على مدار العقد الماضي، لم يحد أغلب أسواق الأسهم لا سيما الأمريكي عن المسار الصعودي، وهو ما لم يدركه بعد الكثير من المستثمرين الذين قد يشعرون بالندم في لحظة ما أو عند التقاعد، بحسب تقرير لمجلة "التايم".
مرت عشر سنوات على الاضطراب الذي طال سوق الأسهم الأمريكي وامتد أثره إلى الاقتصاد العالمي عقب انهيار مصرف "ليمان براذرز" في الخامس عشر من سبتمبر/ أيلول 2008، لكن الاقتصادين المحلي والعالمي قد تعافيا الآن، وسجلت المؤشرات الرئيسية لوول ستريت مستويات قياسية، وهبطت البطالة قرب أدنى مستوياتها في 20 عامًا.
ومع ذلك لم يفهم الكثير من المستثمرين الدرس بعد، حيث أجرت "بتيرمنت" للاستشارات الإلكترونية مسحًا شمل ألفي مستثمر فوق سن الثامنة عشر عاما لمعرفة آرائهم حيال الأزمة المالية، وتبين أن 48% منهم ليسوا على دراية بأي اتجاه تحرك السوق، فيما قال 16% إن السوق سلك مسارًا هبوطيًا.
من جانبه علق مدير التمويل السلوكي والاستثمارات في الشركة التي أجرت المسح "دان إيجان" قائلًا: ما زال يشعر المستهلكون أن السوق محفوف بالمخاطر، إنهم لا يدركون إلى أين اتجه.
ويبدو أن عدم إدراك المستثمرين بحقيقة الأمور يتحول أيضًا إلى خوف لدى البعض، حيث أظهر الاستطلاع أن 10% من المستثمرين عززوا استثماراتهم عن المستويات التي كانت عليها في 2008، فيما قال 68% إنهم خفضوا استثماراتهم.
كما تشير بيانات صناديق الاستثمار المشترك إلى أن المستثمرين فقدوا شهيتهم للأسهم، فمنذ عام 2008، ضخ المستثمرون 800 مليار دولار في صناديق الأسهم المشتركة، في حين ضخوا أكثر من 1.3 تريليون دولار في صناديق السندات، وفقًا لـ"إنفستمنت كومباني إنستيتيوت" وهو اتحاد لشركات عاملة في المجال.
وخلال الفترة الأخيرة التي شهدت ارتفاعًا في عائدات الأسهم وانخفاض أسعار الفائدة، فإن محفظة الاستثمار التي ركزت على السندات، تركت انطباعًا بأن السوق لا يقدم الكثير للمستثمرين.
فإذا وضع المستثمر مبلغ 10 آلاف دولار في صندوق لمؤشرات الأسهم قبل خمس سنوات، لنما هذا المبلغ إلى ما يربو على 18 ألف دولار اليوم، فيما كان سينمو نفس المبلغ إلى 11 ألف دولار فقط، حال استثماره في السندات.
المشكلة هي أنه دون تحمل مخاطر سوق الأسهم، ستنمو محفظة المستثمر أبطأ من التضخم الذي يبلغ متوسطه نحو 3% سنويًا في الولايات المتحدة على سبيل المثال، وفي النهاية سيؤدي ذلك لتآكل قيمة المدخرات، وفي حال الاستثمار من أجل التقاعد، سينبغي على الشخص تخصيص جزء أكبر من دخله للاستثمار.
وفي نهاية التقرير، وجهت "التايم" نصيحة للمستثمرين قائلة: إذا كنت ترغب في الوصول إلى الأسهم باعتبارها المنفذ الأنسب لتعظيم القيمة، فانظر إلى صندوق أسهم واسع النطاق، فمثل هذه الصناديق تقدم رسوما مخفضة وتوفر بعض الحماية، حتى لو عانت بها بعض القطاعات على المدى القصير.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}