يرتفع عدد السياح القادمين إلى أبوظبي عبر ميناء زايد إلى 185 ألف سائح خلال الموسم البحري الحالي (أكتوبر 2014 - أبريل 2015)، مقارنة مع 125 ألف سائح خلال الموسم الماضي، بنسبة نمو 48٪ بحسب أرقام موانئ أبوظبي.
وتشير الأرقام إلى نمو أعداد السفن السياحية بنسبة 25.3٪، لترتفع من 75 باخرة سياحية في الموسم 2013/2014 إلى 94 باخرة، خلال الموسم 2014/2015، علماً أنه ومنذ بداية الموسم وحتى يناير الماضي وصل ميناء زايد 60 سفينة.
وعلى صعيد شهر يناير الماضي ارتفع عدد السياح بنسبة 53٪ مقارنة مع يناير 2014.
ووفقاً لموانئ أبوظبي استحوذت الإمارات على 37٪ من عدد ركاب السفن السياحية القادمة للمنطقة منذ بداية الموسم البحري، تلتها البحرين 29٪، والسعودية 16٪ والكويت 14٪ وعمان 4٪.
وتؤكد هذه الأرقام المكانة المتقدمة التي تحتلها إمارة أبوظبي، وتوثق التقدم الواضح الذي تحققه في صعودها على قائمة الوجهات السياحية التي تفضلها خطوط السياحة البحرية الدولية، التي باتت تحرص على شمولها في عروضها السنوية لعملائها من مختلف البلدان الأوروبية بالتحديد.
وتشهد حركة السياحة البحرية في أبوظبي نمواً مضطرداً تسجله أعداد السفن السياحية المتزايدة، التي تزور الإمارة في كل موسم جديد، ومنذ أن بدأ ميناء زايد رسمياً باستقبال البواخر السياحية في الموسم 2006/2007 سجلت الإحصاءات قدوم 36 ألف سائح على متن 29 باخرة سياحية، توالت بعدها مؤشرات الزيادة في تصاعدها وتوجه الاهتمام نحو تعزيز المرافق السياحية في الإمارة الجاذبة لخطوط النقل البحري السياحي.
ومع الطفرة المتوقعة في أعداد السفن السياحية وركابها، لعبت موانئ أبوظبي دوراً هاماً في تهيئة البيئة الملائمة لاستقطاب مشغلي الخطوط السياحية العالمية وسعت لتلبية متطلباتهم من خلال تفهم احتياجاتهم وتوفير الحلول اللوجستية المتطورة التي تساهم مباشرة في تمكين أبوظبي من احتلال موقعها على قائمة الوجهات السياحية المفضلة.
وانطلاقاً من سعيها الدائم لتحقيق أهداف الرؤية الاقتصادية لإمارة أبوظبي 2030 التي أقرت تنمية القطاع السياحي في الإمارة كركيزة أساسية ضمن أهداف التنويع الاقتصادي، عمدت موانئ أبوظبي إلى اتخاذ الخطوات السريعة لمواكبة هذه القفزات التي يشهدها القطاع.
وبادرت موانئ أبوظبي إلى تخصيص الأرصفة في ميناء زايد لاستيعاب ثلاث سفن سياحية في وقت واحد وخصصت بوابات للميناء تؤدي مباشرة إلى مراسي السفن تتيح عبور حافلات نقل الركاب وسيارات الأجرة في الوقت الذي استثمرت فيه لتعزيز الإجراءات الأمنية من خلال كاميرات الرصد التلفزيوني المتطورة لمراقبة البوابات وعمدت إلى تطوير أنظمة التدقيق الأمنية بالتعاون مع الجهات المختصة لإجراء المسح المسبق لبيانات الركاب القادمين إلى إمارة أبوظبي.
وتنقسم أعمال تطوير المبنى الدائم الجديد لمحطة أبوظبي للسفن السياحية في ميناء زايد إلى ثلاث مراحل يجري تنفيذها بالتوازي، حيث تم البدء في بداية يناير الماضي بأشغال المرحلة الأولى لبناء طابق الميزانين وتعزيز الهيكل الخارجي للمبنى الذي اختارته الشركة، حيث حرصت على استدامة المباني المستخدمة في ميناء زايد وعمدت إلى تطوير هيكل أحد المستودعات القائمة وتحويله إلى مبنى لمحطة الركاب يتوقع أن تنتهي الأشغال التحضيرية فيه بقرب نهاية شهر أبريل القادم.
أما المرحلة الثانية، التي بدأت مؤخراً فتشمل التكسية الخارجية بألواح الزجاج والألمنيوم وإعداد الواجهة الأمامية لإطلالة أخاذة تضيف بعداً جمالياً للواجهة البحرية في أبوظبي لإستقبال السفن السياحية الزائرة، بحسب التصميم الجديد الذي يتوقع أن تستكمل إجراءات هذه المرحلة خلال شهر مارس هذا العام.
وفي الوقت ذاته، ستنطلق المرحلة الثالثة التي تقرر أن تبدأ في غضون الأسبوعين القادمين حيث تتركز أعمالها في تنفيذ التصميم الداخلي للمبنى.
وتلبي تفاصيل التصميم الداخلي لمبنى محطة الرحلات البحرية الجديد متطلبات الاستدامة ويأخذ في الحسبان معايير كثيرة للجودة، كما يهتم بما يعكس الصورة الحضارية لإمارة أبوظبي مع المحافظة على روح التقاليد وتاريخ الإمارة.
وراعى التصميم الداخلي تجدد الهواء ومرور الضوء الطبيعي كما استوحى تصميم سقف المبنى من شجرة الغاف المحلية، التي ترمز لدولة الإمارات في الوقت الذي أدخل التصميم العوارض الخشبية في جميع أنحاء المبنى للتذكير بأشهر القوارب الشراعية الإماراتية «قارب البوم».
وتتزامن أعمال البناء الداخلية في المبنى الدائم لمحطة الركاب البحرية مع أعمال تجهيز المداخل والطرقات المؤدية إلى المحطة، حيث تقوم موانئ أبوظبي بتجهيز مواقف حديثة خصصتها لحافلات الركاب وسيارات الأجرة بالقرب من المحطة لتسهيل وصول الركاب إليها.
وسيتم افتتاح المبنى الجديد رسميا وتشغيله بحلول نهاية العام الجاري، الذي يصادف قرب انطلاق الموسم السياحي البحري القادم 2015/2016.
وفي خطوة تعتبر الأولى من نوعها على صعيد تنويع نقاط الجذب السياحي للإمارة، شرعت موانئ أبوظبي أيضا في تطوير بنية تحتية أخرى لدعم تنمية السياحية البحرية، وأعلنت مؤخراً عن تخصيص شاطئ من شواطئ جزيرة صير بني ياس الشهيرة لتوقف السفن السياحية ولتكون نقطة انطلاق للرحلات البحرية نحو المنطقة.
وأكد الرئيس التنفيذي لموانئ أبوظبي، الكابتن محمد جمعة الشامسي حرص الشركة على مواكبة المتغيرات التي يشهدها قطاع السياحة المتنامي في الإمارة من خلال المشاريع التنموية، التي تنفذها الشركة دعماً للقطاع السياحي.
وأضاف أن ميناء زايد على موعد مع واحدة من أضخم السفن السياحية في العالم خلال الموسم المقبل، حيث إن السفينة «آيدا بريما» التي تحمل قرابة 3200 مسافر تمثل أحدث سفن المستقبل المملوكة للشركة الألمانية المشغلة لخطوط «آيدا» السياحية العالمية.
يذكر أن الموسم السياحي الحالي سيشهد وصول 12 باخرة سياحية إلى ميناء زايد، معظم هذه السفن ترددت بوتيرة أسبوعية تصدرتها شركة «مين تشيف 2» و«آيدا ديفا»، ثم «كوستا نيو ريفيرا» و«كوستا سيرينا» لهذا الموسم.
واستقبل ميناء زايد خلال الموسم الحالي 4 سفن تزور الإمارة للمرة الأولى بوصول «كوستا سيرينا» والباخرة «آيدا أورا» ثم «أم أس سي أوركسترا» وآخرها «أم أس بالمورال».
وكانت أكبر السفن السياحية لهذا الموسم من حيث القدرة الاستيعابية لعدد الركاب الباخرة «كوستا سيرينا» التي تحمل على متنها 3700 راكب، تليها الباخرة «أم أس سي أوركسترا» التي يمكنها حمل ما يصل إلى 3200 سائح والسفينة السياحية الفاخرة «كوين ماري 2» التي يمكنها أن تستوعب 2600 مسافر.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}