رئيس السعودية للقهوة لـ أرقام: 80 ألف طن سنوياً استهلاك السعودية من القهوة .. ونتوقع افتتاح مصنعنا للتحميص والتعبئة بالربع الرابع 2024

خالد أبو ذيب الرئيس التنفيذي للشركة السعودية للقهوة

قال خالد أبو ذيب، الرئيس التنفيذي للشركة السعودية للقهوة، إن الشركة ستفتتح مصنع تحميص البن وتعبئته بطاقة إنتاجية تصل إلى 26 ألف طن سنوياً في جازان بالربع الرابع 2024.

وأوضح أبو ذيب في مقابلة مع أرقام، أن المملكة تستهلك 80 ألف طن من القهوة سنوياً، مقابل إنتاج محلي يصل إلى 400 طن، مع توقعات تحقيق القطاع نمواً بمعدل سنوي مركب قدره 6.2% خلال الفترة 2021 وحتى 2027.

وأكد على استثمار الشركة السعودية للقهوة نحو 1.2 مليار ريال على مدى السنوات العشر المقبلة في قطاع القهوة بالمملكة، حيث تهدف إلى زيادة الإنتاج من 300  طن إلى 2500  طن بحلول عام 2030، وذلك عن طريق زراعة 5  ملايين شجرة​ في جنوب المملكة.

وتحدث أبو ذيب عن دور الشركة في دعم مزارعي البن ورفع كفاءة إنتاجهم للمستوى العالمي ودعم كامل سلسلة القيمة الخاصة بمنتج القهوة والالتزام بمعايير الاستدامة بكافة المراحل وإنشاء أكاديمية متخصصة في تدريب المواهب وتطويرها بمجالات زراعة البن والتحميص والتسويق والمبيعات، وعن الاتفاقيات الاستراتيجية التي عقدتها الشركة. وإلى تفاصيل اللقاء:

*حدثنا عن أرقام سوق القهوة من حيث الإنتاج والاستيراد والاستهلاك في المملكة

- يُقدّر إجمالي إنتاج القهوة العالمي بـ 10.3 مليون طن وفق آخر الإحصاءات. وسجل قطاع القهوة معدل نمو سنوي مركب قدره 6.1% من عام 2018 إلى 2024. وتصل قيمة سوق القهوة في دول مجلس التعاون الخليجي إلى نحو 166 ألف طن، تشغل المملكة العربية السعودية حوالي 50% من حجمه.

تعتبر المملكة من أكثر الدول العربية في معدل استهلاك القهوة، وفي المرتبة العاشرة بين دول آسيا، ويُقدر استهلاكها من القهوة بـ 80 ألف طن سنوياً.

ويتراوح إجمالي الإنتاج المحلي بين 300 و400 طن سنوياً؛ ومن المتوقع أن يحقق قطاع القهوة في المملكة نمواً بمعدل نمو سنوي مركب قدره 6.2% خلال الفترة 2021-2027.

ويتمركز إنتاج القهوة في المنطقة الجنوبية، حيث يوجد 400 ألف شجرة بن في مناطق جازان وعسير والباحة. وتمثّل جازان أكثر من 92% من الإنتاج المحلي للقهوة مما يجعلها منطقة زراعية مهمة للمملكة وللاقتصاد المحلي.

*كم تبلغ نسب النمو المتوقعة لقطاع القهوة بالمملكة خلال الفترة القادمة؟

- يشهد قطاع القهوة نمواً لافتاً مع فرصٍ واعدة بالازدهار والتطور، ومن المتوقع أن يحقق نمواً بمعدل نمو سنوي مركب قدره 6.2% خلال الفترة 2021-2027.

ونعمل في الشركة السعودية للقهوة على توظيف هذه الفرص لتطوير القطاع والارتقاء به إلى مستوياتٍ عالمية انطلاقاً من تراثه العريق لأكثر من 800 عام من زراعة القهوة في جنوب المملكة. وتتميز منطقة جنوب المملكة بوجودها في حزام البُن، بما يتيح ​البيئة الخصبة والمناسبة لزراعة أجود أنواع القهوة. كما نعمل على الاستفادة من برامج حصاد الأمطار ورؤية المملكة في ​برامج دعم الأمن الغذائي والاستفادة من الميزة النسبية في المملكة.​

*عرفنا عن نموذج عمل الشركة السعودية للقهوة وأنشطتها ومستهدفاتها؟

- انطلقت الشركة السعودية للقهوة من قبل صندوق الاستثمارات العامة في عام 2022 بهدف دعم منتج القهوة المحلي والارتقاء به إلى المصاف العالمية في المستقبل. كما تهدف للقيام بدور رئيسي في تعزيز جهود تطوير الزراعة المستدامة في منطقة جازان بجنوب المملكة، باعتبارها موطناً رئيسياً لبُنّ الأرابيكا الأشهر عالمياً، حيث تهدف إلى زيادة الإنتاج من 300  طن إلى 2500  طن بحلول عام 2030 وذلك عن طريق زراعة 5  ملايين شجرة​.

ومن أبرز أهداف الشركة تمكين المزارعين والشراكة مع القطاع الخاص، وذلك من خلال الاستثمار في أحدث التقنيات والخبرات وإنشاء أكاديميات للتدريب في المجالات المرتبطة بصناعة البن.

كما تحرص الشركة السعودية للقهوة على نشر الوعي عن الثقافة السعودية والإنتاج المحلي للقهوة المرتبط بثقافة وهوية المجتمع السعودي محلياً وعالمياً​.

وتعمل الشركة السعودية للقهوة على دعم كامل سلسلة القيمة الخاصة بمنتج القهوة المحلي، وذلك بدءًا من مرحلة الزراعة ومراحل التصنيع والتعبئة، وحتى وصول المنتج إلى المستهلك.

فالاستثمارات الزراعية تتنوع بين إنشاء المزارع النموذجية، وتوطين أحدث التقنيات والخبرات، وتوفير​ برامج دعم المزارعين. كما تهدف الشركة إلى المساهمة في تحقيق أهداف السعودية الخضراء، حيث ستقوم بزراعة 5 ملايين شجرة في جنوب المملكة بحلول عام 2030 ضمن مبادرة زراعة أشجار القهوة، فضلاً عن مشاركتها في مبادرة تشجير السعودية.

وتدرك الشركة السعودية للقهوة بأن إنتاج البن بجودة عالية يبدأ بالالتزام بمعايير الاستدامة في كافة المراحل، وذلك من خلال استدامة التوازان البيئي بين الحفاظ على البيئة وتحقيق مساهمته ​في التنمية الاقتصادية​؛ والمساهمة في البرامج الوطنية لتقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون​؛ وتوفير مصادر وحلول مستدامة لمياه الري​ اللازمة لزراعة البن؛ فضلاً عن إدارة المخلفات للحد من العواصـــف الغباريـــة والرمليـــة فـــي تلوث الهـــواء وانجـــراف ​التربة الســـطحية​.

وفي الاستثمار الصناعي بدأت الشركة في شهر أكتوبر الماضي إنشاء مصنع لتحميص البن وتعبئته في المدينة الصناعية بجازان بمساحة تصل إلى 30 ألف متر مربع. ومن المتوقع افتتاحه في الربع الأخير من عام 2024 بطاقة إنتاجية تصل إلى 27 ألف طن قهوة سنوياً.

كما تعمل الشركة على بناء مركز معالجة في المزارع النموذجية، يتميز بقدرة تخمير تصل إلى 30 طناً في اليوم الواحد بتقنيات متطورة وأنظمة تجفيف مبتكرة.

وتحرص الشركة على تعزيز التعليم والتدريب من خلال أكاديميتها المتخصصة بتدريب المواهب وتطويرها في مجالات زراعة البن والتحميص والتسويق والمبيعات. وتهدف الأكاديمية إلى تدريب 1000 مزارع سنويًا​، وتدريب 400 فرد سنوياً على مختلف جوانب صناعة القهوة.

وأطلقت أول علامة تجارية جازين للقهوة المختصة، وأول مقهى ومركز للتجربة للقهوة المتخصصة في نوفمبر 2023، والذي يخلق تجربة فريدة لتقاليد القهوة في السعودية وتقديم البُن السعودي بمنتجات عصرية.

إضافة إلى عقد العديد من الشراكات الاستراتيجية، حيث تعاونت مع شركة سيمنس للمساعدة في بناء نظام ذكي لمصنع الشركة في جازان ليكون عالي التقنية معتمداً على تكنولوجيا شركة سيمنس في مجال توليد الطاقة الكهربائية والرقمنة.

كما قامت بتوقيع مذكرات تفاهم خلال منتدى جازان للاستثمار، وذلك مع الهيئة السعودية للمدن الصناعية ومناطق التقنية (مدن)، وجامعة جازان، ووزارة الاستثمار، وشركة بيدر آند ماير، بالإضافة إلى المركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي ومكافحة التصحر. وتهدف هذه الاتفاقيات إلى تعزيز إنتاج القهوة السعودية، وخلق فرص عمل عبر كامل سلسلة القيمة، والترويج للإنتاج السعودي للقهوة على مستوى العالم.

تعمل الشركة السعودية للقهوة على تسويق منتج القهوة المحلي عالمياً وتحقيق مكانة عالمية لحبوب البن السعودي من خلال اتفاقيات مع شركات عالمية.

وإن جزءاً من مذكرة التفاهم  بين الشركة السعودية للقهوة وشركة بيدر أند ماير يوضح دور الشركة في توفير حبوب البن المحلية من منطقة جازان لبيدر أند ماير، عند بدء المقهى عملياته في المملكة.

كما ستقوم شركة بيدر آند ماير بمزج وتحميص حبوب البن السعودية مع الحبوب العالمية لتطوير نكهة جديدة تسمى "مزيج سعودي فاخر من بيدر آند ماير". وسيكون هذا المنتج الجديد متاحًا بأنواع التحميص المتوسطة والخفيفة لكل من الأسواق السعودية والنمساوية.

*هل استحوذت الشركة على أراض زراعية وتقوم بعمليات الزراعة للبن؟ أم تشارك في حصص ملكية بشركات المزارعين؟ أم تقدم الدعم المالي والفني للمزارعين؟

- تعود ملكية المزارع المتوافرة بجازان إلى المزارعين، حيث إن العقد الخاص بالمزارع عقد استثماري ودورنا يتمحور في مساعدتهم من خلال تقديم الدعم المالي والفني.

كما أنشئت الشركة السعودية للقهوة مزرعة بنّ نموذجية على مساحة مليون متر مربع من الأراضي الزراعية في جازان، موطن قهوة أرابيكا المشهورة عالمياً.  وستطبق المزرعة إجراءات تشغيل قياسية عالمية المستوى، بما يساعد في تعزيز جودة قهوة أرابيكا.

وستوفر المزرعة نموذجاً للاستخدام الأمثل للمياه في المنطقة، خاصةً عند انخفاض مستويات المياه خلال موسم الجفاف.

وستوفر مزرعة البن النموذجية منصةً لمنتجي البن في المنطقة لتطوير أفضل الممارسات والتقنيات الخاصة بمراحل الزراعة والحصاد. فضلاً عن خلق فرص جديدة للمزارعين وأصحاب مزارع البن في جازان، حيث توفر لهم الدعم وسهولة الوصول إلى خبراء القهوة العالميين.

* ذكرتم أن الشركة ستستثمر نحو 1.2 مليار ريال خلال السنوات العشر المقبلة، على ماذا تركزت الاستثمارات التي قمتم بها عام 2023؟

- تسعى الشركة السعودية للقهوة لاستثمار نحو 1.2 مليار ريال على مدى السنوات العشر المقبلة في قطاع القهوة في المملكة، بما يساهم  في رفع القدرة الإنتاجية للبُنّ السعودي من 300 إلى 2500 طن سنوي والارتقاء بمستوى القطاع المحلي للقهوة.

وعملنا على مدار 2023 على تعزيز مستوى الإنتاج المحلي من خلال مساندة المزارعين ورفع كفاءة إنتاجهم للمستوى العالمي، وذلك من خلال تأسيس الأكاديمية والعمل مع الجهات المعنية في منطقة جازان لتوفير أحدث التقنيات لزراعة القهوة محلياً.

كما اهتممنا بتطبيق أعلى المعايير وأفضل الممارسات العالمية للاستدامة عن طريق إنشاء مزرعة بنّ نموذجية. وحرصنا في الشركة السعودية للقهوة على توفير الدعم للقطاع الخاص في مجال القهوة من خلال مبادرات ومذكرات تفاهم مع بونيتد بينز وبيدر آند ماير من أجل زيادة الطلب المحلي والعالمي على حبوب القهوة السعودية.

وشكّل عام 2023 علامةً فارقةً على الصعيد المحلي والإقليمي ونسعى لاستكمال جهودنا من أجل النهضة بقطاع القهوة وزيادة نسبة مشاركته في اقتصاد المملكة وتحقيق التنوع الاقتصادي بما يتماشى مع رؤية المملكة 2030.