يصف رئيس مجلس إدارة الشركة التجارية العقارية عبد الفتاح معرفي شهر رمضان المبارك بأنه شهر الخير والبركة، حيث تزداد في هذا الشهر الطاقة والانتاجية، كما يزدحم فيه جدول اعماله بالكثير من المواعيد، على عكس الكثير من الناس الذين قد لا يستهويهم العمل في ظل الصيام، وخاصة في أيام الصيف الحارة والطويلة.
ويقول معرفي ان المشكلة الكبيرة التي تواجهه في هذا الشهر تتمثل في قلة النوم والتعب الجسدي، ولكن هذا الأمر لا يطغى على ما يمتاز به هذا الشهر من عبادات الصيام والصلاة والتهجد وقراءة القرآن الكريم وأعمال الخير والبر والإحسان.
بالإضافة إلى العادات المتأصلة فيه منذ الطفولة والموروثة أباً عن جد والتي أكد أنه يسعى للحفاظ عليها وتعليمها للأبناء والأحفاد، والتي من أهمها زيارة الأهل والأصدقاء، وصلة الرحم، والمواظبة على زيارة ديوانيات الكويت التي يكون لها جدول خاص ضمن برنامجه اليومي في شهر رمضان وهذه العادات والعبادات تطبع هذا الشهر الكريم بطابع وطعم خاص ومميز، وفيما يلي التفاصيل:
*حدثنا عن استعداداتكم لاستقبال شهر رمضان المبارك؟
- لا شك ان لشهر رمضان طبيعة خاصة واستعدادات خاصة، فشهر رمضان هو شهر العبادة، كما أن العمل عبادة، لذا ففي هذا الشهر الفضيل شهر الخير والبركة تزداد طاقة وإنتاجية العمل ويزدحم جدول المواعيد ويصبح العمل أكثر ديناميكية وهذا قد لا يكون نمطاً اعتيادياً متعارفاً عليه لدى الكثير من الناس خاصة في مثل هذه الايام الحارة والطويلة من شهور الصيف، وإنما هذا هو نمط حياتي في هذا الشهر الكريم.
*ما المتاعب التي تواجهك خلال هذا الشهر؟
- بالنسبة للمتاعب التي تواجهني أثناء العمل خلال شهر رمضان المبارك فإنها لا تخرج عن إطار قلة النوم والتعب الجسدي بينما وبحمد الله لا يتم مواجهة أي متاعب بل على العكس تجري الأمور وتتم إدارتها بكل كفاءة وسلاسة، إذ وكما هو معروف فإن الكثير مضطرون إلى الذهاب إلى أعمالهم صباحاً، ومن ثم الالتفات إلى حياتهم الاجتماعية والزيارات العائلية والاسرية في فترة ما بعد الافطار، الامر الذي يجعل فترات النوم أقل منها في الايام العادية بسبب الانشغال طوال اليوم.
*حدثنا عن العادات التي تقوم بهذا خلال شهر رمضان؟
- في الحقيقة أن لهذا الشهر ما يميزه من عبادات الصيام والصلاة والتهجد وقراءة القرآن الكريم وأعمال الخير والبر والإحسان بالإضافة إلى العادات المتأصلة فينا منذ الطفولة والموروثة أباً عن جد والتي أسعى للحفاظ عليها وتعليمها للأبناء والأحفاد، والتي من أهمها زيارة الأهل والأصدقاء، وصلة الرحم، والمواظبة على زيارة ديوانيات الكويت التي يكون لها جدول خاص ضمن برنامجي اليومي في شهر رمضان وهذه العادات والعبادات تطبع هذا الشهر الكريم بطابع وطعم خاص ومميز.
كذلك من ضمن أهم العادات السنوية التي أحرص عليها حرصاً شديداً في كل شهر رمضان من كل عام، والتي تندرج تحت طابع التواصل الديني والاجتماعي والخيري، فإنني أحرص على إقامة مأدبة إفطار جماعي أدعو من خلالها جميع الجنسيات ومن جميع الملل والأديان لمأدبة إفطار جماعي يقام على شرفهم في ديوانية معرفي في شهر البر والخير والعطاء، وذلك من منطلق إيماني بأن الدين معاملة وليبقى التواصل الإنساني والروحي مع الجميع بعيداً عن قيود التمييز التي تغزو المجتمعات وتقتل روح التآخي والتواصل الاجتماعي والإنساني، وأنا أرى أن مثل هذا الامر إنما يعبر عن سماحة الاسلام وتقديره للانسان وتكريمه له.
*كيف تستطيع أن تنسق بين حياتك داخل العمل و خارجه؟
- الحياة عمل، لذا فلا يمكنني الفصل بين حياتي العائلية والحياة الاجتماعية والعملية، فالعمل يدخل في كل تفاصيل حياتي، كما أنني أحرص على تكريس معظم لا بل كل وقتي للعمل، وما دون ذلك يتخلل العمل وليس العكس، حيث انني أحرص دائماً على العمل بجد وجهد وتفان دون كلل أو ملل، فأنا أحب عملي كثيراً، وإذا أحب الانسان عمله فإنه سيكون مخلصاً لها وناجحاً فيه.
*من هي الشخصيات التي تعتبر مثلاً أعلى لك؟
- في الحقيقة اننا نتأثر بالعديد من الشخصيات في حياتنا منهم وهم أقلية قليلة جداً ممن نعايش زمنهم والباقي ممن حمل التاريخ عبق سيرتهم الذاتية العطرة بالحكمة والموعظة والقيادة المشهود لها.
لكن وبشكل خاص لا يمكنني أن انكر أن سمو أمير الكويت الراحل المغفور له بإذن الله الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح يعتبر الشخصية الوحيدة التي أثرت بي على المستوى الشخصي والمهني، وذلك لحكمته وتواضعه (رحمه الله)، حيث كان نموذجاً حقيقياً للقيادة الناجحة على المستوى الوطني والاقتصادي، فهو أبو الاقتصاد الذي وضع لبنته الأولى وأسس الاستثمار، كما أنه كان صاحب فكرة تأسيس صندوق الأجيال القادمة، مما يعكس حكمته ورؤيته الواضحة وحرصه على مستقبل الكويت ومستقبل أبنائه واستقرارهم، ولا يسعني هنا وأنا استذكر سيرته العطرة الا أن أدعو الله سبحانه وتعالى أن يتغمده بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته وأن يجزيه خيراً عن جميع أبناء هذا الوطن المعطاء.
*لو لم تكن عقارياً، فماذا وددت أن تكون؟
-على الرغم من أهمية العمل العقاري واستحواذه على اهتمامي ووقتي، إلا أنني كنت ومازلت أتطلع للتفرغ للعمل الخيري، حيث أرى أن العمل الخيري يمثل نهر العطاء الذي لا يتوقف.
لذا وعلى الرغم من انشغالي الدائم في عملي، إلا أنني لم أغفل يوماً العمل الخيري ومسؤولياتي الإنسانية والاجتماعية، كما أنني كنت ومازلت أنادي دوماً بضرورة الحرص الدائم على مساعدة أي إنسان بغض النظر عن لونه أو دينه أو عرقه أو جنسيته.
ولإشباع رغبتي في هذا الجانب، فقد ظللت حريصاً على تولي منصب نائب رئيس مبرة معرفي الخيرية التي تقوم بأعمال خيرية في مختلف دول العالم، حيث استطيع من خلال هذا المنصب مباشرة العمل الخيري والتركيز عليه، بالموازاة مع مباشرة أعمالي التجارية الأخرى التي لا تتوقف، ولعل هذا هو سر نجاح أعمالي ومباركتها بفضل الله أولاً ثم بفضل العمل الخيري والإنساني.
*ما أبرز الدروس المستفادة وأهم القرارات والمواقف التي اتخذتموها خلال فترة مسيرتكم العملية؟
- في حقيقة الامر، يمكن القول ان الحياة مدرسة لا تبخل على البشر بالدروس في شتى الجوانب الشخصية والاجتماعية والعملية والدينية والسياسية وغيرها، وكل يوم يعيشه الإنسان فيه تجربة جديدة ودرس جديد، لكن اكتساب الخبرة والمهارة يعتمد على إيجابية المتعلم ومدى استيعابه للدرس وقدرته على قلب الخسارة إلى ربح وتحويل الكبوة إلى نجاح، والمثابرة والاستمرارية لمتابعة مسيرة حياته متعلماً من تجاربه وتجارب من حوله. ولا شك أن القرارات التي يتم اتخاذها خلال مراحل الحياة هي جزء لا يتجزأ مما اكتسبه الإنسان وتعلمه من دروس الحياة مستعيناً بحدسه وحكمته وتصويب الأمور والقرارات بالشورى مع ذوي الخبرة والحكمة.
*هل تتابع وسائل التواصل الاجتماعي؟ وكم تستحوذ من وقتكم يومياً؟
- قد لا أكون صادقاً إن قلت انني لا أتابع وسائل التواصل الاجتماعي التي أصبحت اليوم إحدى لغات العصر التي لا يمكن تجاهلها رغم ضيق الوقت وكثرة الوسائل وتنوعها في عصر يتسم بالسرعة.
لكن وعلى الرغم من متابعتي المتواضعة لوسائل التواصل الاجتماعي إلا أنني استطعت ان أخلق نوعاً من التوازن بين انشغالاتي وتركيزي على الأعمال والأولويات وبين تلك الوسائل بما يمكّنني من مسايرة العصر في التعرف على الحدث والمشاركة في هذا المجال وتطوراته.
لكن هنا لا بد من وقفة، إذ انني اقول انه ليس كل ما يعرض في هذه الوسائل يستحق المتابعة والاهتمام، كما أنه من المهم جداً تحري الدقة والمصداقية في كل ما يتم نشره ومتابعته من خلال تلك الوسائل وعدم الانجراف في تيار التقليد والتركيز على النوعية لا الكمية لتفادي استهلاك الوقت بشكل سلبي، خاصة أن نسبة كبيرة مما يعرف في هذه الوسائل مدسوس وفيه الكثير من اللغط والغش والتدليس.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}