خفضت شركة زين جنوب السودان من عملياتها وعدد الموظفين الوافدين لديها في محاولة لتخطي الأزمة الاقتصادية التي تشهدها الدولة الأفريقية، والتي زادت من حدتها الحرب الأهلية المندلعة في البلاد منذ أكثر من عامين.
وتركز الشركة عملياتها على مدن رئيسية، بينما تحد من تغطيتها لمناطق أخرى من البلاد، كما لجأت إلى الاستعانة بالقوى العاملة المحلية لملء الوظائف التي يشغلها الوافدون، وفقاً لمدير ادارة العلاقات التجارية في الشركة، دانييل دينغ لوال، الذي أشار إلى أن شركة «زين» الأم لن تستثمر المزيد من الأموال بعد استثمارها أكثر من 500 مليون دولار.
وقال لوال في مقابلة أجريت معه أخيراً في العاصمة جوبا «نحن بالكاد قادرون على الاستمرار، فليس هنالك من مستثمر جاهز لضخ المزيد من الأموال، لذلك لابدّ من ان نعتمد على أنفسنا، ونتخذ جميع الخطوات الممكنة التي تسمح لنا بالاستمرار».
وتمتلك جنوب السودان ثالث اكبر احتياطي من النفط الخام في جنوب الصحراء الأفريقية، إلا أنها لا تنتج أكثر من 120 ألف برميل يومياً، أي نصف إنتاج البلاد اليومي قبل بدء الحرب.
من جهته، توقّع صندوق النقد الدولي العام الماضي أن يتقلص اقتصاد جنوب السودان بنحو 5.3 في المئة، في حين قد يتخطى التضخم 660 في المئة في يوليو.
وأوضح لوال «نركز على المدن الرئيسية التي يمكن ان تحافظ على استدامة أوضاعنا المالية، وهي جوبا ومدينيتي ياي وبور، فضلاً عن شمال أعالي النيل، حيث تتمركز أكبر الحقول النفطية في البلاد»، لافتاً إلى أن شراء ونقل الوقود الذي تحتاج إليه البنية التحتية في «زين» في بعض المناطق البعيدة والأكثر خطراً أثبتت أنها عملية معقدة وباهظة.
وفي حين ذكر لوال أن الشركة تمتلك نحو 288 موقعاً للشبكة، قال «تحتاج الناس للاتصالات عندما يغيب عنها الأمن، والأمر متعلق بنا للمحافظة على اسم الشركة والشبكة عاملة».
وتتنافس «زين» جنوب السودان مع وحدة اتصالات التابعة لمجموعة «إم تي ان» في جنوب أفريقيا، التي أعلنت في يونيو الماضي انها ستخفض من عدد موظفيها، وأدخلت تعديلات على طريقة عملها من أجل تخطي الأزمة.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}