كافيار .. كيف نجح خمسة أصدقاء في تأسيس شركة لتوصيل الطعام؟

أطلق "شون تساو" بالتعاون مع أربعة من زملائه في جامعة كاليفورنيا في عام 2012 شركتهم الناشئة "كافيار" لكي تصبح بمثابة "أوبر" الخاصة بسوق توصيل طلبيات الطعام في الولايات المتحدة. 

وذكر "تساو" - البالغ من العمر 34 عاماً - في لقاء أجراه مؤخرًا مع شبكة "سي إن بي سي" إن مستقبل فكرة "كافيار" كان يتوقف على لقاء مصيري مع زملائه في جامعة كاليفورنيا بنهاية عام 2011 قبيل تخرجه، حين دار بينهم نقاش صعب حول المفاضلة بين قرار مواصلة العمل معاً وتجربة فكرة جديدة، أو أن يمضي كل منهم في طريق منفصل للبحث عن وظيفة. 

وعزم الأصدقاء الخمسة على الانطلاق في مشوارهم نحو ابتكار تطبيق جديد لتقديم عروض يومية لطلب وتوصيل الطعام، على غرار تطبيق "جروبون" للتجارة الإلكترونية، في حين لم يكن هناك تطبيق متخصص لطلب الأطعمة بعد. 

وكان "تساو" الذي تخصص في دراسة الهندسة المعمارية والتصميم المستدام؛ قد حصل على وظيفة في شركة للهندسة قبل تخرجه، لكن فكرة العمل جنبًا إلى جنب مع أربعة من أفضل أصدقائه المؤسسين لـ"كافيار" –"أبيل لين" و"آندي تشانغ".

 و"ريتشارد دين" و"جيسون وانغ" - بدت أكثر جاذبية حينها، لتضمن لهم فكرتهم الحصول على مقر لدى داعمة الشركات الناشئة "واي كومباينيتور". 

وتابع "تساو": تمكنت "كافيار" من جمع استثمارات بلغت 180 ألف دولار في مراحلها الأولي، وامتدت أعمالها إلى سبع مدن أمريكية رئيسية، لكن لسوء الحظ بدأت "جروبون" حينها تحقيق خسائر، وهبطت قيمتها السوقية بنسبة 80%، الأمر الذي أدى لتجنب المستثمرين دعم الشركة التي اشتهرت بأنها "جروبون" ولكن للطعام، حتى أدركت أنا وزملائي أن حسابنا المصرفي لا يحتوي سوى على 10 دولارات فقط. 

وأوضح "تساو" أن تفكيره حينها كان يرتكز على تصميم تطبيق جديد يحاكي نظام عمل "جروبون"، لكنه شعر بالجوع أثناء عمله على تجميع أفكاره حول ما ينبغي فعله لإنقاذ الموقف، وتمنى حصوله على طعامه المفضل من أحد المطاعم في الجانب الآخر من المدينة، لتتبدل فكرته تماماً إلى إنشاء تطبيق "أوبر" للطعام بدلاً من "جروبون" للطعام. 

وأضاف: لم تكن معظم تطبيقات توصيل الطعام الموجودة اليوم قد ظهرت للنور بعد، كان كل من "جرب هب" و"سيملس" موجودين منذ ما يقارب عقد من الزمن، بينما تم إطلاق "بوست ميت" في نفس عام إطلاق "كافيار"، بينما تم طرح تطبيق "أوبر إيتس" عام 2014. 

وأردف أن نموذج "كافيار" كان متخصصًا إلى حد ما، حيث ركزت الخدمة على وضع قائمة من المطاعم الراقية والمرغوبة التي لا تقدم خدمة التوصيل، لتدخل "كافيار" بأسطولها الخاص من سائقي التوصيل لالتقاط الطعام وتسليمه للعملاء، بينما كانت أولوية "تساو" بصفته مديراً للعمليات هي بناء شراكات مع المطاعم الشعبية. 

وكان إنفاق مبلغ زهيد على التسويق إحدى مميزات الشراكة غير المباشرة، حيث تمت جميع أعمال التسويق بواسطة المطاعم نفسها، ومع نجاح الشركة وحصولها على مزيد من التمويل، لاحظت شركات التكنولوجيا الأخرى ذلك، لتتقدم لهم منصة "سكوير" للمدفوعات التابعة لرجل الأعمال "جاك دورسي" بعرض للاستحواذ مقابل 100 مليون دولار عام 2014. 

وفي ظل ملكية "سكوير" - التي تعرف الآن باسم "بلوك" - للشركة تحت إدارة صديقه "جيسون وانج" كرئيس تنفيذي لمدة عامين بعد الاستحواذ، ضاعفت "كافيار" حجم طلبياتها ثلاث مرات، فضلاً عن مضاعفة عدد العاملين، بينما توسعت إلى ثماني مدن إضافية خلال ستة أشهر من إتمام الصفقة، لتقرر "سكوير" بيعها بعد مرور خمس سنوات لصالح "دور داش" مقابل 410 ملايين دولار.