"هوندا" تتخلى عن الاستقلالية لصالح التحول لانتاج السيارات الكهربائية

لطالما تجنبت شركة "هوندا" التحالفات الإستراتيجية الكبرى، مفضلة المضي وحيدة حتى فيما تحالفت عدة من قريناتها في صناعة السيارات لتحسين توفير التكاليف. تتغير هذه الإستراتيجية الآن بعد أن توجه صانع السيارات الياباني الى السيارات الكهربائية بقوة.

وقال الرئيس التنفيذي توشيهيرو ميبي في مقابلة الثلاثاء: "ستكون مخاطرة شديدة بالنسبة لشركة (هوندا) أن تدفع بهذه الخطوة وحدها، فمن المفيد تكوين تحالفات وإنتاج بكميات كبيرة وخفض التكاليف لجعل أعمالنا مستدامة."

وفي حديثه إلى بلومبرغ نيوز في مختبر "هوندا" للابتكار في الطابق 38 من مبنى للشركة في وسط طوكيو، قال ميبي إن الشركة منفتحة على العمل مع الآخرين في صناعات مختلفة عندما يتعلق الأمر بتطوير البرمجيات المستخدمة في المركبات الكهربائية."

وأضاف ميبي، الذي ساعد في قيادة جهود البحث والتطوير في الشركة قبل أن يصبح رئيساً تنفيذياً في أبريل: "حتى لو صنعنا السيارات الكهربائية، فسيكون من الصعب جداً على شركة (هوندا) تطوير البرامج بمفردها، لذا، لن تتردد (هوندا) في تكوين تحالفات مع الشركات القوية في مجالها إذا كان ذلك يخلق قيمة بشكل عاجل."

في أبريل، أصبحت "هوندا" أول شركة يابانية لصناعة السيارات تعلن أنها ستتوقف عن بيع السيارات التي تعمل بالبنزين وتحدد هدفاً للتخلص التدريجي منها يتم بحلول 2040. ونظراً لواقع أن تغلغل المركبات الكهربائية في اليابان يبلغ 1% فقط، فهناك إمكانات نمو قوية للسباقين، مع توقع ارتفاع المبيعات العالمية بشكل حاد في الأعوام المقبلة.

في عام 2018، كانت "هوندا" تجري محادثات مع شركة "وايمو" (Waymo)، وحدة السيارات ذاتية القيادة التابعة لشركة "ألفابت" لتطوير مركبات ذاتية القيادة، لكن تلك المفاوضات انهارت بسبب القضايا المتعلقة بحقوق استخدام التكنولوجيا، وتوازن الشراكة. وقد استثمرت "هوندا" في " كروز" (Cruise) التابعة لشركة "جنرال موتورز" ودخلت في شراكة معها بديلا لذلك.

بصرف النظر عن التعاون مع "جنرال موتورز" في مجالات مثل تكنولوجيا البطاريات، اتبعت "هوندا" مساراً شديد الاستقلالية، لا سيما لدى مقارنتها بشركات صناعة السيارات اليابانية الأخرى. جاء هذا التحول تحت قيادة ميبي، رغم أنه لم يكشف عن أسماء أي شركات قد تشاركها "هوندا".

يقول ميبي: "ما زلنا نريد أن نجري محادثات مع شركات مختلفة في مختلف المجالات، إنني أؤمن بإيجاد قيمة جديدة من خلال مشاركة شركات غير متخصصة في صناعة السيارات، لذلك لم نحدد بعد."