"التصنيع" لـ"أرقام": نجري مباحثات مع مستثمر جديد لشراء مصنعي أشتابولا التابعين لكريستال.. ونتائجنا بالربع الثالث إيجابية

قال فواز بن محمد الفواز، نائب الرئيس التنفيذي للمالية بشركة "التصنيع الوطنية"، إن مباحثات تجري في الوقت الحاضر مع مستثمر استراتيجي جديد لشراء مصنَعَيْ أشتابولا التابعين لشركة كريستل في الولايات المتحدة الأمريكية، وأن مؤشراتها إيجابية وسوف تسهم باستكمال صفقة الاستحواذ بين كريستال وترونكس خلال الفترة القصيرة القادمة.

وأضاف الفواز في حوار خاص مع "أرقام"، أن عدم موافقة هيئة التجارة الفيدرالية بالولايات المتحدة الأمريكية على المستثمر السابق -شركة "فيناتور"- لشراء مصنعي أشتابولا التابعين لكريستال، لأسباب تتعلق بالمنافسة والاحتكار بالسوق الأمريكية.

وأشار إلى أن المستوى الحالي لأسعار منتجات البولي إيثلين والبولي بروبلين جيد وقد يتحسن قليلاً خلال الفترة القادمة بما في ذلك الربع الرابع وحتى منتصف العام المقبل، في ظل استقرار الأوضاع الاقتصادية والسياسية واستقرار أسعار النفط في المستويات الحالية، مقابل بدء تراجع في أسعار منتجات ثاني أكسيد التيتانيوم خلال تلك الفترة والعام المقبل وعودتها بعد ذلك لتلك المستويات المرتفعة بإذن الله.

وقال إن النتائج المالية للشركة بالربع الثالث جاءت جيدة وإيجابية وتتناسب مع الأوضاع الحالية، مشيدًا بجهود العاملين بالشركة ومشاريعها التابعة وتوجيهات ومتابعة مجلس الإدارة والإدارة التنفيذية والتي تعكسها أرقام أرباح الشركة المحققة خلال التسعة أشهر الأولى من العام الحالي والتي تخطت المليار ريال.

وتحدث الفواز عن حالة مشاريع الشركة في ينبع وجازان وحائل وبدء الإنتاج التجريبي ببعضها، وتوجه الشركة لدراسة الفرص المناسبة خارج المملكة.

الحوار:

*ما تعليقكم على النتائج المالية للشركة خلال الربع الثالث من العام الجاري، والأداء المالي بشكل عام خلال التسعة أشهر الأولى من 2018؟

- النتائج المالية الأولية الموحدة لشركة التصنيع الوطنية خلال الربع الثالث 2018 جاءت إيجابية في ظل الأداء التشغيلي والمالي الجيد للشركة وشركاتها التابعة إذ تخطى صافي أرباح الشركة مبلغ المليار ريال في التسعة أشهر الأولى من العام الحالي 2018م.

علماً بأن الشركة قد حققت صافي ربح بأكثر من 259 مليون ريال، وهذه النتائج أعلى من نتائجها في الربع المماثل من العام الماضي وأقل من النتائج في الربع السابق من العام الحالي نفسه، وهذا له تفسيرات تتعلق بتسجيل مخصصات لقيمة هبوط بأصول غير متداولة لبعض الشركات التابعة بمجمع الأكريليك وهذه المخصصات سجلت بناءً على اختبارات يتم عملها بين الفترة والأخرى وبحسب مؤشرات قياسية ترصد أي هبوط بقيمة الأصول نتيجة ضعف في التدفقات النقدية لها وذلك وفق المعايير المحاسبية المعتمدة.

*هل تتوقع أن تتكرر عملية تجنيب المخصصات لمشاريع الشركات التابعة خلال الفترة القادمة؟

- نأمل عدم تكررها، وهي تخضع لعمل الاختبارات اللازمة حسب مؤشرات القياس التي يتم تطبيقها لكل فترة. ونحن بشركة التصنيع الوطنية والشركات التابعة نعمل وفق معايير فنية تضمن سير الأعمال على نحو صحيح، ونقوم بالعمل اللازم بما يتطلبه تطبيق المعايير المحاسبية ذات العلاقة.

*متى سيبدأ التشغيل التجريبي لمشروعاتكم: التيتانيوم الإسفنجي في ينبع ومشروع السلاجر في جازان ومشروعات الصناعات التحويلية في حائل؟ وما انعكاسات هذه المشاريع على نتائج الشركة خلال ما تبقى من العام الحالي والعام المقبل 2019؟

- فيما يتعلق بـ مصنع التيتانيوم الإسفنجي بينبع فلا يزال التشغيل التجريبي تحت التحضير والتحفيز للإنتاج، ونتوقع أن يبدأ التشغيل التجريبي خلال الربع الرابع من العام الحالي، ومثل تلك الصناعة تعتبر جديدة وتتطلب تقنيات حديثة وتحتاج إلى خبرات متخصصة، وعادة ما يستمر الإنتاج التجريبي لفترة طويلة قد تمتد إلى ستة أشهر قبل الإنتاج التجاري.

وفي مشروع السلاجر بجازان لا زالت التحديات كبيرة جداً ونعمل مع زملائنا في ترونكس وشركة أوتوتك المصممة والمنفذة للمشروع على معالجة الصعوبات الفنية التي يواجهها تشغيل المصنع، وقد أعلنت الشركة تفاصيل ذلك على موقعها في "تداول".

أما مشاريع حائل والمتعلقة بالصناعات التحويلية فهي جزء من متطلبات الحصول على اللقيم للصناعة البتروكيماوية، وقد بدأ الإنتاج التجريبي في بعضها وسيكون الإنتاج التجاري لمعظمها في العام الحالي، والجزء المتبقي خلال النصف الأول من العام 2019م. ولا تزال تلك الصناعات تواجه بعض التحديات ولكن ليس لها تأثير جوهري على قوائم الشركة الموحدة، وقد تواجه هذه الصناعة بعض الصعوبات والمنافسة في بداية عملية الإنتاج، ولكن نأمل أن تستفيد تلك الصناعة خلال الفترة القادمة من تحسن الأوضاع في الأسواق المجاورة لموقعها الجغرافي مثل العراق واليمن مما يتيح لمنتجاتها أسواقاً حيوية جديدة.

*ما مستجدات بيع مصنعي أشتابولا التابعين لشركة كريستال في أمريكا، لاستكمال صفقة استحواذ ترونكس وكريستال؟

- أخذت إجراءات صفقة الاستحواذ وقتًا أكثر من المتوقع نتيجة لمتطلبات إتمام الصفقة، ولكن استطعنا بتوفيق الله تحقيق الكثير من النتائج الإيجابية لهذه العملية بحصولنا على عدم ممانعة للصفقة من معظم الدول التي تتواجد فيها مصانع الشركتين، ومؤخرا استطاعت شركتا كريستال وترونكس الحصول على الموافقة الأوروبية، ولم يتبق لنا إلا موافقة هيئة التجارة الفيدرالية الأمريكية. وهذا تطلب الكثير من التحضيرات وإعداد المستندات وإجراء المناقشات حول هذا الأمر، ولكن للأسف لم توافق هيئة التجارة الفيدرالية الأمريكية على الصفقة في الدورة الأولى، ولذلك أوجدنا حلولاً أخرى مناسبة للوصول إلى اتفاق لبيع مصنعي الشركة في أشتابولا لمستثمر استراتيجي مناسب.

*لماذا لم توافق الهيئات التنظيمية الأمريكية على صفقة الاستحواذ رغم أنها اشترطت عليكم بيع مصنعي أشتابولا؟ وهل الصفقة مع المستثمر الجديد ستغير من تفاصيل صفقة الاستحواذ أو سعر بيع المصنعين؟

- سبب عدم موافقة هيئة التجارة الفيدرالية الأمريكية على شراء شركة "فيناتور" لمصنعي التيتانيوم، من وجهة نظرهم لا يريدون أن تسيطر شركات محددة على القطاع. وتشترط الهيئات التنظيمية الأمريكية عدم امتلاك المستثمر الإنتاج المتكامل في صناعة ثاني أكسيد التيتانيوم وتسويقه، لأسباب تتعلق بالمنافسة والاحتكار في السوق الأمريكية.

وتعمل شركتي ترونوكس وكريستال على بيع مصنعي أشتابولا لمستثمر استراتيجي آخر بسعر منافس، وليس بالضرورة أن يكون بنفس الأسعار التي سبقت الإشارة إليها، وإذا تم ذلك فإن الصفقة مع ترونوكس سوف تكون بنفس الشروط المتفق عليها مسبقاً.

وتجري حالياً مناقشات حثيثة مع مستثمر استراتيجي آخر لديه الرغبة في الشراء ونعتقد أن هناك مؤشرات إيجابية لإتمام هذه الصفقة خلال الفترة القصيرة القادمة.

*ماهي توقعاتكم لأسعار منتجات التيتانيوم والبولي بروبلين والبولي إيثلين خلال الربع الرابع من العام الجاري؟ والنصف الأول من العام المقبل 2019؟

- بشكل عام نرى أن متوسط أسعار منتجات البولي إيثلين والبولي بروبلين ستكون مقاربة للربع الثالث، وقد يحدث تحسن طفيف لأسعار بعض المنتجات وقد تنخفض أسعار بعض المنتجات الأخرى بشكل طفيف، وإذا استمرت أوضاع الأسواق مستقرة من الناحية الاقتصادية والسياسية وظلت أسعار النفط محافظة على نفس المستويات الحالية، فقد نشهد ارتفاعاً  طفيفاً بمتوسط الأسعار للفترة القادمة.

أما منتجات ثاني أكسيد التيتانيوم، فبدأنا نرى تراجعاً في أسعارها خلال الربع الثالث وقد يستمر إلى الربع الرابع وخلال العام 2019، ويعود ذلك لعدة أسباب منها زيادة العرض وتراجع الطلب على بعض المنتجات مع وجود بعض الركود في بعض الصناعات المعتمدة عليها، ونتوقع أنه مع نهاية العام 2019 سنرى تحسناً بالأسعار.

*مؤخراً صرح الرئيس التنفيذي للشركة بوجود مباحثات تجري بينكم وبين مستثمرين لدراسة إنشاء مشاريع بتروكيماوية خارج المملكة، هل يمكنكم توضيح تفاصيل أكثر حول هذه المباحثات؟ وما الصناعات التي تنوون الاستثمار بها؟

- تركز استراتيجية شركة التصنيع الوطنية على صناعة البتروكيماويات بشكل عام، من خلال التوسع والاستثمار في المملكة قدر الإمكان، ولكن نظراً لقلة اللقيم اللازم لبناء المصانع ذات الحجم التنافسي الجيد، بدأت شركات البتروكيماويات السعودية ومنها التصنيع في النظر إلى إمكانية الوصول إلى وجهات استثمارية خارج المملكة إما في الشرق الأوسط وإما في أمريكا أو بعض الدول الأخرى.

وبناءً على توجه شركة التصنيع الوطنية لبيع أصول كريستال وسداد الالتزامات والقروض التي عليها، ستكون لدينا القدرة على التوسع في صناعات البتروكيماويات، والاستفادة من القروض المناسبة من البنوك، ولذلك فالشركة تقوم بدراسة الفرص المتاحة، والموضوع لا يزال قيد الدراسة، وفي حال التوصل إلى أي مرحلة من الاتفاق أو التوقيع للدخول في هذه الاستثمارات فسوف يتم إعلانه مباشرة في موقع الشركة في "تداول".

والتصور الأول لدينا حول التوسعات أن تتم على المنتجات التي نمتلك خبرات جيدة فيها سواءً في البولي بروبلين أو البولي إيثلين والإيثلين، وهذا لا يمنع الشركة من النظر إلى الفرص المتاحة الأخرى، إذ إنه وبعد عمليات إعادة هيكلة الشركة في العامين 2015 – 2016، يوجد لدى الشركة إجراءات محددة وسياسات واضحة فيما يتعلق بالدخول في أي استثمار سواءً داخل المملكة أو خارجها، بحيث يحقق العائد الجيد ويزيد من القيمة المضافة التي تزيد من الربحية والعوائد على الاستثمار.

*العديد من المستثمرين يتساءلون عن إمكانية توزيع الشركة للأرباح العام الحالي، هل ستكون هناك مناقشة لهذا الأمر مع مجلس الإدارة؟

- توزيعات الأرباح من اختصاص مجلس الإدارة، ثم يتم إقرارها من قبل الجمعية العامة بنهاية المطاف، وإذا تم مناقشة هذا الأمر فسيتم إعلانه في حينه من خلال موقع الشركة في "تداول".