أكد المهندس عصام حماد مدير إدارة التكنولوجيا الحيوية في شركة الخليج للصناعات الدوائية «جلفار»، أن الإمارات تمتلك جميع المقومات التي تؤهلها لتكون مركزاً رائداً للتكنولوجيا الحيوية، فهي محور عالمي للأعمال، يربط ما بين نصفي الكرة الأرضية الشمالي والجنوبي، لما تمتلكه من بنى تحتية متطورة في قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، كما تتمتع بموقع استراتيجي في منطقة غنية بالثروات والموارد المالية، وهي عوامل مهمة في تأسيس قطاع للتكنولوجيا الحيوية.
وقال في حديث لـ «الاتحاد»، إنّ قطاع التكنولوجيا الحيوية والبدائل الحيوية يحتاج إلى استثمارات ضخمة، لا يستطيع القطاع الخاص وحده توفيرها، مما يتطلب إيجاد دعم حكومي يساهم في الاستثمارات اللازمة لبناء قطاع مزدهر وفق أفضل الممارسات العالمية.
وأوضح أن نفقات إنتاج أي منتج بديل حيوي تقدر بما بين 75 مليون دولار و250 مليون دولار، وهذا يعني أنّ أية شركة عليها أن تستثمر أكثر من مليار دولار لإنتاج 10 منتجات فقط، ويضاف إلى هذا أنّ أي منتج بيوتكنولوجي يحتاج من 6 إلى 7 سنوات للوصول إلى مرحلة التسويق وعوائد الاستثمار، ما يقلل من جاذبية التكنولوجيا الحيوية للمستثمرين من الأفراد والمؤسسات.
ولفت حماد إلى أن هناك دولاً مثل كوريا الجنوبية، دعمت حكوماتها إنشاء قطاع للتكنولوجيا الحيوية والبدائل الحيوية، ونجحت في إقامة هذه الصناعة، لافتاً إلى الحاجة لدعم مماثل من قبل الحكومات المنطقة ومبادرات للتأسيس لهذا القطاع.
وأكد أنّ الفرصة مؤاتية لإقامة قطاع ناجح للتكنولوجيا الحيوية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، فقد بدأت أوروبا بالفعل بالموافقة على الأدوية الحيوية، بينما تضع أميركا اللمسات الأخيرة على اللوائح التنظيمية التي تنظم عمل هذا القطاع، ولذلك، فإن أمام منطقتنا فرصة ذهبية لبناء قطاع محلي متطور دون الاعتماد على الواردات التي عادة ما تكون أسعارها أعلى بكثير من الأدوية المصنعة محلياً، وقد تعاني سلسلة الإمداد فيها انقطاعات، ما يؤثر على توافر الأدوية والخدمات الصحية، لذا من الأفضل لمنطقتنا أن تؤسس قطاعا محليا للتكنولوجيا الحيوية.
وأشار إلى أن أسواق منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا قد لا تكون ضخمة، إلا أنه يمكن أن التخطيط لإنتاج الأدوية البيولوجية والبدائل الحيوية في المنطقة وتصديرها إلى الأسواق الخارجية، علماً بأن تأسيس قطاع ناجح للتكنولوجيا الحيوية والبدائل الحيوية، يحتاج إلى الأساس العلمي والتكنولوجي وكذلك إلى الكفاءات المؤهلة في هذا المجال.
ويجب أن تتضافر جهود كافة الأطراف ذات العلاقة من القطاعين العام والخاص في المنطقة للوصول إلى أفضل السبل لتحقيق هذا الأساس المنشود.
وقال حماد إن دبي قامت بتأسيس أول منطقة حرة على مستوى العالم لقطاع التكنولوجيا الحيوية بغية استقطاب الشركات الرائدة عالمياً في هذا المجال، وهذه مبادرة رائدة يمكن البناء عليها لتصبح الإمارات مركزاً للتكنولوجيا الحيوية في المنطقة، وأشار تأسست شركة الخليج للصناعات الدوائية «جلفار» في العام 1980.
وقد ضخت الشركة منذ تأسيسها استثمارات ضخمة في مجال إنتاج وتوزيع المنتجات الصيدلانية بهدف توفير أدوية ذات جودة عالية بأسعار تنافسية.
وتعتبر «جلفار» أكبر شركة للصناعات الدوائية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وأوضح أن لدى «جلفار» القدرة لتكون من أكبر المنتجين للأنسولين على مستوى العالم.
وتعتبر «جلفار» الشركة الأولى والوحيدة على مستوى المنطقة التي تقوم بإنتاج خام الأنسولين، وتملك الشركة محفظة واسعة ومتكاملة من المنتجات تستهدف مجموعة واسعة من القطاعات العلاجية الكبرى بما فيها أمراض الغدد الصماء، ومكافحة العدوى، القلب والأوعية الدموية والجهاز الهضمي، والأدوية المتاحة بدون وصفة، وأمراض الكلى، والأمراض الجلدية، والتنفسية، والأيضية، وعلاج الحروق والجروح.
وتمتلك «جلفار» حاليا 12 منشأة تصنيع حديثة ومتطورة تنتج ما يصل إلى 3843 دواء مسجلاً يتم توزيعها في جميع أنحاء العالم، من خلال شبكة نقل وإمداد تغطي القارات الخمسة.
وتوجد 11 منشأة من منشآتنا في رأس الخيمة بينما توجد منشأة واحدة في أديس أبابا في إثيوبيا.
وسنفتتح قريبا منشأة أخرى في المملكة العربية السعودية.
وتماشياً مع استراتيجيتنا الرامية إلى التوسع في الأسواق الناشئة سيتم افتتاح المزيد من المرافق والمنشآت في أسواق أخرى.
وبين حماد أن الشركة بادرت إلى الاستثمار في مجال البدائل الحيوية، حيث استثمرت في 2012 ما يزيد على 150 مليون دولار لتأسيس مصنع بأحدث المواصفات العالمية لإنتاج خام الأنسولين.
وتبلغ سعته الإنتاجية حوالي 1.5 طن من بلورات الأنسولين، وهي كافية لإنتاج 40 مليون عبوة/قلم من الأنسولين سنوياً، مما يؤهل الإمارات لتكون واحدة من أهم مصنعي الأنسولين في العالم.
لقد كانت تلك خطوة أولى بمبادرة من جلفار، وقد حان الوقت لكي تتضافر جهود مزودي خدمات الرعاية الصحية والحكومات المحلية في المنطقة للبناء على هذه الخطوة، وبالإضافة إلى ذلك، تعكف جلفار على تطوير المشتقات الحديثة من الأنسولين بما في ذلك بعض نظائر الأنسولين.
كما أننا نبحث عن تكنولوجيات جديدة لتعزيز محفظة منتجاتنا من البدائل الحيوية المستخدمة في المجالات العلاجية المختلفة، بما في ذلك على سبيل المثال لا الحصر، فقر الدم، والتصلب المتعدد، السرطان، التهاب الكبد Bوالتهاب الكبدC، الأورام وأمراض الدم.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}