عبد الله آل ثاني : ننتظر قراراً قريباً لمنح تراخيص البوابة الدولية والانترنت
تمتد عدد شركات مجموعة «كيوتل» التي يترأسها الشيخ عبدالله بن محمد بن سعود آل ثاني في 17 دولة، والوطنية للاتصالات تعتبر الأقرب إلى قلبه، ويحرص دوما على الإطلاع على كل ما يتعلق فيها عن كثب.
ويضع ثقته الكبيرة في الكوادر الكويتية التي تعمل على قدم وساق في الوطنية للاتصالات وردد بالقول «أحرص أن أشاركهم في كل شيء حتى في حضور الغبقة الرمضانية السنوية وإن كلفني الأمر التواجد لبضع ساعات».
ويولي الشيخ عبدالله أهمية قصوى لمجموعة «كيوتل» العالمية كرئيس لمجلس إدارتها على امتدادها من شرق آسيا إلى شمال أفريقيا، وللوطنية للاتصالات في الكويت نصيب الأسد من الاهتمام يتعدى مفهوم الهاتف النقال و«البرودباند».
وأكد الشيخ عبدالله عبر لقائه مع «الراي» اطلاق شبكة الجيل الرابع خلال أيام للعملاء في الوطنية للاتصالات وذلك بشكل تجريبي لفترة معينة قبيل الانطلاق تجاريا في النصف الأول من العام المقبل. ويثمن رئيس المجموعة التعاون المثمر مع وزارة المواصلات مشيدا بسرعة إصدار القرارات المتعلقة بشبكة الجيل الرابع وتوقع قرارات قريبة في ما يتعلق بتراخيص بوابة الاتصالات الدولية والانترنت.
ويتحدث رئيس مجلس إدارة «كيوتل» و «الوطنية للاتصالات»، في سياق هذه المقابلة عن صفقة الاستحواذ الأخيرة التي رفعت حصة «كيوتل» في الوطنية إلى 92 في المئة بالقول أن «قبول 40 في المائة من المساهمين للعرض يدل على النجاح الكبير للصفقة، وكان سعر العرض منصفا وعادلا». ولمن احتفظ باسهمه في الشركة فيقول الشيخ عبدالله «هؤلاء على راسي من فوق وهذي الساعة المباركة.. لقد زادوا من مسؤوليتنا الآن في تعزيز علاقتنا معهم ومكافأتهم بالأفضل وبأكثر مما يتوقعون».
ويشيد الشيخ عبدالله بالسواعد الكويتية التي تعمل في إدارة الوطنية للاتصالات والتي كان لها الفضل في تعزيز أداء الشركة اليوم، ويريدها أن تبقى شركة مساهمة كويتية كما ولا يرى سببا في إلغاء إدراجها من سوق الكويت للأوراق المالية: وفي ما يلي نص الحوار:
* كيف تقيّمون إقبال مساهمي «الوطنية للاتصالات» على بيع أسهمهم لشركة «كيوتل» ضمن العرض الشامل الذي تقدمتم به، وما تعليقكم على بيع الهيئة العامة للاستثمار الكويتية لحصتها؟
- لا شك بأن قبول 39.61 في المئة (من أصل 47.5 في المئة) من المساهمين لعرضنا يدل على النجاح الكبير لهذه الصفقة. وباعتقادنا أن العرض كان فرصة مثالية أمام المساهمين لبيع أسهمهم بسعر منصف وعادل.
* ما تقييمكم لأهمية الصفقة على صعيد العلاقات الاقتصادية بين الكويت وقطر؟
- قطر والكويت دولتان شقيقتان تحرص القيادة الرشيدة في كل منهما على تعزيز الروابط القائمة بينهما وعلى تطوير علاقات أوسع وأقوى على جميع الأصعدة ومن بينها العلاقات الاقتصادية ومجالات الاستثمار والتعاون المتبادل. ويعتبر الاستثمار في الوطنية للاتصالات من الأمثلة على ذلك، فقد كانت الشركة سباقة في الآونة الأخيرة الى تبني عدد من الخدمات والتقنيات الجديدة التي ساهمت في رفع مستوى خدمات الاتصالات المتوافرة أمام عملائنا.
ومن جهتنا، فسنواصل توسيع نطاق استثماراتنا ما سيؤدي الى فتح المجال أمام فرص جديدة للأعمال والى زيادة حجم الأعمال الحالية، ما سيساهم في تحسين خدمات الاتصالات التي نقدمها.
هيئة الاستثمار
* الهيئة العامة للاستثمار باعت حصتها. ما تقييمكم لهذا القرار؟ وهل تدرجونه في إطار ما تحدثتم عنه من تميز العلاقات بين الكويت وقطر؟
- أولاً، صدقا لم أجد لدى حديثي مع أي مسؤول أو مع أي شخصية مهمة تمييزا بين دولة اسمها الكويت ودولة اسمها قطر. نحن نتحدث عن منظومة واحدة.
ثانياً، بالنسبة لقرار الهيئة العامة للاستثمار بيع حصتها، أعتقد أن الإخوان في الهيئة هم مستثمرون، فهم دخلوا في وقت معين ورأوا في وقت معيّن أن الوقت صار ملائماً للاستفادة من العرض الذي قدمته «كيوتل». فقرارهم تجاري بحت.
نحن بلد واحد، وأنا دائماً أقولها لإخواني في «الوطنية»، «لا يتحدث أحد عن الكويت وقطر وكأن هناك فرقاً بين البلدين. نحن هنا منظومة واحدة ونتكلم بصوت واحد، وأنتم يا إخواني الكويتيين أنشأتم هذه الشركة وأوصلتموها إلى هذا المستوى، وأنتم تستمرون في هذا المنوال، وتحصلون على الدعم مني، ربما أكثر من قبل».
لذلك لا أعتقد أن للصفقة علاقة بكل ذلك، بل إنها أضافت شيئاً جديداً، فعندما يستثمر الكويتي في قطر أو عندما يستثمر القطري في الكويت، وهذا نراه منذ سنوات طويلة، فليس هذا ما يجعل العلاقات قوية بين البلدين، بل إنها قوية بذاتها أصلاً.
* مازالت هناك حصص أقلية لمساهمين لم يبيعوا حصتهم حين تقدمتم بالعرض الشامل. ما خطتم للتعامل مع هذه الحصص؟ هل ستحافظون عليها لإبقاء الشركة مدرجة في السوق؟
- هؤلاء «على عيني وعلى راسي»، وأريدهم أن يستمروا معنا، وأقول لهم «الساعة المباركة» أنهم حافظوا على حصصهم. فوجودهم معي يعطيني ثقة انهم فضلوا الاستمرار، بل المسؤولية على عاتقي أصبحت أكبر اليوم لأكافئهم بأكثر مما كانوا يتوقعون. ولذلك يسعدني أنهم استمروا، وأتمنى أن يظلوا معنا.
* لاحظنا أنكم عملتم في السنوات الماضية على المحافظة على الطابع الكويتي لـ «الوطنية» وتعزيزه. هل سيستمر ذلك بعد صفقة الاستحواذ الأخيرة؟
- وربما أكثر، وأنا أقول لولا فضل الله ثم فضل هؤلاء الشبان الكويتيين في الشركة لما كنا فكرنا بالاستثمار في الشركة حين لاحت الفرصة، ولما كنا حافظنا على استثمارنا في الشركة منذ العام 2007 حتى اليوم. وهناك كوادر، ما شاء الله، أرى فيها مستقبل الشركة، وأراها تديرها مستقبلاً من أولها إلى آخرها.
* هل تريدون الحفاظ على «الوطنية للاتصالات» كشركة مساهمة عامة كويتية؟
- الوطنية للاتصالات إحدى أكبر الشركات في الكويت، وقامت الشركة على سواعد أبنائها، ووصلت الى ما وصلت إليه بمهمتهم بعد توفيق الله سبحانه وتعالى، وستستمر الشركة في ذلك فهم الأساس في نجاح الشركة.وليس هناك سبب لإلغاء ادراج الشركة في السوق المالي.
الجيل الرابع
* ما تقييمكم للفرص المتاحة في الكويت بعد حصولكم على رخصة الجيل الرابع للاتصالات؟ وما مدى جهوزية «الوطنية للاتصالات» لهذا التحدي؟
- إن الخبرة التي نتمتع بها في المجموعة خاصة في مجال تقنيات الجيل الرابع والتي منحناها لعملائنا في كل من دولة قطر وسلطنة عمان تمنحنا خبرة مميزة في هذا المجال خاصة ونحن في صدد إطلاقها في الكويت. وعلاوة على ذلك، فقد حرصنا طوال السنوات القليلة الماضية على أن نكون مستعدين لاطلاق تقنيات البرودباند، ونعتقد اننا قد اتخذنا الترتيبات اللازمة لاعداد الموارد البشرية والتقنية اللازمة لتوفير افضل تجربة استخدام بتقنيات البرودباند.
كما سنعمل على توفير الخبرة الموجودة لدى المجموعة لكي نقدم لعملائنا افضل خدمات الجيل الرابع من الاتصالات (LTE)، وفي ما يتعلق بجهوزية الوطنية للاتصالات فالشركة على اتم الاستعداد لتقديم خدمات الجيل المقبل من البرودباند للعملاء من الشركات والافراد في الكويت، ولدينا خطط مميزة للسوق الكويتية.
* متى تتوقعون طرح الجيل الرابع من قبل «الوطنية» في الكويت؟
- إن سياستنا في طرح الخدمات أو المنتجات الجديدة يتم بشكل مدروس وبعناية وكمشروع تجريبي وننتظر ردود الفعل من عملائنا.
فمثلا حين تم طرح خدمة الجيل الرابع في قطر، جعلنا المزودين والشركات وسواهم يعملون معنا على أساس إطلاق الخدمة بطريقة مختلفة، فقدمنا الخدمة مجاناً لألف شخص من عملائنا الأكثر استخداما وذلك لثلاثة أو أربعة أشهر، ومن خلال الموقع الالكتروني والوسائل الأخرى سيتمكنون من تقييم الخدمة وتزويدنا بملاحظاتهم عليها.
وفي هذا الوقت يعمل المهندسون لدينا على مراقبة الشبكة واكتشاف أي قصور أو ثغرات. وفي هذه الأثناء نعمل على طرح المناقصات للتوصل إلى اتفاقيات مع الشركات المزودة في ضوء التقييم الذي نجريه للخدمة.
بهذه الطريقة، يستمتع ألف عميل بالخدمة مجاناً وتكون لدينا الفرصة للتحسين وتطوير الخدمة قبل طرحها تجارياً. وفي الكويت يتم الإعداد لخطة مميزة حيث سيتم تدشين الخدمة خلال عشرة أيام مجاناً للعملاء تمهيدا لإطلاقها تجاريا في النصف الأول من عام 2013، فالأهم أن تقدم الخدمة بشكل متكامل للعميل، ولا نود أن نطرحها بشكل غير متكامل حتى نتفادى السلبيات التي من الممكن أن تنتج عن ذلك ويهمنا أن نتفاعل مع عملائنا والتقرب منهم لمعرفة رأيهم سواء كان سلبيا أو إيجابيا.
* إذا شئت أن تضع جدولاً زمنياً، متى تتوقعون طرح الخدمة تجارياً في الكويت؟
- إذا أطلقنا الخدمة تجريبياً خلال الأيام المقبلة كما ذكرت، فستكون الشبكة جاهزة في النصف الأول عام 2013.
* كيف تغير عالم الاتصالات بعد انتشار خدمات البيانات على نطاق واسع مع شبكات الجيل الثالث والجيل الرابع؟
- التغيير تم في طرق توصيل ونقل المعلومات من خلال الانترنت فهناك الملايين من العملاء الذين يستخدمون المواقع الاجتماعية للتواصل مرات عدة في اليوم الواحد باستخدام هواتفهم النقالة، والكثير منهم لديه حساب على احدى شبكات التواصل الاجتماعي وهنالك ما يقارب من 1.3 مليون مستخدم من العالم العربي على تويتر، كما تعتبر اللغة العربية هي اللغة الاسرع نموا على شبكات التواصل الاجتماعية، ولا شك في ان تقنيات الجيل الثالث والرابع من الاتصالات قد لعبت دورا مهما في ذلك.
وقد كان لشبكات التواصل الاجتماعي اثار كبيرة في منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا بالنظر الى نسبة أعداد الشباب في هذه المنطقة. وسرعة نمو عدد مستخدمي الانترنت، والنمو السريع في البرودباند عالي السرعة خصوصا في مجال البرودباند الجوال، وتشير الدراسات الى اننا نقضي ما معدله ثلاث ساعات من وقتنا يوميا على شبكة الانترنت، كما اننا نستفيد من مجموعة واسعة من الخدمات ومن بينها تنزيل وتحميل ملفات الصوت والفيديو، ونستخدم الاتصالات غير الصوتية مثل المحادثة عبر الفيديو، كما يمكننا قراءة الكتب الالكترونية وممارسة الالعاب الالكترونية.
ويستدعي ذلك من مشغلي الاتصالات العمل على تغيير الطريقة التي يمارسون فيها اعمالهم، فالكل يدرك ضخامة التزايد في الطلب على خدمات البيانات، ولذلك كان على المشغلين ضمان ملائمة الشبكة بحيث تتمكن من دعم هذا الارتفاع الكبير في هذا الطلب، والاستمرار في تحقيق عائدات مربحة. ونحن ملتزمون بجعل شبكة البرودباند التابعة للوطنية في الكويت افضل شبكات البرودباند في البلاد.
تأثر الأرباح
* هل ستحافظ شركات الاتصالات على مستويات الارباح التي تحققها في ظل الانتشار الواسع لتطبيقات الاتصال عبر الانترنت؟
- على الرغم من التغييرات في انماط الاستخدام التي نلحظها، فإننا نرى عددا من الفرص الجديدة والمهمة في مجال خدمات البيانات والبرودباند، ويشكل نمو البرودباند والبيانات فرصا ضخمة لشركات الاتصالات، وستحفز المنتجات والخدمات الجديدة المزيد من النمو.
* لنتحدث عن «الوطنية للاتصالات». نلاحظ أن النمو مستمر، لكن الاعتماد يتزايد على إيرادات نقل البيانات على حساب إيرادات خدمات الاتصال، ما رأيكم؟
- هذا اتجاه عالمي ولا يقتصر على هذه السوق. هناك تحوّل من الاتصال الصوتي إلى «الداتا»، فالاتصال الصوتي وصل إلى مرحلة تشبّع، وهناك الآن خدمات «الصوت عبر الانترنت» (VOIP) التي تأخذ أيضاً من سوق الاتصال. لذلك لا بد لشركات الاتصالات أن تبحث عن محاور لم تكن تأخذ كل الاهتمام، خصوصاً أن التكنولوجيا لم تكن مساعدة لنكون في مجال «الداتا»، وهذا كله تغيّر الآن.
هذا لا يعني أن تبقى شركات الاتصالات تعمل كما كانت لسنوات طويلة، فهناك شركات غير متخصصة بالاتصال (Non-Telecom) ستكون هناك منافسة شديدة إذا لم تتعاون مع شركات الاتصالات، لذا يجب على جميع الأطراف تغيير أسلوبها، بحيث لا يقتصر عملها على الاتصال الصوتي وإرسال الرسائل، فستواجه الصعوبات وتتأخر، وسيكون السبق للشركات التي تتفاعل مع الخدمات الجديدة.
* تقديرياً، هل يعوّض نمو سوق نقل البيانات عن تراجع سوق الاتصال الصوتي؟
- مجال الـ «Data» مازال في بدايته، وأعتقد أنه سيرتفع إلى الذروة نفسها التي بلغتها خدمات الاتصال الصوتي والرسائل النصية والرسائل المتعدة الوسائط. لكن، مع التقدم التكنولوجي قد تظهر أشياء أخرى في مجال «الداتا». فكل تطور يتفرع عنه تطور آخر، فتظهر خدمات جديدة وابتكارات أخرى.. لكننا الآن في طور «الداتا»، ومازال المجال لنموه كبيراً.
* هل أنتم راضون على الحصة السوقية التي تستحوذ عليها «الوطنية» حالياً؟
- الحمدلله، الوضع مطمئن، ونحن راضون تماما بما يحدث في السوق الكويتي، ولدينا خطة طموحة، وقد اجتمعنا بالكوادر التنفيذية العليا بالشركة أخيراً، وقلت لهم إن التميز سيكون عنواننا، من خلال الاستثمار في البنية التحتية، وفي مجال الداتا وتحسين الجودة، ومنح ميزة لعملائنا.
التراخيص
* معلوم أن شركات الاتصالات المتنقلة ليس لديها تراخيص لتوفير نوافذ مستقلة للاتصال الدولي، هل تعتقدون أن بإمكان شركات الاتصالات أن تخفّض التكلفة على المستخدم وتحسن الجودة في حال حصلت على مثل هذه التراخيص؟
- لأكون صريحاً معكم، من المنطق أن نربط الخدمات الداخلية عن طريق التجوال وهو يعتبر من الأساسيات في صناعة الهاتف النقال ولضمان جودة الخدمة. لذا وجود التراخيص المتعلقة بالبوابة الدولية والإنترنت يعد أمرا ضروريا لأي مشغل.
أن الشركات لديها ديناميكية سريعة وعملية اتخاذ قرار سريعة أيضا، ومجال التطوير فيها أسرع من القطاع الحكومي، ومع أنني أحترم القرار الذي يتخذ، والأمر ما زال يُدرس، وأعتقد أن القرار سيُتخذ قريباً جداً، لكنني متأكد أن القرار الذي يصب في مصلحة الكويت أن يُعطى كل مشغّل للاتصال بوابة اتصال دولية ينتقل من خلالها إلى الخارج، لخدمة المشترك أولاً وأخيراً.
صحيح أن الشركات المشغلة ستستفيد بالخروج من نطاقها الجغرافي المحلي، لكن المستخدم أيضاً سيستفيد من تحسّن الخدمة، خصوصاً أننا سنتمكن من إجراء مفاوضات مع الجهات المعنية على الأسعار، وربط الشبكات إذ يصبح بإمكاننا توفير أكثر من بديل في حال تعطّلت إحدى نوافذ الاتصال الخارجي.
* وهل تنخفض الأسعار أيضاً؟
- من دون شك تنخفض الأسعار، ولدينا تجربة في ذلك، ففي إحدى الدول كنا نعتمد على نافذة للاتصال الدولي غير مملوكة لنا، ثم بدأنا بإنشاء نافذة خاصة بنا من الصفر، فوجدنا أن الخدمة تحسنت بشكل هائل.
* هل من تواصل مع وزارة المواصلات للبحث في إمكانية الحصول على رخصة للاتصال الدولي؟
- طبعاً، الإخوان مشكورون جداً، وأعتقد أنهم درسوا الأمر والقرار سيتخذ قريباً إن شاء الله، والتعاون أكثر من رائع.
* كيف كان التعاون في تراخيص الجيل الرابع مع الوزارة؟
- أود أن أشكرهم على قرار منح تراخيص الجيل الرابع، والحقيقة أنه تم تطبيقه في وقت مناسب ونحن متفائلون كذلك في شأن قرار مماثل في ما يتعلق ببوابات الاتصال الدولي.
تراخيص الإنترنت
* السؤال نفسه أكرره في ما يتعلق بتراخيص التزويد بالانترنت (ISP)، هل من تواصل مع الوزارة لمنحها لشركات الاتصالات المتنقلة قريباً؟
- نعم، تكلمنا معهم، وهناك تفهّم كامل لهذا الأمر، وقد قامت إدارة الشركة الوطنية للاتصالات بتسريع المباحثات مع الوزارة حول الأمر وهم متفهّمون بالكامل، وستسمعون خبراً جيداً قريباً.
* هل تعتقد ان اسعار الانترنت وتعرفة الاتصالات الدولية ستنخفض في الكويت في حال تم منح شركات الاتصالات الثلاث رخصة مزود انترنت (ISP) ورخصة للاتصالات الدولية، كما هو حال معظم مشغلي الاتصالات المتنقلة في المنطقة؟
- كما هو الحال في جميع الاسواق التي نمارس فيها اعمالنا، فإننا نشارك في المباحثات الجارية مع السلطات المعنية في ما يتعلق بالعديد من المواضيع، فعملاؤنا يرغبون في ان تكون الاسعار منافسة، وفي رفع مستوى الثقة في الخدمات، وزيادة سرعات البيانات، وسنواصل العمل وبشكل دائم مع السلطات المعنية، على ألا يكون التخفيض على حساب الجودة والاستثمار في البنية التحتية.
الكوابل
* من المعروف أن «كيوتل» استثمرت كثيرا في الكوابل البحرية والالياف الضوئية، ماذا تضيف هذه الاستثمارات لمنطقة الخليج ولقطر بشكل خاص؟ وكيف يمكن للكويت ان تستفيد منها؟
- توفر البنية التحتية لشبكتنا العالمية التي تشهد نمواً مستمراً ومساراً عالمياً عالي السرعة لاتصالات الصوت والبيانات، ويضيف ذلك مزيداً من القدرات والمرونة للبنية الأساسية لشبكتنا المحلية. ويساهم ذلك في تقليل الآثار التي تقع على الخدمة نتيجة لمشاكل انقطاع الإنترنت وأعطال الكوابل، في الوقت الذي نواصل فيه العمل على بناء شبكتنا الدولية.
وسيؤدي تطوير قدراتنا إلى زيادة سرعات البيانات، ورفع مستوى جودتها ومصداقيتها ما سيؤدي إلى المساعدة في نمو الخدمات التي نقدمها للشركات في الكويت وإلى توفير دعم أكبر للشركات المحلية. وتعتبر شبكتنا الدولية واحدة من الفوائد المهمة التي يمكننا توفيرها لعملائنا حول العالم.
وعندما ننتقل إلى مجال الألياف الضوئية للمنازل، لا شك أن المتطلبات تكون مرتفعة جداً، من تحميل الأفلام إلى الألعاب، ولذلك فإنك تحتاج إلى تدفق معلومات مرتفع جداً.
ما يحصل أننا نبني بنية تحتية ممتازة في الداخل، لكن حين نصلها بالعالم الخارجي قد نواجه مشكلة في تدفق المعلومات. ولذلك كانت أولويتنا في مجلس الإدارة أن تكون لدينا سعة أكبر من الطلب لتفادي أي انقطاع في التدفق بين الداخل والخارج، لنتمكن من إيصال السرعة التي نعد بها العميل.
ونتوقع أن دول الخليج ستحتاج في المستقبل إلى معدل مرتفع جداً لانتقال البيانات، سواء للشركات، التي ربما تحتاج إلى نقل خرائط أو معلومات بنكية، أو للأفراد ولذلك فإننا سنستثمر في الكوابل وسنستمر في استثمارنا هذا.
والكابل البحري الذي استثمرنا فيه أخيراً يفترض أن يتصل بجميع دول مجلس التعاون الخليجي، وقد تم الوصل بين عمان وقطر، ونأمل أن يتم الوصل بين قطر والكويت في المستقبل.
توسعات «كيوتل»
* قمتم أخيراً بتعزيز ملكيات المجموعة، بشكل مباشر أو غير مباشر، في عدد من الشركات التابعة مثل «آسياسل» في العراق وقبلها «تونيزيانا» التونسية، وأخيراً «الوطنية للاتصالات». ما الهدف من ذلك؟
- تواصل كيوتل العمل في تنفيذ استراتيجيتها المعلنة وهي السعي لزيادة حصتها في الأصول الاستراتيجية المهمة وللوصول إلى هدفها في أن تصبح ضمن أكبر 20 شركة اتصالات في العالم بحلول العام 2020. ويعتبر نجاحنا في زيادة حصتنا في كل من «تونيزيانا»، و«آسياسل»، ومجموعة الوطنية دليلا على التزامنا بتلك الاستراتيجية.
* ما المرحلة المقبلة من النمو؟ ماذا ستكون الخطوة المقبلة؟ هل سيكون التركيز على دمج الشبكات وتوحيد العلامة التجارية؟
- مررنا في «كيوتل» بمراحل عدة، خصوصا بمرحلة الاستحواذات، وكانت لدينا استراتيجية معينة في تلك المرحلة. فعندما تسلمت رئاسة الشركة كان مجلس الإدارة تواقاً للقيام بالاستحواذات والتوسع. أما الآن، فمجلس الإدارة الحالي توّاق إلى تعزيز التواجد والحضور في كل دولة من الدول التي لنا وجود فيها.
ربما لاحظتم في العامين الأخيرين أن عمليات الاستحواذ كانت «عضوية» «Organic»، فعززنا ملكياتنا في الجزائر وفي «آسياسل» (العراقية)، وفي «الوطنية للاتصالات» وفي أندونيسيا.
الخطوة المهمة التي اتخذناها في المجموعة، وهذا أمر طيّب، أننا ربطنا جميع شبكاتنا من حيث التعامل مع مزودين معينين، وحصلنا نتيجة لذلك على أسعار ممتازة جداً وأحياناً خارج نطاق المألوف، حتى أن الخصومات وصلت في بعض الحالات إلى أكثر من 50 في المئة.
فعندما كانت «الوطنية للاتصالات» وحدها كانت تتعاقد بأسعار مختلفة عن الأسعار التفاضلية التي تحصل عليها الآن بعد أن دخلت ضمن المجموعة. وعندما كبرت المجموعة حصلنا على أسعار مخفضة أكثر، لأننا بتنا نتحدث عن مجموعة أكبر تمتد من شمال أفريقيا إلى شرق آسيا، وهذا يغري المزودين للتعامل مع المجموعة، ويشجعها على تقديم المزايا التي تستحقها، بخلاف ما يكون الحال عليه عندما يكون التعامل مع شركات صغيرة معزولة.
الخطوة التالية القادمة هي توحيد العلامة التجارية. أنا وجهة نظري التي قلتها في مجلس الإدارة، أنه حتى لو تم توحيد العلامة التجارية، فلا بد من أن يتم ذلك مع الحفاظ على ما يسمى «الوطنية» في الكويت... لا بد من الحفاظ على أسماء بعض الشركات التي تحظى علاماتها التجارية بسمعة في بلدانها، والتي لها تأثير اجتماعي. فنحن ندرس هذا الأمر، وربما نتخذ القرار خلال الأشهر الستة المقبلة، وبعدها نبدأ العمل على تنفيذه.
وعموما تمارس مجموعة «كيوتل» أعمالها كشركة متكاملة، ويوجد الكثير من أوجه الشبه فيما تقوم به مختلف شركات المجموعة، ونحن مسرورون بالتقدم الذي حققناه حتى الآن، إذ اننا نراجع باستمرار جميع أوجه الأعمال من ناحية كيفية تحسينها.
* التركيز إذاً على النمو من خلال شركاتكم التابعة وشبكاتكم في 17 بلداً؟
- أطلقنا في العام الماضي استراتيجية مجموعتنا الجديدة وهي استراتيجية «القيادة»، إذ اننا زدنا من اهتمامنا بتحسين النواحي التشغيلية في جميع شركاتنا، ونبذل في الوقت الحالي جهدا كبيرا لكي نكون قادة في خدمة العملاء في كل سوق نعمل فيها، ولأن نكون مقدما منافسا لخدمة البرودباند.
وسنواصل السعي لاستغلال فرص استحواذ جديدة، إذ ان لدينا تاريخا حافلا بعقد الصفقات ودمج العمليات المختلفة.
* هل من صفقات جديدة يجري بحثها؟
- نطمح في الوقت الحالي لأن نتوسع أكثر، فالأولوية حالياً لترتيب الأمور الداخلية والنمو بشكل أساسي، وخلق انسجام أكبر بين شركات المجموعة.لكن إذا لاحت فرص جيدة يمكن النظر فيها.
* ما خطوتكم التالية بعد اتمام صفقة «الوطنية للاتصالات»؟ هل هناك من أي استعدادات لهيكلة جديدة للمجموعة بعد التوسعات الكبيرة التي بدأتم بها منذ 2005؟
- لا توجد هناك خطة لهيكلة جديدة.
* قامت «كيوتل» بزيادة رأسمالها أخيراً، هل هذه الزيادة كافية لدعم مركزها المالي بعد هذه التوسعات؟
- قامت كيوتل بزيادة رأسمالها في مايو 2012، وليس هناك حاجة لزيادته في هذا الوقت.
العراق
* من وقت لآخر، تفرض السلطات العراقية غرامات على شركات الاتصالات، ومنها «آسياسل». كيف تقيمون استثماركم هناك، لجهة البيئة التنظيمية، ولجهة فرص النمو؟
- لدينا في العراق شريك محلي ممتاز، ونحن ملتزمون بكل القوانين والشروط، ودأبنا دائماً أن نكون ملتزمين في أي دولة بالأنظمة المحلية، ونحرص ألا تسجّل علينا أي مخالفة تكبّدنا الغرامات.
نظراً لأن معدلات الاتصالات في العراق مازالت منخفضة نسبياً، ولارتفاع نسبة الشباب فيها، ولأن رخصة الجيل الثالث من الاتصالات آجلة الدفع لم تطرح للاستثمار بعد، إلا أننا ننظر إلى استثمارنا في العراق على أنه فرصة ممتازة للنمو الذي يمكننا تحقيقه. وليس من المستغرب أن نعقد مباحثات مع الهيئات التنظيمية في ما يتعلق بتطبيق التنظيمات المتعلقة بالاتصالات، ونشعر بأن الاستمرار في القيام بذلك هو من الأمور المهمة جدا، وسنواصل العمل عن قرب مع الهيئات التنظيمية في جميع الدول التي توجد فيها شركاتنا.
فلسطين
* ما مدى رضاكم عن نمو أعمال «الوطنية موبايل» في فلسطين؟
- نحن راضون عن أداء الشركة، فبمقارنة نتائجها لفترة الأشهر التسعة الأولى من 2012 مع الفترة ذاتها من 2011 نجد أن الوطنية موبايل في فلسطين حققت نموا بنسبة 14 في المئة في الإيرادات، ونموا في الأرباح قبل اقتطاع الفائدة والضريبة والاستهلاك والإطفاء بنسبة 49 في المئة، مع ارتفاع قاعدة عملاء الشركة بنسبة 37 في المئة، وإننا نتطلع إلى الفرصة التي نتمكن فيها من توسيع نطاق خدماتنا في المستقبل بحيث تشمل قطاع غزة.
* أين ترى موقع «كيوتل» في خريطة المنافسة الاقليمية بين شركات الاتصالات؟ وما طموحكم؟
- الاستراتيجية التي تطبقها كيوتل هي «إثراء حياة الناس باعتبارها شركة اتصالات دولية رائدة». ورؤيتنا هي أن نصبح شركة رائدة عالميا في تقديم خدمات الجيل القادم من البرودباند، وضمان اتاحة النطاق الكامل من الفوائد الاجتماعية والاقتصادية أمام عملائنا في سائر مجالات عملنا.
أما على الصعيد الشخصي، فطموحي هو أن تستقطب مجموعة كيوتل أفضل المواهب، وأن توفر أفضل الخدمات، بحيث تترك أثراً طيباً ملموساً على حياة المستخدمين في المناطق التي نزاول فيها أعمالنا.
جاهزون للإدراج في قطر
وننتظر إجراءات في الكويت
* كانت هناك خطة لإدراج «الوطنية» في بورصة قطر، لكن الأمر تأجل في اللحظة الأخيرة. ما السبب في ذلك؟ وهل مازالت النية قائمة لادراجها؟
- تم استكمال جميع المتطلبات والاجراءات اللازمة لادراج الشركة في سوق قطر، وبإذن الله تنتهي الإجراءات في سوق الأوراق المالية في الكويت ليتم ادراج الشركة في سوق قطر.
3 شركات اتصالات تكفي
أكد الشيخ عبدالله آل ثاني أن «المنافسة في الكويت جيدة و صحية جدا». وقال في رد على سؤال «هناك الآن ثلاث شركات، وأعتقد أن هذا هو الحد الأقصى لما يتحمّله السوق وتحتاجه الكويت. لأن أي زيادة على هذا العدد يدخلنا في منافسة من نوع آخر، على الأسعار، وهذا له محاذيره لأنه ينعكس سلباً على الاستثمار في قطاع الاتصالات، لذلك لا بد أن نكون حذرين».
وبين الشيخ عبد الله أن «هناك دول أوجدت أربع شركات أو خمس شركات فتأثرت صناعة الاتصالات سلباً فيها. ونحن لدينا وجود في بعض هذه الدول ونلاحظ ان المتضرر الأكبر في هذه الحالة هو العميل نفسه، لأن الخدمة تصبح أكثر رداءة نظراً لنقص الاستثمار في البنية التحتية. والمسألة في النهاية مسألة عرض وطلب»
وأشار الشيخ عبد الله إلى أنه «لا بد للشركات الموجودة التي استثمرت بالفعل أن تعزز استثمارها، لاسيما في مجال الـ Data، الذي لم يعد مقتصراً على التطور التقني، بل يتسع ليشمل الخدمات والتطبيقات ليستمتع المستخدم بالخدمات، بدلاً من أن يلجأ إلى الدول الأجنبية للحصول على تلك التطبيقات».
وأضاف «أنا أعتقد أن التطوير ما زال متاحاً في مجال الـ Data، وما زال هناك مجال للتوسع، والسوق في الكويت صحي جداً، والمنافسة صحية جدا جدا. وأقول ذلك من واقع خبرتي في أكثر من 17 دولة. والتميّز هو العنوان للمرحلة المقبلة».
لكل مرحلة إدارة توائم الأهداف
حول التغيير الإداري الأخير أكد آل ثاني «لاحظتم التغيير الإداري الذي حصل، ففي كل مرحلة يكون هناك مدير يخدم الوصول إلى هدف معين في فترة معينة من الزمن، وبعدها تنتقل إلى مرحلة أخرى، تكون لديك فيها أهداف أخرى، فيكون التغيير صحيا في هذه الحالة»ً.
الاستثمارات القطرية أثبتت ذكاءها
حول الاستثمارات القطرية أكد آل ثاني «الحمد لله، السياسة الاقتصادية التي اتخذتها قطر متميزة جداً. وربما انتقد البعض الحكومة القطرية لأنها اتجهت بعد الازمة المالية لشراء أسهم في البنوك الأجنبية، لكن المحللين يقولون إنها خطوة ذكية من الحكومة أن تشتري حصصاً في وقت تكون في البنوك في وضع حرج.
إن هذه الاستثمارات مدروسة جداً، وأنا أثق جداً بقرارات جهاز قطر للاستثمار. ونحن لدينا عضوان في مجلس الإدارة هما في الوقت نفسه عضوان في مجلس إدارة الجهاز، وهما يقومان بدور متميز.
تعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}