العتيقي لـ الجريدة : مليار دولار حجم الأصول التي تديرها بوبيان كابيتال
قال الرئيس التنفيذي لشركة بوبيان كابيتال بالوكالة صالح أحمد العتيقي، إن الشركة تدير استثمارات لحساب بنك بوبيان والعملاء بقيمة تقارب المليار دولار، أي أقل من 300 مليون دينار، تتوزع محلياً وعالمياً، ولكن أغلبها عالمي، فلدى البنك استثمارات عقارية ومالية في أميريكا وأوروبا وآسيا وإفريقيا.
وأضاف العتيقي في لقاء مع «الجريدة» أن الشركة تدير حصص بنك بوبيان في البنوك التابعة والزميلة، مثل بنك «معاملات» في اندونيسيا الذي يمتلك 25 في المئة منه، وبنك لندن والشرق الاوسط ويمتلك فيه نحو 20 في المئة، وبنك المال المتحد بالسودان ويمتلك فيه 21.6 في المئة، وبنك الاستثمار الاول بالبحرين ويمتلك فيه 10 في المئة.
ولفت العتيقي إلى أن الشركة حصلت على موافقة بنك الكويت المركزي لتأسيس صندوق مالي بالدينار برأسمال مفتوح، كما تنتظر الموافقات الرسمية لطرح صندوق للعقار المحلي برأسمال 30 مليون دينار.
وأشار العتيقي إلى أن أعمال الشركة ترتكز على محورين رئيسين: الأول إدارة استثمارات وأصول البنك والتي تنقسم إلى جزأين: إدارة الاستثمارات المباشرة وإدارة الاستثمارات العقارية، أما المحور الآخر فيتضمن تقديم خدمة إدارة الاصول وخدمات التداول الإلكتروني للعملاء، والذي ينقسم أيضاً إلى قسمين وهما: الإدارة التي تطرح الصناديق وتديرها للعملاء، بالاضافة إلى إدارة التداول الإلكتروني. وأكد أن «بوبيان كابيتال» تميزت بأنها لم تعاصر الأزمة، كما حدث مع الشركات الأخرى، لأن تشغيلها الفعلي بدأ في نهاية 2010، كما انها استفادت بشكل أو بآخر مع تركيز المستثمرين بعد الأزمة على الشركات التي لديها مهنية عالية وفريق قادر على إدارة الاستثمارات بكفاءة.وبين أن الشركة تجاوزت اختبارات «المركزي» بنجاح ولكن الملاحظة الوحيدة التي سجلها «المركزي» كانت في زيادة رأس المال وستتم معالجتها على الفور، لأن البنك المركزي شدد على ضرورة ألا يقل رأسمال شركة الاستثمار عن 15 مليون دينار.
وعن العمالة الوطنية قال العتيقي: «إن العمالة الوطنية في بنك بوبيان تجاوزت الـ63 في المئة، أما بالنسبة للشركة فقد تجاوزت فيها نسبة الـ50 في المئة رغم أن النسبة المقررة من «المركزي» على شركات الاستثمار هي 40 في المئة». وعن أخطاء شركات الاستثمار خلال الأزمة، أوضح العتيقي أن الشركات اندفعت في التوسع غير المدروس دون الاهتمام بتحقيق عوائد من هذه الاستثمارات بإدارتها بطريقة رشيدة، كما اعتمدت هذه الشركات على الاستثمارات طويلة الأجل وحصلت على تمويلات قصيرة مقابلها، مؤكداً أنه كان على هذه الشركات أن توزع استثماراتها ما بين الاستثمارات الطويلة وقصيرة الاجل حتى تحقق عوائد متوازنة للشركة، فالآن الشركات الاستثمارية تملك أصولا غير مدرة للدخل أو أصولا وضعها سيئ أو «مسمومة».
وحمل العتيقي مسؤولية علاج أزمة الشركات المتعثرة على مساهميها، مشدداً على أن المساهم هو الوحيد القادر على اختيار وتغيير ومحاسبة مجلس الإدارة، كما يستطيع الضغط عليه لإعادة سير الشركة نحو الربحية بوضع استراتيجية جديدة للشركة تعتمد على زيادة الايرادات وتقليل المصاريف حتى تزيد العوائد.وكانت تفاصيل اللقاء كالتالي:
* ما الاستراتيجية التي تتبعها الشركة منذ التأسيس؟
- تأسست شركة «بوبيان كابيتال» في أواخر عام 2007 ولكن التشغيل الفعلي بدأ في شهر أغسطس 2010، وذلك بعد قيام بنك بوبيان الذي يملكها بنسبة 100 في المئة باتخاذ قرار تفعيل الشركة، والتي ترتكز أعمالها على محورين هامين: الاول إدارة استثمارات وأصول البنك والتي تنقسم إلى جزأين إدارة الاستثمارات المباشرة وإدارة الاستثمارات العقارية، أما المحور الآخر فيتضمن تقديم خدمة إدارة الاصول وخدمات التداول الالكتروني للعملاء، والذي ينقسم أيضاً إلى قسمين وهما: الإدارة التي تطرح الصناديق وتديرها للعملاء، بالاضافة إلى إدارة التداول الإلكتروني.
* ما أولويات الشركة للمرحلة المقبلة؟
- الأولوية اليوم بالنسبة للشركة هي أن تقوم بإدارة استثمارات البنك بالشكل الذي يحقق عوائد جيدة، فللأسف في السابق وقعت أغلب شركات الاستثمار في خطأ السعي وراء التوسع غير المدروس في الاستثمارات دون الاهتمام بكيفية إدارتها الامر الذي جعلها تحقق خسائر كبيرة، وأشير إلى انه في الوقت الحالي من الصعوبة الدخول في استثمار يحقق 10 أو 15 في المئة عائدا سنويا، ولكن بالإمكان تحقيق مثل هذه العوائد أو اكثر عن طريق إدارة الاستثمارات المتعثرة بشكل محترف وزيادة الايرادات وتخفيض التكاليف.
* ما تأثير الازمة المالية على بوبيان كابيتال؟ وهل استفادت منها الشركة؟
- دعنا نتفق في البداية أنه لا توجد شركة استثمار لم تتأثر بالأزمة المالية التي مرت على الكويت، ولكن «بوبيان كابيتال» تميزت بأنها لم تعاصر الازمة كما حدث مع الشركات الاخرى، لان تشغيلها الفعلي بدأ في نهاية 2010، كما انها استفادت بشكل أو بآخر مع تركيز المستثمرين بعد الأزمة على الشركات التي لديها مهنية عالية وفريق قادر على إدارة الاستثمارات بكفاءة ونزاهة وهو ما تتمتع به الشركة، خاصة مع ضمها فريقا من الخبرات المتميزة الذي تم انتقاؤه من شركات عالمية.
وتوقعي أن الشركات الاستثمارية التابعة للبنوك سيكون مستقبلها أفضل من الشركات المستقلة، لأن العميل عند معرفته أن هذه الشركة تابعة لبنك يكون أكثر ثقة، وهو ما نراه في بوبيان كابيتال رغم أن عمرنا التشغيلي لم يتجاوز عدة شهور.
* كم عدد الصناديق التي تديرها الشركة؟ وهل ستقومون بطرح صناديق جديدة؟
- تقوم الشركة حاليا بإدارة مجموعة من الصناديق بالدينار والدولار وتقوم بالاستثمار في مجالات مختلفة الى جانب حصولنا على موافقة بنك الكويت المركزي لتأسيس صندوق مالي بالدينار برأسمال مفتوح، بالاضافة الى انتظار الموافقات الرسمية لطرح صندوق للعقار المحلي.
* ما هي الخدمات الاخرى التي تقدمها إدارة الصناديق في الشركة؟ وهل تنوون طرح صناديق للاستثمار في البورصة؟
- كان البنك في السابق يقوم بدور أمين الصندوق للعديد من الصناديق ومع تفعيل الشركة تم تحويل هذه الصناديق إليها لتقوم بهذا الدور.
أما بالنسبة لطرح صناديق للاستثمار بالبورصة، فنحن لا نفكر في مثل هذه الصناديق في الوقت الراهن، لكننا ندرس ذلك لنقوم به مستقبلاً على أن يكون للاسهم الاسلامية في أسواق الكويت ودول الخليج، حيث بإمكاننا الاستفادة من خبرة NBK كابيتال في هذا المجال.
* ما هي حجم الاستثمارات التي تديرها الشركة في قطاع العقار المحلي؟
- تعمل الشركة على طرح صندوق للعقار المحلي برأسمال 30 مليون دينار، ويأتي هذا التوجه نظراً لأن غالبية المساهمين يرغبون في استثمار اموالهم في استثمارات منخفضة المخاطر، الامر الذي جعلهم يفضلون الدخول في صناديق تحقق عائدا شهريا أو كل ثلاثة شهور، وهو أفضل لديهم من التعرض لمخاطر السوق.
ولذلك فـ»بوبيان كابيتال» تركز على الصناديق التي تحقق عوائد تشغيلية متوقعة مثل الصناديق العقارية والمالية، كما نتطلع الى طرح عدة صناديق للإجارة بالتعاون مع شركة NBK كابيتال تكون لإجارة المعدات في السوق الاميركي.
* ما هي ملامح واستراتيجية إدارة العقار في الشركة؟
- إدارة العقار كانت موجودة في السابق وكان تركيزها الاساسي على العقار العالمي، لكننا بدأنا في التركيز على العقار المحلي وتم توظيف عدد من الموظفين والمديرين ذوي الخبرة لتحقيق الهدف المنشود من هذا الاستثمار.
* ما حجم استفادتكم من قرار المحكمة الذي اتخذ بعدم جواز قانونين 8 و9 للعقار السكني على البنوك الاسلامية؟
- بالنسبة لبنك بوبيان سيستفيد بشكل مباشرة من ذلك، خاصة وأن هذا القرار تم تعميمه على جميع البنوك الاسلامية، وهذا يعني أن البنك يستطيع تمويل العقار السكني ويستطيع تقديم التمويل عن طريق الاجارة، كما يمكن أن يكون العقار باسمه، وهو ما سيفيد البنك أكثر من الشركة، خاصة وانها ممنوعة من الاستثمار في العقار السكني، كما منعت باقي الشركات، ولن يتم استثناؤها لأنها تابعة للبنك لأن حكم المحكمة أجاز للبنوك فقط.
* ما حجم الاستثمارات التي تديرها «بوبيان كابيتال»؟ وما هو توزيعها جغرافياً وقطاعياً؟
- ندير استثمارات لحساب البنك والعملاء بقيمة تقارب المليار دولار (حوالي 300 مليون دينار)، تتوزع محلياً وعالمياً، ولكن أغلبها عالمي، فلدى البنك استثمارات عقارية ومالية في اميركا وأوروبا وآسيا وإفريقيا، كما تدير الشركة حصص بنك بوبيان في البنوك التابعة والزميلة: مثل بنك «معاملات» في اندونيسيا والتي يمتلك البنك 25 في المئة منه، وبنك لندن والشرق الاوسط ويمتلك فيه ما يقارب 20 في المئة وبنك المال المتحد بالسودان ويمتلك فيه 21.6 في المئة وبنك الاستثمار الاول بالبحرين ويمتلك فيه 10 في المئة.
أما بالنسبة للاستثمارات العقارية نمتلك محفظة عقارية بالولايات المتحدة وأخرى في المملكة المتحدة، بالإضافة الى محفظة في فرنسا وألمانيا.
* ما طبيعية استثماراتكم في إندونيسيا؟
- يستثمر بنك بوبيان في بنك «معاملات» هناك وهو أول بنك اسلامي تم إنشاؤه بإندونيسيا ويعد من أكبر البنوك الاسلامية، ويوجد عدد من المستثمرين المهتمين بشراء حصتنا فيه، ولكن هذا الموضوع قيد الدراسة ولم نتخذ قرارا بشأنه، كما يمتلك بوبيان مع بنك معاملات شركة للإجارة في اندونيسيا بنسبة 33 في المئة لكل منهما.
* ما الاعمال الأخرى التي تقوم الشركة بأدائها للبنك؟
- توجد بعض الأفكار والفرص الاستثمارية والتي تأتي في إطار استراتيجية البنك لتطوير أعماله، تكون الشركة مسؤولة عن إعداد الدراسات اللازمة لها قبل الدخول فيها، وهي خدمة تقدم للبنك فقط.
* أطلق البنك المركزي اختبارات لشركات الاستثمار منها المكون من ثلاثة معايير وآخر مكون من ستة معايير، كيف تجاوزت الشركة هذه الاختبارات؟
- بالنسبة الى اختبارات المركزي فالشركة تجاوزت الاختبارين بنجاح، ولكن الملاحظة الوحيدة التي سجلها «المركزي» كانت في زيادة رأس المال وسيتم معالجتها على الفور، لأن البنك المركزي شدد على ضرورة ألا يقل رأسمال شركة الاستثمار عن 15 مليون دينار.
* بعض البنوك لجأت إلى تسجيل عمالتها الاجنبية في شركات تابعة حتى لا تتجاوز نسبة الـ60 في المئة التي قررها «المركزي»، كم نسبة العمالة الوطنية التي حققها البنك وكم هي في الشركة؟
- بالنسبة الى بنك بوبيان فالعمالة الوطنية تجاوزت الـ63 في المئة، أما بالنسبة للشركة فقد تجاوزنا نسبة الـ50 في المئة رغم أن النسبة المقررة من «المركزي» على شركات الاستثمار هي 40 في المئة.
ويجب أن أشير إلى أنه كون الشركة تابعة لبنك بوبيان والذي تمتلك مجموعة البنك الوطني 47 في المئة من اسهمه، سهل عليها جلب الكفاءات، ففي البداية كان هناك صعوبة في الاستعانة بهذه الخبرات إلا أنه مع الوقت وجدنا هذه الخبرات هي التي تسعى للتقدم للعمل لدينا، فلجذب الكفاءات كان علينا أن نعمل في اتجاهين الاول: بأن تكون المكافآت والرواتب مقاربة لما يتم دفعه في سوق العمل، أما الاتجاه الآخر فهو دعم الثقة في مؤسسة العمل لأن الخبرات لا تأتي فقط للرواتب ولكن عندما تجد أن لدينا إدارة متميزة وتطورا وظيفيا واضحا فهي تأتي إلينا، وأنا أحد هؤلاء الاشخاص الذين وثقوا في البنك والشركة.
* ما حجم استفادتكم من خطة التنمية التي طرحتها الحكومة؟
- البنك سيكون المستفيد الرئيسي من الخطة عن طريق تمويله للشركات المنفذة للمشاريع، وأتوقع أن تظهر فرص للاستثمار بحصص في بعض هذه الشركات، ولكن حتى الآن لم يتم طرح ذلك من قبل الشركة، وبشكل عام لن تستفيد الشركة كما سيحدث مع البنك.
* ما توقعاتك لسوق الكويت للاوراق المالية وسوق العقار المحلي؟
- لا احد يستطيع توقع ما سيحدث لسوق البورصة والعقار، خاصة مع الاحداث الجارية من توترات سياسية في بعض دول المنطقة، والتي أدت إلى حدوث هبوط وتذبذب في السوق دون أسباب اقتصادية حقيقية، وانما تعتمد على متغيرات كثيرة ليست واضحة.
العتيقي في سطور
* محلل مالي أول بنك الكويت الوطني، إدارة الاستثمار المصرفي من عام 1998 إلى 2002.
* ماجستير إدارة الأعمال، كلية وارتن، جامعة بنسلفانيا 2004.
* مدير مشروع بشركة ماكنزي آند كومباني- الإمارات العربية المتحدة من سبتمبر 2004 إلى أغسطس 2008.
* نائب المدير العام، الاستراتيجية وتطوير الأعمال بشركة مباني من أغسطس 2008 إلى نوفمبر 2009.
*عمل كمستشار أول في مكتب توني بلير- الكويت من نوفمبر 2008 إلى مايو 2009.
* مساعد مدير عام، ادارة الاستراتيجية واعادة الهيكلة في بنك بوبيان من يناير 2010 إلى سبتمبر 2010.
* الرئيس التنفيذي بالوكالة لبوبيان كابيتال من سبتمبر 2010 إلى الآن.
* عضو بمبادرة ذخر الخاصة بتطوير القيادات الوطنية في دولة الكويت.
أخطاء شركات الاستثمار... والحلول
عن الاخطاء التي وقعت فيها شركات الاستثمار خلال الازمة، أوضح العتيقي انالشركات اندفعت في التوسع غير المدروس دون الاهتمام بتحقيق عوائد من هذه الاستثمارات، كما اعتمدت هذه الشركات على الاستثمارات طويلة الاجل وحصلت على تمويلات قصيرة مقابلها، وهو خطأ جسيم، لأن أغلب الاستثمارات الطويلة لا تحقق عوائد في السنوات الاولى، وكان يفترض على هذه الشركات أن توزع استثماراتها ما بين الاستثمارات الطويلة وقصيرة الاجل حتى تحقق عوائد متوازنة للشركة، فالان الشركات الاستثمارية تملك أصولا غير مدرة للدخل أو أصولا وضعها سيئ أو «مسمومة».
وبالنسبة للخيارات المطروحة لحل أزمة هذه الشركات توقع العتيقي أن الدور الرئيسي لمعالجة أزمة الشركات المتعثرة يكون في يد مساهميها، لأن المساهم هو القادر على اختيار وتغيير ومحاسبة مجلس الإدارة، كما يستطيع الضغط عليه لإعادة سير الشركة نحو الربحية بوضع استراتيجية جديدة للشركة، تعتمد على زيادة الايرادات وتقليل المصاريف حتى تزيد العوائد، وهو النهج الذي اتبعته بوبيان كابيتل، فمثلاً عندما وجدت ان احد الصناديق لا يحقق الاداء المتوقع منه قمنا بالتدخل واستطعنا زيادة الايرادات بنسبة 20 في المئة خلال سنة واحدة.
تعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}