شركات عقار بأبوظبي تستأنف تطوير مشاريع مؤجلة بعد تحسن الطلب

تستأنف شركات تطوير بأبوظبي تنفيذ مشاريع عقارية تم تأجيل تنفيذها لعدة سنوات بسبب تباطؤ النشاط العقاري، تأثراً بتداعيات الأزمة المالية العالمية، فيما تعتزم شركات البدء في تطوير مراحل جديدة بعدد من المشاريع الجاري تنفيذها بالعاصمة، للاستفادة من تحسن معدلات النمو بالقطاع وارتفاع الطلب.

وقال مسؤولون عقاريون لـ «الاتحاد» إن الفترة الأخيرة شهدت مؤشرات عديدة على بدء تعافي القطاع العقاري بالعاصمة، بعد فترة من التباطؤ، ما دفع كثيراً من الشركات لدراسة فرص تنفيذ بعض المشاريع التي تم الإعلان عنها قبل عدة سنوات، لاسيما مع زيادة التوقعات بعودة كثير من المستثمرين إلى السوق العقاري خلال الفترة المقبلة.

وأكد محمد الهبش المدير التجاري بشركة هيدرا العقارية إن الشركة تعتزم البدء في الأعمال الإنشائية للمرحلة الثانية من مشروع «هيدرا أفنيو» بجزيرة الريم، التي تتضمن 3 أبراج توفر 800 شقة، قبل نهاية العام الحالي، على أن يتم إنجازها في عام 2017، وذلك تزامناً مع عودة النمو بالقطاع العقاري، وحدوث زيادة ملحوظة سواء في أسعار البيع أو التأجير للوحدات السكنية في أبوظبي.

وأوضح أن الشركة كانت تعتزم تنفيذ المرحلة الثانية من «هيدرا أفنيو» قبل عدة سنوات، ولكن تم التأجيل بسبب ظروف السوق بعد الأزمة المالية، مشيراً إلى أنه سيتم تسليم كامل وحدات المرحلة الأولى من المشروع خلال شهر أغسطس المقبل، والتي تضم 906 شقق سكنية في ثلاثة أبراج.

وأشارت نتائج مؤشر دورة الأعمال لإمارة أبوظبي لعام 2013 الصادر عن إدارة الدراسات بدائرة التنمية الاقتصادية أبوظبي مؤخراً، إلى التحسن الكبير في القطاع العقاري وانتعاش حركة الطلب على الوحدات العقارية بشكل جيد.

من جانب آخر، أطلقت شركة الدار العقارية، مؤخراً مشروع جزيرة «ناريل» في منطقة البطين، والذي كانت الشركة قد أعلنت عن عزمها تنفيذه منذ عام 2009.

وجاء إعلان «الدار» عن تنفيذ المشروع ضمن خطة إطلاق 3 مشاريع سكنية جديدة في أبوظبي، بقيمة إجمالية تصل إلى 5 مليارات درهم، وذلك من أصل 23 مشروعاً عقارياً تحت الدارسة.

ويضم مشروع «جزيرة ناريل» 143 قطعة أرض مخصصة للمواطنين، وستتولى «الدار» إنجاز جميع أعمال البنية التحتية من طرق وجسور وأعمال صرف صحي وكهرباء ومياه بالمشروع، فيما سيقوم العملاء ببناء الفلل والمساكن الخاصة بهم وفق نماذج محددة يمكنهم الاختيار منها، وبما يناسب مختلف الخيارات.

وتم وضع المخطط العام للمشروع بالتوافق مع المعايير المتبعة من قِبل مجلس التخطيط العمراني بأبوظبي، ويقع المشروع على جزيرتين مترابطتين، تضمّ كل منهما قطع أراضي مخصصة للفيلل عالية المستوى.

تعديلات خاصة

إلى ذلك، قالت سامية بوعزة المدير التنفيذي للمبيعات والتسويق بشركة طموح العقارية أن الشركة تستأنف تنفيذ الأعمال الإنشائية بمشروع «مينا بلازا»، الذي تتولي الشركة تطويره بمنطقة ميناء زايد في أبوظبي، خلال العام الحالي، متوقعة تسليمه مطلع العام 2016.

وأوضحت بوعزة أن الشركة أنجزت أكثر من 60% من الأعمال الإنشائية بالمشروع. وكانت أعمال البناء بالمشروع قد توقفت قبل نحو 3 سنوات، تمهيدا لإدخال بعض التعديلات الخاصة ببعض الطوابق.

ويتألف المشروع من 3 أبراج سكنية وبرج مكتبي، وتصل مساحة البناء إلى 246 ألف قدم مربعة، ويحتل موقعاً متميزاً عند مدخل منطقة الميناء، حيث يطل من ثلاث واجهات على البحر، فيما تطل الجهة الرابعة على الطريق المؤدية إلى مركز المدينة.

وتتألف الأبراج من 47 و36 و36 و28 طابقاً، وتحتوي الأبراج السكنية الثلاثة علي 619 وحدة سكنية، وتتراوح مساحة الوحدة بين 700 و1600 قدم مربعة، فيما يضم البرج تجاري 120 ألف قدم مربعة من المساحات المكتبية، إضافة إلى 85 محلاً تجارياً.

ويعد ‘’ميناء بلازا’’ أول تطوير عمراني من نوعه في منطقة ميناء زايد، التي تعد أقل المناطق من حيث الكثافة السكانية في العاصمة أبوظبي، وأضافت بوعزة أن المشروع يشمل أيضاً طابقاً للأنشطة الترفيهية، يضم صالات للألعاب والعديد من النوادي وأحواض السباحة وملاعب للأطفال، فضلاً على مستويين مخصصين للمحال التجارية مع قاعات الطعام، إضافة إلى توفير مركز طبي مع مواقف سيارات.

توفر الخدمات

من ناحية أخرى، قال الدكتور سليمان محمد الضلعان المدير العام لشركة إشراق العقارية أن الشركة ستبدأ الأعمال الإنشائية في برج المارينا رايز في جزيرة الريم خلال الربع الثاني من العام الحالي، مشيرا إلى ارتفاع الطلب على السكن بجزيرة الريم خلال الفترة الأخيرة، لاسيما مع توفر الخدمات.

وقال الضلعان إن الشركة أنهت أعمال التصاميم الخاصة بالمشروع، فيما أطلقت بيع الوحدات السكنية في البرج، الذي يتألف من 24 طابقا، تضم 234 شقة، بواقع 85 استوديو و117 شقة مؤلفة من غرفة واحدة، و26 شقة مؤلفة من غرفتين، إضافة إلى 6 شقق ذات 3 غرف، بجانب 1096 متراً مربعاً من المحال التجارية.

وكانت «إشراق» قد أعلنت قبل نحو 4 سنوات عن تنفيذ مشروع «مارينا رايز»، والذي يضم 21 برجاً سكنياً وتجارياً وفندقياً، إضافة إلى مركز تسوق ضخم، ومجموعة من الفيلل، ويوفر المشروع نحو 2880 وحدة تجارية وسكنية.

وأوضح الضلعان أن الشركة ستبدأ أعمال التشييد في أول برج بالمشروع، فيما سيتم لاحقاً تطوير أبراج أخرى، فضلاً على بيع قطع أراض لعدد من المطورين الذين سيباشرون تطوير عدد من الأبراج.

ويتكوّن البرج من طابقين تحت الأرض للمواقف وطابق أرضي ومنصتين، ويحتوي على محال تجارية ومطاعم ومقاهي، كما يحتوي على مواقف للسيّارات ونادٍ رياضي وحوض سباحة ومساحات مخصصة لألعاب الأطفال.

وأكد الضلعان أن مشروع «مارينا رايز» يتيح إمكانية الشراء لجميع الجنسيات ويحق للمواطنين الإماراتيين، ومواطني دول مجلس التعاون الخليجي التملك الحر في الوحدات السكنية والتجارية بالمشروع، وبالنسبة للمقيمين، وغيرهم يحق لهم التملك بنظام حق الانتفاع لمدة 99 عاماً.

زيادة النشاط

من جانبه، أوضح محمد الهبش أن الفترة الحالية تشهد عودة كثير من المستثمرين للسوق العقاري، كما أن كثيراً من شركات التطوير العقارية تتجه حالياً لزيادة النشاط، للاستفادة من تحسن معدلات النمو بالقطاع.

وأشار إلى زيادة فرص الاستثمار بالقطاع العقاري في الدولة، لاسيما مع زيادة العائد الاستثماري.

وكشفت دراسة حديثة أعدتها شركة «تسويق» أن العائد على الاستثمارات العقارية في الإمارات يتراوح بين9% و12% سنوياً، ليشكل عامل جذب أساسي للمستثمرين المحليين، والدوليين، موضحة أن مساهمة القطاع العقاري الإماراتي في إجمالي ناتج الدخل القومي للدولة، تصل إلى 111,4 مليار درهم بنهاية العام 2013، بينما يتوقع أن ترتفع إلى 118 مليار درهم بنهاية العام 2014.

وأوضح الهبش أن 15 إلى 20٪ من ملاك شقق المرحلة الأولى من مشروع «هيدرا أفنيو»، التي بيعت بالكامل، يعتزمون السكن بالمشروع، في حين يعتزم بقية الملاك استثمار وحداتهم عبر طرحها للإيجار.

ويضم مشروع «هيدرا أفنيو» عند استكمال تنفيذه 6 أبراج يتراوح ارتفاعها بين 24 و29 طابقاً. ويتراوح سعر القدم في المشروع بين 1200 و1300 درهم.