إلغاء حجر المطعَّمين على طاولة مجلس الوزراء

في الوقت الذي اتخذت فيه بعض الدول المجاورة قرارا بإعفاء المسافرين المطعمين من الحجر المؤسسي، تأخرت الكويت كثيرا في هذه الخطوة بلا مبررات منطقية.

قوبل تأخر القرار الحكومي بإلغاء الحجر المؤسسي للمسافرين المطعمين، باستياء شعبي ونيابي امس، وتعقيباً على ذلك كشف مصدر حكومي ل القبس عن اقتراب القرار.

وبين أن مجلس الوزراء سيبحث إلغاء الحجر المؤسسي عن متلقي اللقاحات المضادة ل «كورونا» في جلسته المقبلة.

وبينما تتسارع وتيرة التطعيم وارتفعت أعداد المطعمين في الكويت إلى نحو 462 ألفا، أضحى الحجر المؤسسي على المطعمين بلا جدوى، ولا مبرر له، فما دامت اللقاحات متوافرة وتصل دفعاتها تباعا وبصفة دورية، فلماذا لا يتم اتخاذ القرار بإعفاء كل من تلقوا اللقاح من الحجر المؤسسي؟

ووصف المراقبون إجراءات الجهات الحكومية المعنية بأنها مبالغ فيها، فيما يتعلق بإغلاق الأنشطة وتقييد السفر وإجبار المواطنين المطعمين على الحجر المؤسسي، رغم أن اللقاحات كافية للتحصين ضد «كورونا» وفق المختصين الصحيين. القبس سألت مصادر حكومية رفيعة المستوى عن السبب في عدم إعفاء المطعمين من الحجر المؤسسي على غرار ما فعلت دول مجاورة، فأكدت أن القرار لا يزال قيد الدراسة.

وعللت المصادر الحكومية عدم اتخاذ قرار بهذا الشأن بأنه لا توجد حتى الآن دراسات علمية توصي بإلغاء الحجر المؤسسي، لا في أميركا، ولا في بريطانيا وغيرهما من الدول الأجنبية.

وبينت المصادر أن السلطات الصحية تتابع بشكل يومي أهم التطورات والمؤشرات العالمية لفيروس كورونا، لافتة في الوقت نفسه إلى أن السلطات الصحية في الكويت تدرس حاليا قرار تخفيض مدة الحجر أو إلغائه بالتنسيق مع الجهات الحكومية الأخرى، والأمر مرهون بتطورات الوضع الوبائي.

إجراءات المطار

إلى ذلك جدد مصدر مسؤول في مطار الكويت الدولي التأكيد على أن قرار استثناء المسافرين القادمين متلقي لقاح كورونا من الحجر المؤسسي، بيد السلطات الصحية.

وبسؤال المصدر عن الإجراءات المتخذة في المطار حول متلقي اللقاح، أفاد بأنه جرى اتخاذ خطوة استباقية في منصة كويت مسافر عبر وضع رابط إلكتروني جرى ربطه مسبقا مع وزارة الصحة يخص من تلقى اللقاح ولديهم شهادة تطعيم ضد فيروس كورونا.

واضاف «بمجرد وضع الرقم المدني للمسافرين الذين تلقوا اللقاح في منصة كويت مسافر، يتم طلب ربط البيانات الصحية حول اللقاح وشهادة التطعيم مع النظام الآلي».

وتابع قائلا «هذه الخطوة قد تمكن المسافرين مستقبلا من استثنائهم من الحجر المؤسسي او تخفيف قيود السفر عليهم، متى ما قررت وزارة الصحة ذلك».

وأكد المصدر بالقول: «إن سلطات المطار مستعدة لتطبيق أي إجراءات تخص المسافرين متلقي لقاح كورونا، متى ما تم إصدار توجيهات من قبل السلطات الصحية».

لماذا التأخير؟

ورجح المصدر ان يكون التأخير من قبل السلطات الصحية في اتخاذ خطوات لإلغاء الحجر عن المطعمين، للرغبة في الوصول الى عدد معين ممن حصلوا على التطعيمات، حتى يمكن اتخاذ خطوات جادة بشأن تخفيف قيود السفر عليهم.

مصادر صحية: قرار إلغاء حجر المطعمين في اللمسات الأخيرة

أكد مسؤولون صحيون ان اعفاء المسافرين القادمين من الخارج للبلاد والحاصلين على التطعيمات المضادة لكوفيد 19 من الحجر «مسألة وقت».

وأشاروا لـ القبس إلى أن أي قرار لا بد أن يخضع لمزيد من الدراسة ومن خلال الفرق الفنية الطبية، وبعد ثبوت فعالية إلغاء الحجر ومأمونيته وفقا لدراسات حديثة وتوصيات من منظمات صحية عالمية، يتم اتخاذ القرار.

وأضاف المسؤولون لـ القبس ان القرار الخاص بشأن اعفاء المسافرين من الحجر المؤسسي مع الاكتفاء بالحجر المنزلي يخضع حاليا للدراسات الاخيرة، ووضع اللمسات النهائية عليه، ووفق منهجية علمية دقيقة ترتكز فيها اللجان الفنية بالوزارة على آخر نتائج للدراسات العلمية، وتوصيات المنظمات الصحية الدولية، مبينة ان هذا القرار في حال صدوره سيسهل كثيرا من اجراءات الفرق الطبية المتبعة مع الاشخاص الذين يصلون للبلاد.

وذكرت المصادر ان الاعفاء من الحجر المؤسسي للمسافرين الحاصلين على التطعيمات سيساهم في زيادة الاقبال على التسجيل، واخذ اللقاحات في مراكز التطعيم المنتشرة في البلاد، فضلا عن الوصول الى المناعة المجتمعية المطلوبة خلال أشهر قليلة، مرجحة ان يصدر مثل هذا القرار خلال فترة زمنية قصيرة.

وبينت، ان الوزارة تدرس اعفاء من تلقى التطعيمات من الحجر داخل البلاد، شريطة وجود نتيجة فحص مسحة كوفيد-19 «بي سي آر» (PCR) سلبية عند الوصول إلى الكويت، مرجحة أن يكون الإعفاء من الحجر المؤسسي حال إقراره ساري المفعول لمدة معينة تحددها الوزارة، لكنه لن يطبق على الأشخاص الذين تم تطعيمهم في بلدان أخرى.