انتعاش السياحة الداخلية العام الجاري

أكد عددٌ من الخبراء أن حركة السياحة الداخلية شهدت انتعاشًا قويًا خلال العام الجاري رغم التداعيات التي فرضتها جائحة كورونا، وأشاروا إلى أن عودة المهرجانات والفعاليات التي ينظمها جهاز قطر للسياحة ستحفز القطاع.

وقالوا لـ"الراية" إن الفنادق والمنتجعات السياحية والمراكز التجارية حققت قفزة في نتائجها، ونوهوا إلى أن قضاء معظم المواطنين والمقيمين عطلاتهم السنوية في قطر ساهم في انتعاش السياحة الداخلية.

وأضافوا: إن التسهيلات الكبيرة التي توفرها الجهات المعنية في قطر للحاصلين على لقاحات كورونا المعتمدة ساهم في تنشيط حركة السياحة والسفر، وأبدوا تفاؤلهم بزيادة معدلات تعافي قطاع السياحة خلال الربع الأخير من العام الجاري.

وقال السيد أحمد حسين، الرئيس التنفيذي لشركة توريست للسياحة والسفر: في العادة كان فصل الصيف يشهد تراجعًا كبيرًا في أداء المرافق السياحية بسبب توجه معظم القطريين لقضاء عطلاتهم السنوية في الوجهات السياحية المختلفة وخاصة في أوروبا وآسيا والأمريكتين، بالإضافة إلى سفر المقيمين لقضاء إجازاتهم السنوية في أوطانهم.

وأضاف: إنه نظرًا لتداعيات (كوفيد-19) اضطرت نسبة كبيرة من المواطنين لعدم السفر وقضاء عطلاتهم في قطر ما ساهم بدوره في تحقيق الفنادق والمنتجعات السياحية قفزة كبيرة في نتائجها، مؤكدًا أن قطر غنية بالمقومات السياحية.

وأشار إلى أن جهاز قطر للسياحة يوفر عروضًا ترويجية جذابة لتعزيز النمو في القطاع السياحي والقطاعات المساعدة مثل قطاعات التجزئة والثقافة والضيافة، مبينًا أن «قطر للسياحة» يعمل على تطوير رزنامة ثرية من الفعاليات والمهرجانات على مدار العام لتعزيز مكانة قطر، باعتبارها وجهة سياحية مفضلة للعائلات.

وأشاد أحمد حسين ببرنامج «قطر نظيفة» بالتعاون بين «قطر للسياحة ووزارة الصحة، مبينًا أن البرنامج يفرض معايير صارمة فيما يتعلق بالتعقيم والتطهير التي يجب على جميع المنشآت الفندقية الالتزام بها، بما يضمن تقديم تجربة سياحية آمنة للضيوف خلال فصل الصيف وما بعده.

ومن جانبه كشف السيد عادل الهيل، الرئيس التنفيذي لشركة آسيا للسفريات، أن الفنادق والمنتجات السياحية حققت نتائج جيدة، مشيرًا إلى أن الجائحة أضرت بقطاع السياحة في جميع أنحاء العالم ولكن قطر استطاعت أن تتعامل بحكمة وبموضوعية ما قلل من تبعات كورونا على جميع القطاعات التنموية.

وقال: إن قطاع الضيافة قدم عروضًا سخية على مدار العام لجذب المواطنين والمقيمين، بالإضافة إلى العمل الكبير للارتقاء بجودة الخدمات المقدمة للضيوف، مؤكدًا أن الفعاليات الكبرى المرتقبة التي ستستضيفها قطر ستحفز قطاعي السياحة والسفر.

وأكد الهيل على ضرورة مواصلة خطط تطوير القطاع السياحي لدعم خطط الدولة في تنويع الاقتصاد الوطني وتقليص الاعتماد على موارد النفط والغاز بما يتماشى مع رؤية 2030، مبينًا أن البنية التحتية لقطاع السياحة في قطر شهدت تطورًا كبيرًا، حيث شهدت الدولة تدشين فنادق ومنتجعات ومراكز تجارية ومدن ترفيهية بمعايير عالمية.

هذا وقال السيد جابر المنصوري، الرئيس التنفيذي لشركة المرايا للمعارض والمؤتمرات: إن السياحة الداخلية شهدت انتعاشة قوية بدعم من عدم سفر شريحة كبيرة من المواطنين والمقيمين للخارج لقضاء عطلاتهم السنوية بسبب تداعيات كورونا. وأكد على ضرورة التوسع في تشييد المنتجعات السياحية لزيادة العرض وتحقيق التوازن في الأسعار بالسوق، مشيرًا إلى أن قطر تمتلك شواطئ بكر ممتدة على مساحات شاسعة، يجب استغلالها لإقامة شواطئ عائلية ومنتجعات ما سيساهم في تنشيط السياحة، ويشكل متنفسًا ترفيهيًا للمواطنين والمقيمين.

كما طالب المنصوري بضرورة توفير الخدمات الأساسية على الشواطئ بالإضافة إلى تكثيف جهود المنقذين البحريين وتوفير سبل الأمن والسلامة لرواد الشواطئ، مشيدًا بجهود وزارة البلدية والبيئة لإنشاء شواطئ عائلية، مؤكدًا على ضرورة تكثيف الجهود لتشجيع السياحة لتنويع مصادر الدخل القومي وتقليص الاعتماد على موارد النفط والغاز.