«أرامكو» تواصل تنفيذ خططها الإستراتيجية لتطوير حقل الشيبة ضمن مشروعات تكلف 186 مليار ريال

تواصل شركة أرامكو السعودية تنفيذ خططها الاستراتيجية الطموحة المنظمة الخاصة بحقل الشيبة معجزة صحراء الربع الخالي والذي يبعد مسافة 800 كيلومتر جنوب شرق الظهران، والذي استطلعته "الرياض" في زيارة عمل اطلعت على خططه التوسعية عام 2011 والتي يؤمل تدشينها خلال العام الجاري 2015 والعام القادم 2016، حيث تتضمن خطط الحقل إحداث نقلة تطويرية هائلة لزيادة طاقة انتاج النفط، وزيادة استخلاص سوائل الغاز الطبيعي، وذلك ضمن مشروعات عملاقة تنفذها أرامكو في حقل الشيبة وحقول أخرى بتكلفة تقدر بنحو 186.75 مليار ريال، ما يعادل 45 بليون دولار، مخصصة فقط لرفع طاقة إنتاج النفط، فيما تقدر مشروعات ارامكو المشتركة في مجال التكرير وإنتاج البتروكيماويات بنحو 131.25 مليار ريال ما يعادل نحو 35 بليون دولار.

وتمضي أرامكو حالياً قدماً بمواصلة العمل الدؤوب على تنفيذ مشروعين كبيرين في حقل الشيبة يختص الأول منها بزيادة طاقة إنتاج النفط بمقدار 250 ألف برميل في اليوم للمرة الثانية، ليصل إجمالي الطاقة الإنتاجية للنفط إلى مليون برميل في اليوم من الزيت العربي الخفيف جدًا بحلول شهر أبريل من عام 2016 أي ما يوازي ضعف الطاقة الإنتاجية الأساس لهذا الحقل عندما بدأ الإنتاج في عام 1998.

وتقوم أرامكو كذلك بتحسين تصميم الآبار لزيادة معدلات التماس مع المكمن إلى 10 كيلومترات، مما يزيد الإنتاج والاستخلاص من الأجزاء الأعمق والأقل نفاذية في المكامن.

وفيما يتعلق بالمشروع فيختص ببناء معمل جديد لاستخلاص سوائل الغاز الطبيعي حيث أنجزت أرامكو أكثر من 96% من أعمال البناء الرئيسة للمعمل الجديد الذي من المخطط أن يدعم أرامكو في تلبية الطلب المتزايد على اللقيم البتروكيميائي عن طريق استخلاص سوائل الغاز الطبيعي عالية القيمة من الغاز المنتج، ويتوقع أن يبدأ إنتاج سوائل الغاز الطبيعي في الربع الثاني من عام 2015 .

ويشمل هذا المشروع كذلك تطويرًا كبيرًا يهدف إلى زيادة طاقة توليد الكهرباء في المعمل لأكثر من 1 غيغا واط من خلال تركيب 4 وحدات للتوليد المشترك وسبع وحدات بسيطة الدورة وخط لنقل الكهرباء بطول 50 كيلومترًا وبقدرة 230 كيلو فولت، ومن المخطط بحلول شهر يوليو من عام 2017 وبعد إدخال اثنين من المولدات التوربينية البخارية، سيتجاوز إجمالي طاقة توليد الكهرباء في الشيبة 1.3 غيغا واط، في وقت تنظر أرامكو للغاز الطبيعي كعنصر حيوي ضمن استراتيجياتها الرامية إلى التقليل من اعتماد المملكة على الوقود السائل في توليد الكهرباء وإرساء الأساس لمزيد من التنمية والتنوع الاقتصادي.

وكانت أرامكو أبان زيارة "الرياض" لحقل الشيبة أبريل 2011 قد كشفت نواياها للتوسع العاجل في حقل الشيبة بعد أن نجحت الشركة في اتمام أعمال توسعة هامة جداً للحقل شملت بناء معمل رابع ساهم في مضاعفة الطاقة الإنتاجية بنسبة 50% من الخام العربي الخفيف جداً من 500 ألف برميل في اليوم إلى 750 ألف برميل في اليوم حيث أضاف المشروع معملاً جديداً لفرز الغاز من الزيت.

وواجه حقل الشيبة تحديات كبيرة خلال مراحل اكتشافه وتطويره نظراً لخصوصية مكانة الذي ليس له مثيل في العالم من ناحية موقعة الوعر في أقسى بيئات الحياة بدرجة حرارة تصل إلى 55 درجة وسط عواصف رملية تبلغ سرعتها 88 كيلو بالساعة هذا بخلاف الرمال المتحركة والتي يبلغ ارتفاعها علو 300 متر، إلا أنها على الرغم من قسوتها إلا أنها تكتنز في أعماقها أفضل أنواع الزيت العربي الخفيف الكثافة 42 درجة في أعماق تصل إلى 4900 متر وسماكة عمق تبلغ 400 متر مما تطلب إزالة 30 مليون متر مكعب من الرمل.

ويضم الحقل أربعة معامل بما فيها معمل فرز الغاز عن الزيت والذي يتم من خلاله إنتاج السوائل من بئر الزيت بتأثير الضغط، وتشمل هذه السوائل الزيت والغاز المذاب والماء المالح وبعض كبريتيد الهيدروجين حيث يرسل هذه الخليط إلى معامل فرز الغاز من الزيت لمعالجته مبدئيا حيث تؤدي عملية الخفض التدريجي للضغط إلى إطلاق معظم الغاز المذاب، ثم تأتي عملية إزالة الملح بإزالة الماء المالح، ويرسل الزيت الخام المر (المحتوي على كبريتيد الهيدروجين) المتبقي إلى مرافق التركيز في معامل بقيق.

وتشمل غرابة المكان خطوط الأنابيب العجيبة في امتدادها في أعماق الصحراء وتمثل 17 ألف قطعة أنابيب تربط الشيبة بمعمل بقيق على مسافة 638كم بسعة 46 بوصة لنقل الزيت الخام لمناطق التكرير تتلقى وفوراتها من ثلاثة خزانات بسعة 40 ألف برميل مدعمة بثلاثة مضخات زيت بطاقة 500 ألف برميل ومرافق تركيز بطاقة 750 ألف برميل فيما بلغ مجموع الآبار التي حفرت في الموقع 255 بئرا منها 205 آبار زيت أفقي و34 بئر زيت عمودي وثمانية آبار لحقن الغاز وخمسة أبار مياه جوفية.