مصادر: تأجير مدينة بروة بالكامل للخطوط القطرية اعتبارا من العام المقبل

علمت "الشرق" أن شركة بروة العقارية والخطوط الجوية القطرية نجحتا في التوصل إلى اتفاقية تقضي بتأجير مدينة بروة بالكامل إلى الخطوط الجوية القطرية "القطرية".

وتضم مدينة بروة 128 بناية سكنية تحتوي على حوالي 6 آلاف وحدة سكنية تستوعب ما يصل إلى 25 ألف نسمة.

وقالت مصادر واسعة الاطلاع لـ"الشرق" إن الاتفاق بين الجانبين تمت صياغته بصورته النهائية وبانتظار توقيعه في القريب العاجل، لكن المصادر رفضت الإفصاح عن حجم هذه الصفقة التي تعد الأكبر في قطر على صعيد سوق الإيجارات، كما لم تفصح المصادر عن مدة عقد الإيجار والتي يرجح أن تصل لخمس سنوات قابلة للتمديد لفترات مماثلة، بحيث تبدأ مدة الإيجار من العام المقبل والذي سيتم خلاله تسليم المدينة لـ"القطرية".

ويرى محللون أن قيام الخطوط القطرية بإبرام عقد إيجار لمدينة بروة سوف يخدم الخطط التوسعية لـ "القطرية" وتنامي أعداد الموظفين لديها، كما أنه ربما يقود هذه الأخيرة إلى التخلي عن العقارات التي تشغلها حاليا في مناطق مختلفة من مدينة الدوحة في سبيل نقل جميع موظفيها إلى مدينة بروة، وهو الأمر الذي سوف يؤدي إلى زيادة المعروض من العقارات السكنية رغم الطلب المحدود، الذي يشهده قطاع الإيجارات السكنية في السوق المحلي.

لكن محللين آخرين يرون العكس، إذ إن استئجار "القطرية" لمدينة بروة سوف يمتص عددا كبيرا من الوحدات السكنية يصل إلى 6 آلاف وحدة سكنية قبل دخولها إلى سوق الإيجارات مما يمنع تنامي العرض في مقابل الطلب المحدود على المساكن، وبالتالي الحد من اتساع الفجوة بين العرض والطلب.

ولم تكشف المصادر عما إذا كانت اتفاقية الإيجار تنحصر في الوحدات السكنية بالمدينة، أم تشمل كذلك المرافق المتعددة التي تضمها مثل المدارس ودور الحضانة والنادي الصحي والمطاعم والمجمع التجاري والصالة متعددة الأغراض، بالإشارة إلى أن المدينة تتضمن مرافق أخرى حيث تضم ساحات رياضية ومساجد ومصرفا.

وتم حتى الآن اكتمال ما نسبته 86 في المائة من مشروع مدينة بروة وفقا لآخر بيان صحفي للشركة، وتوشك المرحلة الأولى من المشروع على الانتهاء وتجري عليها الآن اختبارات التشغيل.

ويتم بناء المشروع على قطعة أرض شاسعة تقدر مساحتها بـ 2.7 مليون متر مربع بمنطقة مسيمير ويتم تطويرها على مرحلتين، ومن المتوقع أن يتم الانتهاء تماماً من أعمال المرحلة الأولى من المشروع، والبالغة تكلفتها ما يربو على 7.1 مليار ريال قطري، خلال شهر سبتمبر المقبل أي قبل الموعد المحدد مسبقا وهو نهاية العام 2011.

وتتضمن هذه المرحلة من مشروع التطوير إنشاء حوالي 128 بناية سكنية يمكنها أن تقدم إلى قاطنيها حوالي 6000 وحدة سكنية تستوعب ما يصل إلى 25000 نسمة. وستتضمن المرحلة الأولى من المشروع، والتي من المتوقع أن تكون جاهزة للإشغال في الربع الأول لعام 2012، مدارس ودور حضانة ومساجد ومصرفا وناديا صحيا وساحات رياضية ومطاعم ومجمعا تجاريا وصالة متعددة الأغراض ومرافق أخرى من المتوقع أن يتم تشغيلها بحلول الربع الأخير من العام 2012.

كما سيتضمن مشروع التطوير وحدات تبريد المناطق من أجل توفير الماء البارد والتحكم في المناخ، فضلاً عن توفير توصيلات الغاز الطبيعي لأغراض الطهي والماء الساخن.

أما المرحلة الثانية فسوف تتضمن مشاريع إضافية كبيرة أخرى بما فيها المزيد من المدارس ومستشفى بسعة 250 سريرا، ودور للحضانة ومجمعات تجارية وسكنية، فضلاً عن فندق فاخر.

جدير بالذكر أن شركة "مدينة بروة العقارية" التابعة لشركة بروة العقارية كانت قد حصلت في يوليو 2010 على تمويل مرابحة مقدم من شركة "الديار القطرية للتمويل" والتابعة لشركة الديار القطرية للاستثمار العقاري بقيمة 3.5 مليار دولار.

وتم تقديم منح التمويل عن طريق إبرام عقدي مرابحة يتضمن أولهما تمويلا بقيمة مليار دولار ويستحق في عام "2015"، كما يتضمن عقد المرابحة الثاني تمويلا بقيمة مليارين و "500" مليون دولار ويستحق دفعه في عام "2020".

ويعتبر مشروع مدينة بروة المشروع الأول من نوعه في قطر الذي يحصل على شهادة «التنمية المستدامة» أو المباني الخضراء، مما يؤهله لأن يصبح في طليعة المشروعات العملاقة في الدولة التي تقدم حلولا مبتكرة لتوفير السكن المثالي للمواطن والمقيم على حد سواء وتهتم في الوقت نفسه بالقضاء على كل أشكال التلوث وتوفير بيئة نظيفة صحية وآمنة.

ويوفر مساحة مبنية قدرها 966.254 متر مربع، ونحو 6000 وحدة سكنية تتألف من أستديوهات وغرفتين وثلاث غرف نوم موزعة على 128 مبنى يستوعب ما يصل إلى 25000 ساكن.

ويتميز المشروع بوجود مسطحات خضراء كبيرة بالمشروع موزعة على كافة أرجاء المدينة للحفاظ على مظهرها الراقي. ويضم المشروع بداخله محطة غاز مركزية وشبكة لتوزيع الغاز على جميع المباني والتي تم تصميمها وتنفيذها على أعلى مستويات السلامة. وكذلك يضم المشروع محطة خاصة لتنقية مياه المجاري والتي ستصل المياه الخارجة منها إلى درجة عالية من الجودة وسوف يتم استغلالها في شبكة المياه الباردة الخاصة بالتكييف وكذلك سيتم استخدامها في أغراض الري لجميع المساحات الخضراء بالمدينة وبأمان تام بدلا من إهدارها وتحميلها على شبكة الصرف العامة. وكذلك تم إنشاء محطة تكييف مركزي عملاقة تستخدم تقنية الماء المبرد والذي يتم توزيعه على المباني المختلفة لتبريدها بكفاءة عالية.

ولقد تم استخدام حوائط معزولة حراريا بالكامل على جميع الواجهات المعرضة للجو الخارجي وذلك لضمان عدم تسرب الحرارة من الخارج والمحافظة على أعلى كفاءة لنظام التبريد في فصل الصيف مع مراعاة تقليل استهلاك الطاقة الكهربائية بدرجة كبيرة بالمقارنة مع أنظمة البناء التقليدية والتي تستهلك طاقة كبيرة ويتم إهدار جزء كبير منها بواسطة ظاهرة التسرب الحراري.

ويبلغ طول شبكات البنية التحتية للمدينة نحو 480 كيلومترا وهي تشتمل على شبكة خطوط لمياه الشرب، شبكة لخطوط الصرف الصحي، شبكة لصرف مياه الأمطار، شبكة لمياه المجاري المعالجة عالية الجودة، شبكة مياه باردة للتكييف، شبكة لمكافحة الحرائق تغطي المدينة بكاملها، شبكة مياه الري، وشبكات كهرباء، وشبكة للغاز الطبيعي للاستخدام المنزلي، وشبكة هواتف بأحدث تقنيات الفايبر أوبتك والتي تُمكن من عمل اتصالات مرئية وشبكة طرق داخلية لخدمة السيارات والمشاة.