استبعد رئيس مجلس إدارة شركة الخليج للخرسانة الجاهزة، صلاح الطبطبائي، وجود أي دور ايجابي للمعارض الصناعية التي تقام في الكويت، قائلا إن هذه المعارض غير مجدية، وغير فعالة بالنسبة للمنتج الوطني، وذلك لعدم إتاحة الفرصة أمام رجال الإعمال من دول الجوار دخول البلاد، والاطلاع على آخر ما توصّلت إليه الصناعة المحلية، والتوصل إلى عقد صفقات تجارية مع المصنّعين الكويتيين، وتساءل: ما نفع هذه المعارض إن لم يتحقق الهدف منها؟ ودعا الطبطبائي، في لقاء مع القبس، إلى تبني استراتيجية صناعية واضحة ومتكاملة، انطلاقاً من أن الصناعة هي خيار استراتيجي لأي دولة في العالم، مؤكداً أن الكويت تستطيع تصنيع كل شيء في حال توافرت الإرادة والرغبة.
واعتبر أن صناعة البرمجيات الإلكترونية من أبرز الصناعات الغائبة في الكويت، وأن بالإمكان إعداد جيل من الشباب من الآن وإرسالهم في بعثات إلى دول متقدمة لاكتساب الخبرة والمعرفة، ليصبحوا في ما بعد بمنزلة نواة أساسية لإقامة صناعات في مختلف المجالات.
وشدد على أهمية الدعم الرسمي الموجه نحو الصناعيين المتخصصين، والجادين، وليس لكل من تقدّم بطلب للحصول على قسيمة، مناشداً الهيئة العامة للصناعة عدم قصر دورها على المراقبة، وتسجيل المخالفات، وتجديد التراخيص، بل أن تكون داعمة للصناعيين من خلال تلمس مشاكلهم، خصوصاً بعد أن هاجر العديد من المصانع للخارج للبحث عن البيئة الاستثمارية الحاضنة، والمناسبة.
وفي ما يلي نص اللقاء:
* ما الدور الاستراتيجي الذي تلعبه صناعة الخرسانة الجاهزة في هذه المرحلة؟
- هذه صناعة من الحجم الكبير، ودورها استراتيجي في المرحلة التي تمر بها الكويت، وهي مرحلة البناء وخطة التنمية والمشاريع الكبيرة، لا سيما ما يتعلق منها بالبنية التحتية، ومن المتوقع أن يشهد البلد حجم مشاريع عمل كبيرة في السنوات المقبلة، إلا أن الامر يتطلب جهودا كبيرة لمعالجة العقبات التي تواجه الصناعيين في منطقة كبد، وهي المعقل الكبير لصناعة الخرسانة الجاهزة، حيث ما زالت هذه المنطقة غير مهيأة لاستيعاب هذا الحجم من المصانع، التي يصل عددها إلى نحو 50 مصنعاً، وما زالت المنطقة نفسها تفتقر إلى الطرق المعبدة، مما يؤثر في سيارات شركات الخرسانة الجاهزة، ويفرض عليها إجراء عمليات صيانة باستمرار.
كما تفتقر المنطقة أيضا إلى الإنارة بوسائل علمية، علما بأن معظم نقل الخلط الجاهز يتم في الفترة المسائية.
أيضا تفتقر كبد إلى الخدمات لهذا الجمع الكبير من المصانع، مثل مركز طبي لمعالجة حالات إصابات العمل، وكذلك مخفر للشرطة، ومحطة وقود، ومحلات تسوق أساسية، مما يشكل صعوبة أمام المصانع للقيام بعملها بالكفاءة المطلوبة.
مساكن للعمال
* صرح مصدر مسؤول مؤخرا بأن مجلس الوزراء اتخذ قرارا يسمح بموجبه لأصحاب المصانع ببناء مساكن لعمالها داخل المصانع، هل استفدتم من هذا الأمر؟
- أولا لم نبلغ بهذا القرار بعد، وربما الأمر يحتاج إلى المزيد من الدراسة.
والسؤال الذي يطرح نفسه، لماذا لا نعمل على غرار ما هو معمول به في منطقة أمغرة الصناعية، والتي تشتمل على سكن عمال قريب من المصانع التي تعمل على مدار الساعة، مع العلم بأن بناء سكن للعمل في المصانع من شأنه أن يخفف من الازدحام المروري الذي يشكله تنقل العمال من أماكن السكن إلى مواقع العمل، أضف إلى ذلك أن هيئة الصناعة، ووزارات الدولة الأخرى المعنية، مطالبة بوضع رؤية واضحة لإعداد هذه المنطقة بشكل صحيح يتناسب مع وضع البلد، ومع طبيعة المرحلة المقبلة، وتخصيص مكان للصناعيين لتسهيل الحصول على التراخيص الصناعية، خصوصا أن العديد من المصانع بدأت بالهجرة إلى دول الجوار للبحث عن بيئة أفضل وأنسب.
المشكلة الأساسية التي يعاني منها الصناعيون تتمثل في الأراضي، وهي مشكلة عامة لا تقتصر على الصناعة فحسب، كما لا بد من المحافظة على الصناعيين، واستقطابهم وتشجيعهم على إقامة مصانعهم في البلاد، قدر المستطاع، مع تبني استراتيجية محددة المعالم لدعم الصناعيين المتخصصين والجادين، وليس كل من تقدم بطلب للحصول على قسيمة صناعية لبيعها في ما بعد، أو تأجيرها.
منافسة حادة
*ما مدى المنافسة في قطاع صناعة الخلط الجاهز؟
- من البديهي القول إن عدد المصانع الكبير يفرض نوعا من المنافسة، التي تأخذ طابعاً حاداً في مجال الأسعار، إلا أن المنافسة على صعيد الشركات الكبرى تتسم بالمحافظة على جودة المنتج، والالتزام بمواعيد التسليم الدقيقة، والقدرة على تنفيذ المشاريع العملاقة، ونتطلع الى المزيد من المشاريع التي من شأنها أن تستوعب إنتاج كل المصانع.
وفي الوقت الذي رفض الكشف عن حجم حصة الشركة بالسوق المحلي، اكتفى الطبطبائي بالقول إن إنتاجنا يصل إلى 583 ألف متر مكعب من الخرسانة الجاهزة، ونغطي كل المراكز الجغرافية بالكويت.
غير مجدية
* ما تقييمكم لظاهرة المعارض الصناعية في الكويت، ومدى استفادة الصناعيين منها؟
- أولا يجب الاعتراف بأن المعارض الصناعية، وغيرها من المعارض، لا تحظى بزوار من الخارج لاعتبارات أمنية، وباعتقادي أن هذه المعارض غير مجدية، وغير فعالة بالنسبة للمنتج الوطني، لعدم تمكن رجال الأعمال والتجار من خارج البلد من دخول الكويت، والتعاقد مع الصناعيين الكويتيين على صفقات تجارية يستفيد منها الطرفان، لذا فأنا أتساءل: ما نفع هذه المعارض ما لم تحقق الهدف المنشود منها؟ صناعيون وتجار عالميون يفضلون دبي على كل دول العالم، نظرا لتسهيل دخول البلد، ولقائهم بالعارضين، وعقد الصفقات التجارية، في الوقت الذي تمتلك فيه الكويت كل الإمكانات لإقامة صناعة متكاملة، وتصنيع كل شيء في حال توافرت الرغبة والإرادة، بدلا من الاكتفاء بدخل البترول والصناعات البسيطة التكميلية.
* ما أسباب غياب المناطق الصناعية في الكويت؟
- أبرز هذه الأسباب عدم الرغبة في إقامة مثل هذه المناطق، بالرغم من الإمكانات المتوافرة لامتلاك صناعات متقدمة ومتنوعة.
بالإمكان إقامة مدينة صناعية في الصبية، وإنشاء خط سير سريع لنقل المنتجات إلى الموانئ بكل سهولة ويسر.
* وما أهم الصناعات الغائبة في الكويت؟
- أبرز هذه الصناعات هي البرمجيات الإلكترونية، والصناعات الثقيلة، والسيارات، والمعدات، وقطع الغيار، ويفترض ألا ننظر إلى السوق المحلي فحسب، بل لأسواق العالم، التي أصبحت مفتوحة بفعل العولمة، وموقعنا يسمح بإنشاء هذه الصناعات، وبالإمكان أيضا جذب المستثمرين الصناعيين الأجانب، لتوطين التكنولوجيا، والإدارة الفنية، وطرق التسويق، وإعداد جيل من الفنيين عبر بعثات دراسية إلى الدول المتقدمة وتدريبهم، وتأهيلهم ليكونوا نواة ومرتكزا أساسيا لمستقبل صناعي واعد.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}