية من البنوك المحلية، فحتى الآن جميع التسهيلات التي حصلنا عليها من البنوك المحلية.

* هل تتوقع ان يكون سعر الاستحواذ الإلزامي على باقي اسهم «التعليمية» عند 300 فلس كما كان في الاستحواذ الاختياري؟
- توقع السعر حاليا أمر صعب، ولكن بحسب قوانين هيئة أسواق المال نحن ملزمون بتقديم عرض استحواذ إلزامي لباقي مستثمري وفقا للقواعد التي تنص عليها تعليمات هيئة أسواق المال، وهي اجراءات نعمل عليها حاليا.

* كيف ترى انسحاب «إياس» من البورصة الكويتية؟
- دخولنا في «إياس» كان بوقت متأخر بعد اتخاذ قرار الانسحاب من البورصة، حيث حاول مجلس ادارة الشركة البحث في عملية اعادة إدراجها، وظهرت النتيجة ان الشروط غير مستوفاة وصدر قرار الانسحاب من البورصة.

* هل نتوقع ارتفاع أرباح الشركة بالسنة الحالية، وهل سترتفع التوزيعات؟
- منذ تأسيس الشركة والى يومنا هذا ونحن دائما نحقق أرباحا في جميع النتائج المالية للشركة، فلم يمر على الشركة منذ التأسيس اي خسائر، وفيما يخص التوزيع فنحن نوزع أرباحا منذ 17عاما، وهي سياسة ونهج مستمرين، فهذه حقوق المساهمين علينا.

ونحن نعمل على التوفيق بين تنمية أصول الشركة بشكل صحيح، بالإضافة الى تنمية ايرادات الشركة، لذلك سنستمر في التوزيع.

* هل سيكون التنويع بمجال الأسهم والسندات؟
- أصبحت استثماراتنا عقب الأزمة المالية استثمارات مباشرة، ولن تكون بأي صورة غير مباشرة، حيث أوقفنا الاستثمار بالأوراق المالية، وذلك حتى تكون استثماراتنا عن طريق الاستحواذات بحصص مؤثرة بحيث تكون الشركة زميلة أو تابعة لنا.

* لماذا اخترتم الاستثمار بقطاعات التعليم والصحة حاليا؟
- القطاعات التي يمكن ان تصمد في الأزمات الاقتصادية هي التعليم والصحة، فلا يستطيع احد الاستغناء عن التعليم او الصحة، وذلك داخل وخارج الكويت، فالطلب مازال في نمو كبير على التعليم والصحة، خاصة بالفترة الأخيرة اصبح هناك اتجاه على هذه القطاع من خلال الضمان الصحي، لذلك سيكون القطاع الصحي مدافعا مع الأزمات الاقتصادية.

* بعد الاستحواذ على «التعليمية» ونفائس، هل نتوقع استثمار استحواذاتكم بقطاعي الصحة والتعليم؟
- كل الاحتمالات متاحة، فهناك فرص استحواذات كثيرة تدرس بشكل جدي بقطاعات الصناعة والتعليم حاليا، سواء داخل أو خارج الكويت. 

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.