بعد تجاوز قيمتها 100 مليار دولار .. محطات في رحلة "تسلا" نحو قمة صناعة السيارات الأمريكية

ارتفع سهم "تسلا" خلال جلسة الأربعاء بنسبة 4.1% وأغلق عند 569.5 دولار، الأمر الذي دفع القيمة السوقية لصانعة السيارات الكهربائية إلى 103.2 مليار دولار أثناء التداول قبل أن تنهي الجلسة عند 102.6 مليار دولار لتصبح بذلك أكبر شركة مدرجة في صناعة المركبات بالولايات المتحدة متفوقة على "جنرال موتورز" و"فورد" اللتين بلغت قيمتهما 50.4 مليار دولار و36.5 مليار دولار على الترتيب.​
​

وتخطت القيمة السوقية لـ"تسلا" أيضاً قيمة شركة السيارات الألمانية الشهيرة "فولكس فاجن" والتي بلغت 99.4 مليار دولار، وتحتل الشركة الأمريكية الآن المرتبة الثانية كأكبر شركة سيارات مدرجة على مستوى العالم بعد "تويوتا" اليابانية.

رحلة صعود

تأسست "تسلا" عام 2003 على يد مديرها التنفيذي الحالي "إيلون ماسك" بجانب فريق من مهندسي "وادي السليكون" "مالكولم سميث" و"مارتن إبيرهارد" و"مارك تاربينينج" في كاليفورنيا.

الفكرة هنا ليست تعاون الثلاثي في تصميم وصناعة سيارة تقليدية، بل نسخة تعمل بالكهرباء، وأعرب "سميث" عن شكوكه وفضوله في نفس الوقت، لكنه أدرك ضرورة التعاون ودمج أفكارهم جميعاً للحصول على المطلوب.
 
كانت النتيجة السيارة "تزيرو" الكهربائية ذات المقعدين والتي أمكنها الانطلاق بسرعة من الصفر إلى مائة كيلومتر في الساعة في غضون أقل من أربعة ثوان فقط، وهو ما شكل إنجازاً بالنسبة إليهم وقرروا إنتاجها والترويج لها تجارياً.

تأسست الشركة الجديدة تحت اسم "تسلا موتورز" وتولى "سميث" منصب نائب رئيس مجلس الإدارة عن القسم الهندسي بالشركة، وانضم "ماسك" إليهم حتى شغل منصب رئيس مجلس الإدارة عام 2004 بعد جولة تمويل ضخ خلالها 7.5 مليون دولار في "تسلا موتورز".
 
بدأت الشركة العمل على تصميم وتطوير النسخة "رودستر" الكهربائية، وظهر نموذج منها لأول مرة عام 2006 في أحد معارض السيارات.
 
تمثل قيادة "ماسك" لـ"تسلا" علامة فارقة في تاريخ الشركة؛ حيث تولى منصب المدير التنفيذي عام 2008، وكانت استثماراته وقتها في الشركة تقدر بنحو 55 مليون دولار.

منذ بداية قيادته للشركة، حدثت إخفاقات ونجاحات كشأن الشركات الأخرى، وأطلقت "تسلا موتورز" السيارات الكهربائية "موديل إس" و"موديل إكس" و"موديل 3"، ثم غيرت اسمها إلى "تسلا" فقط.

تعكف الشركة حالياً على تطوير النسخة "موديل واي"، كما كشف "ماسك" قبل أسابيع عن أول شاحنة كهربائية تحت اسم "سايبر تراك" قال إن هيكلها فولاذي وزجاجها غير قابل للكسر، ولكن في استعراض أمام الجمهور، تحطم الزجاج عند إلقاء كرة معدنية تجاهه، ما تسبب في حرج للمدير التنفيذي.

أثار "ماسك" الجدل بتغريدة نشرها على حسابه بموقع "تويتر" بأنه يدرس تحويل "تسلا" إلى شركة خاصة لو بلغت قيمة السهم 420 دولاراً، وتسبب ذلك في تحقيقات معه من قبل هيئة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية واتهمته بتضليل المستثمرين والمساهمين لعدم منحه تفاصيل عن مدى توفير التمويل اللازم لذلك، وأجبر لاحقاً على التخلي عن هذه الفكرة بضغطٍ من المساهمين.

وها قد ارتفع سهم "تسلا" وقفز إلى مستويات قياسية متوالية مدعوماً بالمبيعات القوية في العام الماضي، وتجاوز مستوى 420 دولاراً الذي تحدث عنه "ماسك" حتى بلغت القيمة السوقية يوم الأربعاء أكثر من مائة مليار دولار.

ماذا بعد الـ100 مليار دولار؟

بعد تجاوز القيمة السوقية لـ"تسلا" حاجز المائة مليار دولار، يتوقع محللون تلقي "ماسك" أكثر من 350 مليون دولار قبل الضرائب في شكل خيارات بالأسهم، ويحتاج رجل الأعمال الأمريكي لاستقرار القيمة السوقية أعلى المستوى المذكور لستة أشهر حتى يتمكن من شراء 1.7 مليون سهم بـ350 مليون دولار.

تقدر "بلومبرج" صافي الثروة الحالي لـ"ماسك" عند نحو 32 مليار دولار نصفها تقريباً عبارة عن أسهم في "تسلا".

بدأ سهم "تسلا" بلوغ مستويات قياسية في أكتوبر عندما أعلنت الشركة تحقيق أرباح غير متوقعة في الربع الثالث عقب خسائر قدرها 1.1 مليار دولار في النصف الأول من العام الماضي.

لا تزال "تسلا" تواجه تحديات من بينها حوادث الاصطدام التي وقعت؛ نتيجة اعتماد بعض الأشخاص على تكنولوجيا القيادة شبه الآلية، وذلك بعد تحقيقات أثبتت ذلك من جانب الوكالات التنظيمية في أمريكا.

يرى محللون أن "تسلا" ستواصل الصعود في السنوات المقبلة مع اهتمام الكثير من الحكومات بالسيارات الكهربائية ومكافحة التغيرات المناخية.

تحدث الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" عن المدير التنفيذي لـ"تسلا" "إيلون ماسك" وشبهه بمخترعين عظماء من بينهم "طوماس ألفا إديسون" كما وصفه بأنه أحد العباقرة العظماء للولايات المتحدة.

لو حقق "ماسك" مستهدف مجلس إدارة "تسلا" بأن تبلغ قيمتها السوقية 650 مليار دولار - وهو ما يعادل ضعف قيمة "وول مارت" حالياً - فسوف يحصل رجل الأعمال الأمريكي على حوافز ومكافآت قيمتها 55 مليار دولار.

المصادر: بلومبرج، نيويورك تايمز، بيزنس إنسايدر