رئيس مجلس إدارة "البنك التجاري": البنك يخطو نحو مستقبل رقمي ومستدام

تحدث سعادة الشيخ عبدالله بن علي بن جبر آل ثاني، رئيس مجلس إدارة البنك التجاري، في مقابلة له مع مجلة يوروموني العالمية عن إنجازات البنك منذ تأسيسه حتى اليوم، وعن دوره الريادي في قيادة استراتيجية التحول الرقمي وقدرة الاقتصاد القطري على الصمود في ظل التحديات السياسية والاقتصادية والاجتماعية المتنامية.

وقال سعادته عن أبرز ملامح تلك النتائج وكيف ترتبط بأهداف الأداء التي حددها البنك لعام 2022 ان البنك التجاري اعلن عن نتائج متميزة في بداية هذا العام، حيث أظهر الأداء المالي للربع الأول من عام 2022 قوة في تنفيذ استراتيجيات، إذ حقق صافي ربح قدره 702 مليون ريال في هذه الفترة، بزيادة قدرها 16.5٪ مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي. وتعود الزيادة في صافي الربح بشكل أساسي إلى زيادة صافي دخل الفوائد، مدفوعة باستمرار الإدارة الفعالة لتكلفة التمويل والتحسن في دخل الفوائد. 

ويركز البنك التجاري بشكل استراتيجي على توفير المعاملات المصرفية الأفضل في فئتها. وبفضل قوة مبادرات إدارة النقد المختلفة والمنتجات الرقميّة التي يقدّمها البنك، فقد زادت ودائعنا منخفضة التكلفة بنسبة 10.9٪ على أساس سنوي. 

وأضاف سعادته "أطلقت دولة قطر العديد من المبادرات التي تهدف إلى جذب رأس المال الأجنبي في مختلف القطاعات الاقتصادية والتجارية.

ومن بين تلك المبادرات رفع سقف الملكية الأجنبية في الشركات المدرجة بالبورصة، وتأتي موافقة المساهمين على زيادة سقف الملكية الأجنبية في البنك التجاري إلى 100٪ كخطوة ملموسة من شأنها أن تساعد بشكل أكبر في تعزيز جاذبيّة سوق الأوراق الماليّة القطري وأسهم البنك التجاري حيث إنّ تملّك غير القطريّين بنسبة 100% غالبًا ما يكون شرطًا لعددٍ كبيرٍ من الصناديق للدخول والاستثمار في السوق".

وعن التحول الرقمي، قال سعادته "التحول الرقمي يشكل جزءاً أساسياً من استراتيجيتنا، ولذلك نواصل الاستثمار في قدراتنا التكنولوجية الرقمية لتوفير المنتجات المناسبة بسلاسة تامة لتلبية احتياجات العملاء المتغيرة وتعزيز التواصل معهم لتمكينهم من الاستفادة من الخدمة الذاتية دون الحاجة إلى التواصل مع البنك.

وتابع قائلا "ومن بين الابتكارات الرقمية المميزة التي تندرج ضمن الخدمات المصرفية للأفراد والتي طرحها البنك التجاري خدمة "CBsafe ID"، وخدمة "سي بي فيديو مع مدير العلاقات “، وأجهزة الخدمة الذاتية لطباعة البطاقات. تتيح خدمة "CBsafe ID"، للعملاء خدمة آمنة من الناحية الرقمية لمساعدتهم على تحديد المكالمات الفعلية الواردة من البنك. سيتمكن العملاء من خلال استخدام تطبيق البنك التجاري للهاتف الجوال من التعرف على الاتصالات الحقيقية الواردة من البنك التجاري، والتأكد من صحّة هوية المتصل وتقليص فرص نجاح المحتالين في مساعيهم.

إن إطلاق خدمة "سي بي فيديو مع مدير العلاقات “ يتيح للعملاء خدمة حصرية وآمنة من خلال لقاء مدير العلاقات الخاص بهم من دون الحاجة إلى زيارة الفرع، إذ ان هذه الخدمة التفاعلية تسمح للموظفين بمساعدة العملاء في المعاملات المصرفية المعقدة والمستندات التي يشاركونها مع البنك عبر هذه الخدمة باستخدام توقيع رقمي مسجل. 

ومن الخدمات الأخرى التي يوفرها البنك التجاري أجهزة الخدمة الذاتية لطباعة البطاقات التي تتيح لحاملي بطاقات البنك التجاري فرصة طباعة بطاقاتهم بأنفسهم بشكل فوري في مواقع متعددة، على مدار اليوم طيلة أيام الأسبوع".

اما عن الاستدامة فقد قال سعادته "نحن نعتبر أن الاستدامة تمثل عنصراً رئيسياً من استراتيجيتنا المؤسسية وقد حددنا مواضيع الاستدامة الأكثر أهمية لأعمالنا ومساهمينا، وتتلخص في الأداء المالي والاقتصادي المستدام؛ إدارة المخاطر؛ دعم الشركات الصغيرة والمتوسطة؛ الاندماج المالي مع سهولة الوصول؛ الإدارة المسؤولة للمشتريات وسلسلة التوريد؛ خصوصية العميل وأمن البيانات؛ الابتكار الرقمي والأثر البيئي لعملياتنا؛ استقطاب أفضل المواهب والكفاءات وصقلها والاحتفاظ بها؛ التنوع والشمول؛ الاستثمار المجتمعي؛ الحوكمة والامتثال؛ مع تجربة عملاء استثنائية.

ومن الأمثلة العملية على الاستدامة الاجتماعية، تصنيف البنك التجاري كأحد أكبر المقرضين للشركات الصغيرة والمتوسطة، وكذلك للقطاعات المتضررة بشكل خاص من جائحة كوفيد - 19 في إطار برنامج الضمانات الوطني للاستجابة لتداعيات كورونا في دولة قطر، مع تخصيص حصة كبيرة من المخصصات الحكومية البالغة 5 مليارات ريال قطري للبرنامج. وفيما يتعلق بالبيئة، نحن ندرك أن تقليل استخدام الورق بالتحول إلى الأفرع الرقمية أكثر استدامة من الناحية البيئية والتشغيلية، وقد وضعنا أهدافًا للحد من استخدام المعاملات الورقية في البنك من خلال مبادرات التحول الرقمي بالإضافة إلى برنامج إعادة التدوير".

وبخصوص الاقتصاد القطري، فقد قال انه من المتوقع أن يرتفع الناتج المحلي الإجمالي لدولة قطر من 161 مليار دولار في عام 2021 إلى 201 مليار دولار بحلول عام 2025، كما أن الثقة في الاقتصاد القطري تشهد أيضًا ارتفاعًا كبيرًا في أعقاب الجهود التشريعية والتنظيمية الحكومية لجذب الأعمال، وهذه العوامل مجتمعة تبشر بالخير للبنك التجاري.

وقد جاء تنظيم كأس العالم في دولة قطر ليرسخ الوعي العالمي بدولة قطر كوجهة استثمارية وسياحية، وهو ما يتوافق مع الرؤية الشاملة التي تصبو لها قطر لاحتلال موقع ريادي في العديد من المجالات كالرياضة، والتعليم، والابتكار، والسياحة. بالإضافة إلى ذلك فقد مثّل نجاح استضافة سباق الفورمولا 1 مؤخرًا في الدوحة مؤشرًا قوياً على التزام قطر المتين باستضافة أبرز الفعاليات الرياضية العالمية، وهو عنصر أساسي في التنمية المستدامة.