قال المهندس صالح عبدالله العبدولي، الرئيس التنفيذي لمؤسسة الإمارات للاتصالات «اتصالات»: إن اتصالات رصدت 2.5 مليار درهم لتوسيع خدمات شبكتي الجيل الثالث والرابع، مشيراً إلى أنه من المتوقع فتح الشبكات خلال العام الجاري أو العام المقبل كحد أقصى وهو إجراء يصب في مصلحة المشغلين والعملاء على حد سواء.
وأضاف أن اتصالات ستقوم بطرح عروض قوية خلال العام الجاري تضاهي تلك التي طرحت في العام السابق والتي بلغ عددها 120 عرضاً، مؤكداً أن الأسعار ستكون خاضعة لإعادة الدراسة لجهة تخفيضها.
جاء ذلك خلال المؤتمر العالمي للاتصالات المحمولة المنعقد حالياً في برشلونة والذي أكد العبدولي أنه يعتبر الحدث الأهم في قطاع الاتصالات على مستوى العالم، لذا فإن المؤسسة تحرص على المشاركة فيه، كونه نافذة للتواصل مع عمالقة تكنولوجيا المعلومات وكبار اللاعبين المؤثرين في مجال تكنولوجيا الاتصال واستطلاع فرص الشراكة والتعاون الجديدة مع كبرى الشركات والمؤسسات العالمية. وذلك إلى جانب كونه المكان الأمثل لعرض منتجاتنا وحلولنا التكنولوجية.
وقال: إن دورة العام الجاري تكتسب أهميّة خاصّة بالنسبة لنا في الإمارات خاصة أنها تأتي بعد القمّة الحكوميّة التي عقدت في دبي الشهر الجاري، والتي أكدّت فيها القيادة الرشيدة دور تكنولوجيا الاتصالات في ارتقاء الحكومات وتحوّلها إلى حكومات ذكيّة. معرباً عن أمله في أن تثمر اللقاءات التي تعقد مع عمالقة تكنولوجيا الاتصالات غرس بذور لحلول ذكيّة تسهم في تحقيق رؤية قيادتنا خلال زمن قياسي.
تعظيم الحصة السوقية
وقال إن المؤسسة أرست قواعد الريادة لقطاع الاتصالات في الدولة، وعمدت خلال الفترة الماضية إلى تعظيم حصتها السوقية دون تفريط في أسبقية الطرح وجودة المنتج. وبشأن خدمة تحويل الأموال عبر الهاتف المحمول، قال: إن اتصالات جاهزة لتوفير الخدمة لكن المصرف المركزي الجهة المنظمة مازال بصدد وضع الآلية المناسبة لعملية التطبيق التي نأمل أن تتم خلال العام الجاري.
وأكد أن سوق الاتصالات في الإمارات ليس بحاجة لوجود مشغل ثالث على الأقل خلال السنوات الأربع المقبلة، مشيراً إلى أن اتصالات تعمل بالتنسيق مع هيئة تنظيم الاتصالات على إيجاد آلية لتحديث بيانات المشتركين تلقائياً في حال تجديد الهوية الوطنية من خلال الربط مع هيئة الإمارات للهوية.
وقال: إن «اتصالات» عكفت خلال العام المنصرم على الدراسة الحثيثة لهيكلة الشرائح المكونة لعملائها في الدولة على اختلاف احتياجاتهم ومتطلباتهم الفردية والمؤسساتية، ونجحت في إعادة هيكلة خدماتها ومنتجاتها لتلائم كافة الفئات المجتمعية، مستفيدة بذلك من خبراتها المتراكمة في قطاع التسويق، ومعتمدة على شبكاتها التي تعد الأحدث عالمياً من حيث الجودة والنوعية والتغطية.
الحكومة الذكية
وبخصوص مبادرة الحكومة الذكية قال العبدولي: إنها تعد واحدة من عدة نقاط تتواكب مع استراتيجية «اتصالات» بعيدة المدى وبين رؤية الإمارات الحكومية.
حيث بدأت المؤسسة فعلياً العمل الحثيث للتحول من مشغل لخدمات الاتصال إلى مزود للحلول المتكاملة لتكنولوجيا الاتصالات والمعلومات، الأمر الذي يجعل «اتصالات» في ضوء تطورات مبادرة الحكومة الذّكية تقف أمام مسؤولية كبيرة منوطة بها ودور كبير تتطلع للقيام به في المرحلة المقبلة من خلال التعاون والعمل مع كافة الجهات ذات الصلة في الدوائر الحكومية المختلفة.
وأكد أن «اتصالات» كانت وما زالت سباقة في الاستثمار بأعلى مستويات التقنية الحديثة وتكنولوجيا الاتصالات وتطبيقاتها، ما مكنَ لإمارات من المنافسة على أعلى المراكز من حيث تغطية البنية التحتية للألياف الضوئية وشبكة الجيل الرابع للهواتف المحمولة.
كما حرصت على إنشاء بنية تحتية متقدمة تعتبر الأحدث والأشمل والأكثر تطوراً في المنطقة وقادرة على ربط كافة مرافق الدولة ومؤسساتها، إضافة للمنازل بشبكات متفوقة ذات قدرات عالية قادرة على تحمل التدفق المعلوماتي الكثيف بكفاءة وفاعلية، ما يؤهلها للعب دور كبير في تحقيق الرؤية السديدة لقيادتنا الرشيدة.
مقدرة ومعرفة
وأكد أن التنفيذ الناجح لمبادرة الحكومة الذكيّة يعتمد بشكل مركزي على طاقم عمل ذي كفاءة عالية ومؤهل لقيادة وتنفيذ المشاريع المتعلقة بها.
ولا يخفى على أحد أنّ «اتصالات» تمتلك القدرات والمعرفة والخبرة المطلوبة لتطوير البينة التحتية ومنصات العمل اللازمة لإنجاح المشاريع العملاقة المرتبطة بمشروع الحكومة الذّكيّة، فقد سبق أن طورت «اتصالات» عدداً من منصات العمل الخاصة بحلول الحكومة الإلكترونية والحكومة الذكية مثل بوابة الدفع الإلكتروني وبوابة الدفع عبر الهاتف المحمول والتعلم الإلكتروني وتطبيقات الهواتف المحمولة لعددٍ من الوزارات والجهات الحكومية، كما أن الحلول الأمنية وحلول الحوسبة والبنية التحتية التي نمتلكها تسمح للجهات الحكومية بتطوير تطبيقاتها بشكلٍ أكثر فعالية وكفاءة لتقديم أفضل الخدمات وأشملها.
مشاركة الشبكات
وفي ما يتعلق بمشاركة الشبكات قال: لانزال في مرحلة المناقشات المستمرة مع هيئة تنظيم الاتصالات والمشغل الآخر فيما يخص عملية المشاركة، ويبقى أن نتوصل لاتفاق تجاري عادل وفق الأطر والمعايير التجارية المتعارف عليها عالمياً.
وأود أن أؤكد أن «اتصالات» تتطلع إلى الحصول على قيمة إيجارية عادلة، خاصة بعد أن ضخت استثمارات هائلة في شبكة الألياف الضوئية قاربت 20 مليار درهم.
ولأن الاستثمار في شبكة الألياف الضوئية على مستوى الدّولة يعد استثماراً بعيد المدى، فإنّه من البديهي أن تكون نسبة عوائد «اتصالات» من هذه الاستثمارات محدودة حتى هذه اللحظة بسبب قصر المدة الزمنية بين ضخ هذه الاستثمارات وجني الأرباح.
لذلك فإن قيمة الإيجار الذي تتطلع «اتصالات» إلى الحصول عليه لابد أن يوّفر مردوداً مادّياً يتناسب مع قيمة هذه الاستثمارات.
وتابع قائلاً: من المؤكد أن هناك مصلحة لجميع الأطراف في عملية المشاركة في الشبكات، إذ إنّ المنافسة العادلة تدفع لتطور قطاع الاتصالات قدماً بما يعود بالنفع على المشغلين ويعود بالفائدة على المستخدم. وبالنسبة لنا فإن مصلحتنا المباشرة تتمثل في الحصول على بدل إيجاري مناسب للشبكات التي سيستخدمها المشغل الآخر».
وقال: إن المنافسة حالة صحية تسهم في تطور قطاع الاتصالات ونحن ننظر إلى التحدي على أنه فرصة للتطور وتوسيع الآفاق وتوظيف الإمكانيات وتطوير القدرات، مشيراً إلى أن تفعيل مشاركة الشبكات بشكل كامل كما هو مقرّر حسب المرحلة الثالثة سيفرز تشكيلة جديدة للحصص السوقيّة، أهمها أنّ المشغل المنافس سيتحول ليصبح أكبر عملاء «اتصالات» حجماً ومردوداً مادياً.
كما أن عملية المشاركة ستوفر حرية الاختيار للعملاء وتجربة الخدمات المقدمة من كلا المشغلين وستجعلهم أكثر وعياً بنوعية الخدمات التي تقدمها «اتصالات» وهو العامل الأهم الذي نعتمد عليه في جذب عملاء جدد وتعميق الثقة مع العملاء الحاليين.
ورداً على سؤال حول في ما إذا كانت عملية تفعيل مشاركة الشبكات ستؤثر في أداء شبكة «اتصالات» قال العبدولي، لن يؤثر ذلك في أداء شبكتنا الحالي، فقد عملنا خلال السنوات القليلة الماضية على إنشاء شبكة للألياف الضوئية تربط معظم مناطق الدولة وتتميز بالكفاءة والقدرة عالية، فهي قادرة على نقل كمٍ هائلاً من البيانات بأعلى مستوى من الجودة والأداء المتميز.
تبادل الأرقام
وأكد أن خدمة تبادل الأرقام وفق التجارب العالمية لم تكن سبباً في تراجع الحصة السوقية لمنافس لصالح الآخر. ونحن نرى أن المنافسة حالة صحية تسهم في تطور قطاع الاتصالات، وننظر إلى التحدي على أنه فرصة للتطور وتوسيع الآفاق وتوظيف الإمكانات وتطوير القدرات. مشدداً على أن المنافسة تعد عاملاً محفزاً إلى الابتكار والإبداع كي نقدم ما هو أفضل.
دراسة دقيقة للسوق
قال المهندس صالح عبدالله العبدولي، الرئيس التنفيذي لمؤسسة الإمارات للاتصالات «اتصالات»: إن المؤسسة عملت خلال العامين الماضيين على دراسة السوق المحلي بدقة، ووضع استراتيجية جديدة للتعامل مع المتغيرات المتسارعة في القطاع والارتقاء بالمنافسة من خلال إعادة هيكلة بعض العمليات وتطوير المنتجات والخدمات والحلول. وجاء هذا نتيجة تركيز «اتصالات» على رفع مستوى خدماتها التي توفرها للعملاء والقيمة المضافة التي تشملها هذه الخدمات وهو ما نسعى دوماً ليكون محط اهتمامنا بغض النظر عن المنافسة.
وقال: كما أشرنا سابقاً، فإن الأرقام الإجمالية والتفصيلية فيما يتعلق بالحصص السوقية هي في صالح «اتصالات»، ولكن ما يشغلنا على الدوام هو أن نبقى المؤسسة الرائدة التي تترك أثراً حقيقياً في حياة الفرد والمجتمع وتسهم في إثراء تجربة المستخدم وتقدم له ما يلبي احتياجاته ومتطلباته بأعلى مستويات الكفاءة والجودة والقيمة والسعر المنافس. ونحن نسعى دوماً لتقديم خدمات ومنتجات متطورة تتميز بالجودة والإبداع والابتكار، بحيث تلبي كل متطلبات واحتياجات العملاء.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}