آسيا تايمز: قرارات السعودية بشأن فيروس كورونا جريئة وحكيمة

حظيت الإجراءات السعودية لمكافحة انتشار فيروس كورونا، والتي شملت تعليق العمرة والرحلات الجوية الدولية، بإشادة في مقال بشبكة آسيا تايمز الإخبارية بوصفها قرارات حكيمة وجريئة.

وقالت كاتبة المقال جنيفر لين إن التحرك السعودي المبكر "كان هو المطلوب بالضبط" في ظل ارتفاع وتيرة الإصابات.

وأعلنت منظمة الصحة العالمية الفيروس المسبب لمرض (كوفيد-19) وباء عالميا في وقت سابق من مارس الجاري.

وقالت الكاتبة "اتخذت السعودية موقفا قويا بمنع دخول الزوار لأداء العمرة وزيارة المدينة المنورة بدءا من نهاية فبراير شباط قبل أن تتخذ معظم الدول الأخرى أي تحرك لكبح انتشار العدوى، واتخذت المملكة مؤخرا إجراء بحظر كل الرحلات الجوية من وإلى أراضيها".

"واجه السعوديون في بادئ الأمر انتقادات على القيود المشددة على المعتمرين الوافدين للبلاد.. الآن وفي ظل ارتفاع عدد الحالات بوتيرة كبيرة، بات من الواضح أن هذا النوع من التحرك كان هو المطلوب بالضبط".

وقالت الكاتبة "إن جهد الرياض كان حاسما في المساعدة في إبطاء انتشار فيروس كورونا في أنحاء المملكة وفي العالم الإسلامي وشجع دولا أخرى ومنظمات دينية لاتخاذ إجراءات استباقية لإبطاء العدوى".

"ربما بدا القرار السعودي غير مبرر في ذلك الوقت، لكن بالنظر إلى الأمور التي تبدو خارج السيطرة في آسيا وأوروبا وأمريكا الشمالية، فإنه أصبح من الواضح أن له ما يبرره".

"تحركات السعودية السريعة والحاسمة ربما ساعدت كثيرا في كبح انتشار الفيروس في أنحاء الشرق الأوسط والعالم بمنع حركة السفر الكبيرة وحضانة الفيروس".

سرعة انتشار العدوى

ونشأ فيروس كورونا في الصين ويؤثر حاليا على كل دول العالم تقريبا مما دفع إلى إعلان حالة الطوارئ في العديد من المناطق وإغلاق شركات ومدارس وحتى هيئات حكومية.

وأعراض كوفيد-19 شبيهة بالإنفلونزا والالتهاب الرئوي وتشكل خطورة على نحو خاص للأفراد الذين يعانون من  أمراض مزمنة وخصوصا المسنين والمصابين بمشكلات في الجهاز التنفسي.

ونسبة الوفيات بالمرض حاليا عند 3.89 بالمائة تقريبا لكن صعوبة احتواء الفيروس هي معدل انتشاره. فبينما الإنفلونزا وغيرها من الفيروسات لا تصبح معدية إلا بعد ظهور أعراضها، إلا أن كوفيد-19 قد يكون معديا قبل ظهور أعراضه بما يصل إلى خمسة أيام.

وللمبادرة وتقليل فرص انتشار الفيروس عبر تقييد الاختلاط أهمية كبيرة في محاربة الفيروس.

ولفتت الكاتبة إلى المبادرة بتشديد الإجراءات حتى قبل إعلان المرض وباء عالميا.

"اتخذت السعودية هذه الخطوات الجذرية حتى قبل أن تعلن منظمة الصحة العالمية الفيروس وباء عالميا، وذلك بعد تحليل وفهم الآثار المدمرة للمرض على الدول الأخرى".

"من غير الواضح بالتحديد كم عدد الأرواح التي نجت بقرار السعودية الوقائي الذي لم يحظ بشعبية في السابق، لكن كان من المحتمل أن يكون كبيرا".

"اتخذ عدد قليل من الدول قرارات جريئة قبل أسابيع مضت، ورغم أنها لم تحظ بشعبية في ذلك الوقت، إلا أنها تثبت الآن أنها كانت حاسمة في محاربة الفيروس. والدرس المستفاد هنا هو  أنه ينبغي القيام بتحرك حاسم مبكرا".

وجنيفر لين كاتبة متخصصة في العلاقات الدولية ومستشارة لعدد من الشركات الأمريكية في شؤون جنوب شرق آسيا والسياسات التجارية في الشرق الأوسط.

المصدر: آسيا تايمز