قال الرئيس التنفيذي وعضو مجلس إدارة بنك البحرين الوطني عبدالرزاق القاسم إن البحرين تحتاج اليوم إلى وضع استراتيجية مالية مبنية على التكامل مع أسواق الخليج وليس التنافس معها، وذلك عبر التركيز على المنتجات المالية العريقة في البحرين مثل الصيرفة الإسلامية.
وقال القاسم في تصريحات لـ «الأيام الاقتصادي» على هامش مؤتمر «يورومني» أمس «اسواق المال تشهد منافسة قوية اليوم، وكثير من جيرانا يطمحون أن يأخذوا مكانتنا كمركز مالي على مستوى الشرق الأوسط، يدعمهم في ذلك أن لديهم ميزانية أكبر ومعاهد أكثر وأسواق أوسع، وهذا ما يصعِّب علينا منافستهم».
ودعا الرئيس التنفيذي في هذا الصدد إلى إطلاق حزمة متكاملة من البرامج والفعاليات ذات العلاقة بالسياسات المالية على مستوى البحرين بهدف تعزيز موقع البحرين كمركز مالي رئيسي في الشرق الأوسط في ظل المنافسة القوية التي تشهدها صناعة التمويل وسعي دول الخليج إلى استقطاب المراكز المالية العالمية.
وأشاد بدور مؤتمر «يورومني» في جمع عدد كبير من خبراء المال والأعمال واستكشاف أفق تطور الأسواق المحلية والخليجية والعالمية، وقال «يجب الإكثار من هذه الفعاليات وأن يتم إدراجها ضمن خطة منهجية للترويج للبحرين والبقاء على منافستها في السوق العالمية»، وتابع «مردود مثل هذه المؤتمرات غير مباشر وإنما تكميلي، وهي تهدف بشكل أساسي إلى الترويج ومواكبة التطورات التي تحدث في الأسواق العالمية لنكون مستعدين للمستقبل بطريقة أفضل».
وأكد القاسم أن على البحرين البحث عن مجالات ومنتجات مالية تتكامل بها مع دول الخليج مثل الصيرفة الإسلامية، وقال «كما اعتمدنا في نهضتنا في السبعينات على البترودولار يجب علينا الآن خلق أدوات جديدة تبقي على ريادتنا معتمدين في ذلك على عراقة وتطور القطاع المالي في البحرين»، وتابع «يجب مجاراة التطورات الهائلة الحاصلة في دول الجوار وأن يكون لنا فيها موطئ قدم».
وفيما يتعلق بالتطورات العالمية ومسألة سقف الدين الأمريكي والأزمة الأوكرانية قال القاسم إن أسواق المال ومن بينها السوق البحريني تنظر بقلق لتلك التطورات الخطيرة على الساحة العالمية، لكنه قلل من احتمالية تعرض الأسواق العالمية لهزات عنيفة جراء ذلك «لأن ما يجري بين الدول الكبرى الآن هو عرض عضلات لا أكثر» بحسب تعبيره.
وكان مؤتمر «يورومني» اختتم اعماله أمس بعد أن شارك فيه نحو 400 خبير ومختص في القطاع المصرفي، إلى جانب شخصيات بارزة في الأسواق المالية المحلية والإقليمية، بالشراكة مع مجلس التنمية الاقتصادية.
وكان محافظ مصرف البحرين المركزي رشيد المعراج وفي حديث له للإعلاميين على هامش المؤتمر أمس الأول دعا المستثمرين إلى استكشاف الفرص التي تولدها السوق البحرينية الواعدة وخاصة بعد ظهور بوادر تعافي من الأزمات المالية العالمية المتتالية، وتوفر الكثير من العوامل التي أثبتت أن البحرين جديرة بثقة رأس المال.
وأكد المعراج أن مستوى الدين العام في البحرين غير مقلق في الفترة الراهنة وأن جميع المؤشرات الحالية تبشر بمستقبل واعد على المدى القريب، ولفت في سياق آخر إلى أن أبرز التحديات التي تواجه البنوك تتمثل في التكيف مع الظروف الجديدة بعد الأزمات الاقتصادية، مما استوجب التزام المصرف المركزي بتطبيق المعايير الدولية كافة، كما استوجب من البنوك التجارية إعادة صياغة أوضاعها في ظل السياسة الحرة للبحرين، إذ عمد المصرف المركزي إلى تشجيع الاندماج تحقيق كيانات جديدة أكثر قوة ومتانة وقدرة على المنافسة في السوق.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}