الصحة توفر 200 ألف من لقاح الإنفلونزا الموسمية مجاناً للموطنين وفئات من المقيمين

كشفت وزارة الصحة ووقاية المجتمع عن توفير 200 ألف من لقاح الإنفلونزا الموسمية في مراكز الرعاية الصحية الأولية والمستشفيات، ليصل العدد إلى ثلاثة أضعاف الأعداد التي وفرت في العام الماضي؛ نتيجة جائحة كورونا، مقابل توفير أعداد كبيرة من اللقاح في دائرة الصحة في أبوظبي وهيئة الصحة بدبي، والمستشفيات الخاصة، وسوف يتم توفير اللقاح في المؤسسات الحكومية والمنشآت التعليمية ضمن حملات منظمة، لتحصل تلك الفئات على جرعات من التطعيم مجاناً، وسيتم توفير اللقاح مجاناً للجميع في القطاع الحكومي في أبوظبي، أما في وزارة الصحة ووقاية المجتمع وهيئة الصحة بدبي فستوفر مجاناً للمواطنين وللفئات الأكثر عرضة للخطر من المقيمين؛ وهم أصحاب الأمراض المزمنة وكبار السن، وبرسوم رمزية لحاملي البطاقة الصحية لوزارة الصحة ووقاية المجتمع تصل إلى 50 درهماً، والتطعيم متوفر في أغلب المراكز الصحية الأولية في الدولة، وفي المستشفيات وفي بعض مراكز اللياقة الطبية، وفي المستشفيات الخاصة، ليتمكن الجميع من الحصول على اللقاح.

ودعت الجهات الصحية أفراد المجتمع لأخذ اللقاح واتباع العادات الوقائية السليمة؛ للحد من انتشار الإنفلونزا الموسمية.

جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي نظمته وزارة الصحة ووقاية المجتمع؛ بمناسبة إطلاق حملتها السنوية الوطنية التوعوية للإنفلونزا الموسمية تحت شعار «حصّن نفسك.. احمي مجتمعك» والتي تنظمها بالتعاون مع مركز أبوظبي للصحة العامة وشركة أبوظبي للخدمات الصحية «صحة» وهيئة الصحة بدبي؛ وذلك في إطار أهدافها لرفع الوعي الصحي لدى جميع أفراد المجتمع بأهمية التطعيم ضد الإنفلونزا الموسمية، وزيادة الوعي لدى العاملين الصحيين وتدريبهم على أفضل الممارسات العالمية في هذا المجال.

عقد المؤتمر في فندق انتركونتيننتال فيستيفال سيتي - دبي، بحضور الدكتور حسين عبد الرحمن الرند الوكيل المساعد لقطاع المراكز والعيادات الصحية، والدكتورة ندى المرزوقي مدير إدارة الطب الوقائي في وزارة الصحة ووقاية المجتمع، والدكتورة فريدة الحوسني مدير إدارة الأمراض السارية في مركز أبوظبي للصحة العامة، والدكتور أنور وجدي سلّام المدير الطبي التنفيذي في شركة أبوظبي للخدمات الصحية «صحة»، والدكتورة هند العوضي رئيس قسم التعزيز والتثقيف الصحي بهيئة الصحة بدبي.

الجمع بين لقاح كورونا والإنفلونزا

وأكدت د.فريدة الحوسني، أن هناك أكثر من تطعيم لفيروس كورونا في المرحلة الثالثة من الدراسة، ومن المتوقع أن يبدأ استخدام اللقاح بشكل موسع في نهاية العام الحالي، أو بداية عام 2021، والأفراد الذين حصلوا على لقاح كوفيدـ 19 بإمكانهم أن يحصلوا على لقاح الإنفلونزا الموسمية، بناء على ممارسات عالمية؛ حيث تعد تلك التطعيمات غير مفعلة، وهناك فترة أمان تصل إلى أسبوعين وأكثر بين اللقاحين، ولقاح الإنفلونزا الموسمية لا يحمي الشخص من فيروس كورونا، ولكن يخفف الضغط على الكادر الطبي في ظل حماية المجتمع من فيروس الإنفلونزا الموسمية، والذي تتشابه أعراضه مع فيروس كوفيدـ19 والحد من انتشاره سيخفف الأعباء عن مراكز الرعاية الصحية على مستوى الدولة ليبقى تركيزها موجهاً لمواجهة إصابات كوفيد-19.

تستمر حتى 2021

وأكد الدكتور حسين عبد الرحمن الرند، أن الحملة التي تتزامن هذا العام مع انتشار جائحة كوفيد-19 تستمر حتى نهاية شهر يناير/كانون الثاني 2021، وتستهدف توعية العاملين الصحيين، ورفع كفاءتهم؛ من خلال محاضرات علمية وتدريبية على أهم الأساليب الحديثة للوقاية من الإنفلونزا الموسمية وتجنب مخاطرها، فضلاً عن استهداف أفراد المجتمع بالإرشادات التوعوية حول المرض ومضاعفاته وطرق الوقاية منه، إلى جانب توفير التطعيم على أوسع مدى؛ لتحقيق التغطية الشاملة، مع تأكيد جاهزية المراكز الصحية لاستقبال الراغبين بأخذ التطعيم وفق أقصى الإجراءات الاحترازية والتدابير الوقائية.

وأشار إلى أن الوزارة أطلقت الحملة بشكل استثنائي؛ بسبب تزامنها مع انتشار كوفيد-19؛ لذا حرصت على أن تكون برامجها التوعوية أكثر انتشاراً وتنوعاً؛ للوصول إلى أكبر شريحة من المستفيدين، لضمان أخذ اللقاح قبل بدء موسم الإنفلونزا الموسمية ولتقليل معدل حدوث المضاعفات الناجمة عن انتشار هذا المرض الذي يعد تحدياً للأنظمة الصحية حول العالم.

مجاناً للمتعاملين مع المنشآت الحكومية الطبية

من جهته قال الدكتور أنور سلّام: شركة «صحة» دأبت وبالتعاون مع وزارة الصحة ووقاية المجتمع وبالتنسيق مع دائرة الصحة في أبوظبي، على توفير اللقاحات في جميع مستشفياتها ومراكزها الصحية، وتقديمها لأفراد المجتمع وفقاً لأعلى معدلات السلامة في التعامل مع المراجعين من خلال اتخاذها كافة الإجراءات الوقائية، كما تحرص سنوياً على تطعيم جميع العاملين لديها في مختلف المواقع، للوقاية من الإنفلونزا الموسمية، كما وفرت التطعيم بشكل مجاني للمتعاملين مع منشآتها الطبية، ونظمت العديد من الحملات الخارجية؛ من أجل الوصول إلى أكبر عدد ممكن من الأفراد وإعطائهم التطعيم اللازم، من خلال توفير منصات للتطعيم المجاني في عدد من المراكز التجارية بالتعاون مع الجهات المهنية، ومع القطاع الخاص؛ حيث قدمت شركة «صحة» لقاح الإنفلونزا لموسم 2020/2019 لنحو 180 ألف شخص من المواطنين والمقيمين في إمارة أبوظبي، إضافة إلى تطعيم 22394 من موظفي شركة «صحة» نفسها، وبنسبة وصلت إلى 97% من موظفي «صحة»؛ وذلك حرصاً على تحقيق رؤية «أبوظبي مجتمع معافى»، وبهدف تعزيز الوقاية بين أفراد المجتمع وجعلها أسلوب حياة.

التوعية والتثقيف

أكدت الدكتورة فريدة الحوسني مدير إدارة الأمراض السارية في مركز أبوظبي للصحة العامة أهمية أخذ التطعيم قائلة: «ندعو جميع أفراد المجتمع للحصول على التطعيم مجاناً، والمساهمة في وقف عدوى انتشارها في المجتمع ابتداءً من عمر الستة أشهر فما فوق بأهمية أخذ لقاح الإنفلونزا الموسمية. ونود أن نؤكد أهمية الإسراع بأخذ التطعيم؛ حيث يحتاج الجسم لمدة تصل إلى أسبوعين للحصول على المناعة من المرض؛ حيث تشير الإحصاءات في إمارة أبوظبي بأنه خلال شهر نوفمبر تصل عدد حالات الإنفلونزا الموسمية إلى أعلى مستوى، وتستمر حتى شهر إبريل تقريباً».

كما وأشارت الحوسني بأن هناك عوامل تسهم في الحد من انتشار عدوى الإنفلونزا الموسمية وهي تغطية الفم والأنف عند العطس والسعال، وغسل اليدين وتعقيمهما باستمرار، وتنظيف وتعقيم الأسطح والأدوات التي قد تكون ملوثة بالجراثيم.

عدم التهاون في أخذ التدابير

وأوضحت الدكتورة ندى المرزوقي، أن الحملة تأخذ هذا العام طابعاً استثنائياً؛ كونها تتزامن مع جائحة كوفيد-19؛ لذلك فإن الوزارة تستهدف من خلال برامج الحملة توعوية المجتمع بطرق التفريق بين أعراض الإنفلونزا الموسمية وأعراض الإصابة بكورونا، فضلاً عن التوعية بمخاطر المرض ومضاعفاته وعدم التهاون في أخذ الاحتياطات والتدابير الوقائية منه.

ولفتت إلى أن الإنفلونزا الموسمية تتسبب في حدوث نحو 3-5 ملايين من الحالات المرضية الشديدة ونحو 250 ألف إلى 500 ألف حالة وفاة.

مأمونية اللقاح وأهميته

وأكدت الدكتورة هند العوضي أهمية ومأمونية لقاح الإنفلونزا ودوره الفاعل في الحد من المرض ومضاعفاته السلبية وخاصة للفئات الأكثر عرضة لخطر الإصابة بمضاعفات الإنفلونزا مثل الأطفال دون سن 5 سنوات، والبالغين ممن تزيد أعمارهم على 65 سنة، والنساء الحوامل، إضافة إلى الأشخاص المصابين بأمراض مزمنة؛ مثل: الربو وأمراض القلب والكلى والكبد والسكري، والعاملين في القطاع الصحي.