أشارت مجلة أرابيان بيزنس إلى أن بورصة دبي قد هدأت بعض الشيء بعد انهيار أسهم شركة أرابتك، ولكن سرعان ما برزت مسألة غير طبيعية يوم الثلاثاء الماضي، إذ في ذاك اليوم كانت بورصة دبي هادئة نوعاً ما، مسجّلة تراجعاً بنسبة 1.02 في المئة، في ظل بروز لاعب وحيد في السوق هو بيت التمويل الخليجي، الذي ارتفعت أسهمه على مدار ذاك اليوم قرابة الحد الأعلى، بمعدل 14.86 في المئة. وزاد عدد التداول على سهمه ضعفين ونصفاً قبل يوم، فيما ارتفع حجم التداول مرات عدة. وإن كانت هذه الأسهم بطبيعة الحال غير سائلة، فقد تكون السبب المنطقي للمكاسب المفاجئة.
وقالت المجلة إنه بشكل عام يتداول «الخليجي» بأسهم لا بأس بها، علاوة على ذلك لم يكن هناك أي محفز إيجابي يبرر هذا الارتفاع المفاجئ».
وفي صباح يوم الأربعاء، أفصح بيت التمويل الخليجي عن شرائه قطعة أرض مساحتها 1.2 مليون قدم مربعة من مجموعة دبي للعقارات في دبي لاند، والتي من المخطط أن يتم بناء عقارات سكنية عليها. ويأمل البنك في أن يحقق نتائج إيجابية من استثماره في هذه المنطقة من جديد بعد أن تلقى ضربة موجعة قيمتها 300 مليون دولار بعد إلغاء مشروع دبي لاند في عام 2009.
وأضافت المجلة: «فور الإفصاح، ارتفع سهم بيت التمويل الخليجي بنسبة 4.6 في المئة يوم الأربعاء ليغلق على 3.47 دراهم».
وتتساءل المجلة عما إذا كان ذلك مجرد صدفة؟ ورداً على تساؤل ما إذا كان نموذج التداول هذا سيخضع للتحقيق، أصدرت هيئة الأوراق المالية والسلع بياناً، ولكنها لم تحدد إن كانت ستتخذ تلك الخطوة أم لا.
هذا، وينص القانون على أن: «كل صفقة غير طبيعية تتم في السوق تتعارض أو تخالف القوانين واللوائح الناظمة يتم رصدها عن كثب والتعامل معها إلكترونياً من خلال أنظمة متقدمة ومتطورة مثل نظام سمارت. وبعد الكشف عن أي انتهاك، يتم التحقيق بدقة وتؤخذ الأدلة قبل اتخاذ أي عقوبة إدارية، في حين ينص القانون على أن «أي مخالفة جنائية تتم إحالتها إلى مكتب المدعي العام، ويشمل هذا الإجراء جميع الشركات المدرجة».
ولدى تواصل مجلة أرابيان بيزنس مع البنك جاء الرد سريعاً. في البداية، أشار البنك إلى أنه على سبيل المثال تضاعفت أسهم «أرابتك» في اليومين الأخيرين، إلى جانب زيادة أسعار أسهم الكثير من الشركات المدرجة الأخرى في الأيام الأخيرة، ولكن عند الإشارة إلى أن أسهم أرابتك ارتفعت بواقع 0.48 في المئة، وانخفضت بمعدل 2.13 في المئة في اليومين المعنيين، جاء رد البنك في بيان أدناه ذكر خلاله ما أشار إليه سابقاً.
«لا يمكن أن نجزم السبب الرئيسي وراء حركة سعر السهم، ولكن نظن أن ارتفاع السهم جاء بالتوازي مع ارتفاع السوق ككل خلال الأسبوع الماضي، وبالتماشي مع ارتفاع أسهم العديد من الشركات المدرجة، وعندما كان السوق على انخفاض، خسر بيت التمويل الخليجي 20 في المئة من قيمته السوقية. لذلك، فإن إنعاش السوق قد ساهم في دعم سعر السهم».
وفي هذا السياق، يعيد البنك ارتفاع سهمه المفاجئ إلى انتعاش السوق والمعنويات الايجابية فيه، على الرغم من أن المؤشر العام انخفض في ذاك اليوم.
يذكر أن هيئة أسواق المال الكويتية تراقب سهم بيت التمويل الخليجي عن كثب بعد فصيحة التداول الكبيرة التي حصلت في العام الماضي.
وفي تعليق على ذلك، يقول أحد المحللين الذي رفض الكشف عن اسمه: «من المستحيل معرفة ما حدث، ولكن على ما يبدو أن شيئاً غير طبيعي حدث، هذا هو سوقنا وهذا الواقع، ولكن يجب على المنظم التدخل».
ولفتت المجلة إلى أن كل ذلك حدث في اليوم نفسه بعد اجتماع الرؤساء التنفيذيين في سوق دبي المالي وبورصة أبوظبي ومحافظ البنك المركزي ووزير الاقتصاد، والذي اتفق من خلاله المجتمعون على تشكيل لجنة فنية دائمة مهامها متابعة التداولات التي تؤثر على الأسواق، لضمان سلامة التداول ومنع أي عملية تلاعب في السعر».
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}