هل تحقيق الأهداف المهنية يحقق السعادة؟

يعتقد أغلب الناس أن تحقيق أهدافهم المهنية سيضمن لهم السعادة مدى الحياة، ولكن يرى "بريان تشيسكي" الرئيس التنفيذي لـ "إير بي إن بي" – الذي يتيح للأشخاص تأجير واستئجار أماكن السكن - أن العكس هو الصحيح. 
 

وحتى مع ارتفاع شعبية "إير بي إن بي" وتقييمها الخاص طوال العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، لم يشعر "تشيسكي" بالنجاح، وكان يعتقد أن الطرح كان سيجعله يشعر بالسعادة.

وأوضح في بودكاست مؤخرًا أنه كان يعتقد أن النجاح سيعالج كل مشاكله وفي الماضي كان هدفه هو الاكتتاب العام لكن طرح شركته جعله يشعر بالعزلة أكثر من أي وقت مضى، مضيفًا أن ذلك لم يعد فقط إلى أنه شاهد طرح شركته عبر "زوم" بسبب الوباء.

وعندما طرحت أسهم الشركة للاكتتاب العام في ديسمبر 2020، وارتفعت قيمة الشركة الافتتاحية البالغة 47 مليار دولار إلى 86.5 مليار دولار في أقل من يوم، ولكن لم يشعر "تشيسكي" بالسعادة أو الرضا أو حتى الارتياح بل على العكس تمامًا قال إنها كانت واحدة من أكثر الفترات حزنًا في حياته.

جدير بالذكر أن "تشيسكي" شارك في تأسيس "إير بي إن بي" عام 2008 مع المؤسسين المشاركين "جو جيبيا" و"ناثان بليتشارتشيك"، وكانوا يعملون معًا دوماً ولكن مع نمو الشركة ونمو عائلات المؤسسين أيضًا، وجد "تشيسكي" بشكل تدريجي أنه يقضي المزيد من الوقت بمفرده، لذلك كرس كل طاقته لجعل الشركة أكثر نجاحًا، على أمل أن يحقق له ذلك السعادة.

وأرجع ذلك إلى اعتقاده أنه إذا حقق النجاح، سيجتمع الأشخاص من حوله، وسيكون لديه أصدقاء، وكل شيء في حياته سيصبح مستقرًا، موضحًا: أعتقد أن الناس يجب أن يحققوا أحلامهم، لكن لا يجب أن يخوضوا في هذا الأمر معتقدين أن النجاح وحده هو الذي سيسد فجوة ما في داخلكم.

ويتفق ذلك الاستنتاج مع دراسة أجرتها "هارفارد" على مدار عقود والتي وجدت أن النجاح الوظيفي والمالي لا يجعل المشاركين يشعرون بمزيد من الرضا.

وصرح "مارك شولتز" أحد الباحثين في الدراسة لـ "رويترز": المال لا يمكن أن يشتري لنا السعادة، لكنه أداة يمكن أن تمنحنا الأمن والأمان والشعور بالسيطرة على حياتنا، وفي النهاية فإن الحياة تدور حول العلاقات مع الآخرين، علاقتنا هي التي تجعلنا سعداء.

المصدر: سي إن بي سي