سعد البراك لـ "السياسة": "زين السعودية" تستهدف تحقيق ملياري دولار إيرادات في2011 ... ومصير بيعها قائم
شن الرئيس التنفيذي والعضو المنتدب في شركة زين السعودية سعد البراك هجوما حادا على وزارة المواصلات واصفا إياها بالمتخلفة لأبعد الحدود وانها تعيش في القرن الماضي, متهما اياها بمحاربة شركات الاتصالات من خلال احتكارها للاتصالات الدولية, ومحملا اياها مسؤولية ارتفاع اسعار الاتصالات الخارجية ورداءة مستواها.
وشدد البراك الذي كان يشغل منصب الرئيس التنفيذي ل¯"زين الأم" على ضرورة التخصيص لتطوير النشاط الاقتصادي وتنويع مصادر الدخل مستشهدا برداءة اوضاع مؤسسة الخطوط الجوية الكويتية قياسا الى نظيراتها المدارة من قبل شركات قطاع خاص, كما استشهد بأزمة الانقطاع المستمر للكهرباء جراء ادارة الدولة لهذا القطاع الحيوي وذلك رغم الموازنات الضخمة المتاحة لتطويره.
وعن طموحاته في "زين السعودية" اوضح البراك ان "زين السعودية" تسعى خلال 2011 الى تحقيق ايرادات يصل حجمها الى ملياري دولار, مشددا على ان بيعها مازال قائما ولا يوجد ما يعيقه قانونا.
وانتقد البراك ايضا جمود وقصور قانون الشركات التجارية مؤكدا حاجته الماسة للتطوير ليواكب التطورات والاحداث التجارية العالمية.
وبين ان الكويت بقوانينها الحالية والروتين الموجود طاردة للاستثمار الاجنبي النوعي وليست جاذبة له.
وشدد على ان نجاح الخطة التنموية الحالية مرهون بتوفير الحكومة ادارة عالية الكفاءة والمهنية لها, مشددا على انه آن الاوان لتدخل القيادة لإيجاد علاجات جذرية لقضايا اجهزة الدولة المختلفة كعملية انقاذ وطني لهذه الاجهزة, مشددا على ان حسن الادارة والستراتيجية والرؤية والمصداقية تعتبر من اساسيات نجاح اي كيان اقتصادي او سياسي نريد له النجاح.
وغير بعيد عن القضايا الاقتصادية طالب البراك بضرورة إلغاء الجامعة العربية لكونها لم تقدم شيئا يذكر للمواطن العربي منذ تأسيسها بل كانت عبئا عليه, ولم يمانع البراك انضمام الاردن والمغرب الى عضوية مجلس التعاون الخليجي, بل دعا الى تحويله الى كيان يحل محل الجامعة العربية مادام قادرا على تحقيق الانجازات والنجاحات, قياسا الى ما حققه منذ تأسيسه.
وتحدث البراك خلال لقائه مع "السياسة" عن ظروف وملابسات استقالته من "زين الام", مشددا على انها كانت طبيعية الى جانب وجود عوامل اخرى ربما عجلت بها.
وكشف البراك خلال لقاء خاص مع "السياسة" انه على الرغم من نية بيع زين السعودية لاتزال قائمة, الا انها لاتزال تركز على تطوير ادائها بالسوق السعودي مستهدفة تحقيق 2 مليار دولار كايرادات خلال العام ,2011 لافتا الى ان سيولة الشركة جيدة وحجم استثماراتها في السوق السعودي بلغ حتى الان 8 مليارات دولار مع حصة سوقية تجاوزت نسبتها ال¯ 18 في المئة من سوق الاتصالات السعودي.
واكد البراك ان شعار "الادارة" ينطبق على مختلف الجوانب سواء كانت اقتصادية او سياسية, مبينا ان نجاح تنفيذ خطة التنمية سيعتمد على تطبيق منهج الادارة والستراتيجية الواضحة والصحيحة, كما هو الحال مع قضايا الخصخصة والنزاعات السياسية التي تشهدها الدولة في الاونة الاخيرة والتي جاءت كنتيجة لتراكمات على مدى اعوام لتنفجر على هيئة صراعات سياسية تأزمت بين القائمين عليها, مؤكدا انه ان الاوان لتدخل ادارة القيادة كعملية انقاذ وطني, والى تفاصيل الحوار:
*بداية نريد اعطاءنا لمحة سريعة عن هوية د. سعد البراك!
- سعد البراك حاله كحال الكثير من الشباب الكويتي تخرجت عام 1973 من الثانوية العامة وتوجهت الى الولايات المتحدة لأكمل دراستي الجامعية في بعثة دراسية حيث حصلت على بكالوريوس الهندسة الكهربائية ثم عدت الى الكويت وعملت لمدة عام بعدها توجهت ثانية الى الولايات المتحدة وحصلت على الماجستير في هندسة الصناعة والنظم.
عملت في بداية مسيرتي العملية في شركة "اي تي اس" لنظم المعلومات واستمررت في العمل لديهم لمدة 19 عاما واثناء هذه الفترة حصلت على شهادة الدكتوراة وكان ذلك في نهاية عام 2000 من جامعة لندن في ادارة نظم المعلومات ومن ثم انتقلت للعمل في "زين" كرئيس تنفيذي وذلك خلال العام 2002 وكانت "زين" في ذلك الوقت تدعى شركة ام تي سي, الى ان استقلت منها في شهر مارس من العام .2010 الا اني ما ازال اشغل منصب الرئيس التنفيذي والعضو المنتدب في شركة زين السعودية.
*كنت تنوي الذهاب للدراسة في مصر ثم غيرت مسارك الى الولايات المتحدة, ما الذي غير مسار حياتك؟
-الجامعات المصرية غنية عن التعريف فهي لطالما عرفت بأنها الافضل على مستوى الدول العربية الا اني وبعد ان قمت بالتسجيل للبعثة الدراسية اتضح لي ان جميع اصدقائي وزملائي والذين تجاوز عددهم المئة قرروا التوجه للولايات المتحدة للدراسة وبتأثير من صديقي خالد العجيل تشجعت لاعيد النظر والتوجه معهم لاكمال مشواري العلمي في اميركا.
إنجازات
*كنت الرئيس التنفيذي لشركة زين للاتصالات لفترة طويلة هل يمكن ان تحدثنا عن أهم الانجازات خلال تلك الفترة? وما الستراتيجية التي اتبعها د.سعد البراك وتميز بها لابراز زين خلال مسيرته؟
-لابد من ذكر ان نشأ "زين" كانت في الكويت حيث لم يتجاوز عدد مشتركيها في عام 2002 نصف مليون عميل وقيمتها السوقية لم تتجاوز 2.5 مليار دولار, الا انها وخلال ست سنوات قفزت لتصبح شركة عالمية تعمل في 23 دولة وعززت عدد عملائها ليصل الى 70 مليون مشترك, واصبحت شبكتها تغطي مساحة جغرافية هائلة بلغت 15 مليون كم مربع لتصبح بذلك رابع اكبر شركة في العالم.
الستراتيجية الاساسية التي اتبعتها كانت مبنية على الاعتماد على العنصر البشري وتفعيل امكانياته وادائه بشكل كبير وجيد. قد يبدو كلامي هذا بسيطا الا انه واقعي جدا. فبإدارة العنصر البشري بطريقة حميمة تشعل حماسهم وتدفعهم للعمل كفريق واحد وبروح ايجابية مع الاستمتاع بطعم التحدي والبحث عنه والتحلي بالجرأة ما يجعل من هامش المخاطرة يقترب من المغامرة.
جميع هذه الامور عملنا على تأسيسها وتحفيزها في مجموعة زين ومن ثم تطوير ادارة محترفة من الشباب الكويتي والعربي حيث ان الشركة ضمت اشخاصا من جنسيات مختلفة وتبنت الثقافة العالمية وهي ثقافة الانفتاح والتواصل والجرأة والتوسع بشكل سريع وفي وقت وجيز حيث استحوذت على شركة "سل تل" في افريقيا عام 2005 ما احدث نقلة نوعية ل¯ "زين" وحولها الى شركة اقليمية.
نحن فخورون جدا بأن ما نسبته 90 في المئة من قيادات شركات زين تم تطويرهم داخليا وبشكل ذاتي, ما جعلنا نكسر بعض الاقاويل التي لطالما اعتدنا على سماعها كتلك التي تدعي اننا في الكويت والعالم العربي عموما نفتقر للكفاءات البشرية التي تتمتع بها الدول الغربية. فبتأهيل شبابنا اثبتنا أن هذه المقولة غير صحيحة, فعندما يقاد هؤلاء الشباب بالطريقة السليمة وتدعمهم بكل الجوانب وتعطيهم الفرصة فقد يستطيعون اثبات نجاحاتهم بشكل واضح وهذا ما حدث فعلا.
اردنا تحقيق حلمنا بانشاء شركة ولدت في المنطقة العربية وايصالها للعالمية فبعمل مثل هذه الخطوة نتمكن من تغيير النظرة السلبية للعالم العربي وتحويلها لايجابية. وتمكنا فعلا من تحقيق هذا الحلم بعمل مشروع استثماري تجاري ذي جدوى اقتصادية مذهلة متخصص في قطاع مهم الا وهو الاتصالات لما له من تأثير اجتماعي واقتصادي فعال حيث انه القطاع الرابط بين دول المنطقة بالعالم بطريقة مذهلة ووقت وجيز. فبتكنولوجيا الاتصالات وشبكة الانترنت استطاعت دول العالم التواصل والتطور والرقي وبصناعة التاريخ تفتح ابواب صناعة المال واصبح عالم تكنولوجيا الاتصالات يعد سلاحا فتاكا والاقوى من بين القطاعات الاخرى.
ترك المنصب
* ما الاسباب الحقيقية لتركك لمنصبك كرئيس تنفيذي لـ"زين " الكويت؟
نحن في العالم العربي نأخذ الامور بطريقة دراماتيكية. كما ان ثقافتنا تطغو عليها ثقافة "التخليد" في المناصب. وهذه الثقافة متأثرة بالثقافة القبلية ففي القبائل اذا كنت شيخ قبيلة فانك تموت اميرا وللاسف فإن هذه الظاهرة طغت ايضا على الشركات والمؤسسات لدينا فإذا حصلت على منصب معين فمن المفترض ان تظل فيه. هذا باعتقادي منهج غير مقبول وغير حضاري في نفس الوقت, لذلك ان حصل التغيير فهذا يعد امرا طبيعيا.
كما اود ان اشير الى انه في ذلك الوقت كنت في عامي الثامن في الشركة "زين الكويت" واعتقد ان هذا وقت طويل وكاف بالنسبة الي فأنا بالنهاية شخص يحب التغيير ومواجهة التحديات الجديدة. ولن انسى ايضا انه في ذلك الوقت حدثت بعض التغييرات في رؤية المساهمين وتحديدا الذين كنت مرتبطا بهم, حيث فضل البعض ان يتخارجوا ويبيعوا حصصهم فضلا عن انه كان لدي مشاريعي الخاصة التي اردت التفرغ لها وفي ظل جميع هذه الظروف اضطررت ان اقدم استقالتي لامضي قدما, علما بأني حفظت كل الود والاحترام والتقدير لجميع من عملت معهم وما ازال على تواصل معهم فنحن في "زين" عائلة واحدة الا انه للاسف استغل البعض خبر استقالتي وجعلوا منه "اثارة" ووضعوه في محاور جدلية بهدف البحث عن قصة درامية تثير اهتمام القراء.
زين أفريقيا
*حدثنا عن مسيرتك في بيع زين افريقيا!
-تم شراء "زين افريقيا" والتي كانت تعرف في ذلك الوقت ب¯ "سل تل" ب¯ 3.3 مليار دولار ثم قمنا بشراء "نيجيريا" ب¯ مليار دولار ثم "مدغشقر" بنحو 100 مليون دولار تلتها "غانا" ب¯ "120 مليون دولار وبذلك اصبحت المجموعة تعمل في 16 دولة افريقية وخلال فترة 2-3 سنوات نقلناها من شركة ذات 5 ملايين مشترك ليتضاعف عدد مشتركيها ويصبح 45 مليون عميل وتغطي بذلك مساحة جغرافية هائلة تحتوي على 500 مليون نسمة.
خلال سنتين فقط طورنا نظم الاتصالات والعلامة التجارية ل¯"زين" لتصل قيمتها الى 2.9 مليار دولار بتقييم من مجلة "براند فاينانس" المتخصصة بتقييم العلامات التجارية. واحتلت المركز 32 على مستوى شركات الاتصالات في العالم, علما ان عدد هذه الشركات تجاوز 850 شركة. كما استطاعت "زين" عمل انجاز كبير في وقت قياسي ثم حلت علامة "زين" في المرتبة ال¯320 ضمن افضل 500 علامة تجارية في العالم, اما على مستوى الشرق الاوسط وافريقيا فاحتلت الصدارة. وتم بيعها ب¯ 10.7 مليار دولار وحققت صافي ارباح 4 مليارات دولار لمجموعة زين خلال مسيرة دامت 4 سنوات.
بيع الشركة
*هل انت مؤيد لبيع "زين السعودية"? وما نظرتك المستقبلية لـ"زين" بشكل عام؟
- فيما يتعلق ببيع زين السعودية او اية اصول من الشركة فهو يعد امرا طبيعيا ومن حق مساهمي اي شركة في العالم بيع حصصهم حتى وان كانت من كبرى الشركات. وشهادتي تظل مجروحة سواء سلبا او ايجابا فلا استطيع ان اعلق على اين تتجه "زين" في مسيرتها المستقبلية لذا اعتقد انه من الاولى سؤال المسؤولين المختصين واعضاء مجلس الادارة عن هذا الامر, وليس من حقي وليس من الملائم ان اجيب عن هذا التساؤل متمنيا لهم كل التوفيق والنجاح.
عادة عند تأسيس الشركات فانها تبنى للبقاء على المدى الطويل لذا كل ما انجزته "زين" في السنوات الماضية فان اثره سيظل لسنوات, و"زين" تعد شركة رائدة وراسخة في المنطقة حيث انها وصلت لمرحلة متقدمة جدا ولذلك اتوقع لها مستقبلا مليئا بالتطور والنجاحات.
منافسة
*برأيك هل سيتعرض اداء "زين" لاي تأثيرات سلبية في ظل تطور مستوى منافسيها محليا؟
"زين" تظل شركة قوية وراسخة وما تم بناؤه في ثمان سنوات لن يجعل من السهل على الاخرين اللحاق بها او حتى مجاراتها.
اعتقد ان الروح القوية والتوجه لا يزالان عاملان قويان لدى "زين" الا ان المنافسة موجودة وسيحددها من يقدم افضل الخدمات وكسب افضل علاقة مع العميل مع تمنياتي بالنجاح للجميع.
التخصيص
*هل انت مع من يطالبون بتخصيص الخدمات? وما هي الاشتراطات لنجاح التخصيص؟
انا مع ثقافة "التخصيص" الكامل وليس فقط تخصيص الخدمات, اعتقد واؤمن انها الداعم الرئيسي للتجارة. لا يجب على الدولة ان تملك او تدير اي نشاط تجاري. من الممكن لها تملك سلعة ستراتيجية كالنفط مثلا لكن طرق استثمار هذا النفط يجب ان تدار بطريقة تجارية ومن قبل القطاع الخاص بمراقبة وتحت اشراف الدولة. فدور الدولة يجب ان يرتكز على الرقابة وتشكل المنظم الرئيسي للنشاط الاقتصادي.
جميع الدول فشلت في ادارة النشاط الاقتصادي ولابد من التخصيص لزرع روح المنافسة والتحدي لاختيار وتطوير النشاط الاقتصادي, فاذا كانت الدولة هي المالك فلن ينافسها احد.
في الكويت مع الاسف تداخلت ثقافة السياسة بالاقتصاد بشكل اصبح مزعج جدا, كون ان الدولة مهيمنة على النشاط الاقتصادي وتملك موارد الانتاج ما جعل منها الموظف الاكبر في المجتمع واصبح ما نسبه 90 في المئة من الموارد البشرية الكويتية يعملون لدى الدولة. وكما سبق وان اطلقت عليهم سابقا اسم "معتقلة في صندوق التوظيف الحكومي" وهذا التوظيف اصبح بالدرجة الاولى توظيفا سياسيا وليس توظيفا انتاجيا بأي شكل من الاشكال.
*فاذا انت مع مقولة ان الاقتصاد "مسيس"؟
تماما, مع انه في الاصل كانت السياسة تخدم الاقتصاد فهدف السياسة هي قيادة الشعب الى حال افضل لايصالهم لمستوى معيشي افضل. لكن ان يتم توظيف صناعة الفرص الاقتصادية للاستيلاء على الولاء السياسي ومحاولة احتكاره فهذا باعتقادي سيدمر البلد.
خطة التنمية
*كيف تنظر الى خطة التنمية المطروحة الان? وهل الحكومة قادرة على تنفيذها؟
- الخطة يجب ان ترتكز على رؤية وستراتيجية واضحة وهذه المرة الاولى التي ارى بها خطة دون رؤية ستراتيجية واضحة وملموسة للجميع. نحن في الكويت بحاجة ماسة لبلورة هذه الخطة بالشكل المطلوب والذي يخدم مصلحة اقتصادنا وبلدنا وتوجهها, باعتقادي ان هذه الامور لاتزال غير موجودة.
الجدير بالذكر انني قمت بالاستفسار وسؤال بعض الاشخاص عن مدى ارتباط ستراتيجية توني بلير بخطة التنمية قيل لي لا رابط بين الاثنتين!
الخطة ليست بكلام, بل هي واقعية لكن يبقى السؤال عن المسار الذي يحكم الخطة والستراتيجية الموضوعة, وماذا عن الهوية التي نريد الوصول اليها?
اليوم نحن نتكلم عن اقتصاد حر بينما 90 في المئة من موارد الدولة محتكرة من قبل الحكومة علما ان مؤسساتنا التي تدار من قبل الحكومة في تدهور مستمر وخير مثال على ذلك الخطوط الجوية الكويتية التي احزن في كل مرة اسافر على متنها لانني لا انسى التطور الذي كانت تتميز به هذه الخطوط في الماضي, والآن للاسف اسطولها اصبح متواضعا جدا.
كذلك حال الكهرباء, حين نتكلم عن بلد صغير يحوي 3 ملايين نسمة فنجد ان حال انقطاع التيار الكهربائي لدينا محزن ومؤسف للغاية علما اننا دولة نسبح على بحار من النفط وهذا فشل ذريع.
الخطأ في الادارة وكيفية ادارة الامور والحوكمة وكيف نحاسب والتنصيب في من يتم اختياره, ومدى مراقبة اداء المسؤول. الحكومة هي التي تدير الدولة وفي حال لم تتوافر المصداقية وعمل تفعيل لنطام متكامل فانه سيكون من المستحيل الحصول على اداء جيد.
للاسف ان الموازين اختلت منذ وقت طويل في الكويت خاصة عند الحديث عن اجهزة الدولة, فالامر تطور ووصل لصورة مشينة جدا وهو بحاجة لعملية انقاذ وطني.
وكمواطن لا انسى كم عانيت لابني بيتي وذلك بسبب الصعوبات في الحصول على الرخص واجراءات البلدية وغيرها. للاسف يصيبني الخجل عندما اذكر هذه القضايا.
بيئة الاستثمار
*باعتقادك هل الكويت بيئة جاذبة ام طاردة للاستثمار؟
-ابدا, بل هي من اكثر البيئات طردا للاستثمار. فعند التطرق لقانون الشركات التجارية مثلا, نجد ان هناك فجوات كبيرة في هذا القانون ناهيك عن عدم تطوره وجموده حتى الان, حقيقة ان القانون "متخلف" وقاصر.
هيئة سوق المال انشأت بعد صراعات طويلة واذا نظرنا لادائها نتساءل ماهي انجازاتها حتى الان؟ وكيف تفعل حمايتها للاستثمار والحوكمة على الشركات وما الى ذلك..نتطرف في اصدار قوانين وتشريعات وقرارات كان اخرها محاولة البنك المركزي الفصل بين نشاطي الاستثمار والتمويل الا ان الطريقة كانت غريبة للتصدي وحله لمثل هذه الامور!
كذلك الحال عند ذكر مشاريع الـ بي او تي وما حصل عليها من مشاكل وقضايا كيف ولمن اعطيت? وبالتالي وكنتيجة لهذه الفجوات في التشريع والحوكمة والمحاسبة والادارة فاننا نخلق مشكلات ونشغل بها مجلس الامة والذي دوره ينحصر بالرقابة الامر الذي يدفعنا للدوران في حلقات مفرغة لسد هذه الفجوات والثغرات التي نتجت عن قصور في الرؤيا والستراتيجية التي وضعت للدولة.
وفي ظل هذه الظروف كيف ستكون الكويت بيئة جاذبة للاستثمار? ناهيك عن انه حتى اليوم لاتزال هناك ضريبة على المستثمر الاجنبي وهذا شيء مضحك. وبما ان الدولة مهيمنة على كل شيء فهذا الامر ايضا لن يشجع على ان تكون الكويت بيئة جاذبة للاستثمار. ناهيك ان الكويت يجب ان تتمتع بسوق كبير يحكمه نظام واضح وان يكون مليئا بالفرص المغرية .
عوائق
*ما الصعوبات التي واجهتك خلال مسيرتكم في "زين"؟
-ابسط الصعوبات التي اود ان اشير اليها هي عدم وجود هيئة تنظيم ورقابة للاتصالات. لدينا وزارة المواصلات متخلفة لابعد الحدود وتعيش في القرن الماضي, كما انها لطالما كانت محاربا لنا. فالخدمات الارضية هي التي تديرها وتنافس بها الشركات وتحتكر بوابة الاتصال الدولي. ففي الكويت وحدها نجد ان الاتصال الدولي صعب ومكلف وكفاءته ضعيفة. وهذا كله نتيجة النظم السيئة التي تتبعها وزارة المواصلات في تقديم خدمة الاتصالات وكيفية ادارتها.
حتى يومنا هذا لانزال نعاني من "اللخبطة" في كيفية اعطاء التراخيص بشكل عام ومن حصل عليها وكيف حصل عليها ..كتلك التي تعطى لشركات الانترنت وغيرها.
كذلك البنية التحتية للاتصالات متروكة دون تطوير, نتيجة حرمان شركات الاتصالات من الاستثمار في تطويرها.
القطاع الخاص
*هل تتوقع نجاح تجربة إشراك القطاع الخاص في تأهيل وتنفيذ المشاريع التنموية؟
اشراك القطاع الخاص واعطاؤه دورا يجب ان يكون وفق رؤية وفلسفة وقيم واضحة ومنظومة قانونية وتشريعية ورقابة ومحاسبة وغيرها. فدون الاخذ بهذا النظام المتكامل الذي يرتكز على فلسفة واضحة ومصداقية تامة للافراد فان هذا الامر سيدفع لظهور المشككين والمعارضين لمحاربتهم.
نصيحة
*بماذا تنصح الشركات المقبلة على المشاركة في تنفيذ مشاريع خطة التنمية؟
- خطة التنمية قد تشكل قاعدة رائعة لإيجاد اقتصاد كويتي متطور اذا ما نظر لحجم الاستثمار المنفق عليها والذي تجاوز 150 مليار دولار, وهي تعد فرصة تاريخية لنا لكي ننقل انفسنا نقلة نوعية من جميع النواحي تشريعيا ورقابيا واقتصاديا تأهيليا..الخ. ولذلك فان القضية ليست فقط ارادة بل ادارة بالاساس.
تعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}