"البداية في بريطانيا" .. سلالة جديدة من فيروس "كورونا" تثير قلق العالم

تمكنت المملكة المتحدة من تحديد سلالة جديدة من فيروس "كورونا"، والتي تعتبر أسرع انتقالاً مقارنة بالسلالة الأولى، بل وربما كلمة السر الكامنة وراء التسارع المفاجئ في الإصابات الجديدة.

ورغم تقليل منظمة الصحة العالمية من المخاوف حيال هذا النوع الجديد من الفيروس، معتبرة أن الأمر بمثابة جزء طبيعي من تطور "كوفيد-19"، لكن هناك العديد من التساؤلات المثارة حول الأمر في أذهان كثيرين.

ما هي السلالة الجديدة من الفيروس؟

اكتشفت المملكة المتحدة نوعًا جديدًا من الفيروس أسرع انتشارًا، حيث تقول المجموعة الاستشارية لمخاطر فيروس الجهاز التنفسي الجديدة والناشئة والتابعة للحكومة البريطانية إن هذه السلالة الجديدة تظهر زيادة كبيرة في قابلية الانتقال مقارنة مع الأنواع الأخرى.

ونشأت هذه النسخة الجديدة من "كوفيد-19" في جنوب شرق إنجلترا، بحسب ما تعتقده منظمة الصحة العالمية.

وقالت هيئة الصحة العامة في إنجلترا إن التتبع العكسي للسلالة الجديدة عبر استخدام الأدلة الجينية تشير إلى أنها ظهرت لأول مرة في إنجلترا في سبتمبر.

لكن كبير المسؤولين الطبيين في إنجلترا "كريس ويتي" يقول إنه لا يوجد دليل حتى الآن يشير إلى أن هذا النوع الجديد من الفيروس أكثر فتكًا.

لماذا يشعر البعض بالقلق؟

يؤكد رئيس وزراء المملكة المتحدة "بوريس جونسون" أن بريطانيا تواجه سلالة جديدة من الفيروس، مع الإشارة إلى أن هذه السلالة تنتشر بوتيرة أسرع بنسبة تصل لنحو 70% حسب التقديرات الأولية.

فيما تقول هيئة الصحة العامة في إنجلترا إن التطور الجديد في الفيروس يمكن أن يزيد من قابليته للانتشار، مع حقيقة أن العلماء في كافة أنحاء المملكة المتحدة يقومون بإجراء مزيد من الأبحاث حول هذه السلالة.

وكتب عالم الأحياء وخبير الوراثة في مركز فريد هتشنسون "تريفور بيدفور" عبر تغريدة في "تويتر" أن الأدلة الناشئة تشير إلى أن هذا النوع ربما بدأ في التمحور مع فيروس كورونا الجديد، موضحًا أن البعض يظهر مقاومة للعلاجات بالأجسام المضادة.

ماذا عن رد فعل دول العالم؟

اتجه عدد من الدول -يقدر بنحو 40 دولة تقريبًا- لتعليق الرحلات الجوية من وإلى بريطانيا، على خلفية المخاوف ذات الصلة بظهور سلالة جديدة من الفيروس.

وكان من بين هذه البلدان، العديد من الدول الأوروبية مثل إيطاليا وفرنسا وبلجيكا وهولندا وألمانيا وإيرلندا بالإضافة إلى كندا وكولومبيا والأرجنتين وتشيلي وهونج كونج وروسيا.

وفي حين قررت دول تعليق الرحلات الجوية بشكل مؤقت، لكن البعض الآخر أصدر القرار لحين إشعار آخر، مع يعكس القلق الذي يسود العالم جراء هذه السلالة الجديدة.

وفرضت دول أخرى مثل اليونان وإسبانيا قيودًا تتطلب من المسافرين القادمين من بريطانيا الخضوع لاختبارات فيروس "كورونا" أو الالتزام بالحجر الصحي.

وعلى النقيض، ينصح الخبير في مجال الأمراض المعدية في الولايات المتحدة "أنتوني فاوتشي" بعدم فرض قيود إضافية على السفر للمملكة المتحدة، قائلاً إنه يجب على الولايات المتحدة مراقبة الوضع بدون شك لكن "لا نريد المبالغة في رد الفعل".

هل هناك متضررون آخرون غير المملكة المتحدة؟

انتشرت هذه السلالة الجديدة من الفيروس بالفعل على الصعيد العالمي، فبالإضافة للمملكة المتحدة تم اكتشافها في الدنمارك وبلجيكا وهولندا وأستراليا، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية.

وحددت أستراليا حالتين مصابتين بالنوع الجديد من الفيروس المتحور في الحجر الصحي في سيدني، كما وجدت إيطاليا أيضًا مصابًا بنفس نوع الفيروس الجديد.

وهناك أيضًا نوع مماثل في جنوب إفريقيا، وسط تعليقات للعلماء تفيد بأنه ينتشر بسرعة عبر المناطق الساحلية.

هل ينجح اللقاح في التصدي للنوع الجديد من الفيروس؟

يفترض أن تساهم اللقاحات المتوفرة حالياً للوقاية من "كوفيد19" في الحماية من السلالة الجديدة للفيروس، بحسب ما يقوله وزير الصحة الفرنسي.

ويعتقد "أوليفييه فيران" بأنه من الناحية النظرية ليس هناك سبب يدعو للاعتقاد بأن اللقاح لن يكون فعالاً.

ومن جانبه، يرى "جونسون" ومستشاروه في المجال العلمي أن اللقاحات ستكون فعالة ضد السلالة الجديدة، مع الإشارة إلى أنها ليست أكثر فتكًا ولا خطورة.

ويؤكد كبير المستشارين العلميين لبرنامج "راب سبيد" الأمريكي "منصف سلاوي" الأمر نفسه، حيث يقول: "حتى الآن، لا أعتقد أن هناك نوعًا واحدًا من الفيروس قد يقاوم اللقاح، لا يمكننا استبعاد ذلك، لكنها ليست موجودة الآن".

وكان كل من المملكة المتحدة والولايات المتحدة وعدد آخر من الدول سمح بالبدء في توزيع لقاح "فايزر-بيونتيك" وغيره من اللقاحات قيد التطوير المضادة للفيروس.

هل الإصابة بـ"كوفيد-19" تحمي من السلالة الجديدة؟

"على الأرجح لا"، هكذا يعتقد مفوض إدارة الغذاء والدواء الأمريكي السابق "سكوت جوتليب".

المصادر: أرقام - هيئة الإذاعة البريطانية - أسوشيتد برس - سي إن إن