على مدى قرون طويلة في التاريخ كان طريق الحرير بتشعباته عبارة عن شرايين تغذي اقتصاد شعوب الشرق من أقصاه إلى أدناه، وكانت القوافل التجارية تشدّ الرحال من وإلى الصين لنقل السلع والبضائع.
وخلال رحلتنا الى الصين للاحتفال بمرور عقد من النجاح والشراكة بين عملاقي الاتصالات «زين الكويت» و«هواوي» خضنا تجربة مثيرة شعرنا فيها وكأن تاريخ «طريق الحرير» يحيا مجددا مع فارق مهم يتمثل في إمكانات عصرنا الهائلة بدءا من خطوط الطيران المفتوحة وصولا إلى موضوع الرحلة الأساسي وهو عالم الاتصالات الذي اختصر الزمن وفتح آفاقا شاسعة أمام التجارة والتعاون الدوليين.
ليس هناك أفضل من لغة الأعمال والمصالح المشتركة لتوطيد العلاقات بين الشعوب، وقد تجسدت هذه اللغة في أوضح صورة أمامنا على أرض الواقع ونحن نرافق وفد «زين الكويت» إلى كل من مدينة «شينزين» الصينية و«هونغ كونغ».
قبل الخوض في تفاصيل الرحلة والأرقام لابد من الإشارة الى ان لكل من الكويت و«زين» والصين وهونغ كونغ وهواوي قصة جميلة تستحق أن تروى ولو باختصار.
«شينزين» كانت محطة بداية رئيسية لتحوّل الصين من دولة منغلقة اقتصاديا خلال فترة طويلة الى كيان عملاق يلعب دور حجر أساس في الاقتصاد العالمي، وبالتحديد اعتبارا من العام 1978 عندما قرر خليفة ماوتسي تونغ الزعيم دينغ جياو بينغ ان يسطر أحد أهم إنجازات التاريخ الحديث بإنشاء مناطق اقتصادية ذات قوانين مرنة تتبنى مبادئ اقتصاد السوق الحر في جنوب البلاد، ولم يكن هناك من مكان أفضل من «شينزين» الواقعة على ضفة نهر اللؤلؤ مقابل هونغ كونغ، لتصبح في غضون ثلاثة عقود واحدة من أجمل مدن العالم وأكثرها عصرية بفخامة البناء وتطور البنية التحتية، هكذا شُيدت «شينزين» لتكون واحة خصبة لرجال الأعمال من مختلف أرجاء العالم ومصبا لاستثماراتهم التي أعادت البلد الأكبر بعدد السكان في العالم الى طريق النمو والثراء.
وبعدما ذاع صيت الصين كبلد يوفر السلع الرخيصة وتغزو منتجاته المنخفضة التكاليف أسواق الأرض، أُنشئت «هواوي» في العام 1987 بمغامرة فردية طموحة لتعطي الصين وجها جديدا ومكانة على قائمة الدول ذات الصناعات المتقدمة في مجالي الاتصال وتقنية المعلومات والسباقة في الابتكار العلمي والإبداع.
وفي عصر يقترب فيه عالما الاتصال وتقنية المعلومات من الاندماج الكامل أجادت «هواوي» اللعبة واحترفتها فارضة وجودها على الخارطة العالمية بقيم إنتاج وعمل ومنظومة إدارة فريدة خاصة بها وضعتها على خط النجاح السريع والمتواصل.
أما هونغ كونغ التي استعادتها الصين من بريطانيا بعد 156 عاما من الاستعمار فتستمر بما هي عليه من تقدم ومركز مالي عالمي في إطار اتفاق «الدولة الواحدة والنظامين» حيث تحتفظ باستقلالها الإداري والتجاري حتى العام 2047.
تُعرف هونغ كونغ بأنها لؤلؤة الشرق الأقصى، وهي تسمية مستوحاة من نهر اللؤلؤ، كما عُرفت الكويت بأنها «لؤلؤة الخليج» بعدما جاب أبناؤها أعالي البحار كتجار ناجحين مستبقين ظهور النفط لاحقا، وقدمت الكويت بدورها للعالم لؤلؤة متوهجة في عالم الاتصالات هي «زين» المتميزة بكل معنى الكلمة.
قصص النجاح هذه كلها تلاقت مرسخة مبدأ مهما هو ان «النجاح يجر النجاح»، وما التعاون المثمر بين «زين الكويت» و«هواوي» إلا نموذج ساطع على ذلك.
وإذا كان الجانبان ينظران بفخر لما أنجزاه معا طيلة عقد كامل فهما أيضا يتطلعان الى المستقبل برؤى واضحة ورغبة في الاستمرار في الريادة بتزويد العملاء في الكويت بأحدث ما في مجالي الاتصال وتقنية المعلومات من برامج ونظم وشبكات لحفظ ونقل وتبادل وحماية المعلومات بما يرفع من جودة وكفاءة الخدمات والأعمال ويساعدها في تحقيق أفضل النتائج والعوائد.
في مبنى «هواوي» الفخم والنموذجي والأشبه بمدينة متكاملة المرافق كان اللقاء، فقام فريق «زين الكويت» يرافقه وفد إعلامي رفيع المستوى ضم رئيس التحرير الزميل يوسف خالد المرزوق ومجموعة من رؤساء التحرير والإعلاميين بجولة في أرجاء المقر الذي يمثل بيئة عمل مثالية بمباني السكن والبحوث والعيادات وأحواض السباحة والحدائق وغيرها التي يضمها، كما زرنا لاحقا مصنع «هواوي» المتقدم والذي يوفر للعالم أحدث الأجهزة.
وأقيمت على شرف الوفد الزائر مأدبة غداء، كما عقد مؤتمر صحافي استعرض فيه مسؤولا الجانبين ما تم إنجازه وما اتفق عليه للمستقبل.
المؤتمر الصحافي
خلال المؤتمر الصحافي بالمناسبة، ذكرت الرئيس التنفيذي لـ «زين الكويت» إيمان الروضان ان الشركة تسعى لتكون «وجهة شاملة» لكل متطلبات العملاء انطلاقا من ثوابتها الثلاثة بتقديم الأحدث والأجدد والأفضل للعملاء، مستشهدة بنجاح الشركة قبل أشهر باختبار شبكة الجيل الرابع والنصف «4.5G» ذات النطاق العريض لتكون أول مشغل يقوم بهذا الإنجاز الريادي في الشرق الأوسط.
كما أشارت الروضان الى إبرام «زين الكويت» في بداية 2016 اتفاقية تعاون استراتيجي مع «هواوي» لتقديم خدمات تكنولوجية متطورة لقطاع الأعمال والشركات بهدف العمل على دعم عروض الخدمات لهذا القطاع B2B محليا.
بدوره، استعرض الرئيس التنفيذي لقطاع الشبكات في «زين الكويت» نبيل محمد بالأرقام والتواريخ مسار التعاون بين الجانبين، موضحا ان إيرادات «زين الكويت» السنوية بلغت مليارا و74 مليون دولار، وعدد مشتركيها بلغ 2.918 مليون، وانها في ظل المنافسة الشرسة في السوق تعمل على التميز بخدماتها.
«هواوي».. المملوكة بالكامل لموظفيها
الرئيس العالمي للعلاقات العامة والإعلام في «هواوي» جوي تان قدمت بدورها شرحا حول تاريخ الشركة منذ انطلاقها عام 1987 برأسمال 3500 دولار فقط الى ان أصبحت اليوم عملاقا بحجم 61 مليار دولار بعد 29 عاما، وأسهمها مملوكة بالكامل لموظفيها.
تحدثت السيدة جوي عن قيم الشركة مستشهدة بصورة لصياد في نهر الكونغو يحمل شباكا كبيرة وسط التدفق الجارف لمياه النهر، مشيرة الى انه يرمز الى استراتيجية «هواوي» القائمة على ثلاثية «التركيز والمثابرة والاختراق» التي تمكنها كما الصياد في النهاية من الحصول على السمكة الكبيرة.
وشرحت جوي ان شعار «هواوي» الذي يشبه الوردة قد صمم كرمز لمركزية العميل بالنسبة الى الشركة المتواجدة في أغلب دول العالم، وهي تلتقي في ذلك ايضا مع شريكتها «زين الكويت» في طريقهما نحو مزيد من النجاح.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}