ريهام الغانم: مجموعة فؤاد الغانم تدير مشاريع تنموية بـ 1.6 مليار دينار.. والإنجاز 100%
بهدوء لافت في شخصيتها، تحدثك ريهام الغانم عن بدايتها في عالم المال والأعمال التي لم تكن هادئة، بل اضطرت فيها إلى العمل في أصغر إدارة في مجموعة والدها فؤاد الغانم المترامية الأطراف والمشاريع.
«اعتقدت أن المهمة ستكون سهلة.. لكن التجربة علمتني الكثير وصنعت شخصيتي الاستثمارية».
تقول في أول مقابلة صحافية لها مع «الأنباء» تكشف فيها مديرة الاستثمارات الداخلية والخارجية في المجموعة ورئيسة الشركة الكويتية للتمويل والاستثمار «كفيك»، كيف بدأت مشوارها ورؤيتها الاستثمارية والاقتصادية.
الحديث مع الغانم مليء بالعبر والمحطات والمعلومات الاقتصادية، فالبداية نفسها درس للشباب الكويتي الذي يريد العمل والإبداع في القطاع الخاص، اذ تقول إن معرفتها كيف تتم الأمور من أصغر إدارة جعلها «تعرف قيمة الفلوس وكيف تجي ووين تروح» ومن هنا ترسل النصائح للشباب للبدء من الصفر، فليس كل شيء سهلا كما يعتقدون في عالم المال والأعمال.
لريهام الغانم الآن خبرة طويلة استقتها من احتكاكها بالعمل الميداني، «فأنا لست من المديرين الذين يجلسون خلف المكاتب» كما تقول شارحة طبيعة عملها في مجموعة فؤاد الغانم التي تعتز أنها مشاركة اليوم في النهضة العمرانية والتنموية للكويت بحجم مشاريع تقارب 1.6 مليار دينار.
ولتنفيذ هذا الكم الهائل من المشاريع يحتاج الى استراتيجية واضحة وخطط تنفيذية محكمة «والخطأ ممنوع وكذلك التأخير غير مسموح حتى لو يوم واحد»، اذ تشرح الغانم كيف وضعت المجموعة العائلية معايير عالمية في الادارة وفصل الاختصاصات وتقييم الوظائف بكل مستوياتها، وهو أمر أفضى الى ظهور مشاريع عدة مؤخرا منها على سبيل المثال مستشفى الرازي والخط السريع ومستشفى السرطان.
ومن عالم مجموعة فؤاد الغانم المتشعب في قطاعات عدة أهمها المقاولات، والممتد بين الخليج وأوروبا، ترأس ريهام الغانم شركة «كفيك»، وهي من الشركات الاستثمارية التي تأثرت سلبا في الأزمة المالية، لتعود اليوم الى الحياة بعد اعادة هيكلتها.
وعن «كفيك» تقول الغانم إنها اليوم أنهت النسبة الأكبر من ملف ديونها وعادت لتنافس في قطاع الاستثمار متخذة نموذج عمل يركز على الاستثمارات المباشرة، إضافة إلى الاهتمام بالاكتتابات الجديدة حيث العوائد جيدة.
في الاستثمار أيضا هناك وجهة نظر لريهام الغانم في الأسهم، فصحيح أن هناك فرصا كثيرة لكنها تدعو الى الانتباه من «الطفيليين» الذين يظهرون مع صعود البورصات.
وتنصح في ظل الأوضاع السياسية والجيوسياسية في المنطقة أن يتخذ المستثمر مراكز في شركات تشغيلية تؤمن عائدا ثابتا.في المقابلة التالية تفاصيل كثيرة أخرى:
*كثيرون يريدون معرفة ريهام فؤاد الغانم عن قرب، كيف بدأتِ مشوارك في عالم المال والأعمال؟
- في الواقع، اعتبر نفسي محظوظة اني ولدت في عائلة علمتني معنى الإدارة الحقيقية والجهد والعمل.
فعندما تخرجت من الجامعة، أرسلني والدي الى أصغر ادارة في شركته لأتعلم من الصفر، وكان ذلك في العام 1995.
كانت المهمة صعبة جدا بالنسبة لي، وأحسست بأنه تأنيب وليس مكافأة، وبدأت «أتحلطم» على والدي اني أريد منصبا أعلى، خصوصا اني بنت وتوقعت أن أكون مميزة في بداية حياتي العملية كوني انتمي الى مجموعة كبيرة.
لكن في الواقع، هذه القصة صنعت مني إنسانة جديدة، فإصرار والدي على أن أبدأ في أصغر إدارة جعلني أدرك معنى أن تكون موظفا صغيرا وتتعب وتجتهد لكي تترقى، وهو نهج وضعناه في مجموعة فؤاد الغانم، حيث نتابع الموظفين من أصغر حلقة الى أكبرها، ونكافئ المجتهد ونرقيه، فهناك KPI واضح لقياس أداء الموظفين، وهو ما يميز موظفينا ونحن فخورون بهم.
*لاحقا، كيف تابعتِ مسيرتك المهنية؟
- بعد ذلك، بدأت في التدرج في وظيفتي. من واقع خبرتي أعتقد أن التعليم الميداني والبدء من الصفر، يعطي خبرة أكبر بكثير من الدراسة، وهو ما أنصح به الشباب الكويتي الذي يريد أن يصنع نفسه بنفسه.
فالوظيفة الصغيرة التي بدأت بها في مجموعتنا اثرت تجربتي كثيرا. فخلالها اختلطت مع الموظفين وتعلمت منهم وعرفت كيف يديرون كافة أمور أعمالهم، وعرفت طريقة إدارة الاعمال بالكامل وحجم الجهد المبذول في عمل هؤلاء الموظفين، باختصار «تعرف قيمة الفلوس وكيف تجي ووين تروح».
*بداية مثيرة، لكن ماذا عن طبيعة عملك الآن بعد أن أصبحتِ بمنصب مهم في مجموعة فؤاد الغانم؟
- أنا لست من المديرين الذين يجلسون خلف المكتب ويتابعون من بعيد، فطموحي كبير في تطوير الأعمال لذا أنا احب متابعة العمل بنفسي ميدانيا.
فخلال مسيرتي، تعلمت الكثير من والدي، وهو شخصية تعلمك الدخول بتفاصيل العمل الميداني ومعرفة الأمور بشكل عميق، وارشدني في ذلك للتعمق اكثر في قطاع الاستثمارات.
كما يعود الفضل أيضا لأستاذي في الاستثمارات محمود إمام الذي اعتبره مدربي ومعلمي الأول في الاستثمارات.
والسيد محمود هو الرئيس المالي للمجموعة، وهو يعمل في المجموعة منذ اكثر من 45 سنة، وهو من أوصلني في الاستثمار إلى ما أنا عليه الآن، إضافة الى التجارب والاحتكاك مع الناس التي ساعدتني أيضا على التكوين المهني.
*كثير من القياديين في المجموعات الكويتية يفضلون الشهادات في موظفيهم، كيف تنظرين لهذا الأمر؟
- بالنسبة للموظفين، أنا افضل الخبرات على الشهادات، ومن هم يعملون على ارض الواقع أكثر من حملة الدراسات العليا.
بالنسبة لي، اهتممت بالجانب العملي اكثر من الجانب الدراسي، وطبعا لعبت الظروف دورا أيضا، ففي التسعينيات كان الغزو العراقي الذي اضطرني وكثيرين مثلي الى الجلوس في البلاد لمتابعة عملية اعادة اعمار الكويت، وهو أمر نعتز ونفتخر به كمجموعة.
مجموعة فؤاد الغانم
*أين مكانك اليوم في المجموعة؟
- حاليا أدير من خلال موقعي الاستثمارات الداخلية والخارجية في المجموعة.
وفي مجموعتنا، نعمل على أسس عالمية مهنية محترفة، اذ لدينا اجتماعات دورية بشكل أسبوعي نراجع فيها كل الملفات والخطط والاستراتيجيات، لنخرج بنتائج نعمل على أساسها.
لذلك مهما كان موقعك، فعليك الالتزام بالاستراتيجية وان تعمل بشكل واضح لتحقيق أهدافها.
*الى أي مكان ينوي الجيل الجديد أو الجيل الثاني في المجموعة أخذ مجموعتكم؟
- في الواقع، الجيل الأول في المجموعة وضع أسساً عالمية في العمل، كما ذكرت آنفا، لذا لا نرى نحن في الجيل الثاني أي تغييرات ضرورية أو ملحة، بل بالعكس، نرى أن ما صنعناه حتى الآن حدث بهدوء وبروية ومبنيا على قرارات استراتيجية.
*على ماذا تركزون أعمالكم الآن؟
- نحن متخصصون في القطاع الإنشائي والمقاولات وطاقة الكهرباء، ومجموعتنا تضم كل الشركات والمصانع التي تخدم هذا القطاع من اسمنت والمنيوم وعوازل ومعدات ثقيلة، وأعمالنا تمتد بالوطن العربي وتصل الى أوروبا.
*هل لديكم اهتمام بقطاع التكنولوجيا كجيل جديد؟
- نعم، لدينا اهتمام بهذا القطاع. دخلنا في مشاريع ناشئة، وكل الفرص التي جاءتنا من خارج السوق الكويتي وليس من الداخل، وخلال فترة وجيزة لا تتجاوز العامين تدرج في البورصة.
*ما حجم المشاريع التي تديرونها حاليا؟
- المجموعة تدير مشاريع عدة تصل قيمتها إلى 1.6 مليار دينار، وحجم النمو لدينا جيد.
نحن نعمل على ادارة مشاريعنا بأفضل صورة، لتكون النتائج دائما على قدر المسؤولية التي كلفنا بها من قبل الحكومات أو القطاع الخاص.
فنحن نبني علاقتنا على أسس استراتيجية وليس مرحلية، ويهمنا أن تكون مخرجات المشاريع أفضل مما توقعتها الحكومات، وموعد التسليم والإنجاز لا بحث فيه، اذ يجب أن يتم بالوقت ومن دون تأخير حتى يوم واحد.
*ما آخر مشاريعكم؟
- نحن فخورون أننا اصبحنا جزءا من حركة النهضة العمرانية والتنموية التي تجري في الكويت.
وهذا تشريف لنا وليس تكليفا.
وفي الآونة الأخيرة سلمنا مشروعات عدة من بينها مشروع مستشفى الرازي والخط السريع ومستشفى السرطان.
*مجموعات عائلية عدة أدرجت مؤخرا في البورصة الكويتية أو تفكر في ذلك، ما هو الوضع لديكم؟
- حتى الآن لم نقرر الإدراج في السوق، لا يعني هذا الرفض، لكن نحتاج إلى إدارة أعمالنا بالطريقة الصحيحة من ناحية التشغيل والعوائد.
اذا وجدنا في المستقبل صيغة التفاهم بوجود خطة محكمة بيننا وبين المستثمرين فلا مانع من ذلك، لكن هذا الأمر رهن المدى البعيد.
ملف "كفيك"
*لديك منصب آخر كرئيسة شركة كفيك، وقد حققت الشركة انجازا بعودتها الى الربحية، أين أنتم الآن في «كفيك»؟
- لقد عملنا في السنوات الأخيرة على إعادة هيكلة «كفيك»، وها نحن اليوم نجني ثمار الهيكلة بعودة الشركة للربحية وتحقيق نتائج جيدة واستمرارها في السوق رغم الأزمة المالية التي ضربت شركات الاستثمار.
في الواقع، ان بقاء شركة استثمارية في السوق رغم كل صعوبات الديون والوضع الصعب للأسهم في الأزمة وبعدها، هو إشارة للمستثمرين عموما والمساهمين خصوصا أن الشركة تمكنت من تجاوز الأزمات، وان الملاك فعلا مهتمون بها.
*على ماذا يركز نموذج أعمالكم اليوم؟
- «كفيك» تركز على الاستثمارات بشكل عام، وخصوصا الاستثمار المباشر في الدول الأوروبية والصين، فنحن نرى ان الاستحواذات المباشرة في السوقين الأوروبية والصينية تحقق أفضل مستوى ربحية، وثاني تركيز لها على الاكتتابات، حيث نرى ان الاكتتابات فيها عوائد جيدة.
*هل عاد النشاط الى قطاع شركات الاستثمار؟
- لا شك أن النشاط عاد الى قطاع شركات الاستثمار، اذا ما قارناه في السنوات التي تلت الأزمة المالية، لكن نلاحظ انه بطيء نظرا إلى العوامل السياسية والجيوسياسية المؤثرة على الاقتصاد في المنطقة.
بالنسبة لنا، نحن مؤمنون بـ «كفيك» ومستقبلها، ونخطط اليوم الى توسيع البزنس، ونحن بصدد التعاون مع شركات أخرى في هذا الإطار.
توجيهات البورصة
*كيف تقيمين واقع البورصة الكويتية الآن؟
- سوق الأسهم في صعود، هذا لا شك فيه، فالأزمة أصبحت خلفنا، وكل الشركات نظفت ميزانياتها، والمتبقي منها هو الأقوى الآن.
اعتقد ان هناك بعدا آخر لعب دورا جيدا، وهي التعديلات التي تضمنتها الخطة التنموية للدولة في تطوير أسواق المال، حيث نحن نعيش نتائج التعاون بين البورصة الكويتية وهيئة أسواق المال والمقاصة، وإجراء التعديلات الأخيرة في البورصة من تقسيم للسوق واعتماد مؤشرات وزنية التي انعكست على أرباح السوق عموما.
وهذا الامر ينعكس على المؤشر العام ومؤشرات السوق الاول التي قفزت بنسب تتجاوز 10% منذ بداية العام، وهي نسبة تعتبر بين الأعلى عالميا.
*من واقع خبرتكم في أسواق المال، هل تعتقدين انه الوقت المناسب لعودة المستثمرين الى الأسهم؟
- هناك فرص كثيرة في الأسهم، واصبح مهما عودة المستثمرين للسوق لصيدها. طبعا الواقع تغير اليوم عن السابق، اذا أراد المستثمر شراء سهم فالأفضل أن يبحث عن سهم بعائد جيد وتوزيعات مناسبة، فالشركات التشغيلية هي اليوم التي تقود بعد أن كانت شركات ورقية فيما قبل الأزمة، وهذه زمانها انتهى.
المشاريع التنموية
*البعض يرى أن الإنفاق الرأسمالي على مشاريع الدولة الكبرى لم ينعكس على السوق كما كان متوقعا؟
- في الغالب هذه المشاريع الكبرى تحتاج وقتا لتنعكس على الاقتصاد الجزئي، والبعض خلط بين السياسة والاقتصاد لضرب جهود حكومية لا يمكن إنكارها.
فكل الحكومات تعمل على تنشيط البنية التحتية كوسيلة لإعادة تحريك الاقتصادات في الأزمة، وهو ما فعلته الحكومة الكويتية بإطلاق خطة مشاريع عمرانية وتنموية في مناطق عدة.
حاليا الاتجاه العالمي يقضي بإشراك القطاع الخاص من شركات ومواطنين في هذه المشاريع، حتى تخفف الحكومة عبء التمويل او إيجاد سيولة لهذه المشاريع، في وقت يمكن للقطاع الخاص ان يشاركها في التمويل والإنشاء، وهو ما يعرف بـ PPP.
صحيح ان هذه المشاريع لم تظهر حتى الان بالصورة المأمولة، لأنها نموذج عمل جديد، ولم تعتد الحكومات الثرية عليها لكن لا شك انه اتجاه حديث وسيزداد، خصوصا عندما نبدأ في حصاد نتيجته مثل اكتتاب المواطنين في هذه الشركات ثم إدراجها في البورصة، سيشعر المواطنون انهم فعلا مشاركون في مشاريع الدولة الانمائية. ونحن ننتظر الآن أول تجربة وهي شركة الزور للكهرباء.
أضف الى ذلك، ان ما يجري اليوم من استحواذات واندماجات يدل على عودة النشاط الى الاقتصاد بفضل عودة السيولة الى الشركات التي كان سببها أصلا الضخ الحكومي للسيولة في الاقتصاد، لان البنوك توقفت عن الإقراض بشكل كبير بعد الأزمة، لذا كان الحل الوحيد بتدخل الحكومة.
*عند الحديث عن صفقات الاستحواذات، كيف تقيمين صفقات «كامكو» و«غلوبل» وهل تخشون كشركة استثمارية من وجود شركات ضخمة؟
- على العكس استحواذ «كامكو» على «غلوبل» سيعيد النشاط والحركة الى قطاع الاستثمار، واقتصاد الكم غالبا ما يساعد على تحريك السوق، لأن التكاليف تصبح أقل ما يساعد هذه الشركات على اتخاذ مخاطرة أكبر وتمويل أو الاقتراض بشكل أكبر، وهي عوامل ستحرك الائتمان وتجذب المستثمرين للأسهم.
واعتقد ان هذا الاستحواذ سيرفع المنافسة في القطاع، فعندما تكون لديك شركات صغيرة وشركات كبيرة، فذلك يخلق جوا من المنافسة، ولكل شركة حجمها في المنافسة، كما ان الشركات في الكويت محدودة، لذلك نرى ان التفاوت في أحجام الشركات شيء صحي.
*ماذا عن اندماج «بيتك» مع «الاهلي»؟
- ظاهرة الاستحواذات والاندماجات صحية عموما، وتظهر أن الاقتصاد حي وينمو. «بيتك» ينوي الاستحواذ على بنك بحريني، وهناك الكثير من المؤشرات الإيجابية لهذا الاستحواذ.
فعلى الصعيد الداخلي، هما بنكان مكملان لبعضهما من الناحية التشغيلية، فكل بنك متواجد في سوق يحتاجها الآخر.
على الصعيد الخارجي، نحن نفخر بأن بنكا كويتيا يتوسع خارج الحدود، وهو أمر ليس جديدا على «بيتك» كما قام بالأمر نفسه البنك الوطني وبنك الأهلي الكويتي في السابق بدخولهما مصر.
ملف الاستثمار
*لديكم اتصال مباشر مع المستثمرين، فأين ترين توجههم خلال الفترة المقبلة؟
- في نظري، المستثمرون يتجهون في السوق الكويتي للأسهم القيادية والأسهم ذات التوزيعات الجيدة، وهذا ما نراه من خلال مراقبتنا للسوق عبر «كفيك». واعتقد ان هذا توجها سليما وينم عن وعي استثماري جديد لدى الجيل الجديد من الشباب المستثمر او للمستثمرين الذين عانوا الأمرين في الأزمة الماضية.
وان كانت هناك حسنات للأزمة، فهي انها تعلمك أين تضع أموالك وكيف تستثمر بشكل صحيح.
فالخسارة دائما ينظر لها بشكل سلبي، وهي فعلا كذلك لأن «المال عديل الروح»، لكن لابد ان ننظر الآن للجانب الإيجابي فيها، حيث انها علمت الناس درسا في الاستثمار، يمكن ان يؤسس لشيء جيد بالمرحلة المقبلة.
واذ اذكر هنا بالماضي لكي أقول لمن يريدون الاستثمار بالأسهم ان ينتبهوا فالطفيليون يظهرون دائما بشكل وطريقة عمل جديدة.
*ريهام الغانم، أين تفضل الاستثمار شخصيا؟
- افضل الاستثمار في المقاولات نظرا إلى طبيعة عملي فيها وخبرتي فيها.
أما على صعيد الأسهم، فأختار الأسهم الرائدة وذات التوزيعات الجيدة والمستمرة بشكل سنوي، حتى لو كان العائد ثابتا، فعلى الأقل يكون وضع وأداء السهم واضحا بالنسبة لي.
وغالبا توزيعات الأسهم سواء في الكويت أو خارجها تكون في القطاعات الصحية أو التعليمية بالإضافة إلى قطاعات أخرى مثل البنوك وشركات قديمة ورائدة.
*هل تلاحظون اهتماما من قبل المستثمر الأجنبي بالسوق الكويتي من خلال علاقاتكم؟
- نعم، هناك اهتمام من الأجانب لدخول السوق الكويتية. وألاحظ ان الحكومة تبذل جهدا كبيرا لاستقطاب المستثمر الأجنبي، وهم، أي المستثمرون الأجانب الذين نلتقيهم، نلاحظهم يسألوننا عن الضرائب واذا فعلا تم إعفاء الأجنبي منها، ونحن نؤكد هذه المعلومات ونحيلهم الى هيئة تشجيع الاستثمار الاجنبي ليأخذوا المعلومات الصحيحة منها وشروط الدخول.
تبقى المشكلة في نموذج الأجانب الذين نريدهم وكيف سيغيرون أو يضيفون للسوق الكويتية.
اعتقد أننا نحاول جذب شركات ومستثمرين يجدون ضالتهم في أسواق إقليمية وليس لدينا.
لذا علينا تغيير طريقة تفكيرنا واستراتيجيتنا في استقطاب هؤلاء. مثلا يمكننا ان نكون مركزا لتعدين العملات بما ان الكهرباء رخيصة لدينا.
هناك أفكار كثيرة يمكن ان تتميز بها بحكم موقعنا وبحكم الميزات التنافسية لدينا.
الضرائب والفائدة
*بما انك تحدثت عن الضرائب، كيف تنظرين لملف فرض الضرائب؟
- أظن ان الحكومة كانت حكيمة في تأجيل تطبيق هذا الملف، لان توقيته لم يكن مناسبا في حال لو طبق العام الماضي.
فالشركات كانت غير مستعدة لهذا التطبيق بنسبة 10%، وكان سيؤدي لتباطؤ اضافي لنمو القطاع الخاص.
فنحن نعيش عصر الفائدة الصاعدة، وحتى لو اتخذ بنك الكويت المركزي قرارات جريئة بعدم اللحاق بالمركزي الأميركي في كل مرة يرفع فيها الأخير الفائدة، إلا أننا سنصل يوما ما الى فائدة مرتفعة جدا ولو أضيفت اليها الضرائب لما كنا استطعنا النهوض مجددا، وسنفقد دورة الانتعاش التي تعيشها الأسواق العالمية الآن.
أي الأسواق تفضلينها الآن؟
- السوق المصري، وهو سوق واعد برأيي، هناك من يقول ان السوق المصري «يخوف»، وانا أقول ان كل الأسواق «تخوف»، فتذبذب الأسواق أمر طبيعي.
لكن مصر «جاء وقتها» وهي الفرصة الأنسب الآن، فعائد الاستثمار من العقار المصري مرتفع، ويمثل ما يقارب 30% سنويا، وهو عائد ممتاز.
وللعلم قانون الاستثمار الأخير الخاص بمصر من افضل القوانين التي تم إخراجها.
وأنا توجهت الى قطاع العقار، فالمشاريع في مصر تقدم عائدا جيدا، ومشاريعنا في مصر مع شركة B-invest وهي شركة مدرجة تقوم بأعمالها بشكل ممتاز وعلى اكمل وجه، كما دخلنا في المشاريع السكنية في الساحل الشمالي وهي أماكن سياحية.
*ماذا عن السوق الأميركي؟
- الصعود السريع للسوق الأميركي جعلنا نتمهل قليلا وننتظر لكي تتضح الرؤية.
*وكيف ترين السوق البريطانية مع Brexit؟
- سوق إنجلترا أيضا واعد، وعملة الباوند منخفضة، لذلك اعتقد انه لمن يملك الكاش فإن سوق إنجلترا فرصة استثمارية في عدة قطاعات، وفي مقدمتها القطاع الصحي.
هناك مستثمرون يفضلون الآن الابتعاد عن السوق البريطاني لان غير واضح اتجاهات البريكست، ويفضلون مثلا الذهاب الى برلين.
*ماذا عن السوق التركي؟
- السوق التركي لم نستثمر فيه رغم كثرة العروض التي أتتنا، واعتقد ان انخفاض سعر الليرة أسبابه سياسية اكثر من ان تكون اقتصادية.
*إقليميا، أين استثمارات المجموعة بين السوقين السعودي والإماراتي؟
- لدينا استثمارات عقارية في السعودية والامارات، في الامارات لدينا عقارات للعمالة جدا ضخمة، وفي السعودية نقوم بأعمار مدينة متكاملة تحتوي على عقار ومارينا وسوق وهي تحت إشراف الهيئة الملكية في مدينة الجبيل.
أما التوسع اكثر من ذلك، فلا يوجد لدينا خطط في الوقت الراهن ان نتوسع اكثر، إلى حين ان نرى مستقبل أعمالنا في المنطقة.
نصائح للشباب الكويتي ورؤية ريهام الغانم للأعمال
- أنصح الشباب الكويتي بالبدء من الصفر.. فالقفز سريعا لن يعلمك شيئا.
- بدأت من اصغر ادارة.. هذه التجربة علمتني قيمة المال وكيف يأتي ويذهب.
- لست من المديرين الذين يجلسون خلف المكتب.. أحب العمل الميداني.
- فؤاد الغانم شخصية تعلمك الدخول بتفاصيل العمل الميداني.
- أفضل خبرة الموظف على شهادته.. فأنا اهتم بالجانب العملي.
عن «كفيك» والبورصة
- شركة كفيك تجاوزت المرحلة الحرجة.. وبقاؤها إشارة إلىاهتمام الملاك بها
- أجرينا تغييرات عدة في «كفيك» وعدنا بها للربحية وقلصنا الديون
- نموذج عمل «كفيك» يركز الآن على الاستثمار المباشر.. ومهتمون بأوروبا والصين
- اقتصاد الكم يحرك الأسواق.. لذا صفقات الاستحواذ والاندماج لمصلحة السوق
- اندماج «بيتك» و«الأهلي المتحد» مؤشر على أن اقتصاد الشركات حي وينمو رغم التحديات
- الأزمة السابقة علّمت الناس التفرقة بين الغثّ والسمين.. لكن انتبهوا الطفيليون يعودون دائماً
- للحكومة.. خيراً فعلتم بتأجيل الضرائب فلا يمكن تحملها مع ارتفاع الفوائد
بين السياسة والاقتصاد.. والفرص
- لا تخلطوا بين السياسة والاقتصاد.. النمو الحاصل بفضل الإنفاق الحكومي
- الحكومة فعلت ما يُفترض فعله في الأزمات.. ضخت سيولة بالمشاريع العملاقة
- نأمل أن نرى سريعاً نتائج مشاريع الشراكة.. ستغير المشهد شكلاً ومضموناً
- اذهبوا بعيداً في تنويع الاقتصاد ولا تقلدوا نماذج إقليمية.. لنكن مركزاً لتعدين العملات
- أرى فرصاً بالسوق المصرية.. عائد العقار يقارب 30%
- الفرص أيضا بالسوق البريطانية.. لمن يملك «كاش» عليه استغلال الفرصة
معايير انتقاء الأسهم
- ابحث عن السهم التشغيلي.. فالشركات التشغيلية هي التي تقود اليوم.
- السهم الجيد في وضعنا الاقتصادي والجيوسياسي هو السهم ذو العائد والتوزيعات المناسبة.
- ابحث عن الشركة التي نظفت ميزانيتها وتمكنت من عبور أقوى أزمة في تاريخ الشركات.
- الإدارة الجيدة وسمعة الملاك أمر ضروري أيضا لانتقاء سهم يمكن الوثوق به.
تعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}