شركات الطيران الأمريكية تواجه ضربة مزدوجة بعد انتعاش مؤقت

تواجه شركات الطيران الأمريكية التي تمتعت بطفرة في السفر المحلي خلال العطلات الأخيرة ضربة مزدوجة مُتوقعة، حيث يتزامن التباطؤ الموسمي مع ارتفاع حالات الإصابة بفيروس كورونا.

ويقول "سافانثي سيث"، وهو المحلل المالي في "ريموند جيمس" إن تمديد فترة المكاسب خلال يوم "مارتن لوثر كينغ" في 18 يناير و"يوم الرئيس" في شهر فبراير "يبدو صعباً، نظراً لارتفاع عدد حالات كوفيد الجديدة".

ووفقاً لإدارة أمن النقل، مر حوالي 1.3 مليون شخص عبر نقاط التفتيش في المطارات الأمريكية في 3 يناير، وهو أكبر عدد منذ منتصف شهر مارس.

الربع الأضعف

ويرى "جو ديناردي"، المحلل في "ستيفيل فاينانشال" أن زيادة السفر في أواخر ديسمبر وأوائل يناير قد تجعل الأمور أسوأ هذا الشهر من خلال ارتفاع أعداد الإصابات الجديدة بعد موسم العُطلات بسبب التقارب الاجتماعي.

وستؤثر زيادة حالات الإصابة بفيروس كورونا على شركات الطيران المتضررة في نفس الوقت الذي تدخل هذه الصناعة الربع الأول من عام 2021، والذي يُعرف عنه تقليدياً أنه أضعف وقت في العام من ناحية الطلب على السفر.

وأشار "جو ديناردي" في تقرير يوم الاثنين "تواصل بيانات إدارة أمن النقل الأمريكية إظهار موسم سفر أكثر قوة مما كان متوقعاً في السابق. لكن، مع ذلك، قد يؤدي هذا إلى زيادة حادة في حالات الإصابة بفيروس كورونا بعد فترة العطلة، مما قد يؤثر سلباً على الإقبال على السفر خلال الشهرين المُقبلين أو أكثر، حتى يتم توزيع اللقاحات على نطاق أوسع."

بلغ متوسط عدد الرحلات اليومية 1.07 مليون رحلة يومية على مدار الأيام السبعة الماضية، أو 47% من مستوياتها قبل عام. وبالمقارنة، كان عدد الركاب خلال النصف الأول من شهر ديسمبر أقل من 35% من إجمالي عدد الركاب قبل عام. وقالت إدارة أمن المواصلات في بيان لها إن الركاب الذين تعاطت معهم خلال عام 2020 بأكمله كانوا 39% فقط من مستوى 2019.

تحذيرات السفر

كان الفضل في ارتفاع المكاسب عائدا إلى زيادة أعداد الركاب التي حدثت في أواخر ديسمبر وأوائل يناير، على الرغم من تحذيرات السفر والتجمعات الكبيرة في ظل ارتفاع حالات الإصابة بفيروس كورونا وارتفاع أعداد المُصابين في المستشفيات في جميع أرجاء الولايات المتحدة.

وقد تم الإبلاغ عما يقرب من 231 ألف حالة جديدة في الولايات المتحدة يوم الخميس قبل عطلة نهاية الأسبوع، عندما يكون الإبلاغ متقطعاً. وكانت أربع ولايات -بما في ذلك نيويورك وكاليفورنيا– قد تجاوزت في المجمل المليون إصابة، وتوفي أكثر من 350 ألف أمريكي.

ويقول "جو ديناردي"، المحلل في "ستيفيل فاينانشال" إنه "لا زلنا نعتقد أن هناك طلباً مكبوتاً كبيراً على السفر الجوي؛ هذا الطلب من غير المرجح أن يتحقق في الربع الأول".

من جهته حذّر "إد باستيان" وهو الرئيس التنفيذي لشركة "دلتا" للطيران الموظفين الأسبوع الماضي من أن "الأشهر القليلة المُقبلة قد تكون الأصعب حتى الآن". وقال إن "التوافر المتزايد للقاحات كوفيد-19 سيُحدد مرحلتين متميزتين لإجمالي رُكاب هذا العام".

وأضاف "إد باستيان": "المرحلة الأولى ستبدو بشكل كبير مثل عام 2020، مع انخفاض الطلب على السفر بشدة وتركيزنا على ضمان صحة وسلامة موظفينا وعملائنا، وستبدأ المرحلة الثانية فقط عندما نصل إلى نقطة تحول عند توافر اللقاحات المُتاحة على نطاق واسع، والتي ستحفّز عودة كبيرة للسفر، وخاصة السفر المُتعلق بالأعمال".

فشلت إدارة اللقاحات في الولايات المُتحدة في تلبية التوقعات، على الرغم من انتعاش وتيرة التلقيح مؤخراً. وفي هذه الأثناء، بدأت سلالة جديدة أكثر عدوى من الفيروس بالانتشار في الولايات المتحدة.